فهد ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 855 - 2004 / 6 / 5 - 04:42
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
سكاكين وجرحى،رهائن وأشتراطات وأطلاق نارهي حصيلة معارك طلاب جامعة البصرة من مدينتي الناصرية والبصرة،ثلاثة جرحى من الطلاب وأربعة من الشرطة المكلفين بحماية جامعة البصرة،مصدر طبي في احد مستشفيات البصرة قال ان اصابات الطلاب كانت بفعل أطلاقات نارية صادرة من الشرطة .مالذي حدث حتى يوصل طلاب جامعيين الى درجة الاشتباك بالايدي وأستخدام السكاكين وكل ما وقعت عليه أيديهم من اجل الحاق اكبر قدر من الاذى بالزملاء الاعداء وكذلك أحتجاز اربعة من الشرطة كرهائن لم يتم تحريرهم الا بشروط طلابية. الواقعة تقول ان أحد الطلبة البصريين قد تغزل بزميلة له من مدينة الناصرية،مجرد غزل...مما دفع بزملاءها وأبناء مدينتها الى السعي للثأر من هذا البصري الذي تطاول وتجرأ وتجاسر حتى غازل فتاة من مدينتهم إإإإ حتما هي ليست خطيئة هذا الطالب الذي عبر عن مشاعره لزميلة له ولا هي خطيئة هؤلاء الطلاب الذين يفترض بهم ان يكونوا دليلا ومقياساً لتطور الوعي الاجتماعي والثقافي والتحضر والحوار فالجامعة في كل بلد والطلبة الجامعيين هم مقياس الارتقاء والتطور الحضاري والتفاهم وتقبل الحوارمع الاخر .غير ان واقع الحال في عراق اليوم يقول شيأً مغايراً بالنسبة لطلبة الجامعة بدليل معارك طلاب جامعة البصرة المشهود لها بالانفتاح والتطور الثقافي والاجتماعي،فالجامعة أصبحت مسرحاً للتيارات الرجعية الاسلامية التي تبث سموم التخلف والرجعية وثقافة امتهان كرامة المرأة ودونيتها وتفرض سلطتها وممارساتها البشعة على طلبة الجامعة وخصوصاًالطالبات من الاجبار على فرض الحجاب الى التهديد بالقتل لغير المسلمات وصولا الى التدخل السافر في كل شؤون الحياة الشخصية .حوادث كثيرة وقعت في البصرة كان أبطالها وحوش التيارات الاسلامية وضحاياها طالبات جامعة البصرة . العشائرية وكل القيم والمفاهيم والمعايير الاخلاقية المستمدة من العشيرة وقيمها ومن الدين وشرائعة التي تلقن الطفل ومنذ يومه الاول انه رجل وانه السيد وان عليه الحفاظ على شرفه ،أي اخته وقريبته وامه،والسعي للثأروقتل الاخرين من أجله، تفرض وطأتها على المجتمع العراقي وأصبحت كابوساً ثقيلا على الشباب وطلبة الجامعة والاطفال الصغارويشوه براءتهم وطفولتهم .الجامعة يفترض ان تكون ميدانا ومنبرا للتحرر غير ان التيارات الاسلامية والعشائرية تعمل من أجل تحويلها الى ميدان للرجعية والتخلف وتمارس ارهابها المنظم ضد الشباب والوصول بهم الى درجة ان البوح بمشاعر أنسانية صادقة ومرهفة من طالب الى زميلة له يعتبر جريمة تستحق الثأر والقتل وأسالة الدماء.كل القيم والمعايير العشائرية والذكورية والدينية القميئةالتي تحد من حرية الانسان أوتفرض قيوداًعلى حياته وشؤونه الشخصية الصرفة لابد وان يوضع حد لها من خلال اعلاء قيم الحرية والمساواة وصون الحقوق والحريات الفردية والمدنية للانسان.
#فهد_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟