سلام كوبع العتيبي
الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:21
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
العراقيين اليوم يفكرون بجدية في بناء جدار فاصل بين العراق والأردن ..بعد أن جهزوا كافة المواد الإنشائية لبناء هذا الجدار؛ وأقصد هنا العراقيين الذين عاشوا الذل والإنكسار والذين تعرضوا إلى مضايقات سافره وسرقات لحقوقهم من قبل الكثير من حكومة وشعب الأردن المحب والمخلص للطاغية وحزب البعث .. ندرك تماما أن حكومة وشعب الأردن سواء كانوا من الأردنين الأصل ؛ أو من فلسطيني الأردن ؛ هؤلاء كانوا ومازالوا يمجدون المجرم صدام حسين ؛ متصورين إن هذا الطاغية الجبان هو المنقذ الوحيد لفلسطينهم التي بيعت من قبل حكامهم العرب إلى دولة إسرائيل مقابل تتويجهم على رؤوس الشعوب العربية والذي يعتبر ملك الأردن واحد من هؤلاء الذين وقعوا على بيع فلسطين للصهاينة !!. فكيف لهؤلاء الممجدون قبول العراقيين المعارضيين لحبيبهم صدام حسين ؟!!.ولكن نتيجة لديغوجية هذا الشعب وهذه الحكومة التي تحصل على كلما تريده من صدام حسين مقابل تمجيدها له تعاملت مع العراقيين بطرق ملتوية وحقيرة جعلت الإنسان العراقي يكره كل شيء يمت إلى الأردن بصلة .. ولكن نتيجة لغلق كافة الطرق أمامه أضطر هذا العراقي المغلوب على أمره أمام الأحداث أن يستخدم الطريق الأردني لهروبه من جحيم الطاغية إلى فضاء الله الواسع ... ولكن ما أن وصل إلى عمان حتى وجد الطاغية صدام حسين يقف أمامه بثوب أردني جديد وهو يمد له لسانه مستهزأ به وما سكا بقبضته على رقبته لإخراج روحه من عينيه .. حاول العراقي الهارب من الجحيم إلى هذه الدولة العربية التي تدعي الأخوة والقومية زيفا ؛ من أجل البقاء على حياته ومن أجل العيش بكرامة يبحث عنها في المجهول بعد أن إنتزعها البعثيين من شخصه وكيانه .. كان يصدق ما يقوله القومجية عن الاخوة العربية دعات العمل الوحدوي الشعوبي المزيف .. ولكن رب ظارة نافعه .. حيث الظرر الذي تحمله العراقي من حكومته المجرمة كشفت له الوجه الحقيقي لرافعي شعار القومية العربية التي يطبلون لها دون خجل يذكر .. وكشف العهر العربي الذي حارب العراقيين دون سواهم من خلق الله بعد أن أغلقت كافة السفارات العربية بوجه المواطن العراقي الهارب من الجحيم .. ولكن بعد أن وصل العراقي إلى هذه المهلكة الهاشمية التي شكلت له خصيصا حكومة الاردن ( شرطة الوافدين ) التي كان عملها الوحيد هو مطاردة العراقيين الذين لا يحصلوا على أجورهم اليومية عند نهاية اي عمل يقومون به سو كلمة ( يعطيك العافية ) التي تلازم صاحب العمل في وجه العراقيين .. ناهيك عن سماعهم الكلمات البذيئة عندما يمجدون الطاغية ويشتمون معارضيه ..
والآن وبعد أن تشكلت الحكومة العراقية الجديد والتي عليها أن تثبت مصداقيتها في إستقلال قراراتها السياسية وليس أن تكون ذيلا أعوجا للسياسات العربية الأخرى وخاصة سياسة الحكومة الأردنية التي تحمل العراقي منها ما لا يتحمله الآخرين من مضايقات وأذلال وسرقات لجهدهم وقوتهم اليومي الذي يسلب منهم تحت تهديد ( شرطة الوافدين ) .. ومن أجل أحترام مشاعر هؤلاء العراقيين الذين سحقت كرامتهم من قبل حكومة الأردن نتمى من حكومتنا الجديد أن تتعامل بقراراتها السياسية بعيدة عن المجاملات والخصوصيات على حساب مشاعر وكرامة العراقيين خاصة بعد أن جهزوا المواد الكاملة لبناء الجدار الفاصل بين العراق الجديد والاردن الحاقد على العراقيين أعداء صدام حسين ......
#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟