|
نصر الله سيستعيد الأندلس، الفردوس المفقود
محيي هادي
الحوار المتمدن-العدد: 857 - 2004 / 6 / 7 - 04:20
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
قبل بضعة أيام انتهت الزيارة الثانية لدكتور و سبع سوريا الثاني إلى أسبانيا، و كانت صحيفة العالم-el mundo - الأسبانية قد نشرت خبرا مفاده أن الرجل الثاني في مخابرات القمع السورية قد زار بيروت مؤخرا، قبل بدأ الزيارة، للضغط على حزب الله اللبناني و على رئيسه حسن نصر الله طالبا منه أن يجمد علاقاته مع المنظمة الباسكية الإرهابية، أيتا، التي تتخذ من أسبانيا مسرحا لعملياتها الإجرامية. و جاء هذا الضغط من جانب السلطات الإرهابية السورية على قيادة حزب الله لتدعيم موقف الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد في زيارته إلى أسبانيا، حيث زارها بصحبة زوجته، و عدم إحراج الرئيس المذكور أمام مضيفيه الأسبان، الذين يريدون قطع خيوط إتصالات المنظمة الباسكية مع منظمات أجنبية إرهابية أخرى. إن منظمة أيتا تأسست بين جدران الأديرة و الكنائس الكاثوليكية الباسكية، و في بداياتها كان لها نشاطات كبيرة في نضالها ضد الحكم الديكتاتوري الفرانكوي ، من أجل الديمقراطية و الحرية للشعب الأسباني بشكل عام و للباسك بشكل خاص. إلاّ أنه و بعد حصول الأسبان على ديمقراطيتهم فإن منظمة الأيتا قد بدأت تتجزأ و تضعف يوما بعد آخر، و تحولت بقاياها في هذه الأيام إلى منظمة إرهابية تضع القنابل في المناطق التي يتجمع فيها الناس، كالسوبرماركات أو شواطئ الساحل، فتقتل الأبرياء بدون أي تمييز، و عملها هذا يشابه عمل منظمات القتل و الإرهاب البعثية و الوهابية التي تعمل في العراق، و تتسلل من أراضي سوريا، و تضم بين عناصرها أيضا أفرادا من حزب الله اللبناني أيضا. لا أدري ما ذا الذي يريده نصر الله في علاقته مع منظمة أيتا؟ * هل يريد تعزيز علاقات حسينيته اللبنانية مع بقايا الكنيسة الكاثوليكية الباسكية؟ *أم أنه يريد أن يعيد إلى أذهاننا أسماء الفلاسفة الأندلسيين العظام، كابن رشد و غيره؟ *أم يريد أن يسترجع الماضي العربي، وعصر الدولة الأموية و غيرها في الأندلس؟ فجعل من منظمة أيتا عيونا له و سندا لدخوله أرض الأندلس، الفدوس المفقود!! *أم هي علاقة بين منظمتين إرهابيتين، ليس إلاّ؟
تفقد الفتاة عذريتها بطرق عديدة: بزواج أو باغتصاب، برغبة أو برهبة، مجانا أو بعد قبض، و تنتقل من عالم العذارى إلى عالم الثيب، و لي إحتراماتي إلى التي تبيع جسدها لإطعام نفسها أو أطفالها، و لكن هل سيشمل الاحترام تلك التي تتخذ من القرية السوداء الاسطنبولية عنوانا و مزارا لها و مسرحا لعرض جسدها؟ و نصر الله أصبح الآن يشبه تلك (..) القرج، وارتضى أيضا بدولارات صدام ليقدم له الدعم بلسانه في قناة المنار أو برجاله من حزبه فيرسلهم لتخريب العراق. و على الرغم من أن نصر الله قد ساهم مساهمة جديرة بالتقدير و إحناء الرأس في إخراج قوات العدو الصهيوني من قسم من الأراضي التي احتلتها في جنوب لبنان، لكنه: * هل سيستمر الاحترام بعد أن وقف نصر الله بكل طاقاته إلى جانب النظام الدموي الذي حكم العراق؟ *و هل يمكننا "تقديس" عمامته الشيعية السوداء بعد أن وضع يديه في أيدي الإرهابيين الوهابيين و غيرهم من المجرمين ليقتلوا أبناء الشيعة؟ *و كيف لا نلعن الشخص الذي يرسل عصابات التفجير لتدمير مدننا و بيوتنا في كربلاء و النجف؟ *و كيف لا نقطع تلك الأصابع التي استخدمت في تفجير القنابل لقتل أطفالنا؟
لم يدافع نصر الله عن الأنظمة القمعية البعثية في سوريا و العراق فحسب، بل اندمج فيها اندماجا قويا صعب الانفصال، و عمله هذا لم يضر طموح الشعب العراقي بالحرية و الديمقراطية و الاستقرار و إنهاء الاحتلال فقط، بل و أيضا فإنه أساء إلى تطلعات الشعب اللبناني في إزاحة الاحتلال الإسرائيلي أولا و السوري ثانيا عن أراضيه.
في بداية انبثاق الدعوة الإسلامية كان الفقراء هم عمادها و شعارها في التخلص من جور إرهاب جاهلية قريش و غيرها من أعراب شبه الجزيرة العربية، و كان أمويو و أغنياء قريش هم من أشد المعادين لهذه الدعوة الانسانية آنئذ، إلاّ أن الأمور قد انقلبت فأصبح أعداء الإسلام هم الذين يقدونه. فإذا كانت سمية أم عمار بن ياسر هي أول شهيدة تذهب ضحية في سبيل الإسلام فإن ابنها عمار كذلك كان قد قتل بأيدي أولئك الأعداء الذين تحولوا ليصبحوا قادة للإسلام. و بعدئذ لم يعد الأمويون يخفون ما تضمره قلوبهم، فأصبح خليفتهم ينشد:
و إنا المالكون الناس قسرا نسودهم المذلة و النكالا و لكن الأمويين لم يتركوا نفاقهم غي القول: بأن الإسلام هو دين العدل و السماح. و هكذا فإن نصر الله، و بكل صلافة، كان يريد للشعب العراقي المذلة و النكال على أيدي الدمويين البعثيين، أمويي العصر، و يواصل جهوده ليبقى العراق في وضع غير مستقر يقتل فيه الطفل و الشيخ و المرأة، و تهدم بيوتنا و مدننا و قبب أضرحتنا فوق رؤوسنا.
لا يعني كون نصر الله شيعيا أنه سيقف إلى جانب الشيعة العراقيين، فالتاريخ، و الحاضر، حافل بحوادث قتل الأخ لأخيه و قتل الابن لأبيه و سرقة ابن العم لابن عمه. و قد يكون عبد الله بن عباس مثلا تاريخيا لسرقة بيت المال في البصرة أثناء ولايته لها في أيام حكم الإمام علي، فقد سرق عبد الله المال و هرب إلى المدينة. ثم جاء بعده أخيه، أمير جيش الحسن بن علي، ليتصل بمعاوية عدو الحسن، وبرشوة أموية يترك عبيد الله الجيش بدون قائد و يعرضه للهزيمة. هذا ما ذكره ابن الأثير في تاريخه، و ذكر أيضا: أنه عندما استخلف المنصور العباسي لم يكن همه إلاّ أمر محمد - بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب- و المُساءلة عنه و ما يريد، فدعا بني هاشم رجلا رجلا ليسأله سرا عنه فكلهم يقول: قد علِم أنك عرفته يطلب هذا الأمر فهو يخافك على نفسه و هو لا يريد لك خلافا، و ما أشبه هذا الكلام، إلاّ الحسن بن زيد بن الحسن بن علي فإنه أخبره خبره و قال له: و الله ما آمن وثوبه عليك فإنه لا ينام عنك فأيقظ بكلامه من لا ينام، فكان موسى بن عبد الله بن الحسن يقول بعد ذلك: اللهم اطلب الحسن بن زيد بدمائنا. و عندما قُتل محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن، أرسل عيسى بن موسى، الفائد العباسي، رأسه إلى المنصور مع محمد بن أبي المكارم بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، و بالبشارة مع القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب. و لما وصل رأس محمد بن عبد الله إلى المنصور كان الحسن بن زيد بن الحسن عنده. و يذكر ابن الأثير أن عليا و زيدا ابنا الحسن بن زيد بن علي بن أبي طالب ، كانا مع محمد بن عبد الله، وكان أبوهما مع المنصور. و كان مع محمد ، المرجى بن جعفر بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر، و كان أبوه مع المنصور. و قد أثبتت حوادث كربلاء و النجف و الكوفة أن مقتدى الصدر قد وقف أمام شلل الارهابيين من بعثيين و وهابيين و هو يقودهم لتدمير المدن المقدسة، على الرغم من أن أباه قد قُتل على أيدي البعثيين و أن الشيعة، جلدته، يقتلون بسيوف الوهابيين و يكفّرون بألسنة هؤلاء الوهابيين.
يظهر في الأفق أملا: أن مقتدى قد يترك إجرامه و يتوب، فلنرفع أكفنا للسماء داعين لذلك، فهل سيتحقق الأمل؟ فيكفّ مقتدى عن الإجرام! و يبتعد عن رؤساء أركانه البعثيين الذين ما على إجرامهم!؟ و هل سيرجع نصر الله إلى الصواب؟ أم أن عمامتة ستصبح موضعا لبصاق العراقيين و أن لونها الأسود سيستمر مندمجا مع قلوب البعثيين و الوهابيين السوداء؟
محيي هادي-أسبانيا 6/حزيران/2004 [email protected]
#محيي_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منافقو السلام يطالبون بحقوق الارهاب
-
اسرائيلي و فلسطيني في مدريد
-
أول أيار لم ينج من رصاص الإرهاب النازي
-
أعطوا البعثيين حقوقهم
-
أصحاب الكهف
-
بصراحة: بمناسبة اغتيال الرنتيسي
-
هل الأحاديث النبوية هي نبوية حقا؟
-
حرية الإنتخابات و الديمقراطية
-
مؤتمر التفرقة العربية
-
بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين
-
احتلال و تحرير و سقوط لأبشع نظام دموي
-
هل حال الزوجة غير المسلمة أفضل؟
-
كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم
-
هُـم، هُـم، لا غيرهم
-
نعم للحجاب، لا للحجاب
-
إلى المهجَّرين و الغرباء
-
عدالة أحكام السلف الطالح
-
حلول قاضي القضاة لشبق الخليفة
-
اللــون الأحمــــر
-
القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|