|
نص المحاضرة التي تكاد تودي بالمفكر التنويري الكبير هاشم اغاجاري الى حبل المشنقة
ربيع الجندي
الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شريعتي فصل الاسلام التاريخي عن النص وعري اصحاب الدكاكين من حرفيي الدين اسلام اليوم يختلف عن اسلام الماضي ومن حقنا ان نكون مورد التنزيل وفهم الرسالة علي شريعتي يمثل في الفكر الايراني الحديث المحفز والعامل علي اخراج الفكر الشيعي من سكونيته وتثويره، وشريعتي الذي توفي في لندن عام 1977 جمع في مشروعه بين صوفية مدرسة اصفهان وتجديد الفكر الاصلاحي الذي مرت عليه نفس الظروف التي مر فيها الفكر السني، باستثناء وحيد وهي ان المؤسسة الدينية الايرانية تمتعت باستقلالية نوعية عن الدولة، مقارنة مع الدمار الذاتي الذي احدثه مشروع الحداثة الذي قاده محمد علي في مصر علي مؤسسة العلماء. وفي مساءلة الفكر الاسلامي الشيعي الايراني للحداثة تمظهرت عدة مظاهر، رافضة للفكر الديني، واخري داعية لتجديد واصلاح الفكر وتثويره وهو ما قام به المثقف الراديكالي والتقدمي علي شريعتي الذي تأثر في صغره بكتاب لعبد الحميد جودة السحار عن ابو ذر الغفاري اول ثائر في الاسلام وحاول ترجمته للغة الفارسية. وعندما سافر الي باريس عايش في خمسينيات القرن الماضي وجودية جون بول سارتر، وثورية فانون الذي ناقشه وراسله اثناء وجود الاخير في الجزائر، حيث انتقد استبعاد الدين من مشروع الفكر الثوري التقدمي. مزج علي شريعتي في نظريته بين الفكر التقدمي العالمثالثي، وبين فكر التجديد الديني الايراني، وكان في هذا السياق مفكرا اجتماعيا وثوريا، كتب اجمل كتبه عن التوحيد وتثوير فكر الامام حسين الشهيد، ورحلة الحج الصوفية الطهورية. وعندما عاد بعد اكماله للدكتوراة لم يجد الا العمل في مدرسة ثانوية لان دولة الشاه استبعدته. ومع ذلك لم يتوقف شريعتي عن العمل في سبيل اعادة الروح والوعي، واخراج المواطن الشيعي من سكونيته، حيث اكد له ان رمز الحسين حي وموجود. ولهذا السبب اضطر شريعتي للسفر الي لندن حيث مات ربما قهرا، وربما بتدبير من مخابرات الشاه، وكان شريعتي عندما مات في قمة عطائه الفكري. وبعد انتصار الثورة الايرانية كانت صورته تظهر جنبا الي جنب مع اية الله الخميني. وتمت قولبة فكر شريعتي بعد وفاته بعدة وجوه، فالمتشددون رأوا فيه محفزا للجماهير، ومن هنا شطبوا كل الاشارات التي تشير لنقده للفكر الديني المتخلف. كما ان المثقفين خاصة جماعة مجاهدي خلق احلوه موقعا عاليا، ولهذا السبب، كان شريعتي رجل الفصول كلها. مقبول من كل الطوائف الايرانية المختلفة. ولكن ما اكد عليه شريعتي هو دور المثقفين او الانتلجنسيا في التغيير. ولهذا السبب فان عودة مفكري ما بعد الثورة الايرانية لرمز شريعتي يمثل محاولة لاعادة الاعتبار له وتقديم تفسير لافكاره. ومحاضرة المفكر هاشم اغاجاري، الذي يعتبر ابن الثورة الايرانية، تمثل هذه العودة. و القدس العربي تنشر المحاضرة مع بعض التحوير في الاستخدامات المصطلحية، ذلك ان اغا جاري استخدم فكرة البروتستانت الاسلامي، ليعني به الاصلاح الاسلامي. و القدس العربي بنشرها المحاضرة تحاول تقديم صورة عن الجدل الذي قاد اليه حكم الاعدام الذي صدر ضده في محكمة همدان في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) حكمت محكمة همدان (غرب) علي مقاتل الثورة الاسلامية اغاجاري بالاعدام بسبب محاضرته هذه التي دعت لتجديد الاسلام مؤكدا انه ليس علي المسلمين ان يتبعوا رجل الدين بشكل اعمي . تمثل المحاضرة، صورة عن الجدل التاريخي في داخل المؤسسة الشيعية الذي بدأ في القرن التاسع عشر بين الاخباريين والاصوليين، حول دور المرجع الديني ودور المقلد في فهم النص. كما ان المحاضرة يجب ان تقرأ ليس قي سياق الجدل الذي احدثته بسبب تصارع الارادات بين رجال الدين الايرانيين والدولة ولكن في سياق تطور فكر ما بعد الثورة الاسلامية والذي برز في محاولات المراجعة التي قدمها عبدالكريم شوروس وغيره من الجيل الذي ولد وبدأ يفكر في ظل الجمهورية الاسلامية. القدس العربي
تحية للشهيد والمفكر
نحي الذكري السنوية الخامسة والعشرين لاستشهاد الأخ والصديق الدكتور علي شريعتي والذي كان كالشمعة التي أضاءت عالما باحتراقها، وما عساني أقول في النور المضيء لهذه الشمعة والذي يغمر وجودكم أيها الأعزاء، إنها شمعة ليست ميتة وإنما ستعطي نورها للجيل القادم والأجيال اللاحقة علي الرغم من اللامروءة واللارحمة التي بدأت في الأيام والسنوات القصيرة من عمره ولا تزال مستمرة حتي أيامنا هذه، حيث نلاحظ اليوم اهتمام الجيل الحاضر وعودته مرة ثانية إلي شريعتي، ويلاحظ الجميع التوجه إلي كتابات شريعتي وآثاره. لقد حاول البعض أن يلطخ الشمس بالطين في عدة أيام، ولم يتمكنوا أن يطفئوا شمس شريعتي بمختلف الاتهامات، وعلي العكس من ذلك ازداد الإقبال علي شريعتي يوما بعد آخر وأصبح أكثر جدية. قبل خمسة وعشرون عاما وبعد خروجه من السجن الصغير إلي السجن الكبير الذي اسمه إيران لم يستطع البقاء، ولم يكن أمامه سوي الهجرة لغرض مواصلة الطريق. في ذلك الوقت لم تكن الثورة قد وقعت في إيران، ولم يفكر أو يتوقع إلا القليل بأن تحولا عظيما سيقع في إيران، وهو التحول الذي كان شريعتي واحدا من زراعه ومهندسيه الكبار. لقد نبتت البذور التي نثرها شريعتي وأثمرت بسرعة، ولأن التربة التي زرعها هذا الزارع بالزهور كانت مع الأسف من صنف غير واحد فقد ظهرت الأشواك بعد بضعة أيام وفي زوايا متفرقة من هذه الحديقة لتضيق علي زهور هذه الحديقة، أما الآن فإننا نلاحظ مرة ثانية نسيم جديد يهب علي هذه الزهور لتتنفس بحرية من جديد. إن موضوع حديثي اليوم هو التجديد الاسلامي البروتستانتية الإسلامية والدكتور شريعتي. إن الدكتور شريعتي كان قد قسم كتاباته إلي ثلاثة أقسام هي ما يلي: أولا: الصحراويات. ثانيا: الإسلاميات. ثالثا: الاجتماعيات. إن هذا المثلث يعرف طريقا واحدا وهدفا واحدا واتجاها واحدا، إن شريعتي هو هذه الأبعاد الثلاثة ولا يمكن فصل أي بعد من هذه الأبعاد الثلاثة وسوف أحاول أن أتحدث في إسلاميات الدكتور. يقدم الدكتور توضيحات حول نظريات كارل ماركس وماكس فيبر الاجتماعية ويقول إن سيطرة النظام البرجوازي أدي إلي زوال الثقافة والدين السابقين اللذين لا ينسجمان مع النظام الجديد حيث تخليا عن مكانهما لصالح الثقافة الجديدة والدين الجديد. وبعبارة أخري فإن الدين الجديد هو البروتستانتية بصفتها النوع الجديد من المسيحية في مقابل الكاثوليكية التي كانت النوع القديم والتاريخي للمسيحية. إن المفكرين المسيحيين الذين عرفوا فيما بعد بالمفكرين البروتستانت قدموا أولا قراءة جديدة من المسيحية وناضلوا ضد الآراء التاريخية للكنيسة وغيروا النظرة الدينية لمجتمعاتهم ليتغير الدين ومن ثم تتغير تبعا لذلك الظروف الاقتصادية، وهنا تعرف الثقافة بأنها أساس الدين بصفتها البنية التحتية وعلة الاقتصاد فيما نظام الإنتاج يعرف بأنه معلول وعامل فرعي. وأمام هذين الرأيين لـ (ماركس وفيبر) كان الدكتور شريعتي يعتقد بتركيب الرأيين ويقول لا اعتقد بكارل ماركس ولا اعتقد بماكس فيبر وإنما اعتقد بـ (ماركس وفيبر).
العلماء الشيعة والتحديث
ومع إن شريعتي كان يعتقد بدور النظرية الاقتصادية في التحولات الاجتماعية إلا انه كان يرتكز بدرجة أكبر علي الثقافة، وكان يعتقد إن وعي الجماهير كانت له الكلمة الأخيرة في التحولات الاجتماعية. ومن وجهة نظر شريعتي فإن الفقر ليس وحده عنصر أو عامل الثورة، إذ قد يكون مجتمعا ما فقيرا بصورة كاملة ، ومن الممكن أيضا أن يصل مجتمع ما إلي أبشع مستويات التناقض الطبقي والاستثمار، لكن مادام الفقر لم يتبدل أو يتغير إلي إحساس بالفقر ومادامت جماهير هذا المجتمع لم تدرك أو تعي سوء الفقر وعدم إنسانيته ولم يتطور هذا الوعي والإدراك إلي احتجاج علي الأوضاع السائدة فإن مجرد وجود الفقر لن يصبح عاملا للثورة في هذا المجتمع . إن كل مشروع الدكتور شريعتي يتلخص في هاتين الكلمتين، الوعي وأصل الوعي. لقد أصيب مجتمعنا ومنذ العهد القاجاري بنوع من الازدواجية، بين مجتمع محافظ علي التاريخي القديم وظل متخلفا ولم يشهد التطور في مختلف مجالات الحياة، وبين التعامل مع عالم جديد ذي علم وتكنيك وصناعة، وقد أدي ذلك إلي أزمة في أوساط المفكرين الإيرانيين، أزمة التحديث، أزمة الطريق المسدود حيث لا تنمية ولا تطور في مختلف المجالات، وأمام هذا الواقع كان السؤال التالي، ما العمل وما هو السبيل للخروج من هذا التخلف؟ ماذا يجب العمل لغرض الخلاص من الفقر والجهل وعدم المساواة والاستبداد والديكتاتورية والاستعمار والتفاوت الطبقي وغياب التنمية؟ لقد جاءت إجابات كثيرة ومتعددة حول السؤال الذي كان ماذا يجب أن نعمل؟ إن وجود الشركات الأجنبية في إيران، ولهذا السبب أيضا دخول ملكم خان علي العقود مع الشركات الأجنبية وارتباطه بالرشاوي، إن الرشاوي في العقود الأجنبية ليس بالأمر الجديد ولا يتعلق بأبناء الذوات في الوقت الحاضر فقط، فقد كان أبناء الملوك وأبناء الأمراء يأخذون الرشاوي أيضا. وقبل مئة عام كتب منشأ الدولة كتابا عرف النجاة من هذا المأزق بكلمة واحدة فقط هي القانون، فلو كان لنا في إيران قانون وكان القانون سائدا لجري حل وتسوية كافة المشاكل، لكنكم تشاهدون وبعد مئة عام عدم سيادة القانون لحد الآن، طبعا نحن نأمل أن يسود القانون إن شعار منشأ الدولة وملكوم خان كان تطبيق القانون. لقد تم تقديم عدة حلول في هذا المجال، حتي إن إحدي تلك الحلول كانت الدعوة إلي قيام حكومة استبدادية، أي بعد الحركة الدستورية (المشروطة)، بعد خمسة عشر عاما من الثورة داخل المجتمع الإيراني وفي فترة من الهرج والمرج والفوضي وانعدام الأمن وانتشار السرقة في البلاد..... يصل عدد من النخبة والمفكرين وحتي رجال الدين إلي هذه النتيجة وهي إن طريق خلاص إيران في ظهور حكومة دكتاتورية، أن تأتي حكومة دكتاتورية تقضي بالقوة علي كافة السلطات والقوي المحلية والفوضي وتفرض حكومة مركزية وتبسط الأمن والنظام، ولم يقتصر القبول بهذا الرأي علي قسم من المفكرين ورجال الدين وإنما تعدي ذلك إلي عموم الجماهير التي رحبت به. لا تتصوروا إن الدكتاتورية جاءت أو استمرت بالقوة والحراب فقط، ففي الكثير من الفترات ارتكزت القوة علي جدار الجهل، وفي الكثير من الفترات كان الاستبداد والتعسف شجرة نمت في تربة البلاهة والجهل وكان ذلك الفلسفة الأصلية لبقاء الديكتاتورية والاستبداد. لذلك وببساطة جدا قبل المجتمع الإيراني وبعد خمسة عشر عاما من الحركة الدستورية دكتاتورية رضا خان ومن ثم استبداد رضا شاه. وفي الفترات اللاحقة طرحت إجابات أخري، ففي عقد الأربعينات وعقد الخمسينات (حسب التقويم الهجري الشمسي الإيراني) حيث كان يعيش شريعتي، كان الكفاح المسلح هو الطرح السائد، أي إسقاط نظام الشاه وإنقاذ إيران بواسطة الكفاح المسلح وهو الحل الذي كانت تتبناه مجموعات المقاومة والكفاح المسلح، وهذا الخيار لم يفشل فقط في إسقاط النظام وإنما فشل أيضا في الحصول علي تأييد الجماهير. إن طريقة العمل المسلح لم تعط النتيجة المرجوة في التغيير. لقد أكدت التجربة ان أيا من هذه الطرق لم تستطع أن ترفع العقبات الأساسية عن طريق التنمية في إيران. غير أن الدكتور شريعتي كان واحدا من المعدودين الذين لم يقدموا جوابا حول سؤال ماذا يجب أن نعمل في سياق الإجابات السابقة، إن الدكتور شريعتي لم يكن من أفراد المقاومة المسلحة ولم يؤمن بالنضال المسلح ويدعو إلي تشكيل خلايا العمل المسلح ضد النظام، ولم يكن مناضلا سياسيا محترفا بحيث يريد جر الجماهير إلي الشارع عن طريق البيان والقلم ويحركهم في إطار إثارة عاطفية في عملية نضالية ضد النظام. لقد كان يؤمن بمشروع ثقافي، كان يعتقد إن مشكلتنا الأساسية في إيران هي البنية التحية، وإن الثقافة والفكر هي علة العلل لكافة المسائل، وما دامت ثقافة وفكر وطريقة تفكير المجتمع لم تتغير فسوف تأتي الأنظمة وتذهب دون أن تحل مشكلة من المشاكل. لقد وجد الدكتور شريعتي وجميع المثقفين إن من واجبهم الدفع بهذا المشروع إلي الأمام. إن الدين يشكل في المجتمع الإيراني أساس النواة الثقافية، لقد كان المجتمع الإيراني والثقافة الإيرانية في كافة المراحل التاريخية عبارة عن ثقافة دينية سواء قبل الإسلام أو بعده، قبل الدولة الصفوية إذ لم تكن الأكثرية الإيرانية شيعية أو بعد ذلك. ومن هنا كان الدكتور شريعتي قد وصل إلي مشروع التجديد الاسلامي. لقد وصل إلي هذه النتيجة علي ضوء ما لديه من تحليل عن المجتمع الإيراني وما لديه من معرفة عن التجربة البروتستانتية المسيحية.
لكن ماذا كانت البروتستانتية المسيحية؟
كانت عبارة عن ثورة فكرية دينية وقعت في أوروبا في القرنيين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين. إن الكنيسة علي أساس الطريقة الروحانية التاريخية المسيحية واجهت احتجاجا من المفكرين الذين كان الكثير منهم من الروحانيين ومن القساوسة مثل غالوند بسبب سياسات القهر والقسر الذي مارسته الكنيسة علي الجماهير المسيحية في إطار الهيكلية البابوية والروحانية للكنيسة. فمنذ القرن الرابع تحول البابوات وبالاستناد إلي الروايات والنصوص الدينية والمجالس الكنسية إلي نواب عن المسيحية وتحولت الكنيسة إلي طريق واحد للنجاة والخلاص وقالوا لا يوجد طريق خلاص آخر خارج الكنيسة التي يقف علي رأسها البابا، ولن يدخل الجنة من كان خارج الكنيسة وإنما سيدخل النار. لقد كان البابا في هذه الكنيسة بصفته نائبا عن المسيح، أما الأساقفة والكرادلة فقد جعلوا لأنفسهم نيابة عن الله والمسيح بحيث قاموا بتقسيم الجنة وقد استحكمت ظاهرة الإقرار والاعتراف بالذنوب، كما كان علي الذين يرغبوا في التعلم أن يذهبوا إلي رجل الدين وأن يعترفوا أمامه بذنوبهم ويقدموا الصدقات والنذور والأموال لغرض الحصول علي دعائه ليطلب من الله غفران ذنوب هذا المؤمن، كذلك كان لا يمكن فهم الكتاب المقدس الذي هو التوراة والإنجيل بصورة مباشرة من قبل أي مؤمن مسيحي، وإن المسيحيين كانوا بحاجة للروحاني لغرض فهم الكتاب المقدس، كذلك فإن رجال الدين الذين كانوا الواسطة بين الله والناس هم أيضا الواسطة بين المسيحيين والمسيح، إذ من غير الممكن الارتباط مع الله أو مع المسيح أو مع الكتاب المقدس إلا بواسطة الروحاني، وكأن هذا الكتاب المقدس وحسب قول القرآن الكريم (لا يمسه إلا المطهرون) وإن هؤلاء المطهرون هم الروحانيون فقط. لقد جري تقسيم الناس إلي صنفين هما الروحاني والجسماني. الروحاني المطهر والطاهر والجسماني النجس، وإن هذا الصنف النجس غير الطاهر إذا أراد أن يتطهر عليه أن يلمس ويقبل يد الروحاني، لقد كان هذا النظام القائم علي الوساطة احدي السنن التي استحكمت في الكنيسة. من جهة أخري فإن هذه الروحانية وبصفتها مقتدية بالسيد المسيح كانت قد منعت الزواج في صفوف الروحانيين، لم يكن للروحانيين من الرهبان والراهبات حق الزواج، إن قانون الكنيسة قد أجبرهم علي عدم الزواج مدي الحياة، غير أن الفساد الجنسي كان كبيرا بحيث أن إحصائيات الكنيسة قدرة الشذوذ الجنسي في صفوفهم بأكبر من مستوياته داخل المجتمع. أما نظرة الدين التقليدي فقد كانت نظرة احتقار إلي العمل والحياة وجري الفصل بين الدين والدنيا، بين عالم الملك وعالم الملكوت وبين المدينة الدنيوية والمدينة السماوية. إن نظرة المسيحية التقليدية كانت نظرة الهروب من الحياة، كانت ضد الدنيا، ضد العمل ومخالفة للحياة الإنسانية، كما كانت تحتقر العقل والجسم وكل ما كان في تعارض مع..... كانت تقول إن المقدس أطهر من العقل والعلم، ويجب عليك تصديق ما يقوله البابا وإن كان متناقضا أو متعارضا مع عقلك . لقد كتب علي باب بيت الإيمان (عليك أن تترك عقلك جانبا ومن ثم تدخل بيت الإيمان)، فيما كان قد كتب علي أكاديمية أرسطو (لا يدخلها من لا يعرف الهندسة )، كما كتب علي باب أكاديمية إفلاطون (لا يدخلها من لا يعرف المنطق). كتب علي باب الدين الكاثوليكي التقليدي (لا يدخلها من له عقل، هذا ليس مكان العقلاء، هذا مكان المؤمنين، مكان العشاق، مكان المجانين، إذا أردت أن تدخل بيت الإيمان عليك أولا أن تعطي عقلك إجارة ومن ثم تدخل البيت)، إن بعض الروايات المنسوخة وربما المزورة في الإسلام أيضا تقول (إن أكثر أهل الجنة من البلهاء) أي إذا أردت أن تكون من أهل الجنة عليك أن تكون أبله، فالعاقل لا يستطيع أن يدخل الجنة، إن بعض عرفائنا يفسرون أهل الجنة بما وراء العقل (هنا تحتج إحدي الحاضرات وتسأل السيد آقا جاري، هل انك تتحدث عن الإسلام أم عن المسيحية) فيقول السيد آقا جاري إن هذه المسائل موجودة في الإسلام وفي المسيحية، توجد في الاثنين. تقول الثورة البروتستانتية يجب علينا تحرير المسيحية من يد الروحانية الكنسية التقليدية ويجب إنقاذ الدين من يد البابا، إن رسالة القس الذاتي، رسالة غالوند تقول إننا لا نحتاج إلي واسطة للارتباط بالله ولا نحتاج إلي واسطة لفهم الكتاب المقدس، إن كتاب الله المقدس يخاطب النبي ويخاطبنا جميعا بصورة مباشرة، المسيح كان يتحدث فيسمع ويفهم حديثه المؤمنون والرهبان، إن الإنسانية جميعا والمسيحيين والمؤمنين كانوا هدفا مباشرا لخطاب المسيح والكتاب المقدس ولا توجد حاجة للذهاب إلي طبقة روحانية وأسقف لفهم الكتاب المقدس، إن كل شخص هو قس نفسه، لم يكن المسيح غير مهتما بالدنيا، وبالنسبة للعمل والكدح ونشاط الإنسان فإن العمل عبادة، ولهذا السبب فإن البروتستانت كانوا الأساس في إيجاد الثورة الصناعية والتحولات التقنية الجديدة، أي علي العكس من الكاثوليك الذين كانوا يعتقدون بأن الخبز والطبيعة والأرض من الشؤون المادية التي لا قيمة لها وهي غريبة عن روح التدين والصفاء وعبادة الله. أما أولئك فكانوا يعتقدون بأن العمل جزء من رأس المال والإنتاج وإن هذا بالضبط ما أراده الله منا ونقوم بأدائه بصفته عبادة، هذه هي البروتستانتية التي كانت هي طبعا معلولا لرأي آخر.
عبادة الاصنام
قبل بداية البروتستانتية في أوروبا كانت قد بدأت ثورة أخري، كانت ثورة تقول بقيمة الإنسان خارج الكنيسة، كانت الكنيسة تذبح الإيمان باسم الله، باسم الله والمسيح كانت تذبح الإنسان، طبعا إن هذه السنة قديمة جدا في عمق التاريخ، إن عبادة الأصنام تعني ذبح الإنسان باسم الأصنام، باسم الإله يصبح الإله صنما يطلب ذبح الإنسان، إن إله إبراهيم لا يطلب ذبح الإنسان، عندما رأي إبراهيم في المنام إن الله يأمره أن يذبح إسماعيل، يستيقظ ليذبح إسماعيل، إن ذبح الإنسان قربانا كان سنة في مجتمع إبراهيم، سنة تقديم الأبناء قرابين كانت سنة رائجة، إلا أن الله يأمره أن لا يذبح إسماعيل، أن يفديه بكبش. لكن ومع الأسف كان الإنسان وفي مختلف الأدوار التاريخية قربانا للأصنام تحت عنوان قربان للإله قدموه قربانا للأصنام، وطبعا فإن هذا الصنم في الفترات التاريخية المختلفة كان جسدا من الفضة أو الخشب وفي بعض الأحيان قد تجد الصنم جسد إنسان إن قصة الضحاك في الأساطير الإيرانية تشير إلي هذه الحقيقة، الضحاك صنم، يأكل مخ الشباب، إن الأفاعي علي كتفيه بحاجة إلي مخ الشباب وإن الضحاك يذبح يوميا اثنين من الشباب ليقدم مخيهما طعاما لهذه الأفاعي من أجل أن يواصل حياته. إن فترة الكنيسة كانت كذلك، ذبح الإنسان، تحقير الإنسان، يقولون ليس للإنسان قيمة، الإنسان في الأصل غير طاهر، الإنسان مذنب ذاتا، يأتي الإنسان إلي الدنيا مذنبا ذاتا، والوقت الوحيد الذي يتنزه فيه الإنسان عن الذنوب والمعاصي ويتطهر ويذهب إلي الجنة هو عندما يلمس يد البابا ونائب المسيح وعندما تمســــح هذه اليد علي رأسه ويصبح واسطة له مع الله. إن الدكتور شريعتي كان قد قرأ هذه التجربة بدقة عندما كان يتأمل في مجتمــــعه. إذا أردنا إحداث تحول في المجتمع يجب أن نعرف المجتمع بصورة جيدة ونلاحظ ما هو العامل الذي يقود المجتمع إلي الانحطاط إذا كان المجتمع منحطا، ويقوده إلي الرقي إذا كان المجتمع مترقيا. إن مجتمعنا كان في حالة انحطاط ويقع هذا الانحطاط في مركز الدين، دين منحط، وإذا لم يتغير هذا الدين المنحط ولم يجري إصلاحه فليس هناك أمل في أي أصلاح.
علي شريعتي ونقد دين الانحطاط
ولهذا السبب فإن الدكتور شريعتي لخص رسالته وبرنامجه في مشروع واحد أي مشروع التجديد الاسلامي او الاصلاح، وبصورة دقيقة فإن هذا المشروع وفي كافة خصوصياته لم يكن واحدا أو متشابها مع البروتستانتية المسيحية. لقد كانت له خصوصياته ولكنه كان اعتراضا واحتجاجا علي الدين الرسمي، وقد انصب جهد شريعتي أولا علي نقد دين الانحطاط هذا، وثانيا تجديد عناصر الدين الحقيقي الموجودة، أي تهديم بناء الدين التقليدي ونقده ورفضه لغرض تجديد بناء الدين، الدين الذي رسالته رقي الإنسان وتقدمه والإصلاح ونظرة جديدة إلي العصر الحاضر. إن كافة التعليمات الدينية التي يقدمها جهاز الدين الرسمي القديم هي تعليمات علاها الغبار أو أنها مظلمة قديمة، وكان مشروع شريعتي احتجاجا واعتراضا علي هذا الإسلام وهذا الدين. إن أحد الأعمال التي قام بها شريعتي كانت الفصل بين الإسلام الذاتي والإسلام التاريخي وقال إن الكثير من الأمور التي تطرحها المؤسسة الدينية الرسمية القديمة المتولية للدين الرسمي باسم الإسلام هي ليست إسلاما ذاتيا وإنما إسلام تاريخي.
الإسلام التاريخي والاسلام الذاتي
الاسلام التاريخي هو حصيلة تفكير وتجارب الروحانيين والعلماء علي مدي العصور والقرون الماضية وقد جمع بعضه علي بعض وأصبح مقدسا لارتباطه بالماضي وتلبسه رداء الدين. وفي الحقيقة فإن هذه العناصر تبدو عجيبة في بعض الأحيان، إن هذه العناصر التي ترتبط بالعرف والتقاليد كانت معتبرة خاصة وإنها ترتدي لباس الدين والقداسة، وعندما نلاحظ تاريخ المئة سنة الماضية فسنجد مثلا أن دخول الصحة العامة والرعاية الصحية إلي مجتمعاتنا جعل من أحواض المياه القديمة وسيلة غير صحية، غير أن حفيظة بعض المؤمنين ثارت بسب ذلك محتجين علي هذا التحول لأن هذه الأحواض فقط هي التي يعتبر الغسل فيها دينيا وشرعيا فيما الغسل تحت (الدوش ) وصنابير المياه فيه شبهة! وكمثال آخر فإن رسالة من أحد هؤلاء السادة الروحانيين التي حررها مع أيام الحركة الدستورية حرمت تعلم العلوم الجديدة كعلم الكيمياء والفيزياء، فعلم الكيمياء يعني نفي وجود الله تعالي (إن رأي روحانيي الكنيسة يعارض العلوم الحديثة)، غير أن السادة في الوقت الحاضر ليسوا من غير المعارضين لهذه العلوم فقط وإنما إذا كانت سيارتي الشخصية من نوع (بيكان ماركة ايرانية شهيرة لسيارة رخيصة الثمن) فإنهم الآن يركبون أحدث أنواع المركبات (تصفيق الحضور)، هذا صحيح الآن، قبلوه، لأنهم في النهاية استفادوا منه، وذاقوا طعم حلاوته (ضحكات ساخرة من أكثر الحضور). إن الكثير من هذه الظواهر الحديثة كانت تعتبر حراما وخلاف الشرع باسم الإسلام، وحتي الفترات الأخيرة كان تعلم اللغة الإنكليزية يعتبر مخالفا للشرع في حوزاتنا العلمية. إن هذه الروحانية لم تأت من السماء، إنها من هذا المجتمع، إنها ذهنية القرون الوسطي، وقد أدرك الدكتور شريعتي ضرورة أن تتغير هذه الذهنية وضرورة أن يتغير المتولون لأمر الدين، إذ أن عامة الناس أفكارهم من أفواه هؤلاء المتولين. هكذا كان يفكر شريعتي، إن إسلام التشيع الذي هو دين رقي وتقدم يتحول من عامل تقدم وتكامل إلي عامل انحطاط عندما يقع في وسط منحط. كان الدكتور شريعتي يريد النضال ضد هذه الظاهرة، كان يريد فصل الإسلام الذاتي عن الإسلام التاريخي. إن الإسلام التاريخي هو حصيلة استنباطات وفهم وأعراف وتقاليد الأجيال السابقة، إن لكل جيل تجربته ويجب عدم تقديس ذلك وتحويله إلي نصوص وخطوط لا تتغير إلي الأبد، ولكم أن تلاحظوا إن مراسيم بسيطة ساذجة تحولت في بعض الأحيان إلي عناصر أساسية في الدين وعلامات دالة علي الإنسان المسلم الأصيل، فعلي سبيل المثال لدينا روايات تقول بالتختم باليسار، وفي الإصبع الأوسط من اليد اليسري وقد تحولت هذه الرواية إلي أصل ثابت اليوم، ولو سألت السيد لقال لك ضع الخاتم العقيق في إصبعك فهذه علامة المسلم، ولو لاحظت آثار العلامة المجلسي فستجد أن كتاب حلية المتقين مفيد ونافع للمسلمين قبل 1400 عام، تصور لو أن أحد المسلمين يريد أن يظهر اليوم بذلك الشكل وعلي تلك الصورة، إن هذه تقاليد، وتقاليد كل مجتمع تناسب ذلك المجتمع، آداب الأكل لديه وآداب المعاشرة عنده، كلها تقاليد لا علاقة لها بالإسلام. إن فهم وإدراك واستنباط علماء الفترات الماضية لا علاقة له بالإسلام، لقد كان فهمهم الخاص للإسلام، وكما كان لهم الحق في فهم القرآن وقراءته فإن لنا الحق أيضا في ذلك، إن فهمهم ليس حجة علينا، إن فصل الإسلام الذاتي عن الإسلام التاريخي يمثل عودة للنصوص الأصلية ومن ثم تعريف هذه النصوص بلغة اليوم وطريقته. لقد كان جزءا من جهد شريعتي يتعلق بطريقة التفكير وأسلوب التغير وفهم الإسلام، إن الإنسان المسلم في القرنين العشرين والحادي والعشرين غير الإنسان المسلم الذي كان في مكة والمدينة قبل 1400 عام عندما كان سكانهما بمقدار سكان أصغر قرية من قري إيران. إن الإسلام يختلف اليوم، كما إننا ندرك اليوم بطريقة وأسلوب مختلفين وعلي جميع الأصعدة الاقتصادية والسياسية وكافة مجالات حياتنا، إن طريقة معرفة الإسلام في كل عصر وزمان وفي كل جيل يجب أن تكون وكأن كل عصر وزمان وجيل هو المخاطب بالكتاب المقدس ومخاطب الله تعالي الأنبياء. وكما كان الناس مخاطبي النبي في عصر النزول فإننا اليوم أيضا مخاطبو النبي، وكما أن أولئك المخاطبين قد فهموا علي ضوء ظروفهم التاريخية والاجتماعية فإن لنا الحق أيضا أن نفهم هذه الرسالة. إن هذه الرسالة هي فهم السابقين والتقاليد المــــتراكمة بعضها فوق بعض فقط، لأنها تتعلق بالقديم، هذه سلفية وهذا هو تقليد، وهو غير مطلق، إن الأمم السابقة كانت قد قالـــت للأنبياء إنا علي ما وجدنا عليه آباءنا.
العودة للنبع الصافي
إن شريعتي يريد أن يفصل الإسلام الذاتي عن الإسلام التاريخي والعودة المباشرة للكتاب المقدس، لقد وجه شريعتي الشباب والطلاب الجامعيين نحو القرآن، لقد كانت الأجواء السابقة مع الأسف تخوف الشباب من القرآن، كان الشاب لا يري إن من حقه أن يفتح القرآن، كان يتصور إن عليه أن يسأل الملا عن القرآن وما فيه، لقد كان القرآن الكريم كتابا يقرأ في المساجد وعند القبور، لم يكن يسمح للجيل الجديد بالتفكر والتدبر بالقرآن، كانوا يقولون إنكم لا تعرفون القراءة، ذلك إن القرآن بحاجة إلي مئة نوع ونوع واحد من طرق التفكير وأنتم لا تملكون واحدا منها لغرض فهم القرآن، صعبوا فهم القرآن وإدراكه والتدبر فيه، كان الشاب يخاف أن يقرأ القرآن، جاء شريعتي فكسر هذا الحاجز، وجه الطلبة الجامعيين لقراءة القرآن وأكد أن لهم القدرة علي فهم القرآن مثل المحترفين إذا كان لهم الأسلوب والطريقة الخاصة بذلك، إن الطالب الجامعي يستطيع أن يفهم ويدرك الكثير من القرآن إذا ما قرأه بطريقة وأسلوب علميين، نعم يعرف ذلك ويعلمه السيد الذي لديه حمل حمار من العلم القديم ولا تعرفه أنت أو تعلمه؟ شيء عجيب وجريمة كبري بزعم السادة أن يفهم الجامعي القرآن بنفسه! لأنه بهذا العمل يعري دكاكين البعض منهم، لا يمكن ذلك، هكذا أن يتوجه الناس لقراءة القرآن وفهمه بأنفسهم! وكذا الحال بالنسبة إلي عقد الزواج لا توجد مشكلة بهذا الحجم، في السابق كان من الواجب أن يلقي السيد خطبة مطولة وبهذه الصيغة العربية الصرفة مع التشدد في مخارج الحروف ودقتها، ومن الطبيعي جدا أن يكون هذا الشكل وهذه الطريقة بحاجة إلي طبقة خاصة، ولكن عندما نبسط الأمور ونقول لا ياسيد الأمور لم تكن هكذا، ياسيد في صدر الإسلام لم تكن إمامة الجماعة بحاجة إلي مهارة خاصة، كان يتقدم شخص واحد من بين المسلمين، واحد يقف في الأمام ويقتدي به الآخرون، من قال إن الملا (الاخوندي) يجب أن يكون إمام الجماعة (تصفيق طويل للحضور). إذا قرر كل زوجين عدم دعوة هذه الطبقة لإجراء مراسم عقد الزواج وعدم الحاجة إليها في مثل هذا الشأن، وكذا في المآتم والولادات فستتعطل الكثير من هذه الأعمال وستصبح هذه الطبقة عاطلة عن العمل. لم تكن لدينا في الإسلام طبقة باسم الروحاني، إن الروحانية طبقة جديدة في تاريخنا وأصبح لدينا الكثير من هذه العناوين الجديدة بحيث إن عمرها لا يتجاوز الخمسين أو الستين عاما. فمتي كانت لدينا سلسلة المراتب هذه قبل الصفوية، إن سلسلة المراتب هذه كانت في النظام الكنسي، كانت تبدأ من الأعلي وتنحدر إلي الأساقفة والكرادلة والأساقفة المحليين، لقد وقعت مرحلتنا تحت تأثير هذه الثقافة وتحت تأثير الظروف الاجتماعية ودوائر النفوذ. في إيران طبقة بسلسلة المراتب هذه، شخص في أولها باسم الآية العظمي في العالمين والسماوات والأرضيين وإلي آخر ذلك، هذا في الرأس وبعد ذلك تأتي سلسة المراتب آية الله وحجة الإسلام وثقة الإسلام وكذا وكذا الإسلام (ضحكات ساخرة). وفي السنوات الأخيرة تحولت حوزتنا إلي مؤسسة حكومية وأصبحت المسألة حساسة بقدر ما، فهل يوجد في الجامعة من يفرق بين حجة الإسلام وآية الله؟ يقول شريعتي لا يوجد لدينا إطلاقا في الإسلام طبقة باسم الروحانية، ليس لدينا ذلك في الإسلام الذاتي، إن هذا يرتبط بالإسلام التاريخي، ولحسن الحظ لم نشهد لحد الآن ظهور جهاز مركزي واحد علي أساس سلسلة المراتب هذه، توجد العديد من المؤسسات التي تحاول التوجه نحو مؤسسة واحدة تنفيذية يكون علي رأسها بابا والتي لم تتبلور في إيران لحد الآن، كانت مؤسسات متوازية علي مدي سنوات، إن لكل مرجع تقليد (آية الله العظمي) تشكيلاته الخاصة، ويريدون الآن في إيران إدغام تشكيلات (آية الله العظمي) هذه بعضها مع البعض الآخر وتحت حكم واحد. أنا شخصيا استبعد إمكانية نجاحهم في ذلك بسبب القساوسة أنفسهم والعناصر الأخري التي لدينا في الإسلام والتشيع.
#ربيع_الجندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عرض و مقتطفات من كتاب طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|