|
نضالات شغيلة التعليم بورزازات
محمد العتماني
الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 23:32
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
نضالات شغيلة التعليم بورزازات أكتوبر 2009
وضع تعليمي ينذر بما هو أخطر، و مقاومة تؤكد جدوى الخيار النضالي 1 – البرنامج النضالي و السياق العام: مع كل دخول مدرسي جديد ترفع الدولة البرجوازية بالمغرب ممثلة في وزارتها الوصية على قطاع التعليم، شعارات جديدة أكثر بريقا من سابقاتها حول الجودة وتحسين المنظومة التعليمية والرقي بها. لكن لنتساءل أليس تكرار نفس الشعارات و الخطابات دليلا قاطعا على أن الأوضاع التعليمية لا تسير إلى الأحسن بل تسوء أكثر فأكثر بفعل سياساتها الحقيقية اتجاه قطاع التعليم و أن تلك الشعارات و الخطابات لا تعدو كونها تغطية مفضوحة عن العدوان و المؤامرة التي يحيكونها بأوامر من المؤسسات المالية و التجارية العالمية خاصة منظمة التجارة العالمية. إن عقودا من إصلاحاتها ماثلة اليوم أمامنا: فقطاع التعليم هو خير نموذج لأوراش تدمير كل ما هو اجتماعي في ظل خوصصة المؤسسات العمومية الأكثر مردودية والإجهاز على ما تبقى من مجانية النظام الصحي، تفكيك أنظمة الحماية الاجتماعية، الهجوم الشامل على الحريات العامة: بتجريم حق الإضراب، قانون مكافحة الإرهاب، قانون الأحزاب، تطبيق الفصل 288 من القانون الجنائي و التهييء للتدخل في الشأن الداخلي للنقابات العمالية من خلال مشروع قانون النقابات... وتتجلى النتائج الكارثية لذلك التدمير بقطاع التعليم في ما يلي: - تقليص حاد من ميزانية التعليم مقابل تشجيع القطاع الخاص عبر الإعفاءات الضريبية. - اكتظاظ غير مسبوق في كافة الأسلاك التعليمية. - تزايد الأقسام المشتركة في التعليم الابتدائي بسبب تقليص البنيات التربوية نتيجة للخصاص في المدرسين. - الخصاص المهول في أطر التدريس و الإدارة و الأعوان. - تقليص ميزانيات البنايات و التجهيزات والتسيير مما نتج عنه عدم قدرة المؤسسات الحالية على استيعاب المتمدرسين. - غياب الوسائل التربوية في المؤسسات. هذه هي الحقائق الكارثية التي يتم تغليفها بشعارات الإصلاح الجوفاء التي يراد منها التضليل و التمويه. في هذا السياق الذي تزداد فيه أزمة المدرسة العمومية تعمقا، وفي ظل التراجع النقابي وعدم استعداد القيادات النقابية البيروقراطية وطنيا لتنظيم مقاومة شاملة ووحدوية لصد الهجوم الليبرالي الكاسح، ليس من خيار أمام الشغيلة التعليمية و فروعها النقابية المناضلة سوى الأخذ بزمام المبادرة. هكذا و انطلاقا من موقفها الرافض لأية مشاركة في تدبير الأزمة التعليمية بالإقليم، و حرصا منها على مواصلة الدفاع المستميت على حق أبناء الفئات الشعبية في تمدرس عمومي وجيد، وأمام استفحال أزمة المدرسة العمومية التي تستعجل الدولة تعميقها عبر تطبيق بنود مخططها الاستعجالي، عقد المجلس الإقليمي للن وت –ك د ش – مع بداية الموسم الحالي اجتماعه العادي و خلص إلى ضرورة الاستمرار في تقوية التنسيق ما بين النقابات التعليمية بالإقليم المنضوية تحت لواء المركزيات النقابية تحت شعار "لنناضل جميعا من أجل إنقاذ المدرسة العمومية، و ليكن خيارنا تشكيل جبهة تنسيق وطني " هذا الشعار يكمن تفسيره في العناصر التالية: - حدة الهجوم المدمر للمدرسة العمومية. - تخاذل القيادات النقابية مركزيا. - بروز تجارب نضالية بمجموعة من الأقاليم على قاعدة تنسيق نقابي رغم تفاوتها نضاليا ووحدتها مطلبيا أفضت إلى تحقيق بعض المطالب. في هذا السياق تبلورت تجربة تنسيق النقابات الخمس ( ك دش-فدش- ا ع ش م – ا م ش – ا و ش م ) بورزازات على أرضية مطالب محددة: - التراجع الفوري عن المذكرة 122. - تغطية الخصاص المهول في اطر التدريس. - رفض سياسة التشغيل بالعقدة لكونها ستضرب استقرار الشغل وستوسع من دائرة الهشاشة . - توفير التجهيزات والوسائل التعليمية. - فتح تحقيق بشأن التسيير المالي و الصفقات. - إجراء حركة انتقالية محلية خاصة بأطر التدريس و الأعوان. - صرف كافة التعويضات لمستحقيها. - تنفيذ النيابة الإقليمية لكافة الالتزامات الموقعة. - أجرأة المذكرة 116 الخاصة بالدعم التربوي، المكتبات، الامازيغية، أقسام جيني. - المطالبة بتعميم و عدم التراجع عن التعويض عن العمل بالوسط القروي - رفض المذكرة 73 الخاصة بجمعية دعم مدرسة النجاح. وأمام رفض النقابات الانخراط في تدبير الأزمة مع النيابة الإقليمية، وبعد نقاش استحضر النقط السالفة الذكر قررت تسطير برنامج نضالي تضمن: - إضراب إنذاري يومي 19 و 20 أكتوبر 2009. - إضراب أيام 29،30و31 اكتوبر2009 - مهرجان احتجاجي شعبي يوم فاتح نونبر 2009 أمام مقر النيابة
2 –الحصيلة الأولية للبرنامج النضالي:
بعد إعلانها عن تنفيذ الشطر الأول من البرنامج النضالي سارعت الأكاديمية الجهوية لعقد جلسة تفاوض يومي 17 و 18 أكتوبر2009 أفضت إلى توقيع محضر مشترك تضمن النقط الاساسية والعامة مما يلي: - سد الخصاص من اطر التدريس على مرحلتين: 44 مدرس قبل تاريخ 10 نونبر والحصة الإضافية الثانية قبل متم دجنبر. -إجراء حركة انتقالية على أساس كافة المناصب الشاغرة ( 269) -تشغيل الفائض على مستوى المؤسسة الأصلية بفك الاكتظاظ وتدريس الامازيغية أو الدعم التربوي أو الأندية. - الترشيد داخل الجماعة مع مبدأ عدم إلحاق الضرر على مستوى الاستقرار الاجتماعي - تلبية طلبات التكليف خارج الجماعة حسب رغبة المعني بالأمر مع منحه تعويضا ماديا. - التعجيل بتوفير البنايات والتجهيزات. -إنصاف الأعوان المتضررين من الحركة الجهوية لموسم 2008/2009 بسبب إخفاء المناصب الشاغرة، مع إجراء حركة إقليمية خلال شهر نونبر. - تعميم التعويض عن الوسط القروي بالإقليم. - إلغاء نتائج عملية الانتقاء الخاصة بالقيمين على المكتبات. - الالتزام بتفعيل المذكرة رقم 116. - إيفاد لجن التحقيق للوقوف على الاختلالات التي تعرفها: مصلحة الموارد البشرية ،مصلحة الشؤون الإدارية والمالية ،مكتب التربية غير النظامية ومحو ألامية، التكوين المستمر ،مركز تكوين المعلمين، بعض المؤسسات التعليمية ... - إسناد مهام مصلحة الموارد البشرية داخل اللجنة المشتركة للكتابة الخاصة. - إلغاء كافة التعيينات و التكليفات الصادرة خارج اللجنة المشتركة. وللإشارة فقد تم انسحاب رؤساء المصالح بالنيابة بعد رفض ممثلي النقابات مشاركتهم في جلسات الحوار بسبب مسؤوليتهم المباشرة في تعميق الأزمة التعليمية بالإقليم. 4- التنسيق النقابي ومخاطر تغذية التمزيق:
انبنت تجربة التنسيق بين الفروع النقابية على أسا س البدء في إنجاز خطوات باتجاه وحدة نضال الشغيلة على قاعدة وحدة المطالب. لكن من المبكر الحديث عن أن الوحدة النقابية يمكن أن تتأسس على خلفية " تجميع " للمكا تب خلال محطات نضالية وهو ما يستلزم عدم الإفراط في القول أننا سنصل إلى تسييد مفهوم "نقابة الشغيلة" فالأمر لا يتعلق في المرحلة الراهنة بصهر الفروقات و التمايزات النقابية في أفق وحدوي فلا زالت هناك عدة إكراهات . إن شدة الهجوم وشموليته تدفع فئات عريضة للاكتواء بناره وبالتالي تتسع دائرة الضحايا ويصبح الرهان على توحيد كافة الضحايا المدخل الرئيسي والحقيقي ، فاليوم ثمة إمكانات هائلة لإزالة الحدود المصطنعة بين التنظيمات النقابية من جهة و المطالب الوطنية و الجهوية و المحلية من جهة ثانية ،لكن ماذا عن مخاطر الانزلاق نحو تغذية النزوعات التمزيقية داخل الساحة النقابية باسم ضرورة التنسيق النقابي . إن فسح المجال للنقابات الفئوية بما هي تعبير عن الأزمة النقابية و إفلاس الخط النقابي التقليدي لكي تنخرط في مسلسل التنسيق النقابي يعد سيفا ذو حدين فمن جهة قد يبدو الأمر إيجابيا باسم مطلب وحدة الشغيلة لكن من جهة أخرى فإن ذلك ينطوي ، و هذا هو موقفنا على مستوى الإقليم ، على مخاطر منح "الشرعية الزائفة" للتنظيمات النقابية الفئوية ،بلغة أخرى التشجيع على تجزيء المجزأ باسم الوحدة المنشودة داخل الحركة النقابية . 4 - الدروس الأولية للمعركة : في لقائها الذي سطرت خلاله البرنامج النضالي تداولت المكاتب الإقليمية الخمس في مختلف الأشكال التعبوية من أجل إنجاح خطواتها النضالية و دعت إلى ضرورة عقد جموع عامة للشغيلة التعليمية بشكل وحدوي و بتأطير مشترك من قبل مكاتب الفروع. وذلك من أجل تسيير ديموقراطي للمعركة و رغم محدودية ذلك على مستوى الواقع بدعوى توفر الشروط الموضوعية بل وتفسخها و التي تلعب دورا مهما في التفاف الشغيلة حول البرنامج النضالي. إلا أن اكتفاء النقابات بالعودة من أجل اتخاذ القرارات إلى مجالسها الإقليمية قد يحد من الإشراك الواسع للشغيلة في اتخاذ القرار بشكل فعلي وكذا في تسيير المعركة ديموقراطيا وهو ما يمكن اعتباره من النواقص التي يجب تجاوزها في الأيام المقبلة. إننا بقدر ما اعتبرنا الوضع التعليمي اليوم هو محصلة سنوات من تطبيق السياسات التدميرية الرامية لتحويل القطاع إلى ورش للانقضاض على التعليم كخدمة عمومية، فإنه يحق لنا جميعا كمناضلين و فروع نقابية أوصلتنا تجاربنا المحلية إلى قناعة أن مقاومة تلك السياسات لا يمكن أن تنطلق إلا من فهم سياسي لا يفصل أبدا مصالح شغيلة التعليم عن مصالح كل الفئات الشعبية، وكذا من فهم يربط تلك المصالح بضرورة النضال من أجل سياسة تعليمية شعبية مناهضة لسياسة الدولة التي يشكل كل من الميثاق الليبرالي للتربية والتكوين و المخطط الإستعجالي مرجعيتها.
محمد أفقير ن و ت – ك د ش ورزازات.
#محمد_العتماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شغيلة التعليم:بيناضفاء الفئوية على النضالات والخيار الوحدوي
...
-
شغيلة التعليم:لبن اضفاء الفئوية على النضالات والخياؤ الوحدوي
...
-
مسلسل اضعاف الكونفدراليةالديموقراطية للشغل بالمغرب
المزيد.....
-
لدعمه اليمين المتطرف.. ألمانيا تتهم إيلون ماسك بمحاولة التأث
...
-
زعيم الاشتراكيين في ألمانيا ينتقد -تدخل- ماسك في المعركة الا
...
-
تركيا.. الحزب الكردي يستعد لعقد لقاءات مع الأحزاب لنقل رسالة
...
-
الراسمالية واللامساواة، و”ترنيمة عيد الميلاد”!
-
لقاء مع الشاعرعبدالله سليمان (مه شخه ل).(*)
-
أوجلان مستعد للمساهمة في عملية السلام مع أنقرة
-
عمال وعاملات الخدمة في مدارس العراق بين الفقر والاستغلال.
-
لماذا الحرب؟ حول الرسائل المتبادلة بين فرويد واينشتاين
-
بين البغدادي والجولاني ، خطابين مختلفين شكلا ومتطابقين مضمون
...
-
بعد دعوة أوجلان.. هل تنتهي الحرب بين تركيا و-العمال الكردستا
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|