أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - القراءة الطائفية














المزيد.....

القراءة الطائفية


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 04:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اتصل بي احد الاصدقاء قبل ايام ليبلغني اعجابه الشديد بمقالتي الاخيرة. شممت فورا رائحة غريبة في هذا الاعجاب فمقالتي الاخيرة التي وصفها, "كلام الملوك" لم تكن تختلف كثيرا عن بقية مقالاتي في اسلوبها ومضمونها: "ما الذي اعجبك بها هكذا؟" سألت بود, فقال: "كنت تدافع عن الجلبي والشيعة..لقد اسكت مهاجميهم! عاشت ايدك".
"انا دافعت عن الجلبي والشيعة؟ اين؟ وكيف؟", "نعم نعم, ليس مثل مقالتك التي قبلها "حول حملة الجلبي". بصراحة تلك المقالة لم تكن جيدة". عبثا حاولت اقناع صاحبي اني لم اهاجم الجلبي ولا الشيعة في الاولى ولم اؤيده ولاغيره في الثانية, وان لاتناقض بين المقالتين, وانهما يصبان في محاولة التحليل وكشف الحقيقة والمطالبة بالشفافية ورفض المغالطات في الكلام والفعل, الخ.

الحقيقة ان خيبة امل اصابتني من كل ذلك, ولاسباب عديدة. اولا ان التعصب الطائفي قد تمكن من العديد من مثقفي الشعب العراقي وهذا شديد الخطورة في هذا الوقت الحرج الذي نحن فيه احوج ما نكون الى الانفتاح والمرونة وتفهم الاخر. ثانيا لاني قد اسئ فهمي, والله يعلم من قبل كم من الناس, وثالثا...ان كان كل ما يفهم من المقالة هو اني مع الجلبي او ضده, مع الشيعة او ضدهم ..الخ. اذا كان ما يفهم من مقالة ما هو في اي خندق يقف صاحبها فلم التعب والتحليل والتمحيص والبحث عن الكلمة الافضل؟ يبدو انه بالنسبة للعديد من القراء, لم يكن هناك فرق ان كتبت مقالاتي بافضل شكل, ام كتبت ببساطة : "يسقط الجلبي" في الاولى و" يعيش الجلبي" في الثانية.

ليس هناك حوار اذن. العراقيون مقسمون الى مجموعات منفصلة لا اتصال بينها ولا اقناع ولا اقتناع. كل ما يريد الواحد منا ان يعرف هو الى اي خندق ينتمي الاخر. لايهمه ان يعرف لماذا, واين هو محق واين هو مخطئ. كما ان الاعجاب بكتابة ما لاتكون على اساس علمي او ادبي او منطقي اوجمالي, بل على درجة قرب الكاتب مما اراه انا ومما لم استطع ان اكتبه لسبب ما.

هذا النوع من القراءة يكشف كم سطحية هي الطائفية بطبيعتها. فالطائفي لايفكر ابعد من هذا معي وذاك ضدي, والعالم عنده اسود وابيض لاوجود لدرجات الظل بينهما. انه لايتحرك بفكره بين تلك الظلال لانه لايراها. ان عالمه مختصر الى نقطتين فقط يقفز بينهما. بل انه لايتحرك عادة حتى بين الاسود والابيض لانه ثابت على احدهما لايتزعزع عنه. الافكار بالنسبة له ليست ادوات لحل الاشكالات الحياتية بل هي ادوات تقسيم بين الفريقين, فمن افكاره اعرف ان كان فلان صديقي ام عدوي.

لا اقول ان الجميع يقرأ هكذا ولكني اخشى ان يكون فينا العديد منهم, وفي كل منا بعض من هذا المرض. انه خطير لانه يصيب القراء بدلا من الكتاب, والقراء اكثر بكثير من الكتاب. والتعصب في القراءة قادر على تحويل اية مقالة او كتاب الى مقالة طائفية اوكتاب طائفي, وهو قادر على تسطيح اعمق الافكار واجمل التعابير الى نقطتين: معي ام ضدي.

نعم, الكتابة الطائفية خطيرة, الا ان ما هو اخطر منها بمرات: "القراءة الطائفية".



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - القراءة الطائفية