أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سهيل قبلان - الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال














المزيد.....

الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 856 - 2004 / 6 / 6 - 10:07
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


جلست لأكتب هذه الكلمات، مساء يوم الثلاثاء كما في كل أسبوع، وصادف يوم الثلاثاء الأخير يوم الطفل العالمي، وأول ما تبادر الى ذهني قول خالد وطيب الذكر، الشاعر توفيق زياد، وأعطي نصف عمري للذي يجعل طفلا باكيًا يضحك، وانا شخصيًا لا أعطي نصف عمري فقط، انما اعطي كل عمري للذي يجعل طفلا باكيا يضحك، والوحيد القادر على توفير الحياة الانسانية السعيدة والمفعمة بالرخاء والرفاهية والطمانينة والسلام والمحبةهو الفكر الشيوعي، والذي بتعمقه وانتشاره يعتبر أفضل هدية للأطفال بالذات في يومهم العالمي، ولذلك فإن الهدية الأجمل التي قدمتها لأولادي ومن خلالهم الى كل الاولاد، هي تعهدي لهم، تعميق التمسك اكثر والالتصاق اكثر بالمبادئ والأفكار والقيم والأهداف الشيوعية، فالشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الاطفال.

وفي يوم الطفل العالمي بالذات، ترتسم في الذاكرة صور أطفال العالم بشكل عام واطفال الشعب الفلسطيني بشكل خاص، فكم من طفل في العالم يعيش في أوضاع مزرية ومأساوية ويفتقر الى كل مقومات الحياة السعيدة، يعاني من الحرمان والجوع والبؤس والأوبئة أسماله بالية وشفاهه يابسة وملامحه حزينة وبائسة، يتسكع في الشوارع بدلا من أن يكون على مقاعد الدراسة، وطفل مثله وفي وضعه بماذا يمكن أن يحلم ويفكر والى ماذا يطمح؟ وهل الواقع المأساوي الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال منزل لا يمكن تغييره أم هو نتيجة مباشرة لنهج قوى تحللت من أي شعور انساني حقيقي، وتمسكت بمصالحها وما يخدم تلك المصالح؟ وهناك أطفال، بدلا من أن يكونوا على مقاعد الدراسة اضطروا لترك المدارس والذهاب للعمل ويجري استغلالهم بشكل فاحش.
إننا نعيش في دولة ليس ان نظامها رأسمالي وحسب، إنما تصر على التمسك بالاحتلال مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج خطيرة في المجالات كافة، فمنذ الصغر يربون الأطفال على العنصرية وكره العرب ويغرسون في نفوسهم بذور الأحقاد والاستعلاء القومي والحقد العنصري، والعربدة والعنف، لتنمو دائما والنتيجة تكون مأساوية دائمًا، وهل صدفة تفشي العنف في المجتمع ووجود أكثر من مئتي ألف امرأة مضروبة في الدولة؟ فالطفل الذي يربى على العنصرية وكره العرب ويرسل الى المناطق الفلسطينية لكي يقمع وينكل ويقتل ويهدم ويقتحم البيوت ويجرف المزروعات ويعتدي على كل مظاهر الحياة في المجالات كافة ويدوس على القيم الانسانية، هل سيعود الى بيته بنفس نقية ومشاعر انسانية طيبة وراحة بال، أم سيعود وهو ملوث الأفكار والمشاعر ومشوه القيم والاخلاق؟
وبالذات في يوم الطفل العالمي، فإن البديهية التي على حكام اسرائيل استيعابها جيدًا هي ان الانسان يتفوق على الحديد، فبدلا من أن يصروا على مواصلة تضخيم الترسانة العسكرية ورصد المليارات الكثيرة للعسكرة ومواصلة الاحتلال والاستيطان واقامة الجدران الفاصلة، عليهم ان يجنحوا للسلام والاستثمار في بناء الانسان الانساني، وتذويت الحقيقة ان السلام لا بد ان يقف على ساقي العدل والحرية ليكون دائمًا وراسخًا ولا يتزعزع، وبضمان وقوفه على ساقي العدل والحرية يضمن مستقبل الأطفال الزاهر والخالي من الحروب والأحقاد. وبالذات في يوم الطفل العالمي، على حكام اسرائيل استيعاب الحقيقة الساطعة التي لا يمكن طمسها أو دفنها، وهي أن الشعب الفلسطيني بنضاله العادل والدائم والقوي، غرس دولته القادمة لا محالة وعاصمتها القدس الشرقية، في رحم الأيام، وهو يقترب بذلك دونما أي ريب وعن جدارة من بزوغ فجر دولته وولادتها لا محالة الى جانب اسرائيل، وعندها يعيش ابناء وأطفال الشعبين جنبا الى جنب في سلام وهدوء واستقرار وتعاون وحسن جوار ومحبة، وما هو الأفضل ان يحتفل أطفال الدولتين وبالذات في يوم الطفل العالمي، في حدائق عامة ويتبادلوا الهدايا والألعاب والبسمات ام ترسل دبابات وجرافات ومجنزرات الاحتلال، لتهدم البيوت على ما فيها من أثاث وكتب وألعاب أطفال وتطلق القذائف عشوائيًا؟
يصر حكام اسرائيل على أن تكون الجنازات جزءا لا يتجزأ من حياة الفلسطيني ورغم ذلك تريده أن يسبح بحمدها.
لقد مر يوم الطفل العالمي، ولكن ما يعاني منه الأطفال لا يزال ويتعمق اكثر وسيظل وسيتعمق اكثر طالما تواصل نظام القهر والعنف والكبت والاستغلال ولالغاء تلك المعاناة، فإن أجمل ما يقدم للأطفال في يومهم العالمي بالذات ويوميًا هو تبني الفكر الشيوعي الانساني والاممي لأنه الوحيد القادر والساعي لرسم البسمة على وجوه الاطفال، كل الأطفال.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية: هل يكبّل نتانياهو؟
- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سهيل قبلان - الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال