أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - مصارف النساء إمعان في تفتيت المجتمع العراقي














المزيد.....

مصارف النساء إمعان في تفتيت المجتمع العراقي


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 01:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


افادت الانباء ان مصرفا اهليا افتتح فرعاً خاصاً بالنساء في النجف وقد عبر كثير من مواطني النجف ولا سيما من العنصر النسوي عن امتعاضهم من تلك الخطوة. وقالت سعدية عبد زيد(43 عاما موظفة) وهي مواطنة نجفية لوكالة كردستان للانباء ان "افتتاح مصرف خاص بالنساء يؤسس لفصل الجنسين بطريقة لم تعتدها النجف من قبل برغم الهوية الدينية التي تمتاز بها ولكنها حافظت دوما على الاعتدال". وبينت رشا رائد (23 عاما طالبة ) ان "المشكلات التي ترافق الفصل بين الجنسين اكبر واكثر من التي تحدث في الاجواء الاعتيادية وطبعا نحن لا نؤسس للاختلاط المبتذل ونرفضه تماما ولكن الاعتدال الموجود في الدوائر الحكومية العراقية وخصوصا بالنجف جميل جدا..كما ان هذا الفصل يعزز الفصل بين الجنسين على اساس التنافر لا التقارب والتفاهم للوصول الى علاقة متبادلة محترمة لا تشوبها اي نظرة حيوانية".
ان السعي المحموم الذي يمارسه البعض للفصل بين الجنسين تحت دعاوى غريبة يرجع بنا الى الوراء ويسعى الى ادخالنا في ظلمات ومتاهات جديدة يسعى الجميع الى التخلص منها للارتقاء بالبلد وتطويره. فكيف نرتقي بالوطن ونحقق التقدم إذا كنا نسعى لنحجر على رجاله ونسائه في اماكن خاصة بهم يتعاملون فيما بينهم على اساس الجنس وليس على اساس المواطنة التي ينبغي ان تكون سبباً ومقياسا لرقينا وتقدمناً؟ وكيف يجيز البعض لأنفسهم ان يمنعوا الامهات والاخوات وعموم نساء العراق من التعامل الاقتصادي والتجاري والمالي وغيره مع اخوتهن وابنائن الرجال عن طريق الفصل بينهم؟
برأيي ان محاولة انشاء اماكن خاصة بالنساء واخرى بالرجال وسعي البعض الى ان يشمل ذلك حتى الهيئات التدريسية في المؤسسات التعليمية هي محاولة متعمدة لإدامة التخلف والقضاء على عوامل التحضر والتقدم من أجل استمرار البؤس الذي يعانيه المجتمع العراقي والذي يسعى كثير من المتنورين في البلد الى إزالته لتحقيق طفرة العراق النوعية التي ستنشىء مجتمعا نظيفا يتمتع باقتصاد قوي يمارس فيه الجميع رجالا ونساء دورهم المطلوب منهم بصورة مشتركة لا ان نحاول ان نشعر المرأة بانها ند للرجل عن طريق خلق مؤسسات خاصة بها واخرى خاصة بأخيها الرجل.
تلك الاجراءات ستزيد من حالة التنافر الاجتماعي الذي حذر منه مفكرو العراق الاوائل الذين صنفوا (التناشز) بين المرأة والرجل ضمن جملة مخاطر اخرى عانى منها العراق في شتى مراحل تاريخه مثلما كان الصراع بين قيم البداوة والتحضر عاملا محبطا لتطلع العراقيين نحو انشاء مجتمع حديث. وإثر التغيير في نيسان 2003 برزت بقوة عوامل اخرى للفرقة او بالاحرى عمل كثير من السياسيين على تفعيلها والتي ادت الى تقسيم المجتمع العراقي على اساس الطائفة والعشيرة والمحافظة والمنطقة ما ادى في احيان كثيرة الى "تقوقع" الفرد على تلك المسميات من دون ان يسعى الى كسرها للانطلاق الى رحاب الوطن الاوسع الذي لن يتقدم الا بالتنوع والاختلاط بين جميع مكوناته رجالا ونساءً.
ان محاولة عرقلة تقدم المجتمع ووضع العصي في طريق حركته الاعتيادية من قبيل انشاء تجمعات واعمال خاصة بالنساء واخرى بالرجال سيؤدي بالضرورة الى تفتيت المجتمع وتقسيمه. يحدث ذلك برغم ان المرأة العراقية نالت في وقت مبكر كثيراً من حقوقها وفرضت شخصيتها في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي وتفوقت على كثير من المجتمعات عن طريق بروزها في مجالات العلم والطب والرياضة وغيرها الى جنب اخيها الرجل. فالى اين تقودنا مثل تلك الاجراءات البعيدة عن الروح الانسانية إضافة الى تعارضها حتى مع التشريعات الدينية التي لا تمنع الاختلاط بين الرجل والمرأة.
ان السعي للفصل بين الرجل والمرأة في المجتمع العراقي هو جرح آخر يخترق اجسادنا ليمعن في إيلامنا بعد ان أذاقتنا المحاصصة والطائفية والفئوية والعنصرية الامرين وسببت لنا خسائر في الارواح وفي الاقتصاد كنا في غنى عنها. فلنسعَ الى التقريب بين العراقيين نساءً ورجالا وتقوية لحمتهم واواصرهم بدلا من إحداث الفرقة بينهم مثلما يفعل البعض.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امثولة الشعب الفرنسي الناصعة
- شرعنة النقد التسقيطي
- اعتداءات متكررة من دون حساب
- لماذا ضفاف دجلة؟!
- الأراضي لهم وللفقراء الجحيم
- محاولة الغاء عراقيي الخارج
- فوضى التعيينات في البلد
- قوانين على عجل وأخرى تنتظر!
- مزورون بالجملة
- ودوّروا الأموال مثل الكرة!
- تخلّف الخطاب الانتخابي العراقي
- الدبلوماسية العراقية والمشتركات الوطنية
- يعطلون الجلسات للسفر لدول الجوار
- دكتاتوريات جديدة تتكاثر
- محاولات متواصلة لإحياء القائمة المغلقة
- فرصة لتحسين الكهرباء
- ولائم التأجيلات حتى الدورات المقبلة
- لندع زهور الفكر تتفتح
- خطاب سياسي متأزم
- وأين نحن من غير المتجاوزين؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - مصارف النساء إمعان في تفتيت المجتمع العراقي