جهاد الرنتيسي
الحوار المتمدن-العدد: 2823 - 2009 / 11 / 8 - 00:19
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لايران حضور المؤامرة في الذهنية العراقية ، تكفي زيارة احد مسؤوليها للعراق ، او حتى اطلاق احدهم تصريحا حول تطورات اوضاعه ، لاثارة المخاوف من مكائد جار الشرق ومخططاته .
ولهذا الحضور عدة ابعاد ، فهو يتعدى ارث العداء مع ملالي طهران ، بتحوله الى افراز لحدث يومي ، يؤثر في اللحظة العراقية الراهنة ، ويعيق محاولات تجاوز الازمات المتراكمة .
كما تتعدد اشكال المؤثر الايراني ، بتوغلها في جميع مناحي الحياة العراقية ، الى الحد الذي يمس شعور العراقي بمواطنته ، وحقه في السيادة على بلده ، وتقرير مصيره ، ويبقيه في حالة قلق دائم على أمنه .
فهناك شبهات التفجيرات التي حولت ايام العراقيين الى جحيم حقيقي ، والنشاط الاستخباري الذي لا يتوقف ، وتحويل طيف من القوى السياسية العراقية الى توابع، ومحاولات الاستحواذ على القرار السياسي العراقي .
ولذلك لم يعزل الشارع السياسي العراقي زيارة رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني لبغداد عن سياق ردود الافعال التي اعقبت تشكيل التحالف الوطني الذي يضم اياد علاوي وصالح المطلك ويمتلك حظوظا وافرة لاحداث حالة من التوازن في المشهد السياسي العراقي .
فقد ترافقت زيارة لاريجاني مع التصريحات القلقة التي اطلقتها الابواق الايرانية في العراق للتحذير من عودة البعثيين الى واجهة المشهد .
وبالتالي كان من الطبيعي في مثل هذه الحالة ان تتمحور اجندة لاريجاني في العراق حول ضمان عدم فلتان خيوط اللعبة السياسية العراقية من بين اصابع الملالي .
فالتسريبات التي تتداولها الاوساط السياسي العراقية تدور حول تركز مباحثات لاريجاني حول توحيد القوى الحليفة لايران ـ ممثلة بالائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون ـ في مواجهة تحالف القوى الوطنية .
ولا يخلو الامر من دفع حكومة نوري المالكي لتصعيد الضغوطات على اللاجئين الايرانيين في مخيم اشرف حيث شهدت الايام الماضية تزايدا في التحرشات الهادفة لاجبارهم على نقل مخيمهم بعد فشل محاولات تسليمهم لايران .
في مواجهة هذه الاجندة ، دقت مقاطعة النواب العراقيين المئة لزيارة لاريجاني ، ناقوس الخطر مجددا ، لتحذر من تكثيف الجهد الايراني في العراق ، خلال الفترة التي تسبق الانتخابات النيابية ، وانعكاسات مثل هذا التطور على تركيبة البرلمان المقبلة .
فلم يخل تاكيد هؤلاء النواب من دلالات على رفض الشرائح العراقية الاوسع للدور الايراني في العراق .
الا ان هذه الدلالات تحتاج الى دور عربي يلتقطها ويبني عليها سياساته المقبلة في العراق للحد من الدور السياسي الايراني .
فالواضح من خلال المؤشرات المتوفرة ان المزاج العراقي يلفظ المحاصصة الطائفية التي تغذيها قوى التطرف الديني .
لكن هذا المزاج بحاجة الى حاضنة عربية ودولية لترجمته على ارض الواقع وتوظيفه سياسيا .
ولا يمكن لعملية التوظيف والترجمة هذه ان تنجح دون توفير الاسناد اللازم للقوى غير الطائفية .
#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟