إنه الخليج لا الشرق الأوسط

حازم صاغيّة

الحوار المتمدن-العدد: 172 - 2002 / 6 / 26 - 06:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

(الكاتب: حازم صاغية ) (ت.م: 25 -06-2002 ) (ت.هـ: 14-04-1423 ) (جهة المصدر: ) (العدد: 14341 ) (الصفحة: 9 - الرأي ) نتابع بألم. بأسي. بقلق. ما يجري في فلسطين. في اسرائيل. لكننا نتابع كمن يقلب صفحة لا كمن يفتح أخري. الماضي الذي بدأ في 5691 انتهي: اغلاق ملف السلام. جفاف الاستثمارات في المشرق. المعس العسكري لمجتمعات الهلال الخصيب ومصر. أوضاع الأقليات وهجرة الكفاءات. تربّع شارون في سدّة الدولة العبرية حتي إشعار آخر... هذه كلها تُسلّم الشرق الأوسط جثة: جثةً هائجةً اليوم، هامدةً في غد أسود قريب. مصير الشعارات السياسية للمشرق يقول هذا. تقوله، أيضاً، سوريالية الخريطة الفلسطينية - الاسرائيلية: القوات الاسرائيلية تطوّق مقر ياسر عرفات في رام الله، والقوات الفلسطينية تطوّق الشيخ أحمد ياسين وتضعه في الاقامة الجبرية داخل منزله في غـزة. عرفات قبِل، بعد خراب البصرة، ما عرضه كلينتون... يقـوله، كذلك، أن لبنان وسورية الرسميين ربما كانا علي وشك الانخراط في مواجهة مع اسرائيل، واسرائيل في مواجهة معهما، فيما المؤتمر الماروني في الولايات المتحدة مأخوذ بهموم أخري. يقوله، أولاً وأساساً، الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي البائس الذي انتهت اليه مصر وسورية: المختبران الأبرز للتجارب الجمهورية الثورية في منطقتنا. لكن شيئاً لا يتغير، مع هذا كله، في مصر وسورية ولبنان! وهذه عناصر تعلن أن المنطقة لم تعد قادرة علي انتاج شيء. علي الاتيان بجديد. في المقابل، يُنظر الي... الخليج. حتي الثورة لمن لا يزال يريد ثورة، بات يجسّدها الخليجي أسامة بن لادن لأن المنطقة التقليدية للثورات جعلتها ثوراتها عاقراً بالكامل. علاقة أيمن الظواهري ببن لادن فصيحة الدلالة بما يتجاوز الاثنين. والخليج، قبل الثورة، رمز الثروة بالطبع، ورمز ما يستتبع الثروة من هجرة وعمالة. وهو أقدر المناطق الجغرافية العربية علي تطوير موقف معتدل يمثّل معتدلي الـعرب، علي ما دلت قمة بيروت. والخليج هو، اليوم، أرض التجارب الديموقراطية العربية علي تواضعها وعدم اتضاح احتمالاتها. وفوق هذا، هو الأشبه بالمدن - الدول التي جعلها ثراؤها وتركيبها السكاني علي عكس صورة الأمة البسماركية. علي عكس طموحاتها. ومن ثم أقرب الي التسويات التي يتراجع فيها الدوران الايديولوجي والعسكري. الأهم من هذا كله ربما: أن إيران والعراق الخليجيين بلدان متحركان. مفتوحان علي احتمالات. وهي احتمالات قد تتضارب. قد تتخذ مناحي شتي. قد يصطدم واحدها بالآخر. الا أنها غير انسدادات الشرق الأوسط المُـحكمة. والمقارنة هذه تسمح بقراءة بعض ما يبدو مستغلقاً في السياسات الدولية، فضلاً عن الاقليمية. فالعالم المسوق بنهاية الحرب الباردة. بالعولمة والتشابُك الاقتصادي. بتراجع الايديولوجيات النضالية... عالم خليجي، تماماً كما كان عالم الحرب الباردة والايديولوجيات الراديكالية والاقتصادات الوطنية المغلقة والموجّهة، عالماً شرق أوسطي. وهذا ليس بالضرورة مدعاة لتفاؤل الخليجيين. أو أن مثل هذا التفاؤل لا يزال من المبكر الجزم به. لكنه، بالتأكيد، مدعاة لتشاؤم من النوع التاريخي في المشرق ولأهله المنكوبين.

#حازم_صاغيّة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات