أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إدريس جنداري - الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية














المزيد.....

الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2820 - 2009 / 11 / 5 - 01:19
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


صدر مؤخرا موقفان متناقضان للإدارة الأمريكية ؛ فيما يخص مسألة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وقد عبرت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية (هيلاري كلينتون) عن الموقفين معا بشكل متزامن .
فقد أشادت في القدس بموقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ الذي رفض شرط وقف الاستيطان للبدء في المفاوضات مع الفلسطينيين؛ و في مدينة مراكش المغربية أثناء مشاركتها في منتدى المستقبل؛ عبرت عن موقف مناقض لموقفها السابق؛ وأكدت للعرب و الفلسطينيين؛ بأن موقف إدارة أوبا ما من الاستيطان واضح؛ وأنها تدعم وقف الاستيطان؛ كشرط مسبق للبدء في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
و لعل قراءة متسرعة للموقفين من شأنها أن تغطي عنا الوجه الحقيقي للقضية؛ إن المسألة هنا لا ترتبط بتناقض في مواقف الإدارة الأمريكية؛ أو عدم الثبات على موقف واضح؛ كما قد يبدو للوهلة الأولى؛ و لكن هذا التناقض الظاهر يخفي أكثر مما يعلن .
أولا من بين الأمور الواضحة؛ و التي يجب أن يأخذها العرب -و الفلسطينيون على وجه الخصوص- بعين الاعتبار؛ هو أن الاستراتيجية الأمريكية واحدة؛ سواء مع جورج بوش أو مع باراك أوبا ما؛ لأن صنع القرار السياسي في أمريكا لا يرتبط بالأشخاص؛ بل بالمؤسسات.
ثانيا تعتبر إسرائيل الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط؛ فهي التي تحمي مصالحها؛ و تؤسس وجودها في منطقة غنية بالثروة النفطية؛ التي تعتبر محور الصراع العالمي .
و اعتمادا على هذه المعطيات؛ يمكن أن نستنتج مسبقا الموقف الأمريكي؛ بخصوص جميع القضايا؛ التي تعتبر إسرائيل طرفا فيها؛ فصانع القرار الأمريكي سينحاز بالضرورة للحفاظ على علاقات متينة مع حليفه الاستراتيجي؛ و هو بذلك يسعى لدعم مصالحه؛ التي تعلو على أية مصالح أخرى .
و في علاقة بالقضية الفلسطينية؛ و قضية الاستيطان ضمنها؛ يبدو من الواضح مسبقا؛ بأن الإدارة الأمريكية لن تسعى أبدا إلى فرض أمر الواقع على حليفها الاستراتيجي؛ ضدا على مصالحها؛ خصوصا و أن هناك قضايا شائكة في المنطقة؛ من حجم الملف النووي الإيراني؛ تبقى الولايات المتحدة في حاجة إلى الحليف الاستراتيجي؛ لمساندتها في أية قرارات مستقبلية؛ سواء ارتبط الأمر بالحل الدبلوماسي أو العسكري .
من هذا المنطلق و اعتمادا على هذا التحليل؛ يمكن أن نصف ما يجري الآن و ما سيجري مستقبلا بخصوص القضية الفلسطينية؛ من حديث حول إطلاق المفاوضات أو وقف الاستيطان... يمكن أن نصف كل ما يجري بأنه جعجعة بلا طحين؛ أي تكرار ممل للخطابات الفارغة؛ لكن من دون تحقيق أية نتائج؛ و إذا حدث و تحققت أية نتيجة فيجب أن تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة أولا و أخيرا؛ و هذه المصالح تمر بالضرورة عبر الحليف الاستراتيجي .
لذلك يجب ألا نغتر بما تروجه الإدارة الأمريكية من أوهام؛ ترتبط بحل القضية الفلسطينية؛ عبر وقف الاستيطان و إطلاق مفاوضات الحل النهائي؛ و دعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة... لأن كل هذه الجعجعة تدخل في إطار طاكتيك مرسوم مسبقا من طرف صناع القرار الأمريكي؛ لربح الدعم العربي و الإسلامي للوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط؛ و كذلك لربح رهان كبير لم يتحقق طوال عقود من الزمن مع حكومات إسرائيلية أقل تشددا بكثير من الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية؛ و هو رهان التطبيع العربي الإسلامي الكامل مع الكيان الصهيوني؛ و منحه الشرعية الكاملة في التواجد كدولة فوق القانون و الشرعية في منطقة الشرق ألأوسط؛ رغم ما يمارسه من وحشية وعدوانية و جرائم حرب في حق مواطنين عزل؛ أطفالا و نساء و شيوخا؛ في خرق سافر لأبسط معايير حقوق الإنسان .
و لعل هذا هو الهدف القريب الذي يسعى صناع القرار الأمريكي إلى تحقيقه؛ خصوصا في ظل انقسام فلسطيني غير مسبوق؛ و صراع محاور بين مجموع الدول العربية/الإسلامية؛ التي من واجبها الدفاع عن قضية العرب و المسلمين الأولى.
إن الغاية تبرر دائما الوسيلة في التفكير الأمريكي عموما؛ و في الاستراتيجيات الأمريكية لا خروج عن هذه القاعدة؛ و تبقى الغاية طبعا هي دعم إسرائيل حتى و لو كانت ظالمة؛ ليس بردها عن ظلمها –كما هو الشأن في المنطق الإسلامي- و لكن بدعم هذا الظلم؛ و تزويره أحيانا ليصبح هو عين العدالة؛ و كل هذا طبعا يخدم الغاية الاستراتيجية الكبرى؛ و في نفس الآن يبرر الوسيلة .
قد يستغرب القارئ من حدة التشاؤم؛ الذي نبديه بخصوص الموقف الأمريكي الداعم بشكل لا مشروط للكيان الصهيوني؛ لكننا نطمئنه بأننا لا نبدي تشاؤما؛ بقدر ما نطالب بتغيير نمط التعامل مع الولايات المتحدة؛ و ذلك عبر الانتقال من التواصل الأخلاقي السائد؛ الذي يقوم على مفاهيم لا ترتبط بالسياسة؛ إلى نمط جديد من التواصل يقوم على سياسة المصالح المشتركة؛ التي تتقن إسرائيل نهجها؛ وعبر هذا التواصل القائم على المصالح يمكن أن نربح الكثير في الموقف الأمريكي؛ و من هذا الشيء الكثير قد نربح على الأقل تراجعا عن الدعم المطلق لكيان عنصري و متطرف؛ لا يقبل به منطق القرن الواحد و العشرين .






#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية - نقد مسلمة ال ...
- القراءة العلمية للظاهرة الدينية مدخل نحو التأسيس للعلمانية
- ما بين العلمانية و العلمانوية : في الحاجة إلى القراءة العلمي ...
- في الحاجة إلى النقد المزدوج : ما بين التطرف اليساروي العلمان ...


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - إدريس جنداري - الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية