|
علي هامش مؤتمر جوبا: الحزب الشيوعي والمناطق المهمشة
تاج السر عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 22:25
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
أولا: تقديم: اهتم الحزب الشيوعي السوداني منذ تأسيسه بالمناطق المهمشة، وجاء في ادبيات ووثائق الحزب مصطلحات مختلفة لها مثل: القطاع التقليدي أو القطاع المعيشي، المناطق الاكثر تخلفا، تكوينات ماقبل الرأسمالية..الخ. وكان الحزب الشيوعي السوداني رائدا في طرح فكرة قيام اسس جديدة ديمقراطية لوحدة السودان تقوم علي الاعتراف بالفوارق الثقافية، والتنمية المتوازنة وحق كل قومية في استخدام لغاتها المحلية في التعليم، وقيام دولة المواطنة التي يتساوى فيها الجميع غض النظر عن اعراقهم واثنياتهم ومعتقداتهم، أي المطالب التي تم الاعتراف بها في اتفاقية نيفاشا التي تم التوقيع عليها في يناير2005م. أشار برنامج الحزب المجاز في المؤتمر الرابع، اكتوبر 1967، ص 38 حول القطاع التقليدي الي الآتي: (تواجه الثورة الديمقراطية مهمة تحريك القطاع التقليدي وهزه من الجذور، لأن ذلك يعني تحرير 75% من القوة البشرية من وهدة تخلف القرون الوسطي، وتفجير طاقاتها الحبيسة لبناء المجتمع الجديد وتجديد حياتها. في القطاع التقليدي تتمركز الثروة الحيوانية الهائلة التي لاتتمتع بمثلها اية دولة في افريقيا والمنطقة العربية، باخراج هذه الثروة الي ميدان الاقتصاد الحديث تتوفر للاقتصاد الوطني امكانيات ضخمة للتنمية وتوسيع تجارته الخارجية، وتنويع صناعاته). يواصل البرنامج ويقول: ( توجيه وخلق مجموعات صغيرة للاستقرار تحل مشكلة الري والرعي واستخدام الالات الحديثة وتوفير الصحة والتعليم والعناية البيطرية) يواصل البرنامج ويقول: (تكوين مزارع تعاونية للانتاج الحيواني بهدف رفع الانتاجية والعائد، وحل مشكلة التسليف عن طريق الدولة للحد من اعمال الربا والشيل). لم يهتم برنامج الحزب فقط بالجانب الاقتصادي، بل اهتم بالجانب الاجتماعي والاثني والتاريخي، حيث تولدت عبر السنين تكوينات قومية واتحادات قبلية في القطاع التقليدي، تنظر بشك وارتياب لمجموعات التجار الشماليين(الجلابة)، تحمل كل الالام التي يجرها رأس المال التجاري، المتوسط والكبير للاقتصاد المعيشي من ربا وشيل واشكال متنوعة للتبادل السلعي غير المتكافئ، وغير المحكوم بمعايير القيمة والانتاج، اي اخذ البرنامج العامل الاثني في الاعتبار. كما أشار برنامج الحزب الي أن تتولي الدولة عملية التسويق وتحديد الاسعار وفئات الارباح، كما اشار البرنامج الي (تنمية ثروة الغابات والمحافظة عليها وتطوير منتجاتها بوصفها مصدرا لمواد خام هامة ووسيلة للحفاظ علي تماسك التربة، وانشاء الصناعات المرتبطة بها). كما أشارت وثيقة المؤتمر الرابع(الماركسية وقضايا الثورة السودانية)، ص، 216 الي أن جماهير القطاع التقليدي (تستيقظ علي الحياة، ولكن ليس بطريقتنا، وتعبر عن تطلعها الي البديل بتزايد حركتها من اجل الاصلاح الاداري وضد ارهاق الضرائب وبالرغبة المتزايدة في التعليم والخدمات العامة وببروز قيادات جديدة وسطها من ابنائها الذين نالوا حظا من التعليم). وكان السؤال المطروح في ادبيات الحزب الشيوعي: كيف يقترب الحزب من جماهير القطاع التقليدي؟ وهل ينكمش الحزب الشيوعي عن جماهير القطاع التقليدي، ويبقي حزبا يعمل وسط جماهير القطاع الحديث؟. أشارت وثيقة( قضايا مابعد المؤتمر، دورة ل.م يونيو 1968)، ص 36- 38 الي الالآتي: - رغم أن لحزبنا مجهودات سابقة للنشاط في مواقع ومناطق من القطاع التقليدي، لكن ظل حزبنا حزبا للمدن والاقسام المتقدمة من الجماهير، وليس له صيغة شاملة للعمل الثوري علي النطاق القومي. - التحدي الحقيقي هو: هل للماركسية امكانيات لمواجهة مشاكل التكوينات غير الرأسمالية والارتباط بها وتقديم الحلول لها ام لا؟ وتشير الوثيقة الي فكرة لينين: عن اهمية أن يجتهد الشيوعيون في البلدان والمناطق المتخلفة لاكتشاف اللغة والوسائل والاشكال التنظيمية لتقديم الماركسية لهذه الاقسام من السكان، بمعني كيف يقدم الحزب حلولا لمشاكل نلك الجماهيرمن خلال برامجه وخطه السياسي؟. - اشارت الوثيقة الي المتغيرات وسط جماهير ذلك القطاع بعد ثورة اكتوبر 1964م، حيث بدأت تلك الجماهير ترفض توجيهات الاحزاب التقليدية والطائفية(الاشارة)، وانتخاب ابنائها دون النظر لاتجاهاتهم السياسية، لكنها بالتجربة سوف تتعلم اهمية تحديد الاتجاه السياسي لمن تنتخبه. - كما أشارت الوثيقة الي اهمية أن يعمل الحزب الشيوعي بصبر وسط هذه الجماهير ولاينعزل عنها، ويقودها بالتدريج، ولايقفز قفزا فوق وعيها. وأن هذه الجماهير سوف تصل للوعي بتجاربها. *كما اهتم الحزب الشيوعي بالعمل وسط المزارعين، ورفض اتجاه السكرتير السابق للحزب (عوض عبد الرازق) في عام 50/1951م، بدراسة الماركسية اولا، ثم بعد ذلك يعمل الحزب وسطهم. كما صارع الحزب ضد الاتجاهات اليمينية واليسارية التي حاولت الاستفادة من حركة المزارعين لتلبية تطلعاتها الذاتية.مثل برامج الاصلاح اليميني للصادق المهدي، ومجموعة احمد شامي ويوسف عبد المجيد اليسارية التي طرحت خلال نظام عبود اشعال الثورة من الريف علي نمط الثورة الصينية، دون اعتبار لواقع السودان، بل نقل اعمي لتجربة الصين في الكفاح المسلح من الريف، وفشلت هذه التجربة، وانتصر شعار الاضراب السياسي العام في اكتوبر 1964م، الذي رفعه الحزب الشيوعي السوداني منذ اغسطس 1961م. ثانيا: تطور فكر الحزب الشيوعي السوداني حول المناطق المهمشة: • كان اهتمام الجبهة المعادية للاستعمار باكراً بالمناطق المهمشة أو التجمعات القبلية القومية الأكثر تخلفا. جاء في بيان الجبهة المعادية للاستعمار عن موقفها من قضية الجنوب بصحيفة الصراحة –العدد رقم 422 – بتاريخ: 28/9/1954م ما يلي :- - ترى الجبهة أن حل مشكلة الجنوب يتم على الأساس التالي : تطور التجمعات القومية في الجنوب نحو الحكم المحلي أو الذاتي في نطاق وحدة السودان . يواصل البيان ويقول : ونحن حينما نقدم هذا المبدأ لحل مشكلة الجنوب نقر بان الوضع الحالي للقوميات في الجنوب ليس مدروسا لدينا ولا لدى غيرنا في العاصمة، وان دراسته تقتضي الذهاب إلى هناك أو تجي هي من هناك، ولكنا نرى أن هذا المبدأ الوحيد وبطبيعته يعتمد على الظروف ، فإذا كانت ظروف قومية واحدة أو عدة قوميات في الجنوب ورغبة أهلها تقتضي قيام حكم محلي أو ذاتي فلهم الحق في ذلك ، كذلك نقر انه ليست لدينا وجهة نظر محددة عن الموقف بين القوميات السودانية الأخرى في الشمال والشرق ، إلا انه مما يظهر لا توجد مشكلة حالية بالنسبة لها . ولكن من ناحية المبدأ لا ننكر انه إذا جاء وقت ولو كان بعد الاستقلال بفترة طويلة واقتضت ظروف هذه القوميات نوعا معينا من الحكم الداخلي فيجب إن ينفذ (راجع اليسار السوداني في عشرة أعوام ، إعداد محمد سليمان ، ص60-62) . • واصل الحزب الشيوعي السوداني تعميق طرح الجبهة المعادية للاستعمار، حيث ورد في أدبيات الحزب الشيوعي السوداني اسم القطاع التقليدي أو القطاع المعيشي ، أشارت وثيقة (حول البرنامج) أخر كتابات الأستاذ عبد الخالق محجوب ، وتحت عنوان الثورة الزراعية –الحيوانية إلى الأتي :- - لابد من تحول جذري بين قسم الاقتصاد المعيشي في هذا القطاع بحيث تتجدد علاقات الإنتاج وتنمو قوي الإنتاج بما يحقق مستوى معيشيا أكثر تقدما للكادحين , وفائضا يسهم في الفائض القومي المعد للاستثمار . - تقوية الاتجاه السلعي في هذا القطاع بأشكال مختلفة في مقدمة ذلك دخول الدولة ميدان التوزيع بحيث تستطيع أن تمد كادحي هذا القسم من اقتصادنا القومي بالسلع الاستهلاكية المختلفة ، وتشتري منهم منتجاتهم الزراعية والحيوانية ، أن هذا الوجود للدولة يزيل قوى الوسطاء الطفيليين الذين يستحوذون على جزء من الفائض الاقتصادي عن طريق التجارة والتحكم في أسعار السلع . وهذا أيضا ضرورة اجتماعية تساعد على توحيد القوميات والقبائل وعلى إشاعة روح التعاون بينهم (اغلب الوسطاء الآن من القومية العربية مما خلق حذرا وعداء أحيانا) . - رفع إنتاجية الثروة الحيوانية وإدخالها دائرة الاقتصاد السلعي – النقدي وذلك باستقرار الرحل وتحديث الإنتاج بينهم . * توفير مياه الشرب (الآبار) وتوزيعها بطريقة اقتصادية تضمن تحويلها إلى مجتمعات الإنتاج وتغيير الخريطة المبعثرة للسكان ، ذلك بوجود دائرة سكانية وإنتاجية حول الآبار تتوفر فيها :- (1) مياه الشرب (2) الأمطار للزراعة وخاصة لزراعة العلف (3) المراعي الطبيعية التي تجد الرعاية العلمية (4) مخازن العلف (5) الصناعات الخفيفة والحرف التي تساعد في تصنيع المنتجات المختلفة وخاصة المنتجات الحيوانية من لحوم وألبان ... الخ (6) الخدمات المختلفة التي ترفع من مستوى الكادحين وتحفظ ثرواتهم وتنميتها . * القضاء على التقاليد الضارة التي تحول دون إدخال الثروة الحيوانية في إطار الاقتصاد السلعي – النقدي (بين قبائل الجنوب ، جبال النوبة ، ...الخ)حيث تحفظ الثروة الحيوانية كمظهر من مظاهر التمايز الاجتماعي والفخر :- 1. بالعمل الفكري الدعائي المنظم بحيث يأتي هذا التحول نتيجة لإحساس الجماهير نفسها بالمجتمع الجديد ومثله . 2. بضرب المثل الذي تعطيه المجموعات التي تقبل على الاستقرار والحياة الجديدة . 3. برفع مستوى الحاجيات الضرورية (الاستهلاك) بين هذه الجماهير . تواصل الوثيقة وتقول :- - بعث حركة من الوعي لانتظام هذه الجماهير في جمعيات تعاونية إنتاجية تسويقية تلعب فيها الدولة دوراً مشجعاً ومرشداً (هذا ناتج عن التخلف الشديد في بلادنا ، فالدولة تستطيع تتبع هذه الجماهير بروح العمل والنظام وهي هامة وعادات لازمة لتطور قوي الإنتاج) . - تساعد الدولة هذه الجمعيات عن طريق التسهيلات المصرفية . - عن طريق تخفيض أسعار الآلات الصناعية اللازمة لتطور الإنتاج وتحديثه . تسلك الدولة في هذا كله سياسة طبقية تستهدف رفع مستوى الفقراء والصغار إلى مستوى المنتج المتوسط . هذا لن يؤدي إلى تنمية قوى الإنتاج وحسب , بل سيخلق الظروف الموضوعية اللازمة للمزارع الجماعية ، ولبناء المجتمع الاشتراكي . - تغذي الدولة عوامل الثورة التكنيكية في هذا المجال , وهي عملية واسعة تتطلب توفير الأخصائيين والخبراء (عبد الخالق محجوب : حول البرنامج ، دار عزة للنشر 2002 , ص27-31) . • كما وردت الإشارة أيضا في أدبيات الحزب الشيوعي للمناطق المهمشة بالتجمعات القومية والقبلية الأكثر تخلفا ، جاء في وثيقة حول البرنامج ما يلي : - بالنسبة للتجمعات القومية والقبلية الأكثر تخلفا وفيما يختص بالثورة الثقافية الديمقراطية . - لابد من التشجيع الفعلي للنمو الحر لثقافات هذه المجموعات . - ولن يكون هناك نمو فعلي في هذه الثقافات إلا إذا بعثت لغات ولهجات هذه المجموعات وعمدت الدولة الوطنية الديمقراطية بجدية إلى تشذيب تلك الأدوات والتوسل بها في التعليم (وفقا للتجارب التربوية في هذا المضمار) وفي النهضة الثقافية الشاملة . - أن تصبح هذه الثقافات جزءا من المكونات العضوية للثقافة السودانية . (حول البرنامج , مرجع سابق ، 49-50) كما أشارت وثيقة حول البرنامج إلى :- ((توحيد الوطن على أسس ديمقراطية وذلك بتنمية إمكانيات وثقافات التجمعات القومية المتخلفة في حرية وبلا إرهاب أو ضغوط)) ، ص 74. وفي السبعينيات من القرن الماضي واصل الحزب الشيوعي اهتمامه بالمناطق المهمشة أو القطاع التقليدي وصدرت وثائق مثل :- 1- " الثورة الوطنية الديمقراطية والقطاع التقليدي ، 1976م" التي لخصت تجارب الحزب في القطاع التقليدي ودور المعلمين والأطباء والممرضين وعمال السكة الحديد والخدمات وغيرهم في نشر الوعي في تلك المناطق ، كما لخصت تجارب الحزب في تنظيمات اتحاد جبال النوبة والتنظيمات والروابط القبلية التي برزت بعد ثورة أكتوبر 1964م مثل جبهة أبناء دارفور واتحاد جنوب وشمال الفونج كما أشارت الوثيقة إلى المتغيرات في القطاع التقليدي بسبب هجمة الرأسمالية المايوية عليه والتوسع العشوائي في الزراعة الآلية وأثار ذلك على الغطاء النباتي والبيئة وتدمير حياة المواطنين في ذلك القطاع وضيق المراعي الذي أدى إلى الاحتكاكات والصدامات القبلية والنزوح إلى المدن . 2. كما صدرت وثيقة بعنوان "الحزب الشيوعي وقضية الجنوب، 1977م" تابعت فيه تطور موقف الحزب من المنظور السلمي الديمقراطي للمشكلة ، وأفاق الوضع بعد اتفاقية أديس أبابا التي وقعت في مارس 1972م . 3. كما صدرت وثيقة في سلسلة كاتب الشونة بعنوان "الماركسية ومسالة اللغة في السودان 1977م " تناولت قضية هامة تتعلق بالمناطق المهمشة ، وهي تنمية ثقافاتها ولغاتها المحلية في إطار تنوع وثراء الثقافة السودانية ، وقد صدرت طبعة ثانية من هذه الوثيقة باسم د.عبد الله علي إبراهيم ، عن دار عزة للنشر 2001م . * كما اشرنا سابقا إلى إن الحزب الشيوعي كان أول من أشار إلى ضرورة الاعتراف بالفوارق الثقافية والعرقية بين الشمال والجنوب وتطور التجمعات القومية في الجنوب نحو الحكم المحلي أو الذاتي في نطاق وحدة السودان ، ولم يكتف الحزب الشيوعي بذلك الطرح المتقدم وحده وتكراره ، بل دعمه بالتركيز على القضايا الاجتماعية التي كان فيها قهر وتمييز عنصري أو اثني ضد الجنوبيين مثل :- - المطالبة بالأجر المتساوي للعمل المتساوي بين العاملين الشماليين والجنوبيين . - الاهتمام بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوسيع التعليم والعلاج والخدمات في الجنوب . - إلغاء ضريبة الدقنية . - إلغاء قانون المناطق المقفولة الذي كان من الأسباب التي عرقلت التطور المتوازن بين الشمال والجنوب . - إلغاء نشاط المستثمرين الأجانب المرتبطين بالتجسس وتأجيج الخلافات العرقية بين الشمال والجنوب . - وحدة الحركة النقابية في الشمال والجنوب - عدم فرض اللغة العربية والدين الإسلامي بالقهر وترك ذلك للتطور والتلاقح الطبيعي . - استبعاد الحل العسكري وضرورة الحل السلمي الديمقراطي والعض على وحدة السودان بالنواجذ . - أثناء تمرد 1955م دعي الحزب الشيوعي لمعالجة الموضوع بالحكمة والصبر بدلا من الاتجاهات الداعية للعنف والانتقام . واصل الحزب الشيوعي تأكيد تلك المواقف في مؤتمره الثالث في فبراير 1956م , ومقاومة سياسة ديكتاتورية الفريق عبود لفرض الحل العسكري واللغة العربية والاسلمة القسرية، وفي مؤتمر المائدة المستديرة (1965) وخطاب عبد الخالق محجوب في المؤتمر. وفي برنامجه الصادر 1967م أكد الحزب الشيوعي الارتباط الذي لا ينفصم بين الحكم الذاتي الإقليمي وسائر المهام الوطنية والديمقراطية للثورة السودانية , كما أكد أهمية وحدة السودان ، جاء في ذلك البرنامج :- من هذه المواقع يجب أن تعالج القضية على الوجه التالي :- أ. سير البلاد في طريق الثورة الوطنية الديمقراطية . ب. تحالف قوى الثورة السودانية في الشمال مع شعوب وقبائل جنوب البلاد على أساس ديمقراطي مناهض للاستعمار ، لقيام حكم ذاتي وكذلك في الجنوب تحت قيادة جنوبية ربطت مصيرها بهذا التحالف ... وكذلك في مناقشات الشهيد جوزيف قرنق للمثقفين الجنوبيين الداعين للانفصال في كتيبة "مأزق المثقف الجنوبي" وفي بيان 9 يونيو 1969م كما طرح الحزب الشيوعي دستور ديمقراطي وجمهورية برلمانية في مواجهة دعاة الديكتاتورية باسم الإسلام والجمهورية الرئاسية عام 1968م والتي كانت تهدد وحدة البلاد . على إن من الايجابيات في مواقف الحزب الشيوعي انه في معالجته لمشكلة الجنوب في تلك السنوات الباكرة من الخمسينيات من القرن الماضي ، لم ينطلق فقط من نصوص ماركس وانجلز ولينين حول تقرير المصير ، بل انطلق من واقع السودان ، والاتجاه العام الداعم للوحدة بعد مؤتمر جوبا1947م ، وكان ذلك تناولا بذهن مفتوح وتوصل لصيغة الحكم الذاتي الإقليمي في إطار السودان الموحد . وحتى بعد أن تعقد الوضع واشتعال نيران الحرب بعد انقلاب يونيو 1989م ، طرح الحزب الشيوعي السوداني عام 1994م، شعار تقرير المصير كحق ديمقراطي إنساني ، وان يتم دعم خيار الوحدة الطوعية وتوفير المناخ الديمقراطي الصحي لممارسة حق تقرير المصير. وبعد ثورة أكتوبر 1964م برزت تنظيمات أبناء المناطق المهمشة أو المناطق الأكثر تخلفا مثل : جبهة نهضة دارفور ، اتحاد جنوب وشمال الفونج ، واتحاد أبناء جبال النوبة ، وقبل ذلك مؤتمر البجا الذي أسهم الشيوعيون في تأسسه في اكتوبر عام 1958 . وفي وجه الدعاوى التي كانت تصف تلك التنظيمات بالعنصرية رحب الحزب الشيوعي بتلك التنظيمات بل شارك أعضاؤه في تلك التنظيمات باعتبارها مراكز إشعاع لوعي أبناء تلك المناطق بقضاياهم واحتياجاتهم في التنمية والتعليم والصحة وتوفير خدمات المياه والكهرباء والعناية البيطرية للماشية...الخ. ووصف عبد الخالق محجوب تلك التنظيمات بأنها حركت المياه الراكدة في تلك المناطق ، كما أسهمت في استيقاظ دوائر واسعة من أبناء تلك المناطق للوعي بمصالحهم. كما شارك الحزب الشيوعي في الروابط القبلية في المدن التي كانت تهدف لخدمة مناطقها وتوفير احتياجاتها الأساسية ، ولعبت تلك التنظيمات دورا في تطوير مناطقها وقراها إلى أن تم حلها بعد انقلاب 25 مايو 1969م . وفى الوثيقة التي قدمها الحزب الشيوعي (1988)م للمؤتمر الدستوري الذي كان من المفترض عقده اقترح الحزب أولويات عاجلة لتخفيف حدة التطور غير المتوازن وأشارت الوثيقة إلى :- ((تخصيص موارد واستثمارات اكبر للأقاليم الأكثر تخلفا )). أحداث تحول في بنية الاقتصاد التقليدي ب :- أ. تدخل جهاز الدولة لتوفير تسليف زراعي وخدمات فنية متكاملة من البحوث والإرشاد الزراعي وتشجيع الصناعات الحرفية وصناعات القرية . ب. تجميع صغار المزارعين في مزارع تعاونية طوعية بهدف حل مشاكل التمويل والتسويق وتطوير وسائل الإنتاج وتحديثها . • وضع سياسات اقتصادية ومالية تهدف لإعادة توزيع الدخل القومي لصالح المنتجين من خلال أسعار مجزية وسياسة ضرائب تسمح بتجميع الفوائض الاقتصادية لتمويل مشاريع استثمارية جديدة . • توفير مياه الشرب بإصلاح الحفائر واستغلال المياه الجوفية وإقامة الخدمات على الخيران . • تقليل التفاوت في الخدمات الاجتماعية – من التعليم الصحي باتخاذ سياسات تشجيعية لدفع المعلمين والأطباء للعمل في مناطق اقل نموا بتوفير السكن واستحداث العلاوات والحوافز وإعطاء الأولوية في البعثات للذين يعملون في تلك المناطق وتركيز فتح المدارس الجديدة والمستشفيات فيها . • تنمية وتطوير الثروات الطبيعية في تلك المناطق من مواشي وغابات وغيرها وصيانتها من الاستخدام العشوائي . • استغلال البترول والمعادن الأخرى وتخصيص نسبة من العائد للإقليم المعين بالعملة الصعبة تخصص للتنمية فوق نصيب الإقليم من الخطة القومية . ويمكن إعداد أربعة برامج خاصة ضمن الخطة القومية تكون مدخلا لتنمية المناطق الأكثر تخلفا (الجنوب , دارفور , كردفان , جنوب النيل الأزرق ,) ونقترح لهذه البرامج النقاط التالية :- ا/ الجنوب : الإنتاج الحيواني :- 1. الاستفادة من الثروة الحيوانية وتنميتها بتطوير المراعي والخدمات البيطرية وتشجيع دخولها إلى السوق وعلاقات سلعة – نقد . 2. محاربة ذبابة التسي تسي . 3. إنشاء صناعة تعليب الأسماك في أعالي النيل وبحر الغزال . الزراعة والغابات :- 1 .تنفيذ المشاريع المرتبطة بقناة جونقلي . 2. التوسع في الإنتاج الزراعي بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي . 3. تشجيع المحاصيل الجديدة وتوسيع أنتاج القائم منها كالشاي والبن وإدخال محاصيل نقدية :- - إقامة مشاريع لزراعة الذرة في مناطق ملوط وعلياب وكبويتا بغرض إنهاء المجاعات المتكررة . - زراعة الشاي في مرتفعات توريت وياي . - زراعة التبغ في ياي ومريدي . - زراعة الأرز باويل والمراكز المشابهة . - زراعة القصب في منقلا . - إدخال زراعة الطماطم في مناطق الشلك وبمحاذاة النيل . - التوسع في إنتاج الفول في رمبيك والسمسم في يرول . - التوسع في إنتاج الفواكه في منطقة الزاندي وغرب بحر الغزال . 4. توسيع إنتاج الأخشاب وبالذات في منطقة واو وتوريت مع إدخال المناشير الحديثة . المعادن والطاقة :- 1. استغلال البترول وتخصيص نسبة من العائد بالعملة الصعبة للإقليم . 2. تطوير الطاقة الكهربائية المائية في الاستوائية وبحر الغزال . 3. محاربة العطش في أماكن استخراج الحديد وغيرها من المناطق . 4. البحث عن المعادن في جميع أنحاء الجنوب . 5. تطوير الري وبالذات في السهول لضمان استمرار الزراعة طيلة العام المواصلات:- 1. إنشاء ميناء نهري في شامبي . 2. إنشاء طرق حديثة وبالذات : طريق نمولي – جوبا – ملكال – كوستي –وطريق واو – رومبيك جوبا – وطريق واو – آبيي – النهود . 3. إقامة كبري حديث على نهر بسري . 4. نشر التعاونيات ودخول الدولة مع التعاونيات . 5. في ميدان التوزيع لتوفير السلع بأسعار معقولة والقضاء على الحساسيات التي بذرها الرأسمالي التجاري (الجلابة) . 6. إنشاء مصانع الإنتاج الحيواني وتعليب الفاكهة وصناعة الورق والأثاثات , وهنا لابد من إعادة تعمير ما خربته الحرب الأهلية وإكمال ما أوقفت إنشاؤه . 7. التوسع في الخدمات المصرفية : مصارف تجارية ومتخصصة . ب/ دار فور :- 1. يركز على تنمية جبل مرة وتطبيق نتائج البحوث والتجارب والتوسع في زراعة التبغ والبساتين . 2. صيانة موارد المياه القديمة وبناء خزانات على الخيران وحفائر جديدة وحل مشكلة مياه الفاشر . 3. البدء في استغلال حفرة النحاس وأي معادن أخرى تثبت إمكانية الاستغلال التجاري . 4. الاهتمام بالثروة الحيوانية بتوفير العلف والخدمات البيطرية والماء على طرق الماشية , ودخول الدولة كمشتري للماشية لتركيز الأسعار وإيجاد الأسواق الجديدة . 5. تحسين خط السكة حديد نيالا . 6. إكمال شبكة الطرق بحيث تصل كُتم – أم كدادة وبالتالي ترتبط مناطق الإقليم ببعضها البعض . ج/ كردفان :- 1. توسيع الخدمات البيطرية وزراعة العلف وحفظه بالوسائل الحديثة . 2. البدء الفوري في استغلال بترول جنوب كردفان وتخصيص نسبة من العائد للإقليم . 3. تشجيع برامج إعادة تعمير حزام الصمغ العربي واتخاذ سياسة تسعيرية تحفر المزارعين للحفاظ على جنائن الهشاب . 4. السعي لتجمع صغار المزارعين في تعاونيات وتقديم الخدمات الزراعية لهم . 5. دعم تجارب التمويل الزراعي التعاونية وتوسيعها . • وفي دارفور وكردفان أشارت الوثيقة إلى ضرورة إعادة الغطاء بنشر بذور الحشائش لاستعادة المراعي التي ضربها الجفاف والتصحر وتصحيح التجاوزات في تحديد مسارات الماشية لمنع الصدامات القبلية . د/ جنوب النيل الأزرق :- 1. تحرير الزراعة التقليدية من سيطرة تجار الشيل ودراسة وتقويم تجربة التحديث التي بدأت بالمنطقة بهدف تعميرها . 2. إنشاء فرع للبنك الزراعي لحل مشاكل التمويل , وجمعيات تعاونية لحل مشاكل التسويق . 3. إيقاف أي توسع جديد في الزراعة الآلية بالمنطقة إلى حين تحديث الزراعة التقليدية . 4. تطوير مناجم الكروم وعمليات تعدين الذهب الصغيرة بالنظر في إدخال تكنولوجيا تعدين مناسبة وإنشاء جمعيات للمنتجين للتسويق حسب السعر العالمي والمحلي . 5. إعادة تنظيم خطوط المرعى ومرا حيل الرعي لتفادي الصدامات والمنازعات بين الرعاة والمزارعين . 6. ترشيد قطع الأخشاب وإنتاج الفحم للمحافظة على التوازن البيئي . 7. تشييد طرق دائمة لتفادي عزلة المنطقة في الخريف . • كما أشارت الوثيقة إلى أن هذه المشروعات والمقترحات لا تصفي بصورة نهائية التطور غير المتوازن بين أقاليم السودان المختلفة ولكنها تضعنا في بداية الطريق . وحول الهوية والثقافة أشارت الوثيقة إلى أن (الهوية الحضارية لشعبنا هوية سودانية ، تجمع في تكامل بين الوحدة والتنوع ، وتتأسس على واقع تعدد الثقافات والقوميات في بلادنا الذي يمكن بل ويجب أن يكون مصدر خصب وثراء لثقافاتنا السودانية , لا سببا في صراعات دامية مريرة) .(الوثيقة : ص52 - 57) . خاتمة: هكذا كان هناك الاهتمام بالمناطق المهمشة في أدبيات وبرامج الحزب الشيوعي السوداني. ونلاحظ أن الحزب الشيوعي لم يتناول قضايا المناطق المهمشة، فقط علي المستوي التنموي والاقتصادي، بل تناول الجانب المكمل والذي يتعلق بالجانب الاجتماعي والثقافي والاثني والتاريخي، وطرح ضرورة الاعتراف بالتنوع والفوارق الثقافية والاثنية والدينية، وحرية الضمير والمعتقد، وحق المجموعات القومية الاقل تخلفا في استخدام لغاتها المحلية في التعليم. اضافة للتمييز الايجابي للنساء وابناء المناطق المهمشة. ونلاحظ أن الحزب الشيوعي السوداني، كان سباقا في طرح تلك القضايا التي اعترفت بها اتفاقات نيفاشا وابوجا والشرق...الخ، ولكن يبقي الجانب العملي وهو تنفيذ تلك الاتفاقات، والحل الشامل لقضية دارفور ولكل اقاليم البلاد. كما يتطلب ذلك تقسيم السودان الي 9 اقاليم علي حسب نظام المديريات السابق، كما جاء في برنامج الحزب المجاز في المؤتمر الخامس يناير 2009م، علي أن يكون لكل اقليم حكمه الذاتي وبرلمانه، والتقسيم العادل للثروة والسلطة، وتوفير احتياجات الناس الاساسية في التنمية المتوازنة وفي التعليم والصحة والخدمات...الخ، والتداول الديمقراطي للسلطة. أهم المصادر والمراجع: 1- برنامج الحزب الشيوعي السوداني المجاز في المؤتمر الرابع، اكتوبر 1967م. 2- برنامج الحزب الشيوعي المجاز في المؤتمر الخامس يناير 2009م 3- الماركسية وقضايا الثورة السودانية(التقرير السياسي المجاز من المؤتمر الرابع)، طبعة دار الوسيلة 1978م. 4- قضايا مابعد المؤتمر، دورة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، يونيو 1968م. 5- دورة اللجنة المركزية، يونيو 1975م. 6- القطاع التقليدي والثورة الوطنية الديمقراطية، اصدار الحزب الشيوعي السوداني 1976م. 7- الحزب الشيوعي السوداني وقضية الجنوب، اصدار الحزب الشيوعي السوداني 1977م. 8- ديمقراطية راسخة وتنمية متوازنة وسلم وطيد، 1989م، الوثيقة التي قدمها الحزب الشيوعي السوداني للمؤتمر الدستوري، والذي لم يعقد بسبب انقلاب الجبهة الاسلامية في يونيو 1989م. 9- عبد الخالق محجوب: حول البرنامج، طبعة دار عزة 2000م. 10- جعفر كرار: الحزب الشيوعي والمسألة الجنوبية، دار جامعة الخرطوم للنشر 2005م. 11- تاج السر عثمان: الجذور التاريخية للتهميش في السودان، مكتبة الشريف الاكاديمية 2005م. 12- تاج السر عثمان: الماركسية وقضايا المناطق المهمشة في السودان ، دراسة نشرت علي موقع الحزب الشيوعي السوداني علي الانترنت 2008م.
#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علي هامش مؤتمر جوبا: حول الماركسية وقضايا المناطق المهمشة في
...
-
حول سياسة الادارة الامريكية الجديدة تجاه السودان
-
أضواء علي مؤتمر جوبا(4)
-
اضواء علي مؤتمر جوبا(3)
-
أضواء علي مؤتمر جوبا(2)
-
أضواء علي مؤتمر جوبا، سبتمبر 2009م
-
خطل دعاوي تكفير الحزب الشيوعي(2)
-
خطل دعاوي تكفير الحزب الشيوعي(1)
-
الدين والتنمية: اشارة للتجربة السودانية *
-
في الذكري ال77 لرحيل خليل فرح
-
تجديد الماركسية مع تجدد الواقع
-
نقد تجربة الاسلام السياسي في السودان(2)
-
تعقيب علي احمد الحاج:حول مقاله:الشيوعيون السودانيون: كرنفالي
...
-
نقد تجربة الاسلام السياسي في السودان الفترة(1967- 2007م).
-
الحزب الشيوعي السوداني وتجربة استغلال الدين في السياسة
-
من اجل درء الفتنة الدينية في السودان:الرابطة الشرعية للعلماء
...
-
في الذكري ال63 لتأسيسه: كيف ادار الحزب الشيوعي الصراع السياس
...
-
بمناسبة 63 عاما علي تأسيسه: كيف أدار الحزب الشيوعي الصراع ال
...
-
في الذكري ال(63) لتأسيسه:كيف ادار الحزب الشيوعي الصراع السيا
...
-
في الذكري الرابعة لرحيل جون قرنق: كيف كان منظوره لقضية الوحد
...
المزيد.....
-
بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط
...
-
بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا
...
-
مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا
...
-
كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف
...
-
ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن
...
-
معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان
...
-
المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان..
...
-
إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه
...
-
في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو
...
-
السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|