أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - حول مصطلح نزع القداسة















المزيد.....


حول مصطلح نزع القداسة


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2813 - 2009 / 10 / 28 - 14:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إن عمليتا التقديس و نزع القداسة , هما عمليتان أو موقفان فكريان يتبناهما الإنسان عند النظر إلى القضايا و الأشياء و الكائنات و الأفكار.
فنزع القداسة أو إضفاء القداسة هو فعل إنساني, و ليس الهي هذا أولا؟
و ثانيا: القداسة بمثابة حجاب و سور, يقف أمام عمليات الفهم و التفكر و الاعتبار, فأن تقول هذا أمر مقدس هذا يعني أنه لا يجوز النقاش فيه, و يتبع عنه, أنكَ – كمتبني لهذا الموقف- مصرٌّ على وجهة نظرك و بشكل نهائي؟
ترى كيف نختبر أن وجهات نظرنا تجاه الأشياء و الأمور صحيحة ؟
ألا يتم ذلك عبر بوابة البحث و النقاش و المعاينة ؟
القداسة هي صنو الاستبداد بكل أشكاله, فتقديس سين من الناس" زعيم سياسي – اعتقاد معين- شيخ طريقة – أحد الأجداد..الخ"
هذا يعني أنه لا يخطأ بالنسبة للأشخاص, و هذا يعني أننا فكرتنا – نحن البشر- تجاه الفكرة المخصوصة بالتقديس نهائية, و ما دامت فكرتنا صحيحة بشكل مطلق, فالآخرين على خطأ , و يلزم عنه إخضاعهم للصواب – كما نظن نحن؟
أنا لا أعترض على القداسة بحد ذاتها, فهي حاجة إنسانية و قد تؤدي مصالح ايجابية
و لكن أعترض على الصيرورة و الخطوات الإجرائية التي بموجبها نعتمد الأفكار و الأشخاص كمقدسات؟
فالخلاف ليس على ضرورة المقدس, بل الخلاف هل تؤدي هذه القداسة وظيفة ايجابية أم أنها قداسة تبرر الاستبداد بالرأي و تبرر ازدواجية المعايير؟!
فالقداسة هو مفهوم يجب أن يقوم على البرهان و الدليل, و المصلحة بمفهومها الحيوي , و يجب أن يكون مفهوم القداسة مُقنع, و ذو فعالية ايجابية في حياة الناس.
القداسة هي نهاية طريق البرهان و الفهم , و من هنا تنبع ضرورة نزع القداسة مرحليا – و أرجو عدم تناسي كلمة مرحليا.
وقد يقول قائل: إن نزع القداسة عن فكرة الإلوهية، مثلاً، يهدم الدين من أسُسه. ونقول: إن نزع القداسة ضرورة مرحلية، وليس هدفًا في ذاته.
فمن خلال البحث في مفهوم الإلوهية يمكن تبنِّي خيار الإيمان القائم على الحرية.
ونزع القداسة لا يقتضي الإلحادَ أو الثنوية..الخ ، بل البحث في ماهية مفهوم الإله، وفي ماهية العلاقة التي تربط بين الإله والإنسان؛ الأمر الذي سوف يؤكد على احتمالات متعددة.
و لو عكسنا الفكرة , و قلنا إن القداسة أولا , فنحن نقتل الفكر و ملكة المحاكمة في عقولنا , و هذا هو الطريق المثالي لعبادة الأشخاص و صنمية الفكرة
أي إن هذا الرأي أو هذا الشخص, لا يجوز نقاشة, و هذا خطأ فادح.
القداسة هي نهاية المشوار- و شرطها الحرية- و جعلها بداية المشوار هو كمن يضع العربة قبل الحصان
ليست مقولتي بنزع القداسة حول مقولات اللاهوت الإسلامي بالبدعة , بل هي فكرة تحللنا من ما تراكم على دماغنا من مفاهيم سابقة.

البعض يرى أن فكرة نزع القداسة ستودي في نهاية الأمر إلى الكفر و الإلحاد و ضياع الدين؟
أقول لهم نزع القداسة ليست غاية في حد ذاته و لكنها لو دخلت ضمن دائرة المُفَكَّر به, في العقل العربي الإسلامي, فهناك احتمالية أكبر لتجديد حال هذه المجتمعات و استعادة عافيتها, و ليس لدينا الكثير لنخسره على كل حال؟
هل سنخسر تدني المنسوب القيمي و الأخلاقي في مجتمعنا؟
أم سنخسر أنظمة الاستبداد السياسي , أم سنخسر مشايخنا نفعنا الله بعلمهم؟؟!!
أم سنخسر المركبات الفضائية التي أطلقناها إلى الفضاء , أم سنخسر التكنولوجيا النووية التي ملكنا زمام أمرها , أم سنخسر الحروب الأهلية و ثقافة القتل على الهوية , أم سنخسر ثقافة الكراهية, و عقلية النهيبة ونهب المال العام ؟
و بعد ذلك نتسابق إلى أبواب المساجد في صلاة التراويح لنبرهن للآخرين أننا مسلمين و ثمة صحوة إسلامية ستطيح بلا ريب بأمريكا و جبروتها خلال أشهر؟
إن الأسلوب المُتبع في عرض الإيمان الإسلامي وفق نصوص القرآن الكريم يقوم على مبدأ نزع القداسة عن الأفكار
- فرب العالمين نزع القداسة عن نفسه عندما حاور من ينكرون وجودة ؟
و جادل – كما ورد في سورة الأعراف – إبليس ( ما منعك ألا تسجد إذ أمرتُك )

و كذلك عندما ناقش بالحُجة من يقولون بتعدد الآلهة؟
- و النبي محمد نزع القداسة عن القرآن عندما حاجَّ قريش و العرب في القرآن؟
بل و أبعد من ذلك عندما نزع القداسة عن شخصه و حاجهم في دلائل نبوته؟
و اعترف بأخطائه فيما يتعلق بأمور الدنيا كحادثة اختيار موضع القتال في بدر, و حادثة تأبير النخيل في المدينة , و حادثة أسرى بدر و غيره كثير " أنتم أعلم بأمور دنياكم" .
و أما الذين يستكبرون ما ذكرته فأقول حتى أن العصمة في تبليغ النبي محمد للوحي هي ليست مُسَلَّمة لا تناقش , لا في زمن البعثة و ليس الآن, بل هي قضية تقوم على براهن و قرائن –ضمن دائرة العقد الفئوي- وجد و سيوجد من يجادل بها؟
فالتقديس يجب أن يكون وليد الاقتناع و ليس العكس ؟
و الله تعالى لم يجبر الناس على تقديسه بل دعاهم للتوحيد ؟
و أمهل من لم يستجب له إلى يوم الحساب؟

"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ " "يونس -108"
*
"غير أن مصطلح «نزع القداسة désacralisation سيء السمعة لدى المتلقِّي في المجتمعات العربية والإسلامية؛ وهو يستفز المسلمين، ويدفعهم إلى التشكيك به، بل وإلى اتهام القائلين به بأنهم يسعون إلى ربط الإسلام بـ«دوائر الضلال»، معتبرين إياه، من منظورهم، «مؤامرة» مفضوحة على الإسلام"
المؤامرة الحقيقية – بالمعنى المجازي- هي في تعطيل ملكة النقد و التفكير العلمي؟
و تحويل المجتمعات العربية و الإسلامية إلى مجتمعات عاطلة عن العمل محاربة للحرية و الإبداع,مجتمعات يسهل استغلالها و إلهائها عن طموحاتها الحيوية باسم القداسة؟

لنكن التقديس الذي يقترن بشرط الحرية و المعرفة, و ألا يلزم الناس بما لا يلزمهم بداهة و برهانها, فقط هذا النوع من التقديس هو الجدير بالاحترام؟
أما ما يقدِّسه البشر دون ذلك , فهو جاهلية- من الجهل ضد المعرفة- و عبادة للأصنام المادية و المعنوية, إن من يبرر التقديس كحجاب للمعرفة غالبا ما يستند في دعواه على أن ذلك إساءة للإيمان مدعاة لغضب الله؟
هل يسيء للإيمان بالله أن يكون موضوعا للبحث؟
هل يغضب الله "الحكيم- الحليم – العليم- القدير..الخ" ممن يتبع سبيل العلم و الحكمة؟



#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيوت الله, أم بيوت في خدمة المستبد؟! طاجكستان نموذجا
- بوتريه الكهف
- الالحاد كإيديلوجيا شمولية ؟! ماجد جمال الدين نموذجا
- الشاعر غسان حنا في : -روحان لجسد واحد-
- العلمانوية .. و البحث عن محتوى لمقال فارغ؟!
- حول صلاحيات الايمان
- هل الالحاد إحدى طرائق تشكّل الايمان؟!
- ماجد العويد في الليلة الثانية بعد الألف
- شعرية العاطفة.... بين الشعبي و الثقافي
- قراءة للخطاب الاسلامي المعاصر في كتاب جديد - أضاحي منطق الجو ...
- هل الكاتب العربي متهم حتى يثبت العكس؟ وجهتي نظر
- قراءة في نيرمانا, و محاولات اصطياد الشاعر شريف الشافعي لكائن ...
- مقالة في الشكل الالهي؟
- قراءة في -لمحات حول المرشدية-- ج2/2
- قراءة في -لمحات حول المرشدية-- ج1/2
- الاسلام بأل التعريف/ و كيف نحكم بازدواجية المعايير
- اسلام بلا مذاهب قصيدة شعرية و أحلام هاربين
- بداهة رفض الظلم؟!
- أنا.. و الكومبيوتر.. و ذرة الأكسجين
- سبعة تساؤلات عن البداهة؟


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - حول مصطلح نزع القداسة