أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - كفى زعبرة














المزيد.....

كفى زعبرة


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل بالإمكان أن نكون ديموقراطيين في مجتمع استبدادي..؟ كثيرا ما واجهت نفسي بهذا التساؤل دون طائل..! وهكذا عند كلِّ محطة، أو تجربة ملموسة، أو مشهد صادم، أعود إلى السؤال مجدداً : كيف نكون ديموقراطيين في بلد لم يعرف غير مفاهيم وثقافة الراعي و الرعية والطاعة والجزية والحاكم المعصوم وسيدي بلعباس وسيدي الخضر وقطع اليد وجز الرأس والرجم والخوزقة والنفض بالكهرباء و.. إلى أخره..وذلك منذ بداية الفتح الإسلامي وحتى اليوم..!؟ نحن ورثة شرعيون لكلِّ هذا الركام الذي كرسته أديان المنطقة الثلاثة اليهودية، والمسيحية، والإسلامية، وثقافاتها اللاعقلانية: في الإصحاح السابع عشر (تكوين ) يعقد الإله مع النبي إبراهيم عهداً مطلقاً غير قابل للنقض يمنحه فيه كل أرض كنعان إلى الأبد[ انتبهوا إلى مصطلح إلى الأبد ] مقابل قطعة صغيرة لا قيمة لها من اللحم حيث طلب الإله من إبراهيم أن يختن نفسه ومن بعده أن يختن ذريته ومن يرفض أن تقطع غرلته يعتبر متمرداً وغير طاهر ويطرد من صفوف الشعب..! وقد طوَّر المسيحيون هذا الشكل التطهيري العنيف فاستخدموا الماء بدل الدم فيما يعرف بعملية التعميد ولكن الإسلاميون عادوا إلى الوراء حيث لم تعجبهم عملية الطهارة بدون دماء وقد قال بعض الفقهاء وليس كلهم: إن الشيطان يتخفى وراء غرلة الرجل لذلك لا بد من قطعها لإخراج غدة الشيطان اللعينة..! لذلك أول ما يفعله الأهل هو تطهير مواليدهم فنحن الآن مجتمع متطهر بالدم أو بالماء لا يستثنى من هذا أحد بما فيهم نحن دعاة الديموقراطية والعلمانية..!نعم نحن ورثة هذه الثقافات ولا زلنا نورثها للأجيال الجديدة عملياً إن لم يكن نظرياً..! لذلك ليس ما ندعو له ونعمل من أجله أمراً هيناً، وما حدث في العراق يساعد في استبصار كل ما يتعلق بهذه القضية، قضية انعتاق المجتمع من سجن موروثاته..ولا أقول التخلص منها..! ويعتبر العراق الآن مدرسة حقيقية للتدرب على الممارسة الديموقراطية ومن جهتي سأسجِّل في الصف الأول الابتدائي في هذه المدرسة العراقية الفذة التي لا بد من أن تشع قريباً على كامل المنطقة المحيطة..و لكن لا أعرف ماذا سيقول المعارضون السوريون تحديداً بعد أن أقلع العراقيون في بناء بلدهم من قلب التدرب والتعلم على الممارسة الديموقراطية حيث لم تعد المسألة بالنسبة لهم نظرية وأيديولوجية كما هي الحال بالنسبة للمعارضة السورية التي لم تثبت أي إمكانية على تفهم الضرورات، والمستلزمات، والأدوات التي تتطلبها الدعوة الترويجية للديموقراطية فنحن ديموقراطيون بألسنتنا فقط وينقصنا أولاً التخلص من ثقافتنا اللاديموقراطية الموروث منها والمكتسب..ويلزمنا ثانياً تفعيل ادعاءاتنا الديموقراطية بالتدريب والممارسة طمعاً في إمكانية تقديم نموذج ودليل على مصداقيتنا..! ومعروف أنَّ المعارضين السوريين المنظمين في أحزاب ومنظمات معارضة للسلطة قد وقفوا بلا استثناء بذريعة رفض دور العامل الخارجي ضد الفرصة التاريخية التي أتيحت للشعب العراقي كي يولد من جديد وفضلوا لهم مصيراً أخر ولو كان الاستمرار في الجحيم على أن يكون للأمريكان فضل المساعدة في خلاصهم الجميل الذي يدفعنا الآن وقد أمسكوا بأيديهم بقضيتهم الوطنية لتوجيه التحية لهم..وفي هذه الحالة سنستمر إلى أن نعرف الفرق بين أن نكون أو لا نكون..!
3/5/2004



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلميذ اللبناني النجيب
- حول الكتابة وتجارها
- بيان صادر عن حزب الكلكة القرمطي
- الله والفوج الرابع
- يا حسرتاه..!
- الليلة الأخيرة
- إصبع بوذا بين الشيوعية والليبرالية
- حول العضوية في حزب القرامطة
- الفقهاء كوزراء اعلام
- أيام الورع السورية
- العودة إلى الأصل
- زغرودة للقمة الناجحة
- حزب الكلكة يعلن الخلافة
- وكيف ينظر المسلم إلى المرأة
- هل بقي ضرورة للأمم المتحدة
- خارج النص المقدس
- كيف ينظراليعربي العلج إلى المرأة..؟
- الذبح على الطريقة الإسلامية - الجزء الثاني-
- الذبح على الطريقة الإسلامية
- أنا أفكر اذاً أنا غير موجود


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - كفى زعبرة