أعراس ثقافية عراقية في ستوكهولم

نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 172 - 2002 / 6 / 26 - 08:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

نَجحَ نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، هذا العام ايضاً من إرساء التقليد السنوي لتنظيم أيام الثقافة العراقية والذي كانَ برعاية اتحاد الجمعيات العراقية في السويد ودعم مجلس الدولة لشؤون الثقافة ودائرة الاندماج و آ. ب. ف. . فعلى مدى أربعةِ أيام عاشت الجالية العراقية في ستوكهولم أعراساً ثقافية للفترة من 30/ مايس حتى 2/ حزيران 2002، بصحبةِ نخبة رائعة من رموز الثقافة العراقية وأعلامها المبدعة، رغم منفاهم القسري .

 

ففي يوم الافتتاح الخميس 30 مايس وفي البناية المركزية ل آ.ب. ف. طلب من الشاعر الكبير سعدي يوسف إعلان افتتاح المهرجان وليقص الشريط أيذاناً ببدء الفعاليات، حيث كان الفنان المبدع قاسم الساعدي يتوسط لوحاته وإبداعاته ولوحات وإبداعات الفنانين التشكيليين الآخرين، إلى جانب معرض الكتاب العراقي الذي أ شرفت عليه مكتبة بغداد لجمعية أصدقاء الكتاب العراقية في ستوكهولم.

 

وبعد جولة في المعرضين ألقيت كلمة الافتتاح قدمها الزميل رئيس الهيئة الإدارية لنادي 14 تموز الديمقراطي العراقي, ثم بدأت جلسات الشعر حيث قامَ الشاعر الشاب إبراهيم عبد الملك بتقديم الشعراء وكان أولهم الضيف الدكتور عدنان الظاهر الذي أتحف الجمهور بقصائد جميلة متحدياً الشعراء، رواد الشعر الحديث . بعده قدمَ الشاعر جاسم سيف الدين الولائي بعضاً من قصائدهِ الجديدة. وكان للشعر الشعبي نصيبه حيث استمع الجمهور إلى الشاعر محمد المنصور.

 

بعدها عادَ الدكتور الظاهر ليقدم محاضرة نقدية جميلة بعنوان (سريالية المتنبي وخصائص قصيدة النثر ) والتي أثارت الكثير من التساؤلات والمداخلات التي لم تنتهي لضيق الوقت ولولا ذلك لامتدَ النقاش حتى الصباح من قبل الجمهور المتعطش إلى الشعر، خصوصاً القديم منه .

 

أما يوم الجمعة 31 مايس وفي البناية المركزية ل  آ. ب. ف جرى الحفل الخاص لتكريم الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، تضمن الحفل تقديم للشاعر بالعربية من قبل عريف الحفل الشاعر جاسم ولائي وبالسويدية من قبل الزميل السكرتير حكمت حسين، ثمَ قدمت الشاعرة السويدية ماريا سيلكبيري مجموعة من قصائدها، كما قدمَ الفنان المبدع قاسم الساعدي مداخلة جميلة  كجمال لوحاته وشهادته عن سعدي يوسف، أعقبته الأديبة والصحفية بيرغيتا فالين رئيسة تحرير مجلة (كارا فان) الثقافية السويدية والتي تحدثت عن بدأ معرفتها بالشاعر وانطباعاتها عنه وقرأت له قصيدتين مترجمتين باللغة السويدية. بعدها قدمَ الدكتور قاسم البريسم جزءً من دراسته وشهادته عن سعدي يوسف والتي نالت  الإعجاب رغم أن الوقت لم يسعفه ليقدم كل ما أعده لهذا التكريم .

 

ثمَ جاءت لحظة اعتلاء المحتفى بهِ شاعرنا المبدع سعدي يوسف، الذي قدمَ العديد من قصائده القديمة والجديدة منها قصيده عن الفقيد شاعر العرب الأكبر الجواهري والتي ألهبت الحضور بالحماس. وعند انتهاء إلقائه وسط تصفيق الجمهور، اعتلى المنصة كل من رئيس الهيئة الإدارية لنادي 14 تموز الديمقراطي العراقي ورئيس اتحاد الجمعيات العراقية في السويد معانقين الشاعر وليكرم من قبل جميع الحضور الذين إكتضت بهم القاعة وتحمل بعضهم عناء السفر من أماكن بعيده . وأمام هذا الحشد وعلى شرفِ اللقاء تم تلاوة وثيقة (إعلان ستوكهولم) حول الدعوة لاقامة (برلمان العراق الثقافي). وبعد استراحة قصيرة أتحفنا الفنان المبدع طالب غالي بعزفٍ على العود وأغانٍ من أشعار سعدي يوسف.

 

في اليوم الثالث السبت الأول من ‏حزيران‏‏، انتقلت الفعاليات إلى قاعة الشعب في رنكبي، حيث تمَ افتتاح معرض الصور حول تاريخ العراق من مهد الحضارات إلى الدمار الحالي، وقدم الباحث المعماري الدكتور علي ثويني محاضرة حول ( العمارة في بلاد مابين النهرين )  والتي بينت الدور الذي لعبه العراقيون القدماء في فن العمارة. بعدها عزف لنا الفنان المبدع الموسيقار أحمد المختار على آلة العود والذي أجاد بعزفهِ وطالبه الجمهور بالمزيد.

وبعد استراحةٍ قصيرة شاهدنا الفيلم السينمائي ( بيوت في ذلك الزقاق) عن رواية الكاتب الصحفي جاسم المطير(زقاق الاقنان) من إخراج الفنان المبدع قاسم حول الذي أجرى حواراً مباشراً مع الجمهور، أوضحَ فيه معاناته في إخراج هذا الفلم والظروف التي واجهته، وفضحَ الأساليب الفاشية للنظام في تشويه الثقافة وابتزاز الفنانين . بعدها أطربنا الفنان والملحن القدير طالب غالي عزفاً على العود ومجموعة من اغانيه المختارة.

 

وفي اليوم الأخيرالاحد الثاني من ‏حزيران‏‏، حيثُ مِسك الختام كان لقاؤنا مع المبدع الساعدي ومجموعة من أعماله من خلال السلايدات، بعد ذلك جرى عرض الفلم السينمائي ( سيمفونية اللون ) للمخرج قاسم حول. وبعد عزفٍ على العود للمبدع أحمد المختار، الذي استجاب لرغبات الجمهور ليعزف المزيد من ألحانهِ الرائعة، وفي النهاية شاهد الحضور الفلم الوثائقي عن الفنان الكريكاتيري الفلسطيني الشهيد (ناجي العلي) للمخرج المبدع قاسم عبد والذي كان عبارة عن شهادة موثقه عن الراحل، نجح المخرج في توليف شهاداته ليصبح الفلم جميلاً وموفقاً، وجرى حوار مباشر مع المخرج بعد عرض الفلم.

 

في الختام جرى تكريم وشكر كافة المبدعين المساهمين الذين قدموا من ألمانيا وهولندا و بريطانيا والدانمارك ومن السويد، وكذلك كُرم القائمون على إنجاح المهرجان، هذا وقد أجرت بعض الإذاعات المحلية والصحف لقاءات مع العديد من الضيوف، كما وصلت تحية شفوية للمهرجان من الاستاذ الاديب الجليل عبد الغني الخليلي يعبر فيها عن مشاعره الطيبة ومشاطرته للفعاليات واعتذاره عن عدم الحضور بسبب وضعه الصحي.

 

انتهت أيام الثقافة العراقية في ستوكهولم على أمل العودة في العام المقبل ولكن لن تنتهي الثقافة ولا المثقفون حيث تنتظرهم مهام جليلة قي تبني وإنجاح مشروع ـ برلمان العراق الثقافي ـ ليساهموا ببناءِ صرح الثقافة القادم بعد زوال الدكتاتورية.

 

 

الهيئة الادارية
نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي
14-06-2002

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل