أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - رسائل لم تصل /الى ستار غانم راضي ...............سامي















المزيد.....

رسائل لم تصل /الى ستار غانم راضي ...............سامي


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 856 - 2004 / 6 / 6 - 10:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحياتي وسلامي لك ..ومودتي الاكيدة
أغبطك من بعيد وأنت تعيش بين لحظتين ، لحظة الفرح بالعمل الجازف ، لحظة تجاوز المواقع والموانع والحواجز والوصول الى هدفك ، ولحظة الخطر ومعايشة الخطر اليومي الداهم ، حيث تعرف أن الخطأ الاول هو الخطأ الاخير
أعرف ذ كائك النادر ، وأقدر قدرتك الكبيرة في التحرك والتخفي وأكتشاف ا لأساليب الجديدة في العمل ، لكن الخطر قاثم وداهم ياصديقي ، والشراك في كل مكان والمدن مغلقة بالمصائد ، والشوارع مطوقة بالمراصد والعيون ، والحرس القومي الفاشي مستنفر .. فيا لتحدي روحك الوثابة وذهنك المتقد ، وأنت تخوض الصراع المرير ، الصراع القاتل وربما الصراع الاخير بينك وبين العدو المدجج لكن الخائف
كم كنت شجاعا في خيارك ، أن تذهب إليهم ، وتتحداهم في معاقلهم المحصنة ، حتى لو كانت المواجهة فاصلة ، المواجهة الاخيرة .. فأنت كضابط المتفجرات تعرف السر الكامن بين يديك ، أو بين ثيابك ، لكنك لاتتوقف عن السير الحثيث نحو النقطة التي رسمتها بوعي خاص وعالي.
في لقائنا الخاطف بعد نزولك الى بغداد وعودتك الى شقلاوه ثحدثنا كثيرا وبشكل مكثف ليل نهار وناقشنا كل الامور و الاوضاع ، وضع النظام وأساليبة وخططه وحالة النا س والجماهير وتوجهاتها ، والعمل المعارض البطي والمتلكأ ومشاكله وأزماتة ، وأساليب العمل الجديدة والمهمات المطروحة والانجازات البسيطة في بناء ركائز في بغداد والمدن الاخرى ، والمخاطر المحدقة بالعمل اليومي المباشر ، ثم تعود الى بغدادك المحاصرة والمطوقة .
تتجمد تلك اللحظة لتثبت وتصير خالدة خلودك أيها المقاتل الشجاع ، وأنت في هدئتك الاخيرة في هدوئك الطويل وصبرك وعملك ومساهماتك المتنوعة والجميلة في موقفك البطولي الاخير !!
لازلت أجمع شظايا المشهد الاخير ، وكل المشاهد الطويلة ، والاحلام والرؤى والمسرات والاوهام والاخطاء والخطايا لاضعها هناك قرب نصب المدينة الكبير لتكون شاهدة وشاهد لنا وعلينا !!
- 2
ستار غانم راضي ، أبن هذا المكان والزمان ، أبن مدينة الثورة / بغداد ، من مواليد 1954 لعائلة عراقية وطنية كادحة ، خريج كلية الزراعة ، أعتقلتة السلطة الفاشية في مديرية الامن العام سنة 79 ، ألتحق في نهاية نفس العام بحركة الانصار التي بدأت تتشكل في جبال كردستان القصية ، وبذلك يكون من أوائل الانصار اللذين تجمعوا وبدءو التجربة الجديدة بكل الامال العريضة التي كانت معقودة عليها لتصحيح تجربة التحالف الذيلي البائسة ، وحماية جسد الحزب من المذبحة التي أجتاحت الوطن وساهم بجدية كبيرة في العمل السياسي والفكري والعسكري ، كما ساهم في المطالبة الحزبية الواسعة في نقد وكشف الاخطاء الفكرية والسياسية في تجربة الجبهة الوطنية وتحديد المسؤولية الشخصية والجماعية لمن رسم وحدد تلك السياسة من قيادة الحزب ، كما عمل على رسم سياسية ثورية جديدة للكفاح المسلح منذ البداية ، وتجاوز الاخطاء الفكرية والسياسة والعسكرية الجديدة ، وذلك من خلال طرح برنامج جديد
تعرفت على سامي ، وهذا أسمه الحركي الشهير في كردستان في تموز1980بعد وصولنا من منطقة هورمان -هيرتا وقاعدة السليمانية الرئيسية في أول مفرزة للسلاح، ألقيت بة مع عدد كبير من الرفاق والاصدقاءفي منطقة ناوزنك وتوزله ونوكان وزلي ، وقد أمتدت علاقتنا وتطورت وتعمقت حتى إختفاءه المجهول ، وقد شكلوا فصيلا عسكريا بأسم فصيل بغداد يظم أغلب الرفاق القادمين من بغداد وبعض مدن الوسط والجنوب ، وكان فصيل بغداد يعد نموذجا رائدا لحركة الانصار الحديثة وآفاقها الواعدة، لانة تكون من الشباب الرائعيين المتحمسيين للعمل والواعديين بمستواياتهم الفكرية والسياسية والعسكرية وقدرتهم على التطور السريع ، في ظل ظروف النكسة الجديدة وألاحباط العام والبلبلة الفكرية والتنظيمية
كان سامي من أبرز الشباب في نشاطة وآرائه النقدية الجديدة والجريئة ، ودارت بيننا نقاشات طويلة وجدل حامي عن تجربة التحالف الذيلي التي تركناها خلفنا ، ومحاولة تشخيص الاخطاء الفكرية والسياسية والتنظيمة ، وعدم وجود خطة طوارئ للانسحاب وتقليل الخسائر الدامية وإفشال خطة الفاشية في تحطيم جسد الحزب والحركة الثورية ، وإعلان إنصار الفاشية بصعود المجرم صدام حسين الى الموقع الاول في مؤسسات الحزب والدولة ، كما طالبنا بتحديد المسولية الفردية والجماعية لقيادة الحزب ومحاسبة العناصر الخاطئة ،كخطوة أولى لابد منها لإنطلاق العمل الجديد ، وقد ساهم في هذه الحوارات والمناقشات في وقت مبكر عدد كبير من الرفاق كان من أبرزهم الراحل عبد الرحمن القصاب / أبو أحمد والرفيق عادل سفر / أبو شاكر ، وقد جرى تبلور خط فكري واسع يطالب بمعالجة ألازمة الجديدة التي يمر بها الحزب والحركة الشيوعية في بلادنا ورسم سياسة سليمة أخرى بعد محاسبة وعزل العناصر اليمينية التقليدية وإعادة بناء التنظيم على أسس سليمة ليكون قادر على قيادة العمل الصعب والنوعي الجديد
حول هذه القضايا الرئيسية والحاسمة دار الصراع ، ومن هنا بدء الإستقطاب والفرز والانقسام داخل قواعد الانصار التي بدأت بالتكون ، وخاصة في قاعة ناوزنك بإعتبارها القاعدة الرئيسية ولوجود بعض العناصر القيادية وبعض من الكادر المتقدم الذي وصل من الداخل ، وكان سامي يلعب دور المحرك النشيط لهذا العمل ، يقوده بهدوء ودراية كبيرة وبشجاعة وجرأة نادرةضد العناصر اليمينية المتخلفة والمتهافتةوالتقليدية؟؟
لقد قررنا خوض نضال فكري وسياسي علني ، بينما لجأت القيادة اليمينية الى أساليب بوليسية تتمثل في المراقبة والتجسس وجمع المعلومات عن الرفاق وآرائهم وتهديدهم بالتصفية والقتل ، ثم جاءت مجزرة وكارثة بشتآشان لتصعد الصراع وتنقلة الى مستويات جديدة بسبب مسؤولية القيادة عن الكارثة وتجدد عجزها وتخلفها عن فهم الاحداث والتطورات الجارية في كردستان ، وبعد أحداث بشتآشان الثانية والخسائر والفشل الجديدين ، وخروج وهروب وإنسحاب المئات من الرفاق الانصار الى الخارج ، مع تشكيل قواعد متباعدة ومبعثرة ، في هذه اللحظة أستغلت القيادة اليمينية الفراغ الحاصل وأنكشاف الرفاق لهم ، أنقضت على المجموعة التي تقود الصراع وتعتقلهم في ظروف قاسية وعجيبة وكان من بيننا سامي وقد فقدنا الشهيد البطل مشتاق طالب /منتصر تحت التعذيب الرهيب والرجعي القاسي ، وخرجنا من المحنة الجديدة بموقف ثابت ومتطور وتجربة متزايدة ومعمدة بالدم الطاهر لمنتصر ، عدا عنصر واحد تراجع تحت التعذيب والتهديد والضعط ليتنازل عن قناعاته وإدعاءاتة ويعلن التوبة والخنوع وخوفا من تهديدات لجنة التعذيب والتحقيق الخاصة والواسعة الصلاحيات
تم إطلاق سراح سامي ورفاقه في حزيران 1984بعد ستة أشهر من الاعتقال الدامي ، وطردناخارج حدود وطننا ألى إيران ، في إلتباس غريب ومتناقض لايمكن تفسيره أو تبريرة في كل الاحوال ، وقد رفضنا تسليم إنفسنا الى إيران وتمكنا من التسلل الى أرض الوطن من جديد والى منطقة قرداغ تحديدا ، حيث بدء سامي نشاطةالفكري والسياسي الجديد وأصدر كراسا هاما جدا عن تجربة الكفاح المسلح ، سجل فيه تقيمه للتجربة منذ بدايتها الى نكسة بشتآشان ، وساهم في كتابات أخرى عن الحرب العراقية الايرانية تظمنت آراء جديدة ومختلفة في الموقف من الحرب الكارثية الطاحنة ، المشتعلة أنذاك والتي تداخلت وتناقضت فيها المواقف الوطنية
بعدها إنتقلنا الى منطقة سركلو وبركلو في جبال السليمانية ، وعشنا وسط المخاطر الرهيبة ، من قصف يومي بالمدفعية والطيران وإنتشار شبكة قوية وفعالة من المندسيين عملاء المخابرات العراقية ، وأعمالهم التخريبية من تفجيرات وأغتيالات وحشية ودس سموم الثاليوم الشهيرة في المواد الغذائية والتي راح ضحيتها العشرات وجرى إعتقال أعداد من الذين بثوا هذه المواد القاتلة
ثم تركنا مناطق سركلو وبركلو وياخ سمر بعد معارك دابان الشرسةوأجتياح الجيش لها ، حيث تقهقرنا مرة أخرى الى منطقة نوكان ، أي الى نقطة الصفر والبدايات الاولى ، في نوكان جددعمله الفكري والسياسي وأصدر عددا من الكراسات تناول فيها موضوعات أساسية في عملنا وتوجهاتنا ومنها ردعلى تقييم أنتهازي وكتابات عن المهم الوطنية والديمقراطية وموضوعات في التنظيم ، وبدأ يفكر جديا للتوجه نحو الداخل الصعب الذي يبدو مغلقا من معزلنا الجبلي ، وقد أستطاع التسلل والوصول الى بغداد عدة مرات من قرداغ وسركلو وأقام عددا من الركائز التنظيمية البسيطة ومحطات الاتصال والبريد
وأستمر سامي في عملة الدؤوب والحثيث رغم المخاطر اليومية الكبيرة والهزيمة الشاملة والانحسار للحركة المسلحةبعد عمليات الانفال القذرة والاجتياحات الدموية للقرى والجبال وصولا الى الحدود الدولية مع إيران وتركيا مدعومة بعشرات الالاف من حجافل الحجوش والمرتزقة وجندرمة الدول المجاورة، رغم كل هذه الظروف ظل سامي متماسكا ومتفائلا وصابرا يتطلع الى حلول عملية أخرى ، ويحاول أن يدرس المأساة الجديدة والتحولات الشاملة التى جرت بعد توقف الحرب العراقية الايرانية ولإنطلاق عمليات الانفال وحرب الابادة الجماعية ضد شعبنا الكردي، وقد بدا لحظتها إن كل شئ قد إنتهي ونحجت الفاشية في مخططها التدميري العنصري، وساد اليأس أوساط كبيرة من السياسيين والناس العاديين
بعد نجاح عمليات الانفال تجمعت الاحزاب الكردية كلها تقريبا في منطقة نوكان وهي بقعة صغيرة ضيقة ، حتى إن المقار كانت متداخلة مع بعضها ، مع بقايا البيشمركة ،وكان نشاط أجهزة النظام الارهابية مكثفا وخطيرا للقضاء على البقية الباقية ومحاولةإصطياد بعض القيادات الخطيرة ، وقد تمت تصفية الرفاق سالم وزهير في نوكان على إيدي عناصر المخابرات وهما رفيقان من تنظيم الشيوعيين الثوريين وكان لهم مقرا هناك
في هذه الاوضاع الغامضة والصعبة حصل تطور دراماتيكي قلب كل الاوضاع القائمة وغير الحالة السياسية وخرائطها الموجودة قبل ذلك اليوم ، وكان الحدث الكبير والخطير دخول النظام العراقي الى الكويت وإحتلالها ونشوب حرب الخليج الثانية وإنطلاق الانتفاظة المجيدة ، وقد شارك سامي بفعالية كبيرةفي الاحداث ووصل الى كركوك وساهم في معارك طرد النظام ، وكتب العديد من البيانات والنداءات والرسائل والمقالات حول الانتفاضة وآفاقها ، ثم كتب فيما بعد عن أسبابها ونتائجها وأسباب سقوطها ، ثم أنسحب مع المنسحبيين من كركوك الى الحدود الايرانيةفي المسيرة المليونية الشهيرة وبعد أستراحة قصيرة من التعب والمرض أتخذ قراره الشجاع في التسلل الى والى بغداد تحديدا وفق توجة جديد وتحليل جديد يقوم على أساس منع السلطة من ترتيب أوضاعها ، ومحاولة الاستفادة من النتائج الكبيرة والكثيرة التي أفرزتها الانتفاضةوالبناء الميداني عليها، والقيام بنشاط فكري وسياسي وجماهيري وأعلامي والاعداد للعمل العسكري الذي يستهدف مؤسسات السلطة القمعية وأزلامها ، وساهم في تأسيس لجان الانتفاضة الشعبية ، وقد نجح في أقامة ركائز تنظيمية وخيوط فعالة في بغداد والمدن الاخرى ، وساهم في تجميع كادر سيلسي وتنظيمي وأعلامي ، وأستطاع تأمين عددمن البيوت السرية وأجهزة طباعة بسيطة ولكن متكاملة ومستلزمات العمل السري الأخرى
وقد أتخذ أسما سريا جديدا في بغدادوبدء يرسل المراسليين الى كردستان ويشرح تصوراتة وآرائه الميدانية عن النظام وخططة وأساليبة الوحشية في قمع الناس ، وأمكانات العمل في بغدادوالاخبار المهمة ، وموقف الناس وحياتهم والحصار الذي بدأ يفكك ويخرب الحياة الاجتماعية والاقصادية ، ثم عاد الى كردستان وألتقينا في شقلاوة وقد درسنا كل التطورات والاوضاع والاخبار العامة والخاصة وأمكانيات العمل ومخاطرة ، وكان دلك آخر لقاء تم بيننا ، حيث أختفى ولم يعرف مصيرة الى الان رغم كل المحاولات والجهود التي يبذلها رفاق وأصدقاء سامي منذ سقوط الفاشية؟؟
لقد كانت حياة سريعة وخاطفة مليئة بالمثابرة والمواجهات المتنوعة والاكتشافات والمخاطر ، فهو لم يرتح يوما في حياتة القصيرة ولم يعرف المسرات ، فقد ألتحق بالجبل فور تخرجة من الجامعة وأنهاءه للخدمة العسكرية ، ليخوض تجربة مرة فيها الكثير من المفارقات القاسية والمجازفات والتعب بعدها تصدى لمهمة خطيرة وهي العمل السري في داخل معاقل الفاشية ، ليختفي وتختفي آثاره بهذه الطريقة الغامضة والماساوية ، لكنهاتبقى بطولية وأسطورية وخارقة بكل مقاييس الشجاعة والاقدام ، وظل سامي صامتا وصامدا مدافعا عن شعبة وكادحية الذين هو واحد منهم ،حيث لم يكن يملك شيئا ولايملكه شئ مثل المتصوفة ، وظل دون بيت خاص دون زوجة أو أطفال دون أي شئ خاص عدا قناعاتة وحلمة الثوري الجميل وصلابته النادرةفي هذا الزمان الرخو ،وهو مفخرة من مفاخر شعبنا وحركتنا اليسارية الثورية ، وقد ساهم سامي بحياتة في الجهد والعمل من أجل أسقاط الفاشية المقيتة المتخلفة دون أن يهرب أو يتراجع أو يتوقف؟؟
لقد فقدت صديقي منذ 1993ويبدو إن سامي كان في الجب يواجه المحنة السوداء بإنسانية خاصة لاتنهزم أو تنكسر ، وبطولة عجيبة تعكس طينتة وقناعاتة الثابتة التي لاتهزم ، ومن المؤسف أن أسجل هنا وبينما كنا نحاول متابعة أخبارة من بغداد المحاصرة بكلاب الفاشية المسعورة ، بغداد البعيدة ، ونحاول أن نلتقط أي خيط يدلنا على سامي أو جدثة او مصيرة أو بقايا قميصة أو رائحتة ، كانت بعض عناصر اليمين الانتهازي تبث وتسرب معلومات سقيمة تافهة عن وضع وهمي لسامي المحاصر ، في محاولة لتشويهه حتى يقتل مرتيين ، وربما وفي لحظة الاشاعة كان سامي في غرفة الاعدام أو قد أعدم فعلا ، وقد جاءني أحدهم وهو من العناصر المشكوك في نزاهتها ليبلغني معلومات تافهة سقيمة ، يومها لذت بالصمت لحين تكشف الحقيقة ، ويخرس المتكلم وتنكشف دوافعة الدنيئة، ثم عاد نفس هذا العنصر ليبلغ صديق آخر بمعلومات تافهة أخرى
لقد كان موقفنا مبدئيا وإنسانيا وأخلاقيا ثابتا أزاء حالات إعتقال الرفاق المتسللين الى الداخل ، وكنا نشعر بالحزن والصدمة للحالات الكثيرة التي أكشفها العدو وسقطت بسهولة ويسر بيدة ، وكنا نسكت حتى عن العناصر المنهارة والمتعاونة مع النظام ، ونحن نعرفهم بالاسماء ولم نشهربهم ولم نختلق القصص حولهم تقديرا منا للظروف التنظيمية الخاصة والقاسية والاهوال والاخطاء التي مروا بها ، ولكن ماذا نفعل أمام هذا السلوك المشين ؟؟ وهذه التربية الهابطة التي تخدم العدو دائما
لقد سمعت من صديق قريب جدا ، بأن الحزب الشيوعي العراقي يرفع صورة سامي في المقر العام الى جانب شهداء الحزب ، وأنا لست متأكد من الخبر تماما ، وهو أمر طبيعي وجيد ولآ إعتراض علية فسامي شهيد الشعب العراقي والحركة الشيوعية العراقية ، ولكن الاعتراض والمطالبة تنصب على ضرورة أن تتقدم قيادة الحزب الشيوعي بالاعتذار العلني والرسمي لعملية أعتقال سامي ورفاقة والتي نتج عنها إستشهاد منتصر على أيدي عناصر ثبت أرتباطها بالسلطة من خلال الوثائق المكتشفة وخاصة من حرض على الاعتقال والتعذيب ومن مارس التعذيب فعليلا وبقسوة ووحشية ، هذه القضايا لاتسقط بالتقادم ، ونطالب بفتح ملفات القضية فورا ، لقد سكتنا في السابق خوفا من تفسير عملنا بإنه يخدم السلطة ؟؟ والان وقد سقطت السلطة وشماعاتها؟؟
لقد كان سامي نزيها طيبا ، يحب رفاقة وإصدقاءة ويمزح معهم مزحا بريئا ويعمل لهم المقالب الصداقية البسيطة ، وكان يقول لي مازحا بأنة سيترك العمل السياسي في أول يوم من بلوغه الخمسيين من العمر ويتفرغ للزراعة والفلاحة وتربية الدواجن والعمل الفكري والبحوث والعائلة القادمة ، وراية ناتج عما يراة من حالة بعض القياديين وقد بلغوا من العمر عتيا وبدات حالات الذهان وفقدان الذاكرة وأوجاع المفاصل والسعال الدائم مع الاصرار على الاستمرار على خشب الكراسي المتاكل والمرتعش ، ضدمنطق الحياة والبايلوجيا
ها أنت تقترب من خمسينك الأثيرة والتي لم تبلغها جسديا ، فقد أجبروك على الرحيل المبكر دون طلب من الحياة نفسها بل بسبب ممن هم ضد الحياة وسارقيها ، كم أتنمى أن لايكون هذا رثاء ، وأن تتحقق معجزة ما وتظهر بيننا لآنني لم أقفل الخط معك ولم أستسلم لقدر قاسي صنعه شيطان الفاشية البغيض ؟؟
-3
الى سامي
آه لو كنت حيا
آه لو إن عقلك أكمل دورة إستنطاقه
آه لجسمك النحيل معلقا كاخيط
لقميصك دون ألوان
لفقرك الدائم
لإيامك المالحة
لحبك للدنيا والناس
أهدي دمعي ، أهدي فرحي ، أهدي إنتظاري المفتوح
لوريدك المذبوح
كم أتعبني ذاك الصديق الذكي ، ذاك الصديق الودود
............
عشنا في عراء الكون ، في لحظة الوحشة النائية
العيش بلا مكان ، حيث العراء عاريا
والدنيا بدائية التكوين
كنا بلا وقت
بلا أسيجة أو حدود
بلاطرقات أو مدن
كأننا نعيش مع المطلق
ونموت بلا مواعيد أو أضرحة
نموت بلا شاهدة
..............
كم تمنينا أن نكون معا
أن نركب الباص العمومي معا ، أن نشاكس النساء الجميلات
أن ندخل البار المفضل في مدينتنا البعيدة
أن تلامس أقدامنا ترابك يا بغداد
لكننا إلتقينا في هامش رطب
ثم هوينا في عتمة السنوات
نتنفس من ضوء الاعشاب ونتدفأ على كومة من قش الطبيعة
ونسافر دون جوازات أو أختام لحكومات تكرهنا
ونحن نراقب الجنود
ونراقب الحدود ونتابع السير الحثيث الى المجهول
.......................
وكنت أنت المبادر
وأنت المثابر
وأنت الصموت
وأنت النبيل وأنت الجميل الجميل

صديقك الخاص أمين



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسم الاول:دعوة لتقييم أسباب صعود وسقوط الفاشية في العراق
- شهادة من الزمن الفاشي / هذا الوزير عذبني بيدية
- المشروع والمجزرة / لكي لاننسى
- رسالة مفتوحة الى الكاتبة نوال السعداوي


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - رسائل لم تصل /الى ستار غانم راضي ...............سامي