خطاب بوش يؤكد الإنحياز الأميركي لشارون

حزب الشعب الفلسطيني

الحوار المتمدن-العدد: 172 - 2002 / 6 / 26 - 07:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

        جاء خطاب الرئيس الأميركي بوش، الذي كرسه لأزمة الشرق الأوسط، وتحديداً النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، بعد أكثر من تأجيل، غير متوازن بشكل صارخ ويطرح أفكاراً عامة من حيث الأساس لقيام الدولة الفلسطينية وإنهاء الإحتلال، وإيقاف الإستيطان، لكنه يخلو من أية خطة جدية مرفقة بجدول زمني لتسوية هذا النزاع الذي طال وتعقد على نحو غير عادي، بل على العكس يرهن ذلك بشروط تعجيزية.

        ويمكن القول بأن هذا الخطاب جاء ليبرهن مجدداً ما سبق وأكدناه من تحيز بوش وإدارته على نحو تجاوز كل الإدارات الأميركية السابقة، وبلغ حد التطابق مع شارون وجرائمه المتفاقمة ضد شعبنا الفلسطيني المناضل. وبهذا المعنى، لم يكن ما أتى به مفاجئاً. فقد درج بوش مؤخراً على تبني شروط شارون التعجيزية كتبرير ما يقوم به جيشه في طول المناطق الفلسطينية وعرضها من اجتياحات غدت عادة يومية من قتل وتدمير وإعتقال وحصار وتطويق، وفي الوقت نفسه تبرر تهربه أمام المجتمع الدولي من العودة إلى العملية التفاوضية، وصولاً إلى إنهاء الإحتلال طبقاً لقرارات الشرعية الدولية.

        وعلاوة على مطالبة بوش في هذا الخطاب بإنهاء الإنتفاضة بشكل كامل، وعدم طرح أي هدف سياسي محدد لإنهاء الإحتلال، فإنه يشترط تغيير القيادة الفلسطينية، وهو مطلب غريب ومستهجن، ويشكل تدخلاً فظاً في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني، ومعلوم أن هذين المطلبين يثيرهما شارون بلا إنقطاع لتبرير جرائمه وتهربه من دفع استحقاقات التسوية السياسية في النزاع.

إن خطاب بوش هذا جاء ليؤكد من جديد ضرورة التخلي عن أية أوهام يمكن تعليقها على واشنطن في تحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الشرعية الدولية. كما جاء محتوى هذا الخطاب ليعكس من جديد مدى استخفاف بوش وإدارته بالنظام العربي كله الذي يبرز عجزه الفاضح بسبب استنكافه عن استعمال أي من خياراته في الضغط على واشنطن لتغيير موقفها المتحيز بشكل صارخ لصالح الإحتلال وممارساته ضد شعبنا الفلسطيني.

        والاستنتاج الأساسي من كل ذلك، هو التوجه بمزيد من الحزم والتصميم نحو تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية ، على أساس المشروع الوطني ومبادرة السلام الفلسطينية لعام 1988 والمبادرة العربية الأخيرة التي أقرتها قمة بيروت، والتخلي- في الوقت ذاته- عن أساليب العمل التي يمكن أن يستغلها بوش وشارون لتسوية عادلة لقضية شعبنا ومشروعية نضاله ومحاولة عزله دولياً.

        وغني عن القول أنه في اطار تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز مناعة الشعب الفلسطيني والصمود الشعبي لمواصلة المعركة ضد الإحتلال التي يزيدها تعقيداُ هذا التحيز الأميركي السافر، هو إشاعة الديموقراطية وتطوير مؤسساتنا الوطنية على أساس من الإنتخاب والمشاركة الشعبية الفاعلة، باعتبارها حاجة وطنية فلسطينية وليس استجابة لمطالب وضغوط خارجية. ومن الجانب الآخر، إعادة النظر بجدية في توزيع أعباء المعركة المتفاقمة، والتي لا يزال ثقلها الأساسي يقع على عاتق الطبقات والشرائح الإجتماعية الفقيرة والمسحوقة. فذلك هو المدخل السليم لتعزيز الصمود الذي هو ضمانة إفشال كل مخططات الإحتلال الإجرامية، ولضمان إستقلالية القرار الوطني الفلسطيني المستهدف اليوم من جهات مختلفة. 

حزب الشعب الفلسطيني

          25/6/2002

#حزب_الشعب_الفلسطيني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات