|
حبال مقطوعة وحوار لاجدوي منه
محمد نبيل الشيمي
الحوار المتمدن-العدد: 2819 - 2009 / 11 / 4 - 13:08
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
يقول المصريون عندما يفقدون الامل في تحقيق او الوصول الى هدف معين وفي التعبير عن خيبة الامل (ما سكين في حبال دايبة او مقطوعة ) .. أقول هذا رداً على المقال الذي كتبته د . هالة مصطفى تحت عنوان "بعد العاصفة" في عدد الاهرام الصادر 2/11/2009 رداً على منتقديها لاستقبالها سفير العدو الصهيوني في مبنى الاهرام .. وتدعى د . هالة مصطفى أنها لاقت دعماً معنوياً من كثير من الزملاء والاصدقاء بعد الهجوم عليها والتي تقول انه كان هجوماً ظالماً او مغرضاً ... أعود إلى رد د . هالة مصطفى تقول أنها من انصار المدرسة الفكرية الداعية للحوار وانها ترى في حوارها مع السفير الاسرائيلي في نهاية المطاف يؤسس للمصالحة مع اسرائيل من خلال منهج سلمي لكافة الاطراف وان الوجود وليس الانسحاب والمنافسة وليست القطيعة تبقى امور اجدى من اغلاق السفارات . ... تصيف د . هالة مصطفى ان الحوار وسيلة لطرح وجهات النظر المتبانية وصولاً إلى حلول وسط ثم تستطرد لتاكيد وجهة نظرها تجاه العدو في ان مصر لم تشهد فى تاريخها انتفاضة شعبية تطلب الغاء ما يسمى بمعاهدة السلام مع اسرائيل ولم يصدر مجلس الشعب اي قرارات تطلب الغاء المعاهدة وتستنتج من ذلك ان الشعب المصري لا يرفض السلام . ... ثم ان د . هالة مصطفى تستخدم نفس المنهج الذي اتبعه منتقدوها فهي ترى ان مهاجمتها نوع من الترهيب الفكري الذي يعد في نظرها امتداداً لشعارات مستهلكة ارتبطت بالماضي من خلال تجربة سياسية – ايديولوجية احادية الفكر والمنهج والسياسة . ... واقول مع كل تقديرنا واعتزازنا بالدكتورة هالة مصطفى فلا شك انها تملك رؤية جيدة حول الديمقراطية وغير ذلك من قضايا تصب في صالح الاصلاح السياسي الذي ننشده كمصريين ولكن الاختلاف وارد .. وهي حرة فيما تراه من اليات للحوار مع الاسرائيلين تحت زعم حلحلة القضية او الوصول الى حلول وسط .. واود ان اذكر د . هالة بأن انه منذ توقيع مصر على اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 وبعدها الاردن وانسياق عدد من الدول العربية وراء الدولتين في التطبيع وعلى الرغم من كل ما حصلت عليه اسرائيل من ضمانات امنية وفتح الحدود والاسواق والاختراق الثقافي الا ان شيئاً لم يتغير فالاجتماعات تلي الاجتماعات والتوسل الى القيادات الاسرائيلية ثم التسول للحصول حتى على مجرد وعود ولو كاذبة لاحلال السلام .. كل هذا لم يثمر شيئاً .. اسرائيل تمارس عدوانها من خلال اعلان صريح لا يعرف اللف والدوران ولا جديد يبحث فيه اطلاقاً ولن تثمر الاجتماعات والحوارات الا مزيدا من الصلف الاسرائيلي واستمرار عدوانها .. واسال د . هالة مصطفى ماذا جنينا من الحوارات واللقاءات الحميمة مع الاسرائيلين .. هل توقف الاستيطان؟ . .. هل انتهى الحصار المضروب على اخواننا في غزة .. كم طفل يموت وشيخ يدفن .. ومدارس تغلق وامراض تنتشر ونحن مازلنا نتحاور .. ماذا تفعل اسرائيل بالقدس الشريف رغم مطالبات الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس ومنظمة المؤتمر الاسلامى لوقف الاستيطان بالقدس والكف عن تخريب المسجد الاقصي الشريف . .. ماذا عن السلاح النووي الاسرائيلي على حدودنا الشمالية الذي يهدد بقائنا ومستقبل اجيالنا اللاحقة .. هل نفع الحوار مع اسرائيل للحصول على ضمانات بعدم استخدام هذا السلاح ضدنا ؟ ... ما جدوى الحوار مع بلد يخرب امن مصر القومي في افريقيا لحصارنا عسكرياً واقتصادياً .. وهل هناك شك ان تغلغل اسرائيل فى دول حوض النيل يعد بمثابة ورقة ضغط قوية على مصر كي تقدم المزيد من التنازلات وقد يصل الامر بحصولها على حصة من المياه على حساب حصة مصر وهي في ذلك تحرض دول الحوض على اعادة النظر في اتفاقيات مياه النيل (اتفاقية 1929 واتفاقية 1959) فضلاً عن تشجيع هذه الدول على بناء السدود والخزانات لحرمان مصر من اي حصة اضافية من المياه بل والعمل على تقليصها مستقبلاً ... فهل نفع الحوار مع اسرائيل ؟ .. عندما يطالب الارهابي الصهيوني ليبرمان وزير خارجية اسرائيل بهدم السد العالي .. فهل يكون للحوار مع مثل هذا الرجل نتائج ايجابية . .. واسال د . هالة مصطفى عن موقف اليسار الاسرائيلي المتمثل في احد اجنحة حزب العمل وحزب ميرتس ماذا فعل في مواجهة الاستيطان والعزل العنصري المتمثل في الجدار العازل وماذا يرى في حصار غزة وشن الحرب على لبنان .. واعادة الجولان والسلاح النووي . .. اعتقد انه لم يختلف كثيراً عن رؤية الليكود والاحزاب اليمينية .. وككل احزاب اسرائيل مع عدم التسليم بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .. ومازالت عقيدة اسرائيل شعباً واحزاباً .. " من النيل الى الفرات " . اما المبررات التي ساقتها د . هالة كسبب للحوار مع السفير الاسرائيلى فاعتقد ان طالباً في المرحلة الثانوية يمتلك القدرة على تفنيدها .. فكون ان الشعب لم يخرج ولم تشهد مصر انتفاضة شعبية ضد معاهدة السلام فهى تنكر او تتجاهل ان شرفاء مصر يرفضون التطبيع الا قلة قليلة منهم ارتضت بذلك لمصالح خاصة جداً ودوافعها اقتصادية بحته وارجو ان ترد على ذلك ماذا قدمت الكويز لشعب مصر ؟ ارجو ان تعود الى احصاءات الولايات المتحدة لتقف بنفسها على العائد الذي حققته مصر من الاتفاقية وعن العوائد التي جنتها اسرائيل والتي ساهمت في زيادة دخلها القومي من اعمال ومشاركات هامشية لمجرد تصديقها على شهادات المنشأ للسلع المصدرة الى الولايات المتحدة .. اما عن عدم خروج مظاهرات ضد الاتفاقية فهي تعلم ان كل احزاب مصر واحرارها ضد الاتفاقية ويعلنون ذلك ليل ونهار ويعلم ذلك العامة والخاصة .. اما الشعب فهي تعرف كم قبضة الامن شديدة وقاسية في الوقت الذي تدرك فيه سيطرة الحزب الحاكم على اغلبية المجلس وعدم قدرة الاعضاء على مجرد الاحتجاج ومن يحتج فلن يعود إلى المجلس مرة اخرى . .. وعن مسالة الترهيب الفكري وان من يهاجمون توجهاتها يطلقون شعارات سياسية مستهلكة .. اقول لها بادكتورة ليت ايام هذه الشعارات تعود كانت ايام عزة وكرامة على الرغم من سلبيات شابتها ونعترف بها وهى قليلة مقارنة بالايجابيات العظيمة . .. حقيقة كان نظام الحكم كما تقولين شموليا لكنه نظام حافظ على كرامة المواطن المصري وحقه في التعليم الجيد والحصول على الفرص المتكافئة في الحياة من عمل وسكن وعلاج وتأمين اجتماعي .. ثم ان هذا النظام هو الذي تخرج على يدية كل الذين يمتلكون الان ناحية الخطاب والفكر وانت منهم .. .. اعود فاقول لن يجدي الحوار مع الاسرائيلين مهما توسلنا اليهم وتسولنا منهم ... فالصراع العربي الاسرائيلي صراع وجود وسيظل كذلك حتى ياتي جيل واع بحقوق امته يدرك ابعاد هذا الصراع بعيداً عن المكاتب المكيفة والمصالح الضيقة التي لا يعود علينا منها سوى تضييع الوقت .. في الوقت الذي تزيد فيه اسرائيل من قدراتها العسكرية .. فهي لا ترى ابداً غير لغة السلاح حواراً .
#محمد_نبيل_الشيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المؤسسات الدينية فى العالم العربى ما لها وما عليها
-
اليمن فى مفترق الطرق
-
المثقفون والسلطة في العالم العربي
-
ملوك الطوائف يبعثون من جديد في السودان
-
اسرائيل تتغلغل وتتمدد فى افريقيا – مصر ودول حوض النيل ودور ا
...
-
وقفة مع تصاعد التواجد الإسرائيلي في أفريقيا - إسرائيل تتغلغل
...
-
نظام آليات السوق في حاجة إلى تقويمه
-
أسباب عظمة العرب وانحطاطهم قراءة في كتاب قديم
-
صيغ التكامل الاقتصادى العربى فى اطار متعدد الاطراف
-
أهمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى اقتصادات الدول
-
قراءات في الديموقراطية ... الديموقراطية وظاهرة الاحتكار السي
...
-
ابن طفيل فيلسوف العقلانية
-
أهميه الصناعة الحرفيه المصرية ذات المدلول التراثي وسبل النهو
...
-
المحتكرون .... والمحتقرون
-
قراءات فى الديموقراطية هل هناك بديل للديموقراطية ؟ 2 – 3
-
التراث – المعنى والجذور
-
خبر يستحق التأمل
-
قراءات في الديمقراطية / الترابط العضوي بين الديمقراطية والعد
...
-
رؤية للمشكلة السودانية تحديات الابقاء علي الوحدة في مواجهة ق
...
-
النفاق ظاهرة انتهازية تدميرية
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|