|
دفاعا عن استاذ مادة الفلسفة
نبيل حواصلي
الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 15:53
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تعتبر الصحافة و النشر من أبرز الوسائل التي يمكن أن تؤثر في المجتمع وترقى بأذواقه وسلوكه العام، على اعتبار أن الصحافة تعني أساسا، البحث عن الخبر والتأكد من مصادره الموثوقة و نشره حتى يتسنى للرأي العام معرفة حقيقة ما يجري داخل بلده وما يجري في العالم بشكل عام. كما يمكن أن تقوم الصحافة من جهة ثانية بدور الرقيب تجاه الخروقات التي يمكن أن يقترفها المسؤولون عن تدبير الشأن العام، ومن هنا جاء الإصطلاح الذي يطلق على الصحافة باعتبارها سلطة رابعة تراقب تجاوزات السلط الثلاث (التشريعية، التنفيذية، القضائية).غير أن صحافة الزمن الرديء تسعى إلى افتعال الزوبعات والوقوف عند الترهات للبهرجة والتهريج وتسطيح الوعي السياسي،ونقل الواقع كما هو أدنى تحليل للتوجهات السياسية التي تتاسس عليها ممارسات المسؤولون عن تدبير الشأن العام،لتحقيق مبيعات أكبر وعائدات إشهاراسمن. وهذا ما يذهب إليه السيد رشيد نيني مدير النشر في الجريدة اليومية المغربية "المساء" في بعض مقالاته التي ينشرها في عموده المعروف ب"شوف تشوف" عندما تخونه آليات تحليلية في كثير من الأحيان وينزلق إلي التطاول على الاخرين، بدون أي مبرر، خصوصا أولئك الذين لا يتحملون مسؤوليات سياسة في تدبير الشأن العام، ومن هؤلاء أستاذ مادة الفلسفة الذي يتطاول عليه السيد رشيد بأوقح النعوت والأوصاف: ففي عموده المنشور يوم 6/7 ماي 2009 ضمن مواد العدد 813 من بقرته الحلوب "المساء" التي تشغل المواد الإشهارية ربع مساحة صفحاتها تقريبا،و تحت عنوان "عام الحلوف" والذي من المفترض أن يتناول فيه الوباء المعروف بأنفلونزا الخنازير، يهاجم السيد رشيد أستاذ الفلسفة حيث يقول في سياق حديثه:"... وهنا أتذكر اليوم الذي كنا فيه داخل أحد أقسام التربية الإسلامية ندرس نظرية الفيض، فإذا بالأستاذ الذي كان ماركسيا انتهى به حظه العاثر بعد إلغاء عز الدين العراقي وزير التعليم الاستقلالي لمادة الفلسفة من برامج التعليم، إلى تدريس القرآن والأحاديث النبوية مكان نظرية الشك، يخرج عن الموضوع وينتهي محاضرا حول نظرية أصل الأنواع لداروين، وعندما سألنا عن أصلنا قلنا له جميعا أن أصلنا من أدم عليه السلام فضحك إلى أن ظهرت أسنانه التي نخرها "الروج" و "الفافوريط" وقال لنا مستهزئا:إن أصلنا جميعا هو القرد، فوقف أحد التلاميذ المشهورين بصمتهم طوال السنة وقال بهدوء للأستاذ: "هدر على راسك أسي، إلى كان باك فايت ليه كان قرد حنا راه عارفين شكون هو بنا" عندما نتأمل هذا الكلام فإننا نسجل الاستهتار أولا، بأستاذ الفلسفة الذي صوره السيد رشيد بهذه النعوت التي لا تنطبق على جميع الأساتذة، وثانيا، بحصة الفلسفة حيث اختار منها الكلام المهدور خصوصا ذلك الذي تفوه به ذلك التلميذ، وأن الكاتب أشار إلى نظرية داروين فقط بالاسم، ونحن نحيله على كتاب تشالز داروين المعنون ب"أصل الأنواع" والذي يجسد اجتهادا إنسانيا في محاولة البحث عن أصل الإنسان الذي يؤكد الدين نفسه، أن أصله من تراب. يضاف إلى هذا كون أن صاحب "المساء" إذ يشير إلى دمج برنامج الفلسفة في إطار الفكر الإسلامي، فهو لا يقف عند الحدث في سياقه التاريخي، الذي عرف بمحاصرة الفكر النقدي و تداعيات ذلك الحصار، كما أنه لم يراع ما قدمه أستاذ الفلسفة على الخصوص ورجل التعليم على العموم من تضحيات من اجل هذا الوطن كلفت البعض منهم حياتهم. ونحن إذ نقول له أن الفلسفة في مجمل مذاهبها وأطروحاتها فكر نقدي يروم ممارسة النقد، بعد الاستيعاب طبعا، وتعميق النظر في كل القضايا الفكرية والسياسية والتاريخية... فالتهجم على مدرسها هو تهجم على النقد بكل معانيه،الذي يحاول ممارسته في كتاباته، وأن كلامك يشير، فيما يشير، إليه إلى تثمين هذا الحصار الذي عانته الفلسفة فيما سبق. بقي، أخيرا، أن نهمس في إحدى أذنيك يا سيد رشيد بالقول بأن الشك ليس نظرية كما ادعيت حيث قلت "....مكان نظرية الشك" بل هو منهج سماه العالم والفيلسوف الفرنسي روني ديكارت با"الشك المنهجي" وشتان بين المنهج والنظرية، ونضيف، في صيوان الأخرى، أن استعمال مفهوم مركزي في فلسفة ديكارت بهذا الشكل من طرف سيادتكم يجعلنا نتأكد فعلا أن الفعل الذي انتميتم إليه كان يضم الكثير من التلاميذ "المشهورين بصمتهم طوال السنة" على الأقل في حصة مادة الفلسفة؟!؟! أو ما اصطلح عليه، رسميا آنذاك، بالفكر الإسلامي والفلسفة.
#نبيل_حواصلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحسناء الوفية-قصة قصيرة
-
كفي من المزايدات
-
قصة قصيرة
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|