أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الحزب الشيوعي العراقي والحصار الاقتصادي















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي والحصار الاقتصادي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 172 - 2002 / 6 / 26 - 06:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 

في 18/5/2002 جاء في كلمة اذاعة الحزب الشيوعي العراقي حول قرار مجلس الامن رقم 1409 بأنه "خطوة نحو الاتجاه الصحيح" . ومن المعروف ان قرار 1409 هو نسخة معدلة عن مشروع القرار البريطاني-الامريكي "العقوبات الذكية".

القرار الذي تصفه اذاعة الحزب الشيوعي العراقي بأنه "خطوة نحو الاتجاه الصحيح"،يخول امريكا بموجبه ماذا ياكل الانسان العراقي وماذا يلبس وماذا يقرا وبماذا يتنقل وكيف يفكر وكيف يموت وبأية طريقة يدفن.. .ناهيك عن ان النظام البعثي الفاشي سيسخر الاوضاع الناتجة عن الحصار بأدامة اساليبه القمعية والاستبدادية ضد جماهير العراق بحجة مواجهة الغطرسة الامريكية والتوسع الصهيوني .

ولعلي اخترت الحزب الشيوعي العراقي من دون فصائل المعارضة العراقية الاخرى لانه الطرف الاكثر ديماغوجية بشعاراته والذي يحاول ان تلبسه تلك الشعارات رداءا تقدميا وانسانيا . في حين ان فصائل المعارضة العراقية الاخرى مثل المجلس الاعلى الاسلامي وزعيمه الحكيم يؤيد بقاء الحصار الاقتصادي دون اي خجل او لف ودوران، اما المؤتمر الوطني العراقي فيدلي الناطق الرسمي باسمه وهو الشريف بن حسين بتصريحات نارية في مساندته للحصار الاقتصادي بأسم الشعب العراقي.وهؤلاء يجددون تأيدهم للحصار الاقتصادي بين الفينة والاخرى . اما في حالة الحزب الشيوعي العراقي فأنه يحاول ان يمسك العصا من الوسط. فقبل تجميد عضويته في المؤتمر الوطني العراقي كان يؤيد الحصار من خلال سياسات المؤتمر المذكور.وعندما بدأت صرخات القوى الانسانية تمزق الشرعية الدولية المعادية للانسانية، جراء الجرائم التي تقترفها سياسة الحصار الاقتصادي في العراق بدأ تغيير في شكل تايده للحصار الاقتصادي . ولم يأت شعار رفع الحصار الاقتصادي عن الشعب العراقي بدون قيد او شرط وابقائه على الدكتاتورية الا خطوة لمسح آثام الماضي تجاه الشعب العراقي ومن جهة اخرى الاحتفاظ بسياسته السابقة تجاه الحصار الاقتصادي من اجل ابقاء الجسور مع القوى المعادية لجماهير العراق مثل امريكا والانظمة الرجعية في المنطقة تحسبا لاية تغييرات على الاوضاع السياسية في العراق .

واذا ما حللنا عبارة بدون قيد او شرط في شعار الحزب الشيوعي العراقي فهي عبارة ليست لها اي معنى ولا تعدو ان تكون اكثر من شعار ديماغوجي غبي خالي من اي محتوى سياسي.فامريكا وبريطانياوالكويت والسعودية لم يعترضوا يوما ما على تدفق المواد الغذائية الى الشعب العراقي وكانوا دائما يرددون جميعا وبنفس النبرة بأن الحصار الاقتصادي هو على نظام صدام لخروقاته الشرعية الدولية اما الشعب العراقي فليس لدينا اي عداء معه. ولم يأت قرار النفط مقابل الغذاء الا لتاكيد امريكا بأن الحصار على الدكتاتورية وليس على الشعب العراقي.والطامة الكبرى هي ان مجلس الامن بجميع الياته وقواننينه والامم المتحدة ورئيسها كوفي عنان معادية لابسط تطلعات الانسان العراقي.لكن الحزب الشيوعي العراقي يطالب من خلال الامم المتحدة ومجلس الامن رفع الحصار عن الشعب العراقي بدون قيد او شرط وابقائه على الدكتاتورية .ويبدو ان قرار 1409 حقق شعارات الحزب الشيوعي العراقي  عندما علقت اذاعته على القرار بانه "خطوة نحو الاتجاه الصحيح" .

 

الكل بات يعرف بأن الحصار الاقتصادي هي سياسة لادامة الهيمنة الامريكية في المنطقة والعالم وليس هناك من يفكر لا من قريب او بعيد الا اذا كان قاصرا في فهمه للعلوم السياسية بأن امريكا تفرض تلك السياسة لاحتواء نظام صدام حسين. اما بالنسبة للحزب الشيوعي كما هو الحال لسائر فصائل المعارضة العراقية، فهي تبني تمنياتها بأن الحصار عسى ولعل ان يقوض اركان نظام صدام حسين . انه ليس قصور في الفهم بل تصور مكيافيلي وسياسة واضحة تمارسها من الناحية العملية تلك الفصائل وعلى راسها الحزب الشيوعي العراقي    للوصول الى غايات سياسية .

فجميع القوى الدولية تعترف بأن نظام صدام هو الممثل الشرعي للعراق في المحافل الدولية .لذلك ان جميع القرارات التي تصدر عن مجلس الامن والامم المتحدة يجب ان توافق عليها الحكومة العراقية المتمثلة بنظام صدام .فقرار "خطوة نحو الاتجاه الصحيح" ينفذ الياته من خلال ذلك النظام .فكيف اذن يرفع الحصار الاقتصادي عن الشعب العراقي بدون قيد او شرط وابقائه على الدكتاتورية؟؟؟

ان اذلال الانسان في العراق وكسر عظامه هو ثمن ابقاء الحصار على الدكتاتورية . الانسان في العراق الذي كان حامل راية المدنية والتحضر والتحرر والمساواة يتحول الى رهين ذليل مكسور الجناح في سجن صدام حسين الكبير المسمى با"العراق".هذا هو ثمن ايقاء الحصار على الدكتاتورية.

ان من اراد حقا مصلحة جماهير العراق، ليعمل من اجل رفع الحصار الاقتصادي عن العراق بدون قيد او شرط دون اية ديماغوجية او لف ودوران. فحال رفع الحصار فأسعطيه سقفا زمنيا للاطاحة بالنظام البعثي الفاشي ودفنه في مزبلة خارج التاريخ كي لا تتذكر البشرية اياما تغص عليها مستقبلها. 

   



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهاب في الفكر القومي
- ثقافة العنف وثقافة حقوق الانسان ..حقوق الانسان من منظور الحز ...
- امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي
- العولمة واليسار..ملاحظات اولية
- لوبان وهايدر.. شارون واوروبا دروس في الانتخابات والعنصرية
- قمة بيروت بين الحالمين والرابضين والمنهارين
- مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغ ...
- الهزيمة السياسية لمرة أخرى
- استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...
- هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
- شباط 8 عروس المجازر
- ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...
- -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
- رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج ...
- "العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين ...
- كردستان العراق والإسلام السياسي


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الحزب الشيوعي العراقي والحصار الاقتصادي