رمضان عبد الرحمن علي
الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 14:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الكلمات الشائعة في المجتمع المصري أو ما يعرف أن حاميها حراميها، ويقصدون بذلك القائمين على الحكم في البلاد، وهذا خطأ، ولم يكن في يوم من الأيام أن الذين يحكمون هم الذين يحمون البلاد، هم فقط ينهبون في الدولة ولا علاقة لهم بحمايتها لا من بعيد ولا من قريب، وهناك مغالطات في التاريخ وللأسف لا ينتبه إليها المثقفون، لكي يعطوا كل ذي حق حقه، على الأقل في الكتابة.
على سبيل المثال في أواخر الثمانينات من القرن الماضي كنت أؤدي الخدمة العسكرية في الجيش وهذا شرف لي ولكن ما لفت انتباهي أنني لم أتقابل مع جندي يكون والده سفير أو وزير أو ضابط في الجيش أو الشرطة أو حتى مدير بنك أو ما شابه ذلك، طوال مدة الخدمة وهي 42 شهر، وكل من تقابلت معهم من جنود إما والده فلاح أو عامل في مصنع أو يعمل في مجال التعهدات وخلافه، فقلت لنفسي لا قدر الله لو حدثت حرب ربما نموت نحن الجنود فداء ومن أجل حماية مصر ولكن مع الأسف الشديد لن تكتب الحقيقة كما حدث في الماضي بموت آلاف الجنود المصريين من الفقراء الذين خاضوا الحروب من أجل حماية مصر ويتمت أبناءهم ورملت نساءهم دون أن يكتب عنهم حرف في التاريخ المظلم، ومن ثم تعطى الأوسمة لبعض القادة المتنفذين الذين يكونون متحصنين في أماكن لو ضربت بالنووي لن تتأثر، وتذهب حياة الجنود الفقراء والقادة الغير متنفذين، دون أن يعلم أحد عن الحقيقة التي يجب على كل مصري أن يعلم من هم الحقيقيون الذين يقومون بحماية مصر، من ينهبون أموال الشعب أم الجنود الذين يتحملون البرد القارص وحرارة الشمس الحارقة؟!..
ولقد عشت هذا العذاب ثلاثة سنوات ونصف، وبما أن الفقراء في مصر معدومين أو في عداد الأموات لن يحصلوا على حقوقهم إلا إذا أشعروا الأغنياء بالخطر، بمعنى أن يقوم الفقراء بالإضراب عن العمل في جميع المجالات ولو لأسبوع من الزمان، مهما كلف الأمر وأن الفقراء كده كده معدومين وفي حكم الأموات، وللأسف هم الأغلبية في مصر، ومن المفترض أن يكون لهم الكلمة الأولى والأخيرة، بما يقدمون من تضحيات في الزراعة والبناء وخلافه، والمقابل صفر، فلا إحساس تجاه الفقراء إلا إذا شلت مصالح الأغنياء بالشلل التام أي بتوقف أعمالهم ليعلموا أن الفقراء أصحاب فضل عليهم.
رمضان عبد الرحمن علي
#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟