|
من أوراق أنتفاضة الأهوار: شهادة حية من لهيب المعركة
جريدة الغد
الحوار المتمدن-العدد: 856 - 2004 / 6 / 6 - 10:02
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في ذكرى استشهاد الرفيق خالد احمد زكي، ورفيقه محسن حواس ومنعثر سوادي في اهوار العراق، في الثامن والعشرين من آيار/ 1968، اصدرت دار الغد الكتاب المعنون “من اوراق انتفاضة الاهوار: شهادة حية من لهيب المعركة”. وهي يوميات المناضل عقيل حبش، احد ابطال هذه الانتفاضة، والذي أُنْقذ في الساعات الاخيرة من تنفيذ حكم الاعدام الذي كان سيقوم به النظام الفاشي الصدامي. والمذكرات تبين تفاصيل دقيقة لعمليات الكفاح المسلح وانتفاضة الاهوار، وممارسات التعذيب الوحشية وبضمنها التعذيب الذي كان يتم في “قصر النهاية”. وترينا صمود وبطولات المناضلين المؤمنين بقضية العراق، والذين قالوا “لا” للحكم الدكتاتوري البعثي الصدامي، وسيده “الامبريالية الاميركية” التي جاءت به الى الحكم ثانية في 1968 . ونقتطف هنا من الكتاب بعض هذه اليوميات والمتعلقة بعمليات الاهوار...
الهجوم على الهدف الاول
في هور الغموRة وصلنا الى عمق البردي المكتظ وأختفينا عن أعين صيادي السمك وبعد يومين من أقامتنا في هور الغموRة قام بعض الرفاق بأستطلاع أحد المخافر وأحدى الربايا القريبة للشرطة وكانت المجموعة بقيادة حسين ياسين، والشيء الجدير بالذكر أن رفاقنا المستطلعين قد القي القبض عليهم من قبل الشرطة الا أن حسين ياسين تمكن من أقناعهم بان له معارف كثيرة في هذه المنطقة وكان بالفعل له معارف كثيرة لأنه كان يسكن في منطقة قريبة منه بعد عام 1963 وبعد وقت من اعتقالهم جاء فلاح يعرفه حسين ياسين جيداً فعرفه فاطلق سراحه مع رفيق حمود والذي كان معه ورفيق أخر وعادوا الينا وعند وصولهم كان كل شيء قد تم وعند مساء يوم 28 مايس 1968 عقدنا اجتماعاً بقيادة الرفيق جبار (خالد احمد زكي) لدراسة خطة الهجوم وأخذ جبار يشرح لنا الخطة بعد أن رسم الخريطة الكاملة للمنطقة وموقع الاهداف والطريق التي سنسلكها في الهجوم واوضح خطة الانسحاب وبعد أن تعرف كل واحد على دوره أعددنا زورقين كبيرين للذهاب بهما بعيدأ، تركنا بقية الزوارق في وسط الهور وقد أخفيناها بالبردي والقصب اما نحن فواصلنا السير حسب الخطة المرسومة وعند أول مصب للنهر أمر جبار بالتوقف وآنذاك وزعت علينا الملابس العسكرية والرتب وكان نصيبي أن اكون مساعداً لجبار الذي أرتدى ملابس ملازم منتحلاً صفة ضابط استخبارات عسكرية أما انا فكانت رتبتي رئيس عرفاء وقد وزعت ملابس الشرطة على بقية الرفاق فكان حسين ياسين معاون شرطة وأذكر هنا عند محاولة حسين ياسين أرتداء ملابسه سقطت منه نجمة داخل الماء وعند ذلك رمى النجمة الثانية واصبح يحمل نجمة واحدة على كل كتف وكان من المفروض أن يحمل نجمتين. وارتدى احدهم ملابس عريف شرطة وأخر لنائب عريف وأخر لرتبة شرطي أول. اما الباقون فكانوا يرتدون ثياب شرطة بلا علامات رتب؟ بعد ان اكملنا ارتداء ثيابنا تحركنا في النهر المؤدي الى مركز الشرطة وبعد وقت قصير باتت لنا بعض بيوت الفلاحين وتعالى صوت احدهم يستفسر عن هوياتنا “ياهو؟" “رد عليه احد رفاقنا” “شرطة” فخرس الصوت وواصلنا طريقنا ولكن وجود بعض السدود في مجرى النهر سبب لنا متاعب جمة... أمر جبار اثنين بالنزول لسحب الزورق بالحبال المعدة لهذا الغرض ثم سحب الزورقين الى مكان قريب من الهدف وحسب الخطة ولكن عند دخولنا للمركز خرج لنا رجل يرتدي دشداشة بيضاء فأدى التحية العسكرية فسأله المعاون:"انت شنو هنا؟" فرد عليه :“انني عريف المركز” وما كان من رفيقنا المعاون الا ان يصفعه صفعة قوية لأنه قد خالف النظام لارتداء الدشداشة دون ملابس الشرطة رغم ان قوات الشرطة والجيش في حالة أنذار. رد عليه العريف “سيدي لم يصلنا أي خبر من هذا النوع” فأخذ المعاون يزمجر ويوعد العريف بمعاقبته وأفراد مخفره.
في هذا الوقت وحسب الخطة المعدة دخل قسم من رفاقنا المخفر اما ألاخرون فقد أحاطوا به من كل جانب وبعد السلام والتحية مع أفراد الشرطة والسؤال عن صحة الجميع قام فرد من أفراد شرطة المخفر بذبح ديك كبير لهذه المناسبة وبعد ساعتين تناولنا العشاء. كان من المفروض أن لاتجري الامور على هذا النحو. الا ان رفاقنا لم يتملكوا زمام المبادرة في جمع الشرطة والسؤال عن صحة الجميع والسيطرة عليهم فقد كان أحد الشرطة على سطح المركز وكان يمتلك رشاشاً وبصعوبة بالغة تمكنا من انزاله دون أن يعرف عنا شيئاً بحجة اننا لانحتاج الى حماية فنزل الشرطي الا أن أحد الشرطة قد شك في الامر وحاول الهرب من السياج الا أن الرفاق من الخارج قبضوا عليه فصاح الشرطي عندما داهمه رفاقنا وقد أستنجد بالعريف منادياً “عريفي” تمكنا من تغطية الموقف ولم تمض سوى دقائق حتى بادر رفيقنا المعاون بتجميع أفراد الشرطة بحجة فحص الاسلحة لغرض المباشرة بمهمة دورية في منطقة الهور وبالفعل تم ذلك وعند تجمعهم سحب المعاون مسدسه وأمرهم برفع يديهم فما كان منا سوى جمع الأسلحة
والعتاد بعد ان ألقى المعاون محاضرة عليهم، هتف بأسم الشعب وسقوط الرجعية، فأصاب الشرطة الذهول. كيف حدث ودخلت في مهمة مطاردة الشيوعيين وها أنه يتبين لهم اننا نحن هم الشيوعيون اخذ المعاون يشرح لهم اهدافنا الأنسانية وطبيعة الحكم القائم، بعد ذلك جمعنا الشرطة داخل الغرفة وترك عليهم رفيقان من المجموعة كحارسين اما الباقون فقد واصلوا السير بأتجاه الهدف الثاني وهي ربيئة للشرطة قريبة من المخفر في احدى القرى.
الهجوم على الهدف التالي
عند حصولنا على السلاح اكتمل السلاح لدينا بشكل جيد وحصل الرفيق شلش على السلاح ايضاً اذ انه رافقنا بدون سلاح اذ كان سلاحنا غير كاف ولكن لا مناص من اداء المهمة. تركنا المخفر بعد ان تعرفنا على بعض النقاط الخافية لنا. امرنا جبار بالترجل الى حيث الربيئة... كان الظلام دامساً والرؤية معدومة. تعثرنا بالعديد من السواقي مما سبب لنا الكثير من المتاعب وفقد العديد من رفاقنا احذيتهم لآنغراسها في الطين وابتلت ملابس الكثير منا وعند اقترابنا من الربيئة كنا نحمل فانوساً وكان بيد الرفيق هادي الذي أمر بالوصول الى الربيئة لأعلام الشرطة بوصول قوة من الشرطة لأبلاغهم بأوامر جديدة صادرة من مركز الناصرية. وصلنا الربيئة وبعد السلام والتحية جلس اكثر رفاقنا من شدة التعب وكانت الصدفة انني قد جلست على فراش العريف وهو مسؤول الربيئة. وكان الفراش يعلو بمقدار المتر عن الأرض. طلب المعاون من العريف تجميع افراده وكان اثنان منهم غير موجودين فسأل المعاون عن مكانهما فأجابه العريف ان احدهم مجاز والآخر ذهب لجلب الحطب.
فأخبره المعاون بأن ينادي عليه فنادى عليه العريف وطلب المعاون منه بأخباره أن يحضر زورق كبير لحاجتنا اليه. حضرالشرطي وهو يسحب الزورق الى الشاطيء وعند حضوره طلب المعاون احضار اسلحتهم لفحصها فأجابه العريف ان الأسلحة تحت الفراش الذي يجلس عليه رئيس العرفاء وعندما سمعت ذلك شهرت السلاح بوجه الشرطة واوهم الرفيق المعاون بالأستسلام دون أية مقاومة. رمينا الفراش فاذا بصندوق كبير فيه الأسلحة والعتاد الا ان العتاد كان قليلاً جداً، فسأله المعاون عن وجود عتاد في مكان آخر فأجابه العريف بالنفي. وأمر المعاون رفاقنا بتفتيش الربيئة والتحري عن العتاد واثناء التحري عثر على كمية من العتاد ومبالغ من المال أعيدت لهم وأخبرناهم بأننا شيوعيون ولسنا قطاع طرق وألقى المعاون محاضرته القيمة وعرفهم على مبادئنا واهدافنا وهتف جبار بحياة الحزب والمناضلين جمعنا العتاد والسلاح وتركنا نقودهم لهم وأمرنا المعاون بالذهاب الى الزورق الكبير ونقل السلاح وعدنا الى حيث المخفر والشرطة معنا وادخلنا الجميع في غرفة من الطين تابعة للمخفر وانذرناهم بعدم الخروج او الاقتراب من الباب او النافذة اذ ان هناك الغام وضعت وسوف تنفجرعند اول حركة تقومون بها. اما نحن فقد نقلنا جميع الأسلحة والعتاد الى زوارقنا وعدنا سالمين وتوغلنا داخل الهور وكان ذلك حوالي الساعة الثالثة صباحاً وقد اختفينا داخل البردي لوجود بعض صيادي السمك بعدها وصلنا الزوارق التي تركناها عند بدء العملية ثم واصلنا السير واستقر بنا المطاف اثناء بزوغ الفجر اذ لايمكن مواصلة السير في ضوء النهار خوفاً من انكشافنا وفي الليلة الثانية بدأنا بالتحرك بعد أن تركنا زورقين كبيرين والكثير من الحاجات التي كانت معنا لأنها ليست ضرورية واصلنا السير ألا اننا لم نتمكن من الأستمرار لوجود رياح قوية فأختبأنا بين البردي... وعند الليلة الثانية واصلنا السير من أجل الأبتعاد عن منطقة الخطر ألا أن الأمر لم يكن سهلاً اذ أن دليلنا حسين ياسين قد ظل طريقه وسط زوبعة قوية وكانت النتيجة ان قضينا ليلتنا هذه في هور عوينه وهو لا يبعد سوى القليل عن هور الغموRة الذي انطلقت منه العملية وحينما حل الظلام تحركنا بأتجاه هور الحمار عبر الطريق النهرية العامة. وقد واصلنا سيرنا بعد ان تعرف رفيقنا على معالم الطريق. طال بنا السير ولم يبق لنا سوى مسيرة ساعة واحدة ونصل الى أطراف هور الحمار.
المواجهة
وبينما نحن في وسط الشط الفاصل بين هور الغموRة وهور الحمار وبالضبط قرب مرقد فواده وتحديداً في منطقة ابو علاP وعند جوّفيه وقبل ان تصل الى منطقة اPبيش سمعنا صوتاً من البستان المطل على الشاطيء ينادي علينا ويطلب منا التوجه ناحيته الا ان رفيقنا حسين ياسين رد عليه بكلمة”صديج” الا ان الصوت رد عليه ثانية وبلهجة أشد حزماً ولكننا لم نمتثل له. وواصلنا السير الا اننا انحرفنا قليلاً نحو الجهة المعاكسة للصوت وبينما نحن نعد انفسنا لخوض معركة مقبلة انطلقت بعض العيارات النارية من الجهة المقابلة ورد عليها حسين ياسين بالمثل لأنه كان في زورق الأستطلاع المتقدم وبدأت المعركة وكنا هدفاً مكشوفاً امام العدو وعند وصولنا الى الشاطيء المعاكس انبثق علينا نور قوي لم يستمر طويلاً اذ تعالت اصوات كثيرة تأمر بأطفاء النور وكان النور ينطلق من مصابيح سيارة تختبيء خلف النخيل. بعد أطفاء النور استمرت المواجهة بالرمي لمدة عشر دقائق تمكنا بأعجوبة من التراجع بعيداً عن الشاطئ دون أن يصاب أي واحد منا. علمنا أن هذا المكان قد سيطرت عليه قوة الشرطة الآليه لقطع طريق العودة علينا لغرض تطويقنا ومحاصرتنا وقد تم ذلك لهم واعاقنا عن التحرك لكثافة النيران فلم نتمكن من حمل الكثير من الحاجات التي بقيت في الزوارق ومنها بعض الاسلحة والعتاد التي كانت في زورق الرفيق جبار ولكنه لم يتمكن من إخلائها رغم وجود رفيقين معه في الزورق وعندما أنسحبنا الى اليابسة سمعت حسين ياسين يقول أن الشرطة تحاصرنا وعلينا أن نخرج من هذا الطريق "أنظروا تلك الاضوية أنها صادرة من سيارات الشرطة".
كنا نرى أضوية كثيرة حولنا في كل الجهات أمرنا حسين ياسين بالتقدم الى أمام حتى يمكن لنا الاختفاء في مكان أمن وقد قال: "أن قسماً من الاسلحة والعتاد بقي في أحد الزوارق" وهنا طلب جبار من أحد الرفاق وهو الرفيق لفته بسحب السلاح والعتاد من الزورق وجلبه الا أن لفته لم يتمثل لأمر جبار بعدها توجه حسين ياسين وجبار وطلبا مني جلب السلاح والعتاد. وقالا أننا ننتظرك في هذا المكان. أمتثلت للأمر وتشرفت بالقيام بهذه المهمة رغم خطورتها. وعند ذهابي طالبني جبار بتسليم سلاحي لأنه قد يعيقني في العودة.
سلمت سلاحي وقصدت الزوارق الراسية وكان طريقي منحرفاً قليلاً الى اليسار لكي لا تكتشف الشرطة طريقي، الا أني مشيت طويلاً ولم أصل الى النهر فعجبت لهذا الأمر وأنحرفت الى اليمين قليلاً فرأيت النهر وعرفت أني قد أخطأت التقدير لأن النهر كان منحنياً وقد سرت مع أنحنائه لعدم معرفتي بذلك فعدت ثانية الى الشاطيء. الا أن الشرطة تمكنت من رؤيتي فأطلقت النار بغزاره علي فعدت الى مكاني مرة ثانية مستفيداً من الساتر الترابي للنهر، وعند سيري سمعت أصواتاً أخرى عبر النهر، وهنا راودني الشك بان أفراد الشرطة قد عبر النهر وأنهم يطلقون النار تغطية لعبورهم. قررت العودة الى رفاقي لأطلاعهم على الأمر الا أني فوجئت بعدم وجودهم. أطلقت صوت الأشارة المتفق عليها لاستدل على مكانهم الا أني لم أحصل على جواب، وهنا تذكرت قول حسين ياسين بأننا محاصرون من قبل الشرطة وأنه قد حدد الطريق في حينها ذلك الطريق الذي سوف نسلكه وآنذاك فضلت متابعتهم ظناً مني أنهم قد أنسحبوا الى مكان بعيد فسلكت الطريق الذي أشار عليه حسين ياسين فواجهني أحد الأنهر وهناك أطلقت صوت الأشارة فلم يجبني غير وابل من الرصاص يطلق من خلفي.
قد حدثني رفاقي عما حصل بعد افتراقي عنهم وباالتفصيل قالوا أنهم بعد سماعهم باطلاق النار من جهة الشرطة ظنوا اني قد أستشهدت أو أصبت على أقل تقدير ولم يمكنني العودة وبعد أنتظارهم لي فضلوا العودة الى مواجهة الشرطة واثناء المواجهة ذهب الى الزورق بعض رفاقنا لجلب السلاح والعتاد الباقي ألا انهم لم يتمكنوا من ذلك لغزارة النيران ولم يحققوا هدفهم لجلب السلاح والعتاد وبعض المتفجرات والمستمسكات والوثائق والخرائط الموجودة. بعدها انسحبوا الى الخلف واثناء ذلك تأخر الرفيق كاظم “منعثر سوادي” في عملية الانسحاب ولكنهم لم يفتقدوه في بادىء الامر وعندما رآه رفيقنا حسين ياسين وكان ضعيف البصر لم يتمكن من تشخيصه فأطلق عليه النار ظناً منه بأنه أحد أفراد الشرطة وأنه عبر النهر لمطاردتنا فجرح كاظم على أثر ذلك في صدره وقد قال كلمة السر فعرفناه وحمل على الاكتاف وواصلوا الانسحاب الى ان واجههم النهر الذي اعترض طريقهم فأستقر بهم المطاف لمدة ساعتين على ضفة النهر عملوا خلالها “كلك” من سعف النخيل وبينما هم يريدون العبور سمعوا صوت أحد المراكب البخارية يتجه نحوهم فأنسحبوا الى الخلف قليلاً وأختفوا خلف أشجار النخيل وأخذوا مواقعهم هناك. عبر المركب البخاري ومعه مركب أخر كبير يمتلىء بالشرطة ومركب ثالث يحمل بعض المسؤولين وكانوا الرفاق قد أتخذوا قراراً بعدم التصادم مع أية قوة الا اذا فرضت عليهم المعركة.
عند عبور القوة وابتعادها قاموا بعبور النهر وهم متعبون ومرهقون وأن ما كان يبعث في نفسهم الشجاعة هو مواصلة الرفيق الجريح مسيرتهم. وكان الشوك والعاقول المنشر مع أمتداد الارض يأخذ طريقه الى أقدامهم. واخذت اقدامهم تنزف دماً بسبب ذلك لكنهم واصلوا مسيرتهم وتمكنوا من عبور عدد أخر من الانهر وكان الطريق نفسه الذي سلكته في مسيرتي عند انسحابي. وقد وصلوا الى البركة الصغيرة التي كنت قد وصلتها وهناك قرروا المبيت قربها ولو قدر لي المبيت هناك لتمكنت من العثور عليهم لأنهم قد استطلعوا كافة جوانب البركة وفي صباح اليوم الثاني عبروا البركة وواصلوا مسيرتهم بلا هدى فقد كانوا يجهلون المكان. بعد وقت قصير تمكن حسين ياسين من معرفة معالم المنطقة وقاد الآخرين الى الأتجاه الصحيح اذا كانوا يرمون السير بأتجاه هور عوينه وهي المنطقة التي بدأنا منها فواصلوا السير واذا بهم في ارض مكشوفة تعد مسيرة ليلة كاملة وعند الفجر اختفوا في نهرقديم جاف واستقروا فيه وقتاً.
لكن العطش كان قد نال من اجسامهم وكذلك الجوع. تمكن احد رفاقنا من الحفر في الأرض بحثاًً عن الماء الا انه باء بالفشل فهم لم يتمكنوا من مواصلة السير لعطشهم الشديد واصبحوا في حيرة وكان الحر شديد الوطأة. اضطروا الى تجرع بولهم بدل الماء... ودفع العطش الرفيق شلش “محسن حواس” بالألحاح عليهم للسماح له بالذهاب الى النهر القريب لأرواء عطشه وجلب الماء فوافقوا واعطوا له مخزن للعتاد لرشاشة الدكتاريوف فذهب وروى عطشه وملأ المخزن بالماء ولم يعلم بوجود ثقب في اسفل المخزن فلما عاد كان فرحاً لشربه الماء وحمله المخزن رغم انه يحمل القليل من الماء اذ ان الكثير قد تسرب من الثقب وكانوا جميعاً في اشد حالة من الأنتظار لشرب الماء الا انهم لم يجدوا كفايتهم. لكن تبلل ملابس شلش بالماء جعل الرفاق يعرون ملابسه ويمتصون الماء منها لشدة العطش.
كان النهر الذي ذهب اليه شلش يمر بأرض مكشوفة تناثر عليها بعض الخرائب واشجار النخيل المتفرقة هنا وهناك. وكان جبار قد طلب من شلش بأعادة المحاولة ثانية لجلب الماء واعطيت له مخزنان للدكتاريوف بعد غلق الثقب بالطين وقد ذهب وعاد حاملاً الماء وقد بلل ملابسه بماء النهر الا ان الماء الذي جلبه لم يكفهم. وحين سمع جبار ملاحظات شلش عن النهر والطريق الذي سلكه امر الجميع بالتوجه الى النهر على شكل مجموعات وهناك روي غليلهم، اذ قام البعض منهم برمي نفسه في النهر بعد ذلك اختفوا في تلك الخرائب ووجدوا هناك اناءً معدنياً استخدم فيما بعد لنقل الماء. وبعد وقت قصير تمت العملية بنجاح فعبرت المجموعة الأولى لأستطلاع الجانب الآخر من النهر ثم أوعز للجميع بالعبور وواصلوا مسيرتهم طوال الليل رغم الأقدام المتورمة التي كانت تنزف دماً قاصدين هور عوينه، ألا أنهم غيروا أتجاههم قليلاً لأختصار الزمن وقرروا الوصول الى هور الغموRة وعند الفجر تخفوا في نهر قديم جاف يرتفع الى مسافة قدمين تحيطه شجيرات على جانبيه. مكثوا في مجرى النهر ساعات طويلة. اتفقوا عندها على دخول القرى القريبة لغرض الحصول على الطعام وما يحتاجون ألا أنهم استثنوا هذه الفكرة خوفاً من حصول بعض المضايقات وهم في غنى عنها.
أقترح حسين ياسين ان يذهب الى القرية ليجلب الطعام والماء في زورق كبير مقابل أحد البنادق فأيده الرفاق على ذلك فذهب حسين ياسين ومعه البندقية ومسدس وفي الطريق التقى مع مجموعة من الرعاة وبعد حديث قصير عرف الرعاة بأنه من الشيوعيين فقدموا له ما بحوزتهم من الخبز والتمر بلا مقابل بعدها التقى بأحد الفلاحين منتحلاً صفة مهرب أسلحة ووضح له كيف أن الشرطة حالت دون مواصلة سيره هو وجماعته بسبب الأحداث الأخيرة التي وقعت في الهور وقد أتفق معه على المقايضة وعاد الأثنان الى مكان اختفاء الرفاق وحينذاك كان الرعاة قد أشرفوا على مكان الرفاق وعند وصول الفلاح اتضح له جيداً هوية رفاقنا بأنهم من الشيوعيين وفي هذه اللحظة أستعدوا لمساعدتهم وعاد الفلاح لجلب الطعام والماء وبعد ذهابه مر برفاقنا أحد الفلاحين راكباً على حصانه واطل عليهم وحياهم دون ان يهتم للأمر، لكن هذا الرجل اصبح موضع شك لدى رفاقنا. ألا أن الفلاح عاد ثانية بصحبة رجل آخر يدعي أنه خاله حاملين اللبن والطعام والسجائر كما وصل الفلاح الأول وأبن أخيه حاملين الخبز والتمر واللبن والسجائر وعند لقاء الجميع تبين أن الفلاح وأبن أخيه والفلاح الثاني وخاله كانوا يعرفون بعضهم البعض واتفق الجميع على تقديم المساعدة لأيصال الرفاق الى هور العمارة وعلى ظهور الخيول وقد أتفق رفاقنا معهم بأيصال حسين ياسين الى شخص يعرفه في المنطقة وذلك لأحضار زورق كبير (1) (هذا ما اتفق الرفاق عليه أخيراً) فذهب أحدهم لأيصال حسين ياسين الى الشخص أما الباقون من الفلاحين فقد عرضوا على رفاقنا أستضافتهم في أحد بيوتهم ألا أن جبار شكرهم على ذلك. عاد الفلاح بعد ايصال حسين ياسين... عن طريق الصدفة التقيت مع الزمن علي أعويش/ ابا حسان/ اوضح لي بأن الرفيق حسين ياسين اتصل بأحد رفاقنا وهو جاسم آلـ كندور وطلب منه مساعدته بأرسال مشاحيف ومؤونة الى الرفاق ألا أن الرفيقين رفضا ذلك لأنه كان تحت انظار شيوخ العشائر لمعرفتهم به بأنه يميل للشيوعيين وانه مهتم بذلك وعلى هذا الأساس رفض التعاون مع حسين ياسين وقد قام الرفيق بأخبار التنظيم بذلك وأنه لم يبدِ أية مساعدة لخوفه وجبنه من شيوخ آلـ نايف وهم شيوخ بني سعد) وعند وصول هذا الفلاح غادر الفلاحون المكان وعند رحيلهم انتقل رفاقنا الى مكان آخر وكان التنقل أمراً شاقاً جداً، قضوا الليل بطوله يتناوبون الحراسة حتى الصباح اما الرفيق الجريح كاظم فقد لفّ بعباءة أحد الفلاحين.
كان المكان الذي نزلوا فيه نهراً ولكن رطب في بعض مواضعه وقد نجح أحد رفاقنا بالحصول على الماء حين حفر بئراً وفي الصباح رأوا صبياً في العاشرة من عمره يطل عليهم بعد ان كان يبحث عن شيء اضاعه في مجرى النهر وكان يسير على الحافة وعند رؤيتهم لهم نزل اليهم بسرعة وحدثهم بلغة كلها عتاب اذ انه بحث عنهم كثيراً وقد ذكروا ما قاله الطفل اذ قال: “انتم وين وأنه ادوّر عليكم وأمي سمعت عنكم جوعانين وزعت الكم هذا الخبز والRيمر وتRول امي انتم معزومين عدنه الليلة” أثر موقف هذا الصبي البريء في نفوس كافة الرفاق واخذوا يقبلونه وشعروا بالفخر لكون هذا الطفل من أبناء شعبنا الذي يكافحون من اجله. شكر جبار هذا الصبي وقبلّه وأوصاه أن يبلغ والدته شكره الجزيل لمشاعرها الطيبة وأوصاه أن لا يخبر أحداً عن مكانهم وهنا رد الصبي محتجاً على قوله هذا: "كيف أخبر عنكم وأنا أحبكم وأمي تحبكم مثلي؟" ضحك الرفاق لقول الصبي فهو يتمتع بذكاء وفطنة وبعد ذهاب الصبي وصل الفلاح وابن أخيه واخبروا الرفاق بأنهم اعدوا لهم غداءً وطالبوهم بالمجيء الى القرية.
الا ان جبار شكرهم واخبرهم بعدم أمكانية الذهاب الى القرية. في ذلك الوقت رأى الرفاق سيارات الشرطة وقد توقفت عند القرية ونزل منها بعض الفلاحين وأفراد الشرطة وذلك لغرض تفتيش القرية. أعطى الرفيق جبار بعض البنادق الى الفلاحين وطالبهم بالمساعدة بفك الحصار إذا ما فرض القتال علينا.
إلا أن الرفاق تراجعوا عن هذه الفكرة وطالبوا الفلاحين بالخلاص بنفسهما بعد انصراف الفلاحين انتقل رفاقنا إلى موضع أخرى في مجرى النهر وأخذوا مواقعهم استعداداً للمعركة الحاسمة اذا ما انكشف أمرهم وظلوا يرصدون تحركات الشرطة الذين توزعوا في مجموعات تساندهم مجموعة من أتباع الأقطاعيين وكان القرار بمقاومة حتى المساء ليتمكنوا من الانسحاب تحت جنح الظلام فيما اذا فرضت عليهم المعركة.
بعد وقت قريب تمكنت أحدى فرق الشرطة من العثور على رفاقنا وقد شاهد الرفاق رجلاً يمتطي حصاناً قد أوقف هذه المجموعة من الشرطة واخبرهم بمكان رفاقنا وكانت الساعة تشير الى الحادية عشرة والنصف صباحاً وبدأت المعركة وتجمعت مجموعات الشرطة وأتباع الاقطاعين وبعد عملية التطويق المحكمة على موضع رفاقنا وبعد البسالة نادرة كان رفاقنا خلالها يهتفون بحياة الحزب والشعب وجبهة الكفاح المسلح وبسقوط الرجعية والصهيونية وكان الشرطة يرددون طلب الاستسلام من خلال مكبرات الصوت الا أن الرفاق كانوا أكبر من ذلك. وحين تكاثرت أعداد الشرطة أصبح من المستحيل على رفاقنا الانسحاب. وبعد نقاش سريع طرح جبار فكرة وجوب مفاتحة الشرطة بالتفاوض على أساس مبدأ الاستسلام.
أيده قسم من رفاقنا أما الآخرون فقد رفضوا ذلك وفضلوا المقاومة حتى النهاية الا أن أكثرية الرفاق كانوا يؤيدون جبار خاصة وان العتاد على وشك النفاذ ولم يبقى الا القليل وقد طالب رفاقنا الشرطة بوجوب جلب المتصرف وبعض المسؤولين لغرض التفاوض حول الاستسلام الا أن الشرطة رفضوا هذا الطلب وطالبوا بالاستسلام دون قيد أو شرط. وفي الساعة الخامسة والنصف عصراً وصلت مكان المعركة طائرة مروحية. فطلب جبار عدم أطلاق النار على الطائرة ظناً منه أنها تحمل بعض المسؤولين وأنهم جاءوا للتفاوض لكن الطائرة فاجأت الرفاق بوابل من الرصاص الا أنها لم تصبَ أحداً بعد ذلك هبطت الطائرة في مكان قريب من المعركة بحيث تعذر على الرفاق رؤيتها وفي ذلك الوقت رمى والمسؤولين برمانة يدوية باتجاه موضع رفاقنا وسقطت الرمانة بقرب الرفيق هادي أراد هادي رميها الى موقع الشرطة الا أن الوقت قد فات فانفجرت وهو ماسك بها فبترت يده أصابته بحروق وقد سقط على الأرض وهو يتخبط بدمائه. بعد ذلك صرخ شلش معلناً أن الطائرة قد عادت الى رمي القنابل على موضعنا وطالب جبار بان يوعز للرفاق برمي الطائرة أن أمكن ذلك في ذلك الوقت حلقت الطائرة من جديد فتصدى لها الرفاق بوابل من الرصاص فأصابوا الطيار سقطت الطائرة بعد مقتل الطيار وارتطمت بالأرض. وكان حادث إسقاط الطائرة مبعث رد فعل على الشرطة وكان المسؤولون يشجعونهم على التقدم والهجوم وتمكن شرطي بالتقرب الى موضع الرفاق وقد أصاب أحد الرفاق لكنه قتل على الفور.
بعد هذا الوقت أفاق هادي وكان قد أصيب بانفجار القنبلة وتمكن من الاتصال بجبار وأخباره بالأمر وطلب السماح له بالخروج لغرض الاستسلام حتى يتسنى له العلاج وقد وافق جبار على ذلك وخرج هادي جريحاً من مجرى النهر رافعاً راية الاستسلام وأمر من قبل الشرطة بالتقدم نحوهم الا أنهم لم يتوقفوا عن أطلاق النار وأصابه الرصاص في جسمه الا أن الإصابة لم تكن قاتلة فعاد الى مجرى النهر والدماء تسيل منه من كل مكان، وبعد عودته طالبوه بالخروج ثانية وأوعدوه بوقف الرمي فخرج الا أنهم لم يتوقفوا الا بعد حين وطالبوه بخلع ملابسه ظناً منهم أنه يحمل متفجرات. أتم خلع ملابسه وتقدم نحو الشرطة وعند وصوله طالب بحضور أحد المسؤولين فجاء أحدهم وطلب منه الوصول معه الى رفاقه لغرض التفاوض على أساس الاستسلام مع العلم أن هادي قد بترت يده وملأت الحروق والجروح جسده وهدت قواه. رفض طلب هادي من قبل المسؤول وسحب الى مكان خلفي وأجري معه التحقيق بعدها أوعز المسؤول لكافة أفراد الشرطة وحاشية الإقطاعيين المشتركين معهم بالهجوم على الموضع ودارت المعركة الحاسمة. أستبسل رفاقنا فيها ولم تتمكن الشرطة من اقتحام الموضع الا بعد أن نفدت ذخيرة الرفاق ولكن الشرطة لم تتوقف عن أطلاق النار على رفاقنا رغم استسلامهم فأستشهد بعض من رفاقنا.
1- جبار "خالد احمد زكي" قائد المجموعة. 2- شلش "محسن حواس". 3- كاظم "منعثر سوادي".
وكان كاظم سبق له وأن جرح في المعركة الأولى من قبل حسين ياسين بطريق الخطأ. وقد واصل السير جريحاً وقاوم معهم حتى سقط صريعاً مخضباً بالدم وأستشهد شجاعاً وبطلاً كما جرح كل من الرفاق هادي لفتة وجمعة. وبالمقابل مات نقيب طيار بعد أسقاط طائرة المروحية ومات اربعة من الشرطة وأصيب خمسة من أفراد الشرطة بجروح.
كان بأمكان رفاقنا قتل عدد أكبر من الشرطة وحاشية الاقطاعين الا أن الرفيق جبار رفض قتل احد منهم. بعد أنتهاء المعركة التي دامت مايقرب من الساعتين أخذ الشرطة باخلاء الجثث وبأسلوب وحشي. وقد سحل الرفاق المستشهدين على الارض لمسافة طويلة الى موقف سيارات الشرطة المسلحة وفي ذلك لاحت طلائع الجيش التي جائت لمساندة الشرطة ومشاركتهم في العملية بعد الاتصال بهم لاسلكياً. نقل رفاقنا الى ناحية الدواية وكانوا يطالبون المسؤولين بمعالجة الجرحى الا أنهم رفضوا ذلك. أضافة الى ذلك كانوا يمنعون عن رفاقنا الماء رغم أن الجو كان حاراً وذلك اذعاناً في تعذيبهم.واصلت السيارة مسيرتها الى مدينة الشطرة والجرحى من الرفاق دون علاج وكانت دمائهم تنزف ومن الشطرة أتجهوا الى مركز سراي الناصرية “مبنى المحافظة حالياً” وهناك قسموا الرفاق الى ثلاثة مجموعات. الاولى الى الموقف والثانية الى المستشفى والثالثة الى الطب العدلي “المغيسل بـ مغسل الموتى “ وبهذه الخاتمة المؤلمة وبهذه البطولة انتهت صفحة كاملة لأروع معركة وأشرفها. بهذه الشجاعة انتهت أول قاعدة بناها الحزب لخوض الكفاح المسلح ضد السلطة الرجعية الغاشمة في الاهوار.
#جريدة_الغد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الولايات المتحدة محور الشر العالمي
المزيد.....
-
مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا
...
-
100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
-
رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح
...
-
مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في
...
-
-حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي
...
-
-أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور
...
-
رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر
...
-
CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع
...
-
-الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب
...
-
الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|