فريدون كريم ملك
الحوار المتمدن-العدد: 2814 - 2009 / 10 / 29 - 14:18
المحور:
القضية الكردية
من المفارقات المؤلمة ان يوضع الظالم والمظلوم في زاوية واحدة وينظراليهما نظرة واحدة ليتم التعامل معهما بنفس الاستحقاق ؛ الشعب الكوردي من اكثر الشعوب في العالم إبتلاًء بسياسات التهجير ومشاريع الجيونوسايد من تعريب وتتريك تفريس ؛التهجير الروسي للكورد الى اصقاع سيبريا على يدستالين ؛نقل مجاميع منهم الى ليبيا في افريقيا على يد العثمانيين ؛ تهجير الكورد في سورية الى المناطق البعيدة ن موطن آبآئهم وأجدادهم وتطبيق عمليات التعريب الرهيبة على يد المخابرات لسورية المتمثلة بمشروع الهلال على يد ضابط المخابرات السورية(محمد طيب هلال ) بعد كل هذه الكوارث توجه اليهم تهمة التكريد من قبل بعض العنصريين او الجهلة بتاريخ الشعب الكوردي 0
من اشد الكوارث الإنسانية التي حلت بالكورد هي التي حصلت في العقدين السابع والثامن من القرن الماضي على يد طغمة لم تعرف من معنى الإنسانية سوى الشعارات؛ عمليات تهجير مئات الإلوف من الكورد من مواطن آبآئهم وأجدادهم وارضيهم كما شهدت تلك الفترة ابشع الأنفالات والجينوسايد في التاريخ حتى وصلت الامور الى ضرب مدنهم بالاسلحة الكيمياوية 0
بعد انهيار اتفاقية الحادي عشر مع القيادة الكوردية كشفت السلطة الحاكمة عن حقيقة فكرها الشوفيني ضد الكورد وذلك بالإلتفاف على ما تم الإتفاق عليه ؛قامت الدولة ببناء المئات من المستعمرات شبه العسكرية حول المدن الكوردستانية شملت عشرات الإلوف من البيوت لإسكان منتسبي الجيش و الشرطة وقوات الأمن الداخلي من اهالي الوسط والجنوب من غير الكورد والتركمان ؛لم تقف السلطة عند هذا الحد بل قامت بتهجيراهالي تلك المناطق وعشائرهم الى محافظات الوسط والجنوب وجلب عشائر عربية لتحل أماكنهم بعد ان هيأت لهم جميع مستلزمات الحياة من اراض زراعية ومبالغ مالية بالإضافة الى تسليحهم وتوفير الحماية الامنية لهم كما شملت عمليات التعريب نقل جميع منتسبي الدوائر الرسمية من الكورد الى خارج المناطق الكوردية ومع كل هذا الحيف الذي لحق بالكورد تظهر بين فترة وأخرى اصوات تدعي بوجود سياسة تكريد مزعومة في طريقها الى التطبيق ؛للوقوف على حقيقة ماجرى وما يجري في الساحة لابد من أخذ بعض الملاحظات بعين الإعتبار يمكن تلخيصها كما يأتي :
1- عودة الكورد المهجرين الى المدن الكوردية التي ابتليت بالتعريب بعد سقوط الطاغية لم يكن من اجل تغيير الواقع القومي بل كانت مسألة طبيعية ان يعود الإنسان الى موطنه الاصلي التي أخرج منها عنوة بسبب سياسات شوفينية للسلطة الدكتاتورية و وثائقهم الرسمية تؤكد تابعيتهم لتلك المناطق قبل تهجيرهم وإنها لم تتم على شاكلة ممارسات السلطة الدكتاتورية بطرد المكونات الاصلية عنوة ومصادرة ممتلكاتهم بل تم بشكل إعتيادي ؛اما بالنسبة لتواجد الكورد في المدن العراقية خارج كوردستان فأن البعض يتصور بأنها جزء من سياسة تكريد لمدن العراق ولكنها في الحقيقة لايمكن فصلها عن الاسباب التي ادت الى زيادة اعداد سكان غير الكوردفي المدن الكبيرة مثل بغداد ؛ لقد كان للاوضاع المتردية في اكثر المدن العراقية الدورالكبير في زيادة اعداد الوافدين منها الاوضاع الاقتصاديةالمنهارة بالاخص المدن الحدودية نتيجة الحروب الكارثية للنظام والتدميرالشامل للبنى الاقتصادية بالإضافة الى عمليات التهجير القسرية للكورد وفي الاونة الاخيرة عوامل الجفاف والتصحر مما أضطر مئات الالوف من السكان ترك منازلهم والتوجه الى المدن الرئيسة بحثاًعن مصادر العيش وخير مثال على ذلك الزيادات الهائلة التي شهدتها مدن مثل الثورة والشعلة في بغداد والتي يقدر سكانها بأكثرمن ثلاثة ملايين نسمة اي اكثر من نفوس عدد من دول الخليج مجتمعة
2-
عمليات انتقال الكورد الى المدن خارج كوردستان لم يكن من اجل تحقيق هدف سياسي ولم يؤد الى ثورة ثقافية ولم تحل اللغة الكوردية وآدابها محل اللغة العربية بل على العكس زاد اعداد المتكلمين بالعربية وساهم العديد من مثقفيهم في خدمة الثقافة العربية وإغنائها كما ان الكورد الفيليين بالرغم من تهجيرهم الى ايران لا زالوا محتفظين ومعتزين باللغة العربية ومن المستحيل ان تجد فيلياً واحداأو احد ابنائهم حتى من الذين ولدوا في ايران لايتقن العربية بطلاقة
3-
التواجد الكوردي في وسط وجنوب العراق ليس وليد اليوم بل الكورد يشكلون جزءاً من تاريخ هذه المدن ؛الجميع يعلم بأن النشاط التجاري والاقتصادي للعديد من المدن العراقي بالاخص مدينة بغداد كانت بيد الكورد الفيليين كما ان وجود غير العرب في وسط وجنوب العراق لم يكن على حساب المكون العربي و لم يكن على انقاض تهجير العرب ومصادرة اموالهم كما حدث للكورد في العديد من المناطق المعربة بل على العكس من ذلك شهدت العلاقة بين الكورد والعرب روابط قوية منها التزاوج والمصاهرة فمن النادر ان تجد عائلة عربية غير مرتبطة بالكورد و الحالة نفسها في العوائل الكوردية فالروابط الاجتماعية بين هذه المكونات هي اقوى من الروابط السياسية والقومية
4-
ان وجود الاخوة العرب في كوردستان حق طبيعي كونهم عراقيين ومن حق العراقي كائن من كان العيش في اية بقعة من العراق وقد شكلوا على مر السنين نسيجاً ولوحة اجتماعية رائعة متقاسمين السراء والضراء لاان تكون وفق سياسة نقل مجاميع السكانية مدعومة بأمكانيات الدولة ؛السنوات القليلة الماضية برهنت على هذه الحقيقة عندما التجأت اعدادًكبيرة من الاخوة العرب منهم ممن كان يتبوأمناصب كبيرة منهم ظباطاً كبار ومن الطيارين في زمن النظام السابق والعديد من الاخوة الكلدو آشوريين الى كوردستان والاقامة هناك ؛ السياسات الشوفينية للسلطة الدكتاتورية اضرت بتلك العلاقات عندما اقدمت على طرد الكورد من مناطقهم في ابشع عمليات الجينوسايد في التاريخ وإسكان العرب في أماكنهم مما أدى الى تغيير الواقع القومي لتلك المناطق كذلك تهجير الكورد الفيليين وحجز وتغييب اكثر من خمسة عشر الفاً من ابنائهم من الذين كانوا يؤدون الخدمة العسكرية في جبهات القتال دفاعاً عن ارض العراق ؛ وحرائره ولازالت حتى قبورهم مجهولة لحد الآن ؛ هذه الممارسات ومثيلاتها هي التي اضرت بتلك الاواصر وأوجدت هذا الشرخ بين الإخوة لذلك لابد من ارجاع الحقوق لإصحابها من خلال العمل وفقاً للتشريعات والقوانين التي اتفق عليها العراقيون ومحو آثار الممارسات اللاإنسانية للدكتاتورية في العراق ليعود العرب والكورد وجميع الاقليات الاخرى الى حضن الوطن وإعادة بناء العراق الفدرالي الجديد
#فريدون_كريم_ملك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟