محمد ابو النواعير
الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 19:50
المحور:
القضية الكردية
بعد أن تم أختيار السيد عمار الحكيم من قبل كبار مناضلي المجلس الاسلامي الاعلى ليخلف أباه وعمه المؤسس في رئاسة المجلس , تكاثرت الاصوات الناشزه التي تعودت أن ترضع من ثدي الحزب المقبور والتي نبت لحم اجسادها من رضاعة حليب السحت المعادي لكل ما هو منتسب الى الشرف في العراق , فنرى أعداء الحق يكثر نباحهم وعويهم ما أن يروا نزيها يتسنم منصبا أو يحمل راية , ومع أني لا أريد الاكثار في ذكر عوامل التعرية لهؤلاء , ألا أني سأترك عقل القارئ المتلقي وبصيرة قلبه ترشدانه الى ما هو حق وصواب .
يدّعي المدعو علاء اللامي أن السيد الحكيم ( عمار ) قد غير من استراتيجيات الخطاب السياسي , وبالاخص في علاقة المجلس مع الاكراد , وأكد أن جوانب انفصام عرى العلاقة بينهما برزت في مسألة كركوك والمادة 140 المثيرة للجدل والتي تنص على ( حل النزاع على المناطق المتنازع على تابعيتها بين الاثنيات العراقية وعلى ثلاث مراحل تبدأ بتطبيع الاوضاع ثم أجراء تعداد سكاني , ثم بعدها يجري أستفتاء بين القاطنين فيها على مصير المناطق التي تقول بعض الاتجاهات السياسية انها تعرضت لتغيير تركيبتها السكانية في زمن الطاغية المقبور بعد أن هجر الكثير من أهلها وأوفد عليها من هم ليسوا بأهلها ) , فاللامي يرى أن الحكيم بدأ يسبح مع تيار المالكي في المناداة بعراقية كركوك , ومع أني أستغرب على اللامي هذا الامر فلا المالكي يوما اتهم الاكراد بانهم غير عراقيين حتى ينادي بعراقية كركوك , ولا السيد الحكيم نادى يوما بألغاء المادة 140 , فهذا المالكي في آخر زيارة له للسيليمانية صرح فيها ( إن المادة 140 هي مادة دستورية وأضاف المالكي قائلا طالما هي مادة ضمن الدستور فهي ضمن مبدأ التزام السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية بالتعامل معها وتذليل الصعوبات في طريقها، مبيناً أن الهدف النهائي هو إيجاد حل يحفظ تماسك مكونات الشعب العراقي ووحداته الإدارية ومحافظاته في إطار الدولة العراقية.) .
ولعل العلاقة القوية بين ابليس واللامي جعلت ضعف الذاكرة لدى اللامي امرا طبيعيا , ولأذكره بما صرح به سماحة السيد الحكيم ( عمار ) في لقاء له مع أحدى الصحف الكردية حين قال وبالحرف الواحد ( أن اشراك كل الأطراف في كركوك في ادارة المحافظة وتخفيف الاحتقان واحساسها بالثقة يمكن ان يكون نواة او بداية في منطلق اساس لأية حلول او تسويات مقنعة للجميع في كركوك ) .
فهل ياترى أن دعوة السيد الى اشراك كل الاطراف في العملية السياسية في كركوك يعد انقلابا على الاكراد !؟ .
أم أن مطالبة الجانب الكردي بأرجاع آلاف العوائل التي هجرت من كركوك على يد الطاغية يعتبر أمرا شائنا في أبجديات التربية اللاميه !؟ .
وأما بما يتعلق بموضوع الانتخابات فلقد أكد سماحته مرارا أن هناك جبهة وطنية سوف تتكون قبل الانتخابات , وقد تم الاتفاق ليكون الاكراد بمعية الائتلاف الوطني أعضاء فاعلين فيها .
وتضمنت سلسلة خوارق اللاشعور التابعة لللامي ايحائات متنوعة حاول فيها أن يمزج بين الأكاذيب ليخيل الينا من سحره أنها الحقيقة , فأكد وهو في حالة اللاوعي أنه شاهد في مناماته ان هناك تقاربا لمسه هو ( في منامه ) بين تيار السيد الحكيم ومجرمي البعث الصدامي , فهو يرى أن السيد الحكيم لن يمتنع عن مصالحة الصداميين , واللامي يرى أن السيد الحكيم وتياره من أبناء المجلس وبدر قد تخلوا عن العقلية الانتقامية الثأرية وما يتبعها من تصفيات دموية بحق الصداميين ( على حد وصف اللامي ) .
ولا أريد هنا أن أكثر من الكلمات واطيل في تفسير الاحلام , بل سأكتفي بمقتضب لقاء السيد مع السومرية , وجواب سماحته عن سؤال صاحب القناة حول موضوع المصالحة الوطنية , وعن قدرة السيد وعائلة آل الحكيم التعالي على الجراح التي تسبب بها أزنام صدام , فكان جواب سماحته :
" اسمحوا لي أن أؤكد أن ثقافتنا ومنطقنا ليس منطق الثأر ، ففي اليوم الذي اعلن فيه مقتل ولدي صدام وكان الناس يطلقون العيارات النارية ابتهاجاً بالحدث دخلت على الشهيد الحكيم في غرفته ووجدته متأملاً , فسألته عن سبب عدم وجود سيماء السرور والسعادة فأجابني رحمه الله : نحن لسنا أهل شماتة وانما أتأمل كيف أن الظالمين والطغاة مهما بلغوا من الظلم فستكون لهم نهاية . فنحن لا ننطلق في بناء الواقع السياسي الجديد من الثأر ، أما فيما يرتبط بملف البعثيين فنحن نميز بشكل واضح بين مساحتين ، الاولى هي عموم البعثيين الذين سجلوا وانتموا الى حزب البعث لظروف الحياة حيث كان البعث يمثل حزب السلطة والحاكم ولا يسمح لاحد أن يأخذ دوراً حقيقيا في الحياة الاجتماعية أو التعليمية أو السياسية الاً أن يكون ضمن هذا الحزب وهؤلاء مواطنين شأنهم شأن المواطنين الآخرين " . وقد لا يفهم اللامي لغة التسامح هذه التي أومأ اليها الحكيم في كلامه , فأجواء التربية العروبية التي تستهين بدم البشر هي من الثوابت التربوية القيّمة لدى اللامي وأمثاله .وأكمل السيد موضحا فكرته " مع البعثيين فقد جرت مصالحة ، أما مصالحة مع الصداميين المتوغلين بالدم العراقي والذين لازالوا يمارسون هذه الادوار والجرائم ضد الشعب العراقي فنعتقد أنه ليس من الحكمة المصالحة معهم لان أفكارهم ورؤيتهم بنيت على المكر والخداع والنيل من الشعب العراقي وعدم القناعة بما متوفر لهم " .
وقد حاول اللامي أن يفبرك خطابات السيد بما يوهم القارئ أنها تمثل تغيير في أساسيات الفكر المجلسي , ولكن غاب عنه أن تواصل السيد الحكيم مع الكثير من شرائح المجتمع العراقي والكثير من أطيافه وجدت فيه تكملة لمسيرة خط رُسم على يد عمه الشهيد محمد باقر الحكيم ( قده ) , وثبتت أصوله على يد والده السيد عبد العزيز الحكيم ( قده ) , وأصبح جليا وواضحا أن السيد الحكيم ( عمار ) سائر على نهج والده وأعمامه في رفض أعداء الشعب العراقي والمستبيحين دمائه وأعراضه , وأصلاح ذات البين مع من أضطرّ الى السير في الركب الصدامي حفاظا على الحياة .
أما الصداميين الدمويين فقد شرط السيد الحكيم ( عمار ) في حالة قبول عودتهم الى الحياة العامة أن يخضعوا الى المحاكمة العادلة لينالوا جزائهم العادل , ولا أرى في رأي سماحته هذا ضيرا , فالمحاكم جاهزة والقضاة عدول .
#محمد_ابو_النواعير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟