|
حوار طارق حجي مع نخبة من المثقفين العرب
طارق حجي
(Tarek Heggy)
الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 23:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حوار المفكر المصري طارق حجي مع نخبة من مثقفي العالم العربي والذى نشرته جريدة "العرب اليوم" الأردنية فى عددها الذى صدر يوم الأحد أول نوفمبر 2009
محمد الصدوقي-كاتب مغربي الأستاذ الفاضل طارق حجي تحية أخوية -في نظركم ماهي العوائق الفكرية والثقافية لإشكالية النهضة والتقدم العربيين؟ طارق حجي الأستاذ / محمد الصدوقي إبن المغرب الحبيب الذى قضيت فيه أجمل سنوات العمر (1976 / 1979) كأستاذ مساعد بكلية الحقوق بجامعة محمد بن عبدالله بمدينة فاس التى لا نظير لها : منذ أيام صدر فى القاهرة وفى 500 صفحة كتابي السادس والعشرون (سجون العقل العربي) والذى ما هو الا محاولة متواضعة للإجابة عن سؤالك المصيري . وقد أرجعت عدم قدرتنا على اللحاق بقطار التقدم للأسباب التالية : (1) إنتشار فهم رجعي للدين وهيمنة طبقة من رجال الدين أصحاب المحصول المعرفي والبناء الثقافي الهزيل والماضوي فى معظمه (2) التخلف الكلي لنظمنا التعليمية التى تكرس قيم التخلف لا قيم التقدم (3) مناخ ثقافي عام كرس الخوف من الحداثة وصورها كنافية للهوية وللخصوصيات الثقافية لمجتمعاتنا ... وأرجعت المسئولية بالكامل لنوعية جكامنا ونظمهم ورجالهم الذين غما انهم غير قادرين على وصف العلاج وتتطبيق وصفة المعالجة او انهم لا يعنيهم الأمر غذ تنصب اهتماماتهم على اشياء اخري اولها الإحتفاظ بالحكم وثانيها مضاعفة مغانمهم الشخصية. ********* حازم حسن كوجي مارائك بالديانة الايزيديية *** اذا انت مطلع على شعوب العالم ارجو تبيان نظرك. طارق حجي الأخ العزيز الأستاذ حازم حسن كوجي ... أوليت دراسة الأديان الإبراهيمية وغيرها اهتماما فائقا . وهو ما تمخض عن مشاركتي (مع آخرين) فى تأسيس كرسي الدراس القبطية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ثم منحة بإسمي بجامعة تورونتو بكندا لدراسة علاقات المسلمين باليهود فى الأندلس قبل 1492 وهى أروع فترات حياة اليهود فى القرون الوسطي حيث كانوا (بمعايير الزمن) فى نعيم لم يعيشوا فى مثله فى أوروبا المسيحية قط . وقد درست أيضا سائر الفرق الإسلامية وبالذات الفرق السرية ، وأوليت إهتماما فائقا بالقرامطة والحشاشيين والإسماعيليين والدروز والعلويين (وبالذات الفرقة النصيرية) كما درست الايزيديية دراسة مستفيضة واحببت الانسات الذى تنتجه ... كما درست العديد من الديانات (غير السماوية) والتى أفرز بعضها من الأخلاق والخلال ما هو أكثر من رائع . وأخيرا ، فقد ولعت بدراسة اللاهوت المسيحي ومحطاته الكبري (مجمع نيقيا + إفسس + خلقدونيا) ... والنتيجة التى خرجت بها هى الانسان يتجاوز حدوده عندما ينصب نفسه حكما على عقائد الآخرين . وان على المرء العاقل ان يحترم لأقصي حد عقائد الناس على تباينها وألا ينطلق من كونه على صواب وكون الآخين مخطئين . فهذا الحكم ما هو الا عبث طفولي من منظور المعرفة الرحبة . وبناءا عليه ، فأنا شديد الإحترام للديانة الايزيديية وشديد التقدير لأتباعها ولما يتسمون به من انسانية بالغة العلو. ********* حسين الشقيرات-باحث وكاتب تحياتي لضيفنا ولكم جميعاً؛ وأود أن أتسائل: مع أي المقولات أنت أيها المفكر العربي: - مصر= تنتمي إلى الفرعونية. - = = = = = = = = القبطية. - = = = = = == = العروبة؟ مع أيها أنت؟ وما هو تبريرك لما تراه؟ وما هي الادلة التي تسوقها؟ شكرا جزيلا. طارق حجي الأستاذ الفاضل /حسين شقيرات : سؤالك مهم للغاية . فالعقل العربي (بوجه عام وليس بشكل مطلق) تأثر بشدة بسوسيولوجيا قبائل الجزيرة العربية وهى السوسيولوجيا التى أبدع ابن خلدون فى وصفها فى مقدمته ذائعة الصيت . ومن ملامح الذهنية التى انتجتها سيوسيولوجيا البداوة العربية عدم القدرة على فهم الأشياء المركبة من عدة رقائق . وهذه العقلية هى اليوم فى حالة تضاد قوي مع العقل الذى انتجته الحضارة الغربية والقائم على فعاليات العقل النقدي. فالبدوي الذى من بني عنيزة (مثلا) لا يتقبل الا انه من العنوز ! أما النرويجي فيتقبل بإيجابية ان هويته متعددة الرقائق : فهو نرويجي وهو فى نفس الوقت إسكندنافي وهو فى ذات الوقت أوروبي كما أنه فوق كل ذلك "إنسان" . لقد تسلل من العقل البدوي الصحراوي القبلي للثقافة العربية الحديثة عقل بسيط يميل للبعد الواحد ولا يكاد يفهم التركيبية وروعة التعددية (ناهيك عن التعددية فى إطار الوحدة) كأن يري المصري انه مصري وانه من شعوب البحر المتوسط وانه مرتبط ثقافيا بشدة بالاسلام (تاريخا وثقافة) وبدرجة تالية بالمسيحية الشرقية ، كما انه مرتبط بحكم الجغرافيا بالقارة الإفريقية .... وقبل كل ذلك : أن اللغة العربية ليست مجرد أداة تواصل وانما وعاء ثقافي جعل من مسيحي سوريا الكبري هم رواد الثقافة العربية المعاصرة . بعد هذا الشرح اللازم اقول انني فى كلمة واحدة مصري . وقد أكون بالإضافة لكل ذلك نوبيا ، ولي كنوبي بعدا ثقافيا نوبيا لا يمكن ان ينكر . ولكن كوني مصريا لا ينفي ان اللغة العربية وثقافاتها والاسلام والمسيحية الشرقية وآثار الموقع الجغرافي على الساحل الجنوبي الشرقي للبحر المتوسط هى من أركان هويتي وبنياني المعرفى والثقافي. وهكذا يكون من العبث المعرفي ان أنتمي لمصر الفرعونية أو القبطية ، فكل واحدة منهما ليست الا رقيقة واحدة من رقائق هويتي المركبة بحكم الجفرافيا والتاريخ. ولا شك ان المكون العربي فى تكويني المعرفي والثقافي اشد ثراءا وتأثيرا من المكون الفرعوني . يقول الأديب النرويجي الفذ هنريك إبسن ان الهوية مثل ثمرة البصل : ليس اللب او الجوهر هو المهم ، وانما الرقائق ، فبدون الرقائق لا توجد البصلة ، وبلغة جان بوا سارتر ، فان رقائق الهوية هى عناصر الماهية ! ********* الدكتور محمد مسلم الحسيني الأستاذ الفاضل طارق حجي...ماهي ،بنظركم، الأسباب التي أدت وتؤدي الى إنحدار الوعي والثقافة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية؟ وكيف ترون مستقبل أجيالنا وآباؤهم راحلون في سفر التخلف والإنكماش في شتى المجالات؟. ثم كيف تقرأ ، أستاذنا الفاضل، ولوج شرائح كبيرة من مجتمعاتنا في جحور التعصب الديني والطائفي أو في ثقافة تكفير وقتل الآخرين؟. وما هو دور المثقف المتفتح الذي يمضي في دروب مظلمة لا يرى أحدا فيها...ولا يراه أحد ....!؟ ألا ترون بأن مجتمعاتنا غاطسة في أمراض إجتماعية قد تلعب دورا هاما في تدني الأحوال السياسية والإقتصادية والنفسية والثقافية....وبأي شيىء يجب أن نبتدي لتغيير النفس والحال؟ مع شكري الجزيل لكم. طارق حجي الدكتور الفاضل محمد مسلم الحسيني : ذكرت فى رد سابق لي على هذه الصفحة ومنذ دقائق إعتقادي الشخصي أن الثقافة الدينية القرو-أوسطية الشائعة فى مجتمعاتنا ونظمنا ومؤسساتنا التعليمية منبتة الصلة بالعصر والعلم ومسيرة التقدم الإنساني والخوف غير المبرر على الهوية والخصوصيات الثقافية ومقاطعة الحداثة هى (فى إعتقادي واجتهادي الشخصي) الأسباب التى أدت وتؤدي الى انحدار الوعي والثقافة فى مجتمعاتنا . وأضفت ان نوعية الحكم والحكام فى مجتمعاتنا لا تسمح ببدء رحلة العلاج من آفاتنا إما بسبب جهلها أو فسادها او استبدادها او بسبب كل ذلك معا . أما طبقة الإنتلجنسيا التى تفضلت بالإشارة لها ، فهى مقهورة ومكبلة وموضوعة فى أطر تحول بينها وبين الإنخراط فى عملية إخراج لمجتمعاتنا من الجحور التى وصفتها أنت بدقة ... وأعتقد ان هناك سبل عديدة لمقاومة هذا الواقع المؤلم ، إلا أنني أعتقد ان انجعها هو كفاح المجتمع المدني من أجل نظم ومؤسسات تعليمية عصرية تقوم على تفعيل الطاقات الإبداعية وليس على إختبارات الذاكرة ... فبدون هذا التعليم ستجرفنا مياه وأعاصير الواقع لدرك أشد عمقا فى بئر التخلف والإخفاق. ********* علي مفلح حسين السدح الاستاذ طارق حجي .. برأيك هل يجوز لجيل الهزيمة في الوطن العربي أن يحجب عن الاجيال الجديدة حلم الوحدة العربية وهل الوحدة العربية اصبحت مرهونة بإخفاق جيل واحد ؟ طارق حجي السيد الفاضل / علي مفلح حسين السدح : الوحدة (فى إعتقادي وإجتهادي) ليست ثمرة فوق شجرة تمتد لها اليد وتلقفها . الوحدة مشروع له آلاف التفاصيل السياسية والإقتصادية والثقافية والتعليمية والإجتماعية . وهذه التفاصيل تحتاج لعمل تفصيلي دؤوب وبرامج دقيقة ووجهود تراكمية . وهذا ما قامت به أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وبشكل علمي فائق الكفاءة . فى واقعنا العربي هناك فقط "الحلم" دون أي عمل وبرامج وخطط ومتابعة . وأكبر دليل على صواب هذا الطرح أن التجارة العربية/العربيو هى أقل من 7% من التجارة العربية/غير العربية وأن مسارها مسار تناقصي ... وعليه ، فإن على العرب الإنشغال (لعدة عقود) ببرامج للتقارب والتكامل والتعاون وتحقيق التناغم فى المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ومن خلال برامج عمل علمية تكون ثمرتها إما الوحدة او خلق تكتل عربي مكوناته فى حالة إنسجام . ويؤلمني ان أقول لك انه بإستثناء أم كلثوم وفيروز وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب وأسمهان وفريداللأطرش (أي الفن وبعض الثقافة) فإن مكونات واقعنا تشي بالفرقة أكثر من وشايتها بالوحدة . أخيرا ، فإنني لا أرجع الهزائم العربية لجيل وإنما لقادة هم الصورة الكاملة لعدم الكفاءة والجهل والفساد والإستبداد ... ********* هشام الهلالى - كاتب صحفى ومحلل سياسى فى الواقع د طارق او ان اعرف وجهة نظرك فيما يحدث فى مصر بشأن الصراع من اجل التوريث ؟ الى جانب مستقبل مصر الاقتصادى فى ظل سيطرة حفنة من رجال الاعمال على خيرات البلاد ؟ وهل فعلا تآكلت الطبقة الوسطى فى مصر بفعل فاعل ؟ طارق حجي الاستاذ هشام الهلالي : إنتقال منصب الرئيس من رئيس جمهورية لأبنه (أيا كان شكل الإخراج الفني للمسألة) هو فضيحة للمجتمع وإهانة له فى ذات الوقت . والحديث عن فوز (ألإبن) فى أنتخابات عامة هو مهزلة ، لأن القوة والنفوذ والأجهزة التى ستقف مع (إبن الرئيس) لا تترك مساحة أو فرصة لإنتخابات نزيهة . ولو كان الأمر بيدي لأصدرت تشريعا يمنع أي من أقارب أي رئيس جمهورية (حتى أقارب الدرجة الرابعة) من الترشح لمنصب الرئسي قبل مرور عقد كامل من الزمن على رحيل الرئيس من منصبه الرئاسي . أيضا ، أنا ضد توزير رجال الأعمال لوجود تضارب لا يمكن تجنبه فى المصالح (مصالحهم والمصلحة العامة) . والدول المحترمة لا تستوزر التجار ورجال الأعمال بسبب شبهة تعارض المصالح بالغة القوة . وإلتفاف كبار رجال الأعمال حول أبناء كبار المسئولين فى مجتمعاتنا "كارثة" بكل ما تعنيه الكلمة . أخيرا ، أرجو تفضلك بزيارة موقعي على شبكة الإنتيرنيت لمطالعة مقالي عن تآكل الطبقة الوسطي فى مصر بالذات ، كما يمكنك مطاعة نفس المقال عن طريق الرابط التالي : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=173392 ********* حسن علي البطران / قاص وكاتب المفكر المصري طارق حجي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هنالك رؤى كثيرة ومتعددة حول مفهوم المثقف ومفهوم الأديب .. ما مفهوم المثقف ؟ وما مفهوم الأديب من وجهة نظركم ؟وهل لفظة ( الثقافة ) اليوم تختلف عن الأمس ؟ وهل لفظة ( الأديب ) عصرية وآنية أم قديمة وسوف تظل بنفس المفهوم مستقبلاً ؟ طارق حجي الاستاذ حسن علي البطران / المثقف مصطلح حديث نسبيا . والكلمة تأتي من فعل ثقف أي عدل . وكانت العرب تقول "ثقف الحديد" أي سوي وعدل اعوجاجه . وتعريفي الخاص للمثقف انه الانسان الذى ألم بمعظم كلاسيكات الإبداع الإنساني فى العلوم الإجتماعية والإنسانية . وهذا التعريف لا يتحقق لمن نهل من معرف وإبداعات ثقافة معينة دون سائر الثقافات الإنسانية . فإذا كان ذلك كذلك ، فالمثقف المتكامل التكوين هو من أحاط بكلاسيكات الإبداع الإنساني وثمار العقول والقرائح الكبري التى أفرزتها الحضارات : الإغريقية والرومانية والإسلامية وإفرازات عصر النهضة وحقبة الثورة الصناعية وما قبل وما بعد الثورة الفرنسية وإفرازات الحضارة الأوروبية الحديثة فى معظم مجالات الأدب والفلسفة والتاريخ وعلوم الإجتماع والنفس وفنون الموسيقي والمسرح والفنون التشكيلية . ولما كان العرب المعاصرون قد تقاعسوا عن الترجمة الواسعة (كالتي قام بها اليابانيون خلال القرنين الماضيين) فإن العربي الذى لا يقرأ بلغة أوروبية حديثة يصعب أن يكون محصوله المعرفي متكاملا . أما الأديب فهو كل من ينتج آثارا مكتوبة بأحد أشكال الإبداع (الشعر ... الرواية ... القصة القصيرة ... النثر الفني ... إلخ). وإذا كانت لفظة المثقف حديثة ، فإن لفظة الأديب قديمة . ولا يعني ذلكأن مفهوم المثقف حديث ، وإنما تنسب الحداثة للفظة فقط . فما أكثر من تنطبق عليهم صفة المثقف الموسوعي فى تراثنا دون وجود لفظة المثقف ذاتها ، فرجال مثل ابن سينا والفارابي والتوحيدي والرازي والجاحظ وابن رشد (وغيرهم كثر) كانوا مثقفين موسوعيين يندر نظرائهم . أخيرا ، فإن دلالة كلمة "الأديب" سوف تختلف من زمن لآخر بإختلاف أشكال الإبداع. فمنذ ألف سنة لم تكن الرواية معروفة ، واليوم فهي محور أساس من محاور الإبداع الأدبي . ********* محمد الحاج ابراهيم - خبير في حفر آبار البترول والمياه ماسبب غربته عن أمته وحصوره في الغرب بالشكل الذي تقدم ... هل أسباب غربته عن أمته تكمن فيه أم أن مواقفه جعلته بعيدا وغير معروف في وطنه العربي. طارق حجي الأستاذ / محمد الحاج ابراهيم : لست غريبا عن وطني ولا عن قراء مؤلفاتي باللغة العربية ولا عن مشاهدي حواراتي التلفزيونية . فبجانب مؤلفاتي بالإنجليزية والفرنسية (10 كتب صدرت فى أوروبا والولايات المتحدة) فإن كتبي بالعربية (17 كتاب صدرت فى أكثر من أربعين طبعة ووصلت لعشرات الملايين من القراء العرب ) ولقاءاتي التلفزيونية على معظم القنوات العربية (الفضائية) شاهدها أيضا عشرات الملايين . فمن أين أتيت - سيدي الفاضل بأنني غريب عن أمتي - ؟ أما ما قلته عن المصريين ، فأربأ بنفسي عن مجرد التعليق عليه ... أما أن التقدير الذى يأتيني من الغرب أكثر وأغزر ، فهو أمر طبيعي لأن تعليمي وتكويني المعرفي وتمكني من الكتابة وإلقاء المحاضرات بلغات الغرب الرئيسية كل ذلك يسمح لي بأن أصل لمعظم جامعات الغرب ومؤسساته الثقافية الكبري . ********* عبدالرزاق السويراوي الأستاذ طارق مع الود هل هناك ثقافة عربية يمكن التعويل عليها بحيث تستطيع التخلص من شرنقة اطر التقليد الذي بات لا يساوي حتى صفرا من جهة الشمال ؟؟؟ عبدالرزاق السويراوي كاتب وإعلامي. طارق حجي الأستاذ المحترم / عبدالرزاق السويراي : شهدت الثقافة العربية مرحلة صعود لا ينكر بمزاوجة رائعة بين المواهب المصرية والمواهب التى تألقت فى بلاد الشام ... وكان الزمن الأروع لهذه الموجه هى الفترة من 1870 وحتى منتصف القرن العشرين ، أي لما يقل قليلا عن مائة سنة - وخلال هذه الحقبة البديعة تألقت أسماء عبقرية مثل فارس الشدياق وقاسم أمين وفرح أنطون وبطرس البستاني والمنفلوطي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران وجبران خليل جبران ومارون نقاش ومارون عبود وميخائيل نعيمة وطه حسين (أعلى قمم هذه الحقبة) وعباس محمود العقاد وعبدالرحمن شكري ومي زيادة ويعقوب صروف وابراهيم عبد القادر المازني واحمد امين وزكي مبارك وتوفيق الحكيم وابراهيم ناجي وسلامة موسي وحسين فوزي ونجيب محفوظ وبدر شاكر السياب وعادل زعيتر ونازك الملائكة ولويس عوض ونزار قباني ... وعشرات غيرهم. ولكن أيلولة الأمور السياسية بمصر وبالبلاد العربية ذات التأثير الثقافي التالي للتأثير المصري لحكم إستبدادي هوي بالتعليم والثقافة مع إنهيارات أخري كبيرة على المستويات الإجتماعية أحدث إنحسارا ثقافيا وفتح المجتمعات العربية لتيارات الخرافة والأساطير والثيوقراطية السطحية لتعربد فى الساحات العربية مفرزة أجيالا من أبناء وبنات تلك المجتمعات المنصرفين بالكلية عن الثقافة الرفيعة وتيارات الفكر والأدب والفن والإبداع ...الجواب إذن يا سيدي : نعم ... هناك ثقافة عربية مضفرة بالثقافة العالمية - الإنسانية ... ولكن مسيرة هذه الثقافة قد وأدها أبناء مجتمعاتنا عندما خرج الإستعمار وجاؤا هم غير مسلحين بالرؤية والمعرفة ناهيك عن الإخلاص لأوطانهم ... وما هى إلا عقود قليلة وقد بلغنا من التراجع الثقافي والخواء المعرفي والظلام العقلي ما بلغنا وأوغلنا فيه منذ أكثر من نصف قرن . ********* سعدي عوض الزيدي/كاتب واعلامي الأستاذ الكبير تحية لك واعتزازي.... طالما مكث السياسي ورجل السلطة على عنق وفكرالمثقف ...متى برأيكم يتم (فكاك) المثقف والثقافة من براثن رجل السلطة .. ولكم التقدير... طارق حجي الكاتب والإعلامي الفاضل الأستاذ سعدي عوض الزيدي : أنت محق تماما فيما كتبت ، فالحاكم العربي من جهة قابع فوق عنق وفكر وعقل وقلم ولسان المثقف الذى يجب أن يكون ضمير شعبه ... ومن جهة أخري فإن هذا الحاكم لا يكن أي تقدير أو إحترام للثقافة والفكر والإبداع والأدب ، والتى لا دور لها عنده غلا كأدوات فى صخب موالده ومهرجاناته. والحق ان المثقف لن يفلت من قبضة الحاكم طالما بقي لدينا حاكم مطلق ... لقد أسقط كاتب شاب (بوب وودوارد) رئيس الولايات المتحدة (ريتشارد نيكسون) وأجبره على الإستقالة ، لا لسبب إلا لأن نيكسون لم يكن (ولا يستطيع) ان يكون حاكما مطلقا. وعندما كان ملك الإنجليز (هنري الثامن) فى القرن السادس عشر حاكما مطلقا فقد كان بوسعه إعدام كاتب كبير (توماس مور) لمجرد أن الكاتب إنتقد تصرفا شخصيا لهنري الثامن. لا حل يا سيدي إلا بوجود نظم حكم ديموقراطية لا يكون فيها الكاتب (إبن المقفع - مثلا) تحت رحمة الحاكم (المنصور - مثلا) ... ********* حبيب النايف الاستاذ طارق حجي تحياتي لك عندما نتصفح التاريخ العربي سواء القديم قبل الميلاد او مابعد نرى ان العرب سباقين للابداع في مجالات العلوم والمعرفة فلو تطلعنا للحضارة العراقية القديمة نرى ان حمورابي اول من اوجد القانون المدون ووضع بنوده في مسلته الخالدة وكذلك عظمة الاهرامات وابداعات الرازي وابن سينا وجابر بن حيان وغيرهم من العلماء والادباء لكننا عندما نتوغل في عمق تاريخنا الحاضر نجد انفسنا متخلفين كثيرا عما وصلت اليه الحضارة الاوربية والامريكية ماهو برايك سبب هذا التخلف هل هي الحكومات العربية ام هناك ضغوطات عليها لتبقى تراوح مكانها ام ان الانسان العربي غير قادر على استيعاب مايجري في العالم من تطورات وشكرا. طارق حجي الأستاذ الكريم / حبيب النايف ... لا شك ان الحضارة الإسلامية قد قدمت الكثير للإنسانية فى عدد غير قليل من المجالات العلمية والمعرفية. وقد بدأ العطاء العربي بعد مرحلة من الترجمة المكثفة. أما عن أسباب توقف الإبداع والإنحسار والتراجع فقد كان أولها الشلل الذى أصاب هذه الحضارة بسبب الحلف الذى تم بين رجال الدين والساسة والذى بدأ منذ وفاة العقل مع وفاة الخليفة العباسي السابع والذى كان (كوالده ) من أنصار العقل ... ومع مجيء الخليفة العباسي الثامن وإئتلافه مع أعداء المعتزلة (أي الحنابلة) بدأ هطول الظلام العقلي والذى إكتمل بضربة قاضية وجهها أبو حامد الغزالي فى كتابيه (مقاصد الفلاسفة) و (تهافت الفلاسفة) للعقل. وغني عن الذكر أن النور الأروع لتلميذ أرسطو وأكبر نصير مسلم للعقل (ابن رشد) لم يتمكن من الحلول محل الظلام الذى أشاعه الحنابلة . منذ ذلك الوقت ، بدأ إنسحابنا من مسيرة العقل الإنساني . وقد أدي إنتصار الحنابلة لنتيجة أخري هى بدء مرحلة تراجع كلي على كافة الأصعدة. وهو ما جعل مجتمعاتنا بين المحتلين (بفتح التاء) لقرون عدة تفاقم خلالها الجهل والإستبداد والتخلف وعربدت عقلية الأساطير والخرافة ... وهو ما جعلنا بعد نهاية الحقبة الإستعمارية (شعوب شبه جاهلة) يحكمها حكام شبه جاهلين ومعظمهم فاسد. وهكذا ، فبدون قيام ونجاح ثورة فكرية داخل الفكر الديني تخرجه من سجانيه الحاليين (الجهل + عبادة النص + عطالة العقل + تراث الحنابلة من أحمد بن حنبل لإبن تيمية لإبن قيم الجوزية للمؤسسة الوهابية للمؤسسة القطبية) وتحرره من تراث ألف سنة من الجمود وتخلق حالة إنسجام وتماه بين الدين والعقل والعلم والعصر ... بدون ذلك ، سنبقي فى قبورنا الحالية "أموات فى صورة أحياء" ... ولابد أن تواكب هذه الثورة داخل العقل الديني ثورة تعليمية ترمي بكل مكونات مؤسساتنا التعليمية فى مخازن التاريخ وتضع محلها مؤسسات تعليم عصرية تروج لقيم التقدم الإنساني واهمها التعددية والغيرية وعالمية المعرفة وثقافة التعايش المشترك-الإيجابي والحريات العامة والمساواة الكاملة بين النساء والرجال وفصل المؤسسة الدينية عن آليات إدارة المجتمع. ********* لجين احمد درويشطالبة علم اجتماع استاذ طارق ماهو رأيك حول مسألة فصل الدين عن الدولة في كافة الأنساق السياسية والتعليمية؟؟ انظر حولك ألا ترا مدى قوة الردة باتجاه الدين والتعصب والتطرف الديني القائم على أفكار ومعلومات وهمية خالية من الصحة....أليس من الأفضل لنا على سبيل المثال أن نحذر أطفالنا من السرقة بالتوعية الأخلاقية وتربيتهم على فكرة عدم أذية الأخرين كي لا يلحق الأذى بنا .أليس أفضل من تهديدهم بعذاب النار وقطع الأيدي وما الى ذلك؟أنا لا أطالب بالابتعاد عن ذكر الله لكن نحن نواكب تطورا" سريعا عبر الزمن والعولمة تفرض نفسها على الأجيال ما هو وضع أولادنا والأجيال القادمة نتيجة هذا التناقض مابين التطور التكنولوجي المتزايد ومابين القيم والأفكار النمطية السائدة التي مازلت تزرع في عقول الجيل الجديدة من أبناء العرب نتيجة لما نمليه عليهم من افكار تتصل بالعقيدة ان كانت اسلامية او مسيحية شكرا لك. طارق حجي الفاضلة / لجين أحمد درويش : الدين هو بطبيعته "شأن شخصي" وأفق روحاني ، و لا يحوله لنظام حكم وإدارة مجتمع إلا من يسعون للإستفادة من ذلك التوجه وأتحدث هنا عن طبقة رجال الدين التى تريد أن تجعل من نفسها "مرجعية المجتمع" على كافة الأصعدة وكبديل للعلم وأهل التخصصات والخبرة ... وهكذا يصبح فصل الدين عن الدولة فى كافة الأنساق السياسية والتعليمية والإقتصادية أمرا حتميا بل ولا بديل عنه لتحقيق التقدم والإرتقاء المنشودين وللحاق بركب التطور الإنساني . وكما لم تتقدم أوروبا إلا بعد تحجيم نفوذ المؤسسات الدينية ، فإن مجتمعاتنا لن قبسا من التقدم والتطور والرقي والإزدهار وإنطلاق طاقات المجتمع الخلاقة إلا بعد تحجيم نفوذ مؤسساتنا الدينية الغارقة فى ظلام القرون الوسطي وتقديس السلف والرجعية بكل معانيها. إنظري يا سيدتي لصور وإسمعي لكلام رجال المؤسسات الدينية فى مجتمعاتنا وسترين كيف أن هؤلاء ينتمون عقليا وسيكولوجيا لماض سحيق وأنهم لا يمكن أن يتعاطوا بنجاح مع تحديات العصر التى لا يمكت التعاطي الناجح والناجع معها إلا ب (1) العلم ، و (2) الإدارة الحديثة ... ********* رضوى احمد باحثة اعلامية و مدونة شاعرة ما هى الصفة التى تتحلى بها فدفعتك لهذا النجاح ؟ طارق حجي الشاعرة والإعلامية المحترمة السيدة / رضوي أحمد : قد يكون من محركاتي ما يلي : عدم خفوت الحماس ، فأنا (منذ سنة 1960) أقرأ ما بين 150 و300 صفحة يوميا ... أيضا ، فقد تعلمت من الأديب العظيم نجيب محفوظ ألا أحبط إذا لم يكن لعملي "صدي" ... كذلك فقد حولت الميل للوحدة لميزة ، فأنا لست إجتماعيا وأميل للوحدة ... وقد ملأت الوحدة بالتعلم والقراءة . وإذا كانت عندي قدرات ‘ فليس لي فضل فيها ، فكلها "هبات" ، مثل الجلد ومواصلة العمل والمثابرة وعدم الإحباط والذاكرة وحب المعرفة وعدم الرض عن الذات .... فكلها "هبات" وليست "مكتسبات". ********* سعيد علم الدين/ كاتب لبناني مقيم في المانيا الأستاذ طارق حجي احييك من الغربة الى الوطن العربي الكبير. لقد كبرنا وباللبناني ختيرنا على وقع نشيد وطني حبيبي الوطن الأكبر ويوم غن يوم امجادو بتكبر. اين أصبحنا؟ واين اصبحت امجادنا؟ أنا لا احب تجميل القبيح. ولا وضع الرتوش على الأسئلة المحرجة. يجب ان نقول كلمة الحق بحرية والا فأننا امة هاية. ولن ينفعنا السكوت عن المحرم والمثبت والمصنم. متى نحطم اصنامنا؟ لقد قامت حركة الاخوان المسلمين كرد على انهاء الخلافة العثمانية ومحاولة احيائها من مصر. أليست حركة الاخوان المسلمين هي استمرار سريري للرجل العثماني المريض؟ أليست الاخوان المسلمين هي مرض مصر والعائق الأول لتطورها الديمقراطي؟ ماذا حققت هذه الحركة المريضة سوى انهاك الدولة المصرية وتعطيل المجتمع عن التطور والنهوض؟ أليس استبداد دولة تحكمها الإخوان لأسواء الاف المرات من حكم الرئيس مبارك؟ مع التحية اليك والى كل العاملين لنهوض امتنا من كبوتها القاتلة. طارق حجي الأستاذ المحترم / سعيد علم الدين ... أوافقك أن من آفاتنا الكبري تجميل القبيح. وآمل أن تسمح ظروفك بقراءة فصل بعنوان (ثقافة الكلام الكبير) فى أحدث كتبي (سجون العقل العربي) . البداية الصحية لرحلتنا مما نحن فيه لواقع أفضل وأكثر تقدما وإزدهارا هى بالآتي : التوقف عن لوم الآخرين لكونهم السبب فى معضلاتنا وآفاتنا ونكباتنا ونكساتنا + الإعتقاد الراسخ أننا المسؤلون فى المقام الأول عما حاق بنا + ممارسة النقد الذاتي على كافة الأصعدة وعدم تسميته زورا وبهتانا بجلد الذات + التحرر من الإنشغال المرضي بالماضي وتقديس السلف (أي سلف ؟ ) وتسمية الأشياء بأسماءها (مثلا : عندما نسمي "الصراع" مؤامرة !! ) ... ما قلته أنت يا سيدي عن الإخوان المسلمين صواب وصحيح ، فهم ذات المريض (الرجل العثماني) ... وإسمح لي أن أختلف معك (وهو ما لا يفسد للود قضية) بخصوص قولك أن أن الإخوان هم مرض مصر . فأنا أظن أنهم أهم أعراض المرض ، ولكنهم ليسوا هم المرض ذاته . فالمرض هو ضمور دور العقل (كما وصفت فى إجابات سابقة بهذه الصفحة) ومن أعراض المرض وجود مناخ مناسب لتنظيم ذي طرح أحفوري مضاد للعلم والتقدم مثل طرح الإخوان. أخيرا : نعم ، إستبداد الإخوان سيكون أسوأ من صنوف أخري من الإستبداد منها إستبداد النظم العربية المعاصرة ، ولكن لا تنسي أن هذه النظم تخلق كل يوم أسباب وجود (وربما شعبية) الإخوان ! ********* الياس جنكات الاستاذ المبجل , أرجو أن تجيبني بصراحة , هل دور مصر السياسي , وقوتها الاقتصادية , والزراعية ,وهيئات التصنيع الحالية , في ظل النظام الجمهوري أفضل منها في النظام الملكي لو استمر ؟ طارق حجي الأستاذ الفاضل إلياس جنكات : أسس محمد علي الذى حكم مصر من 1805 وحتى تنازله عن الحكم لأبنه إبراهيم فى 1848 دولة عصرية بمعني الكلمة . وعندما نجح إنقلاب الضباط الأحرار يوم 23 يوليو / تموز 1952 كانت مصر (من الناحية المؤسساتية) دولة عصرية بها نظام قضائي لا يقل عن أفضل النظم القضائية العالمية رقيا وكفاءة وكذلك كان بمصر نظام تعليمي يضاهي نظم التعليم الأوروبية (وقتئذ) كما كانت بمصر طبقة وسطي ذات مستويات رفيعة ، وإن كانت طبقة وسطي نحيلة . تحت الطبقة الوسطي ، كانت هناك فى مصر ما قبل 1952 طبقات إجتماعية شديدة البؤس والفقر والمعاناة كتب الأدباء عشرات الأعمال الأدبية عن بؤسهم ، ومن أروع ما كتب عن هذا البؤس كتاب طه حسين (وما أدراك ما طه حسين) "المعذبون فى الأرض" وروايته "شجرة البؤس" ... وأيضا رواية "الأرض" لعبدالرحمن الشرقاوي ، وإن كانت قد كتبت ونشرت بعد 1952 . أما نظام 1952 فقد يكون قد حلم بمصر أفضل ، وحاول ، ولكنه أنجز أشياءا ، وأساء الآداء فى مجالات عدة أهمها التعليم الذى هبط من ذري المستويات العالمية الراقية لأحط المستويات اليوم . أما السؤال : هل مصر ما قبل 1952 أفضل أم مصر ما بعد 1952 فسؤال صعب لأنه لا مصر قبل 1952 ، ولا مصر ما بعد 1952 كانت بدون عيوب كبيرة ، والأهم هو رصد عيوب الحقبتين والعمل بمنهج علمي على اصلاحها. ********* زينب بنت الجد السلام عليكم الزميل العزيز عادل محمود.. تحية لك على هذه الدعوة التى عوتنا عليها مع الضيوف النوعيين..أحي لامفكر العربي طارق حجى وأشكره على قبول التهاور معنا , وأسأله عن قراءته لمساقبل النظام لاعربي أمام الوافد عموما؟. صحفية وناشرة لأسبوعية " المحرر". طارق حجي السيدة الفاضلة / زينب بنت الجد : أشكرك سيدتي على تحيتك الكريمة. أما بالنسبة لمستقبل النظام العربي ، فيقيني أننا إذا لم نتغير بقوي دفع وتأثير داخلية للديموقراطية ومحاسبة المسؤلين وحقوق الإنسان وتمكين المرأة (وهذا هو ركن الإصلاح الذى لا إصلاح بدونه) وتداول السلطة ومحاربة الفساد والشفافية والى نظام تعليم عصري فلسفته هى إطلاق العنان لطاقات الإبداع الموجودة فى البشر ، فإن التغيير سيأتي من الخارج ولن يكون الهدف منه مصلحتنا وأنما تحقيق مصالح من سيفرضه. ********* عبدالجواد خفاجى الدكتور طارق حجى بعد التحية ثمة تساؤلات عن غياب دورالأدب في الحياة العربية، واضمحلال أثره في المجتمع العربي، أو لكأننا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً، أو لكأن صوت الأدب هو نفسه صدى أرواحنا المتعبة، فلا صنع الأدب ثورة ولا نهضة، ولا ساهم في التطور، ولا نمى وعياً ، ولا حتى حافظ على علاقته بالجماهير، وإن كان السؤال الأوجه: هل هو غياب أم تغييب؟. طارق حجي السيد الأستاذ /عبدالجواد خفاجي : ما أجمل هذا السؤال الذى يمس نياط قلبي ، فأنا ككاتب نصفي أديب ونصفي مفكر سياسي واجتماعي. وأنا أحب النصف المنتمي لدنيا الأدب أكثر. ودعني أقول لك أنني كنت فى أستراليا منذ أسابيع وفى كلمة لي أمام مجموعة من أساتذة دراسات الشرق الأوسط دعوتهم أن يتأملوا هذه الظاهرة : قلت أنني (وأبناء وبنات جيلي فى مصر ومعظم المجتمعات العربية) كنا منذ أقل قليلا من نصف قرن نطالع روائع الأدب اليوناني القديم وآثار كتاب ومفكري العصر الذهبي للإمبراطورية الرومانية وكذا آثار أفذاذ عصر النهضة ورواد حركة التوير فىة أوروبا وروائع الفلسفة والآداب الألمانية والفرنسية والبريطانية والإيطالية والإسبانية والإسكندنافية والأمريكية .... كنا نطالع كل ذلك باللغة العربية فى تلرجمات رائعة لمترجمين مصريين وفلسطينيين ولبانيين وسوريين وعراقيين ... بل أنني ذكرت لهم أنني قرأت الأعمال الكاملة لجان بول سارتر بالعربية فى طبعات لبنانية بما فى ذلك أهم كتب سارتر (الوجود والعدم) ترجمة مصري يضاهي سارتر معرفيا وهو الد-كتور عبدالرحمن بدوي. وأخذت أذكر من الذاكرة أمثلة عمن قرأت لهم بالعربية من هوميروس (الذى كتب منذ قرابة 25 قرنا) وحتى آلتوسير وهربرت ماركوز وكولن ولسن ومارتم هايدغر ... وأذكر أنني ذكرت أكثر من مئتي إسم (لا للإستعراض وإنما لصدمة الأساتذة الأستراليين الذين ما خطر ببالهم ذات يوم وجود ترجمات عربية لكل هؤلاء العباقرة الذين تطورت الإنسانية بفعل ثمار قرائحهم . وبعد أن لمعت عيونهم وبدت الدهشة على محياهم ، قلت : واليوم ، فإن أي إنسان يبحث فى شوارع ومكتبات القاهرة وجل كبريات المدن العربية عن هذه الأعمال ، فإنه لن يجد أيا منها لعدم وجود ÷ي طلب من القراء عليها ولعدم إعادة نشرها ولحلول كتب أخري محلها ! ولما إستفسر من جمهور المحاضرة عن الكتب التى يمكن أن يعثر المرء عليها اليوم أخذت أجهد عقلي لأجد ترجمات صحيحة لكلمات مثل النكاح والمحيض والإستنجاء ورضاع الكبير ولغيرها من المفردات الشائعة فى كتب العصر ! سيدي الأستاذ خفاجي : من ثنايا هذه القصة الحقيقية بوسعك إستخلاص العديد من النتائج والدروس والحقائق والعبر ! إن الإنسان العربي المعاصر هو ثمرة الظروف المعيشية والمستويات التعليمية له (أو لها) وكذلك لقادة الرأي المعاصريين وللمستوي الثقافي العام والمستوي الثقافي للحكام والمسؤلين والشخصيات العامة . فى سنة 1964 كنت فى السنة الأولي من سني المرحلة الثانوية ... وقتها حثني مدرس اللغة العربية على قراءة البيان والتبيين للجاحظ والعقد الفريد لإبن عبدربه الأندلسي والكامل للمبرد والأمالي لأبي علي القالي ... وأضفت أنا من مكتبة المدرسة نهاية الأري فى فنون الأدب ... فهل تظن أن مدرسا للغة العربية فى أية مدرسة من الكويت للمغرب العربي يمكن أن يحض تلامذته على مثل هكذا مطالعة ؟! ********* اياد عبدالكريم العبادلة / صحفي من غزة بداية اوجه لك كل الاحترام والتقدير باسم الشعب الفلسطيني وخصوصا الاخوة في غزة مسقط رأسي واود أن اخصص سؤالي لك عن المرأة الذي عاشت اجمل الادوار في حياة الرجل على مر العصور . كمفكر واداري من الدرجة الاولى ما هو المشروع المناسب لمحاولة القضاء على العنف ضد المرأة من خلاله وما هي الطريقة الاقرب لتنفيذ المشروع وما هي السبل الاسرع لتوصيل المعلومات الى عقول وافكار الشباب . وشكرا لك. طارق حجي الاستاذ اياد عبد الكريم المرأة هى الكلمة الفاصلة بين النور والظلام ، بين التقدم والتخلف ، بين التحضر والهمجية ، بين الإنسانية والتوحش : فالإنسان الذى لا يري أن المرأة مساوية تماما للرجل هو حالة تجسد الظلام والتخلف والهمجية والتوحش . والرجل الذى ينظر لإمرأة مثل مدام كوري (أول إنسان فى التاريخ يحصل على جائزة نوبل فى العلوم لمرتين) ككائن أقل من الرجل هو عرض لأمراض سوسيولوجية وسيكولوجية يعرفها أي مثقف كبير . فهذه المرأة كانت حتى آخر يوم فى حياتها أذكي وأعلم وأنبغ من نصف معظم رجال الدنيا بأسرها؟ إنني أعتقد أن الإنسان الذى يقبل السخام الذى يقول به البعض عن المرأة (ككائن أقل من الرجل)على أمه وأخته وزوجته وإبنته هو كائن مشوه الإنسانية . من أجل هذا ، كتبت مرارا عن المرأة وحقوقها المهدرة فى معظم مجتمعاتنا وعن إستحالة تقدم مجتمع لا يساوي (كلية) بين المرأة والرجل . وأجزم أن نظرة معظم رجال مجتمعاتنا للمرأة (بإستثناء مجتمعات ثقافة البدو والرعاة الصحراويين) كانت نظرة أكثر رقيا منذ نصف قرن عما هي عليه اليوم ، والشكر طبعا لثقافة كثبان الرمال التى هجمت علينا بثرواتها كما قال العبقري نزار قباني (هجم النفط علينا ، فإرتمينا على قدميه) .... ولكنني من فصيلة نزار التى تردد وراءه كلماته الفذة (ان شعري لا يبوس اليدين ، واحري بالسلاطين ان يبوسوا يديه) ... ومع ذلك ، فإنني لا ألقي التبعة على كاهل الأعراب وأفر من المسؤلية ، فلولا أننا كنا ثقافيا واهنين لما إلتقطت إنوفنا جرثومة الفكري البدائي منبت الصلة بالتمدن والتحضر والإنسانية. ********* حسن الشايب أستاذ طارق حجي: كيف ترى العلاقات العربية العربية.. في مجال السياسة والاقتصاد والثقافة والأدب... الخ؟ وهل يصح أن يتباعد العرب هكذا وهم الأقرب في الدين واللغة والثقافة والعادات والتقاليد؟ طارق حجي السيد الفاضل الأستاذ / حسن الشايب : ليس هناك ما يلخص بوضوح وتحديد وبدقة كاملة العلاقات العربية - العربية من الرقم الذى تورده التقارير الدولية والعربية التى يوثق بها والذى يقول أن التجارة العربية - العربية هى قرابة 6% من التجارة العربية - غير العربية ! ... أما سياسيا ، فقد شهدت أنا فى حياتي حروبا بين : الجزائر والمغرب + مصر وليبيا + مصر والسعودية على أرض اليمن + العراق والكويت ، كما شاهدت إحتلالا عسكريا سوريا للبنان ، كما عاصرت قطع العلاقات بين العديد من الدول العربية ودول عربية أخري ! كذلك عاصرت "حروبا كلامية وإعلامية ضروسا" بين العديد من الدول العربية ... وما أكثر الحدود العربية - العربية التى أغلقت لآماد طويلة (إضطررت أنا ذات يوم للسفر من الجزائر للمغرب بالسيارة أن أذهب لأسبانيا بالعبارة أولا لأن العبور البري من الجزائر للمغرب كان ممنوعا !! ) . الصورة إذن "غير جميلة " ... و " غير منطقية " ... و " غير سارة" ... والمسئولية بالكامل على عاتق النظم والحكام والحكومات . هل هذا يصح ؟ ... قطعا "لا يصح" ... ********* محمود حافظ الأستاذ الدكتور طارق حجى مما لاشك فيه خبرتكم العظيمة فى الإدارة وهذا واضح من كتابتكم فى الحوار المتمدن, وأن دراستكم الأكاديمية هى دراسات تستحق الإعجاب والتقدير خاصة عندما تتحدثون عن إدارة مجتمع طبقا لمنهجكم البرجماتىهذا المنهج الذى برع فيه فيلسوف أمريكا الأول جون ديوى , ونحن نتفق معكم فى هذا الطرح عندما يتعلق الأمر بإرساء قيم عصر التنوير وقيم الديموقراطية الليبرالية الأصيلة, فإن كتابتكم عن الحراك الإجتماعى والخبرة والكفاءة والإتقان والإعتراف بالآخر هى كتابات تستحق التقدير , وأن مقاومتكم للفكر الوهابى ومجملا الإسلام السياسى هى أيضا تستحق التقدير العظيم وقد تلاحظ لنا عمق هذه الكتابات من ناحية الفكر , ولكن عندما يتعلق الأمر بقراءة الواقع أو الإحساس به يختلف الأمر . تحديدا وسؤالنا هنا . هل أنتم مع نهوض مجتمعنا المصرى طبقا للحداثة وهنا يتعلق الأمر بالإنماء والإنتاج , أم فيما نرى وقد تكون رؤيتنا خطأ فإنكم تؤيدون إرتباط مجتمعاتنا والتى على أطراف أو محيط المركز الرأسمالى العالمى بهذا المركز وأن رؤيتنا مكتسبة من بعض آرائكم فى لبنان وتأيدكم للفريق المرتبط بالمركز الرأسمالى , أو بالأصح الفريق المرتبط بأمريكا وإسرائيل والعاجز حتى الآن من تكوين حكومة . ؟ طارق حجي السيد الفاضل / محمود حافظ ... أستهل تعليقي وردي بإبداء إعجابي بكلمتكم جوهرا ومظهرا ، أي بعقلانية التحليل والرؤية ثم بالأدب الجم للطرح . وردي يوجز فى أنني أرنو لنهضة مصرية بأيد مصرية وعلى أسس العلم ومكتسباته وعلوم الإدارة الحديثة وتقنياتها وليس عن طريق ركوب عربة أحد آخر ، لأن أحدا فى الكون لن يساعدنا ، وإما أن تكون المبادرة والرؤية والجهود مصرية ، وإما بقاء العلل على ما هى عليه اليوم . وآمل أن تتفضل بمطالعة مقالي الذى نشرته جريدة المصري اليوم منذ سنوات قليلة والذى إنتقدت فيه موضوع بيع بنك القاهرة لمستثمرين أجانب ، كما آمل أن تطالع مشكورا كتاباتي شديدة الإنتقاد لتجربة مصر المخربة (التجربة وليست مصر) لتكوين حكومة من رجال الأعمال. تأيدي فى لبنان "فقط" للفريق الذى لا يرتبط بإيران ... ونحن فى لبنان بين أمرين كلاهما مر . مع عظيم تقديري لتعليق عميق الثقافة ، منطقي ، منهجي ، ناهيك عن إتسامه بلغة العلماء والمثقفين الكبار التى عزت فى مجتمعاتنا (ملاحظة : شديد الإعجاب أنا بإشارتك العابرة للفيلسوف الأمريكي جون ديوي الذى قرأت كتابه "المنطق" وأثر علي بقوة لسنوات) . ********* رزكار نوري شاويس - كاتب وصحفي - اقليم كوردستان العراق استاذنا الفاضل طارق حجي : ارجو ان تتكرموا بتنويرنا حول رؤيتكم لمستقبل علاقات التعايش و تقبل الاخر بين مختلف شعوب و اثنيات و مذاهب و اديان منطقة الشرق الاوسط الموبؤة بالكثير من المشكلات العرقية و المذهبية .. و هل هناك امل في ان يعم المنطقة سلام و عدل يرضي الجميع ..؟ ماهي المعوقات التي تمنع او تعرقل السير نحو هكذا هدف .. و ماهي الامكانات المتوافرة لتحقيق هذا الحلم ..؟! مع كل الود و فائق الاحترام. طارق حجي الأخ الفاضل والكاتب المحترم الأستاذ رزكار : ما أكثر أصدقائي الذين يحملون (كإسم أول ) إسمك (رزكار) . فمنذ نشرت مقالي "لو كنت كرديا فى سوريا" وقائمة أصدقائي تزدان بأصدقائي من أكراد سوريا وأكراد العراق ، كما أن زياراتي (للعمل) لمدينة "ديا بكر" فى تركيا (وقد زرتها أكثر من عشر مرات) أتاحت لي أن أتعرف على الثقافة الكردية والشخصية الكردية . وربما تدلك قراءة هذا المقال على تبحري فى الشأن الكردي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=165429 وقد زرت اقليم كردستان العراق منذ سنة وجلست لساعات أستمع لكبراء إربيل عن كردستان وأهلها وثقافتها . وكما كتبت عن أكراد سوريا فقد كتبت عن : شيعة السعودية + أقباط مصر + بربر المغرب العربي + صابئة العراق + النوبيين المصريين وهى كتابات تعكس عميق إهتمامي بالأقليات فى المجتمعات العربية سواءا كانت أقليات دينية أو إثنية . وكما يمكن النظر للموزاييك البشري فى مجتمعاتنا كجمال وثراء وروعة وخصوبة ثقافية ، فإنه يمكن النظر لهذا الموزاييك وفى العقل والقلب قلق كبير الا تسمح حالاتنا المجتمعية والثقافية بالبقاء معا (راجع كتاباتي عن قيمة العيش المشترك الإيجابي) وهو ما يعني متتالية هندسية من الإنقسامات والتمزق. ولا شك أن هذا من التحديات الثقافية الكبيرة فى واقعنا ، وهذه التحديات الثقافية هى جزء من أجزاء التحديات السياسية الملقاة على عاتق حكام أقلهم مهموم بثل هكذا تحديات ، وبعضهم "لا يهمه الأمر" ... وفى إعتقادي أن إيجاد مناخ إيجابي للعيش المشترك أمر سهل لأي قيادة ذات رؤية وغير متعصبة وتنظر لهذا التنوع كمصدر قيمة وثراء وخصوبة - أما إذا كانت القيادات منحازة ، فقل على المجتمع السلام. ********* احمد القثامي تحية طيبة وشكرا لاستضافة المفكر الرائع طارق حجي وأتوجه إليه بمايلي: لا يخفى على أحدمنا مايعانيه التعليم في عالمنا العربي وخاصة العالي منه والذي يزيد في حالة التردي والتخلف وعدم القدرة على إيجاد حلول لاشكاليات كثيرة ومؤثرة في مجتمعاتنا الموصفة ب(بالنامية) ،فكيف لنا إيقاف هذا الهدر الكبير في الطاقات البشرية من مخرجات التعليم حيث لايستفاد منها في عملية التنمية-إن وجدت- وفي تحسين الواقع المعيشي ؟ هل التغيير السياسي في أنظمة الحكم يأتي بتبنى النموذج الجاهز أم بأستلهام مايتوائم مع ثقافة المجتمع وتطوره السياسي؟ طارق حجي السيد / أحمدالقثامي المحترم : لا شك أن هناك "وسائل إصلاح" عديدة يمكن توظيفها على المدي القصير والمتوسط لتحقيق "بعض الإصلاحات" ، إلا أن "التعليم" يبقي أكبر وأنجع "كافة آليات الإصلاح" . ولا يخفي أن مردود التعليم طويل المدي بطبيعته.وفى إعتقادي أن المجتمعات العربية (كلها : غنيها وفقيرها ) خارج العصر تعليميا . ومشكلتنا (أو معضلتنا) مع التعليم ثلاثية الأبعاد : ففلسفتنا التعليمية مشوشة ومبهمة ومنبتة الصلة بفلسفة التعليم العصري ... ومقرارتنا/ برامجنا التعليمية تعكس ذات التشويش والإبهام والتضاد مع التعليم العصري ... وأخيرا ، فإن المدرسين فى مجتمعاتنا هم إنكاس آخر لنفس التشويش والإبهام والتضاد مع التعليم العصري. إن نظم التعليم الأرقي والأكثر تقدما اليوم (مثل نظم التعليم الفنلندية والسنغافورية واليابانية) لا تقوم على "إختبارات الذاكرة" كريكزة ، وإنما على تفعيل القدرات الإبداعية عند أبناء وبنات المجتمع ، كما أنها تقوم على أرضية قيمية تغرس وتعظم مجموعة من القيم الإنسانية التى لا تقدم بدونها مثل التعددية وعالمية العلم والمعرفة ومحورية دور العقل النقدي وذهنية الأسئلة (لا الأجوبة) والغيرية والتعايش الإيجابي المشترك للكل والإيمان بأن البشر (الموارد البشرية) هم صناع التقدم وأهم الموارد كافة والتعرف على أهم مكونات علوم الإدارة الحديثة (كصانعة النجاح الأساس فى عالم اليوم) وإنسانية التقدم .... (وأحيل هنا لكتابي "قيم التقدم" دار المعارف ، القاهرة ، 2001 ). وبرامج التعليم والمقررات (!!) والمدرس يعكسون وينرجمون ويخدمون ذات الفلسفة ونفس النسق القيمي (أي قيم التقدم التى هى إنسانية فى المقام الأول). وأعتقد أن بعض نظمنا السياسية (لا تفهم) لب معضلتنا التعليمية ، وما هو نوع وكنه التغيير المطلوب ، والبعض الآخر لا يعنيه الأمر ، ومجموعة ثالثة (من نظم الحكم فى البلدان العربية) هى فى غاية السعادة والحبور بمخرجات مؤسساتها التعليمية ! .... أخيرا ، فإن الإصلاح والتغيير فى أنظمة الحكم لا يمكن أن يتحقق إلا على يد أبناء وبنات المجتمع وبإرادتهم وعزمهم وبما ينبت من ذات المجتمع. ********* على فوزى/ صحفى الاستاذ طارق حجى.. القضية الفلسطينية مرت بمنعطفات عدة بين من يطالب بالحوار وتبنى محادثات السلام (مسكنات السلام) ومن يرى فى المقاومة ترياق القضية .. برأيك أى الرأيين علاج ناجع فى ظل هذه الادارة الأمريكية الاوبامية؟ طارق حجي الأستاذ المحترم / على فوزي : سيدي ، لا من يقاومون ، ولا من يفاوضون من "الأكفاء" ... الصراع العربي / الإسرائيلي من بدايته للآن يعكس الحالة السياسية والثقافية العربية المترعة بالعيوب . أنظر لما فعلته المقاومة بغزة وأهلها منذ أقل من سنة ! وها هى إسرائيل قد حققت مرادها ، إذ توقفت صواريخ المقاومة كلية بعد عملية الرصاص المنهمر ... وأنظر للمفاوض محمود عباس ومسيرته التفاوضية ! ********* حسن علي البطران / قاص وكاتب بعد التحية والتقدير .. ما هي الرؤية المستقبلة للأدب بشتى أجناسه في البلاد العربية مقارنة بالغرب ؟ وما هو المقياس الذي بنيتم رؤيتكم عليه ؟ ومن هو الأديب العربي الحالي من وجهة نظركم ؟ ولم كان أختياكم له تحديدا ؟ وكيف ترون المشهد الأدبي السعودي تحديدا والخليجي عامة ؟ وهل تتقبلون مني أن أهديكم مجموعتي القصصية ( نزف من تحت الرمال ) وكيف يمكن أن تصل إليكم بشكل مباشر ؟ ودي وتقديري. طارق حجي السيد الأستاذ / حسن علي البطران : هناك أعمال أدبية عربية فذة ، لكنها من جهة قليلة ومن جهة أخري فإن سقف الحرية المنخفض فى معظم البلدان العربية (السعودية مثال واضح على أنخفاض سقف الحرية المجهض للإبداع ) سوف يجعل الأعمال الأدبية المستحقة للتقدير الإنساني العالمي أقل وأقل . ومن النماذج الرائعة لموهبة أدبية عربية إرتقت لأعلي مستويات الإبداع محمود درويش الذى صعد بشعره لذري سامقة من ذري الإبداع . المشهد الأدبي الخليجي عامر بالمواهب ، ةقد طالعت خلال هذه السنة فقط أكثر من عشر روايات لأدباء وأديبات سعوديات تشي بالقدرات الواعدة ، والتى لا عدو لها إلا أؤلئك الذين نصبوا أنفسهم حماة لتقاليد القرون الوسطي . أخيرا ، سأكون ممتنا لك تفضلك بإرسال مجموعتك القصصية (نزف من تحت الرمال) للعنوان التالي : 110 شارع السيد الميرغني ، مصر الجديدة ، القاهرة ، مصر تليفون : 20226901050 ********* ابراهيم زيدان برأيكم كم هي مسؤولية الانظمة العربية في تدهور الثقافة العربية ، خاصة واننا نعلم الا ابداع من دون حرية فكرية ؟ طارق حجي الاستاذ ابراهيم زيدان : رغم إعتقلدي الراسخ أن المسئولية (كل المسئولية) تقع على كاهل الحكام العرب وأركان نظمهم ، إلا أنني لابد وأن أضيف ما يلي : (1) عندما أقول الحكام العرب فأنا أقصد الحاليين والسابقين منذ بداية التجربة العربية/الإسلامية السياسية مع إغتصاب وسرقة معاوية بن أبي سفيان للحكم وتأسيسه لحقبة الدولة الأموية ، ومرورا بسائر الدول والأحقاب على مدي 14 قرنا (2) أن مسئولية الحكام لا تنفي وجود علاقة جدلية بين "الحكام" و " المحكومين" الذين صاروا يتناوبون تأسين (من "آسن") فساد الحال . وأضيف ، أنني أعتقد أن الوقت الراهن والمستقبلي سيسمح بوضع نهاية لتراجيديا الحكام العرب الذين بلغوا من السوء مبلغا بالغ البشاعة. ********* باسمة أبو شعبان إعلامية فلسطينية مقيمة في الإمارات السيد طارق حجي، كلما وجدت الفشل في وطننا العربي أرجعته لسوء الإدارة، وكلما التقيت الفرد العربي فأبهرني بفكره وذكائه وثقافته، أرجعت تخلف مجتمعاتنا لسوء الإدار : فهل الإدارة على صعيد المدرسة والجامعة والمؤسسة والمختبر والمصنع هي السبب؟ وكيف يكون المخرج؟ وهذه تحية لحاتم أبو شعبان الذي قرأت اسمه هنا وهو لا بد قريبي لكنها الغربة. طارق حجي السيدة الفاضلة باسمة أبو شعبان : تقنيات الإدارة الحديثة هى (وحدها) القادرة على حل (كل) مشكلات أي مجتمع وحل مشاكل كافة وحداته ومؤسساته. وينطبق هذا على كل المجتمعات العربية . ونظم الإدارة الحديثة تتصادم مع معظم مكونات نظمنا السياسية ، كما أنها لا يمكن إلا وأن تكون متصادمة ومتضادة مع الكثير من مكونات تقاليداتنا وأعرافنا وموراثتنا وثقافاتنا. ولابد من توفر إرادة سياسية ومجتمعية لتبني نظم ومناهج وتقنيات وآليات الإدارة الحديثة ... ********* حسن علي البطران / كاتب وقاص ــ السعودية الأستاذ الكبير طارق حجي .. مزيدا من الاحترام والتقدير : 1ـ يغلب على موضوعات الرويات العربية ( الجنس ) ما سبب ذلك ؟ وهل أن هذا الموضوع مدعاة لأبراز القدرة الإبداعية للراوي ومحفزا لها كما يدعي البعض ؟ وهل هذه الرويات تعكس حقيقة المجتمع العربي ؟ وهل العرب في رواياتهم تجاوزوا الغرب في هذا الموضوع ( الجنس ) ؟ 2ـالقصة القصيرة جدا جنس أدبي ليس بالجديد ولكن برز وظهر في الآونة الأخيرة .. ماهي رؤيتكم لهذا الجنس ؟ وهل لديكم تعريفا للقصة القصيرة جدا ؟ أنا من كتاب هذا الجنس القصصي .. وأرى أنه أدب العصر الحالي ، عصر السرعة وعصر الومضة ما قولكم في ذلك ؟ 3ـ ما هي أكثر الشعوب قراءة للكتابات الإبداعية العربية وخاصة السردية منها ؟ 4ـ ماذا تعني لك القراءة ؟ وماذا تقول لمن قال أن الكتابة ولدت قبل القراءة ؟ 5 ــ ماذا يعني لك الرقم 40 ؟ودي وتقديري. طارق حجي الاستاذ حسن علي البطران: أدبيا ، نحن نعيش الزمن الذهبي للرواية . فالإهتمام بالرواية يفوق (ولكن لا يلغي) الإهتمام بأشكال أخري للإبداع الأدبي مثل القصة القصيرة والقصيدة . وأنا متابع (أظنني جيد) للرواية السعودية . ورغم أن هناك سيل من الروايات التى تكتي بالعربية ، فإن القليل منها يصل لأفق العالمية ، والنادر منها يصل للآفاق العلي للعالمية (كما فعل نجيب محفوظ) . نعم ، الجنس محور أساس فى عدد كبير من الروايات العربية ، ببساطة لأنه محور أساس فى الحياة الإنسانية ذاتها . ولا عيب فى ذلك . كما أنه لا ينبغي أن نعول على رأي رجال المؤسسات الدينية فى هذا الأمر ، فمعظم هؤلاء ضد معظم أشكال الإبداع الأدبي والفني ولسائر الفنون التشكيلية وفنون المسرح . بالنسبة للقصة القصيرة ، فهى شكل عبقري من أشكال الإبداع الأدبي . ولازلت (ومنذ أربعين سنة) مدمنا للقصة القصيرة ، ونجماها عندي هما أنطون تشيخوف ويوسف إدريس . فقد وصل يوسف إدريس فى عشرات من قصصه لآفاق من العبقرية الإبداعية لا أظن أن أحد أدباء البشرية (بإستثناء تشيخوف ) قد بلغها . أخيرا : من يطالع الأدب العربي ، خارج المجتمعات العربية ؟ الجواب (عن معرفة وثيقة) أن هناك متابعة من كثيرين فى شتى دول العالم للأدب المكتوب بالعربية (وبالذات القصة القصيرة والرواية) بأكثر بكثير مما يظن معظم العرب . ولكنه إهتمام فى دوائر الأكاديميين أكثر من أن يكون إهتماما شعبيا.
#طارق_حجي (هاشتاغ)
Tarek_Heggy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصاصوا الدماء : إبتعدوا ...
-
إشتراك رجال الأعمال فى الحكم - بمناسبة إقالة وزير مصري من رج
...
-
طارق حجي : من حديث للإذاعة المصرية (12 أكتوبر 2009)
-
إنبعاث المارد.
-
الإدارة و ثقافة المجتمع.
-
شذرات
-
آثار انهيار الطبقة الوسطى - باربع لغات
-
مصر تمنح جائزة الدولة التقديرية لسيد القمني .
-
بماذا أؤمن ؟
-
عفريت الحداثة
-
سلامة موسي : كبير المظاليم فى حياتنا الثقافية
-
يا طائر الفينيق الأروع إنتصر اليوم للتحضر والتمدن
-
خطاب أوباما بجامعة القاهرة - تعليقات أولية.
-
نحن ... وثقافة الحوار المتمدن .
-
عواقب تآكل الطبقة الوسطى.
-
رحلة صعود الإسلام المحارب وإنزواء البدائل
-
وهم ضياع الهوية ... أو ثقافة القوقعة !
-
مرة أخري : لخدمة هذه القيم أكتب منذ ثلث قرن !
-
نحن .. . وقيم التقدم .
-
أدب المنشقين السوفييت قبل إنهيار جبل الجليد.
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|