|
تأجيل الإنتخابات المقبلة سيخلق فراغا دستوريا في العراق 2/2!
كريم الشريفي
الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 03:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تأجيل الإنتخابات المقبلة سيخلق فراغا دستوريا في العراق 2/2!
ان الأخوان في الأحزاب والكتل السياسية ، والطوائف، والقوميات ، أخذوا منحى بعيداً عن جوهر المشكلة ،بدلا من التوصل الى الحل السياسي الأمثل في مشكلة كركوك راحو بعيدا الى نبش التاريخ والأشياء الجانبية . يريدون اولاً معرفة ديموغرافية كركوك حتى تتحدد هويتها؟ هل هي عربية ، كردية ،تركمانية، مسيحية ؟ أعتقد إن مشكلة كركوك ستكون قميص عثمان اذا لم يبدأ السياسيون بشكل جدي لحلحلة المشكلة ويقدمون تنازلات مرغمين عليها في اكثر الأحيان ، لان الشّد من طرف ما سواجهه شدّ مماثل من الأطراف الأخرى ..واعتقد على الأكراد تقديم تنازلات مقبولة ..وإلا كركوك تنّذر بشر مستطير يقوض العملية الديمقراطية برمتها ويقلص كل المنجزات التي حصلوا عليها، قبل ان تستحكم الأشكالات وتتفاقم المشاكل التي ستقود الى تباعد ربما يسفر عن مواجهة لا سامح الله تقود الى حرب لان الجميع - متأترسين- في المواقع الدفاعية والحجابات الأمامية ، خصوصا ونحن نسمع التصريحات بتصعيد الموقف حلزونياً ورأسياً في احيان كثيرة وكلنا يتذكر تصريحات السيد مسعود البرزاني قبل أشهر ونبرة التحدي الواضحة فيها. لم يكن من الصواب تأجيل مسألة كركوك مثلما حصل في الأنتخابات الماضية لمجالس المحافظات و تم أستثنائها بسبب صبابية ملامح هويتها لان هذا التأجيل يعدينا الى نفس المربع ثانية وربما ثالثةً لذلك الأنتهاء من مشكلة كركوك بالتوافق ، بالمحاصصة، بالتراضي ، بتوزيع الرشى !على جميع الأطراف المختلفة أن تتوصل الى ارضية تناقش فيها كل المسائل العالقة منها الهجرة الجديدة التي ضاعفها الأكراد ،والقديمة التي ابتدعها نظام البعث السابق بجلب الوافدين إليها من الجنوب والوسط مع مغريات الوظيفة وتمليك الدور.ان التوطين الذي يحصل الأن ويمارس على الأرض مع سبق الأصرارمن قبل الكتل السياسية الكردية غرضه ترجيح كفة الكرد بالمدينة على حساب العرب، والتركمان.مثلما حصل لها سابقاً على يد النظام البعثي.ثم عودة المُرحليّن منها عنوةً الى ديارهم وبالأعداد الحقيقة المسجلة بألاحصاءات الرسمية السابقة التي يمتلكها العرب والتركمان من خلال السجلات للناخبين في المدينة كفيل بأن تكون بادرة استعداد حقيقة للنقاش لحل المشكلة .أما الأعداد التي يقدما الأكراد هي تحدي يعرقل المسألة ويزيدها تعقيدا، لان فيها مبالغة بالأرقام لايحتملها العرب .أن العرب والتركمان لديهم وثائق دامغة تؤكد الزيادات في نسب الأكراد اللذين جاؤا الى كركوك بعد سقوط الطاغية على حساب النسب الحقيقة .وهذا السبب الرئيسي الذي يدفع كتلة التحالف الكردستاني على تأجيل الأنتخابات في يوم 16/1/2010 بحجة إجرا احصاء سكاني جديد للمدينة. الأكراد يراهنون على التغيير الديمغرافي الذي حقق لهم نسب من شأنها ان تغير هوية المدينة بعد سقوط النظام.والحقيقة هذا ليس حلاً واقعياً من قبل التحالف الكردي بأن تُستثنى هذه المدينة من قانون الأنتخابات المقبلة وهذا الأقتراح يعتبر مخالف دستورياً إذا كانوا يحترمون الدستور الذي أقر حقوقهم ورغباتهم خصوصاً في الفدراليات.لكن الخشية الأكبر هي اعتماد انتخابات القائمة المغلقة الذي سيجئ بأكراد تركيا وايران وربما سوريا للعيش بالمدينة بحجة انهم من اكراد العراق وبالتالي تأتي قيادات الصدمة وليس قيادات الصدفة الموجودة لدينا فقط بل عند الأكراد أيضاً لتتصدر المشهد السياسي برمته ونصبح في طامة كبرى .ان جلب المستكردة للسكن في كركوك سيفاقم الوضع سوءاً وسيحدث شرخاً ديمغرافياً لا ينذر بخير أبدا . رغم قوة الحجة لدى الأكراد الأن وهي إن هناك اكثر من محافظة فيها اشتباه في سجلاتها وليس فقط محافظة كركوك. مهما يكن ذلك فالعرب لايأتون بمصريين ولا بسوريين للعيش من أجل تغيير ديمغرافية تلك المدينة أو المحافظة. ظنيّ ان حقيقة الصراع هي لا تختلف كثيرا عن الصراعات المتجّذرة حاليا بالعراق ..صراع محاصصاتي ، طائفي ، قومي ، ديني وهذا سيخلق أزمة من عدم الثقة رغم التوافقات التي يعلن عنها البعض من جميع الأطراف .وكانها بالونات للأستهلاك الأنتخابي .خصوصا ان الأكراد يزعمون بوجود أكثر من 27 الف عائلة نقلت بطاقاتها التموينية من كركوك لكن لم تُشطب اسمائهم من سجلات الناخبين،وهذا سيؤثر على نتائج الأنتخابات المقبلة.. مخاوف مشروعة لكن عليهم مناقشة الأمر جلهُ . ما نخشاه هو إننا سنكون أمام مفترق طرق، إذا لم نضع حداً ونوقف التلاعب بسجلات الناخبين في اي منطقة من مناطق العراق، عندها سيكون ذلك تأسيس مشوه يلحق الضّرر بنا جميعاً.إن بعض المناطق حصل بها تزوير في سجلات الناخبين نسبة 70% الى 80% وهذا فعلاً حصل في محافظة الموصل كان غرضه الحصول على مقاعد تمثيل أكثرفي مجلس المحافظة ، حيث كانت عدد المقاعد في انتخابات عام 2005 ( 19) مقعداً بينما طبقاً لقوائم سجلات الناخبين لعام 2010 سيكون 33 مقعداً وهذا تلاعب واضح ومبرمج.علينا ان نعترف بأن هناك دوافع لهذا التلاعب منها الأستئثار على مكاسب كبيرة سياسية واقتصادية . بل الأكثر من هذا ان هناك ضلوع في تلاعب كبير حصل في المحافظات الجنوبية أيضاً بسبب الفساد الإداري والرشى الذي قامت بها وزارة التجارة وتحديدا مؤسسة البطاقة التموينية . نخشى من هذا التلاعب الذي سيجلب لنا الكثير من قيادات الصدفة السيئة الصيت .ان الأنتخابات القادمة اذا اعتمدت على القائمة المفتوحة رغم حاجة العراقيين إليها فعلياً ، إلا انها ستحرم الكثير من الكتل والأحزاب بالحصول على مقاعد اضافية. لان السيد المالكي سيكون له حصة الأسد بسبب شعبيته التي حصل عليها بأساليبه المتنوعة ، منها اتساع شبكات أتباعه وتمدده في القوات المسلحة افقيا وعموديا بتوظيفه لأبناء العشائر التي يزورها بأستمرار لحشد التأييد له هذا من جانب ، ومن جانب آخر ضعف اداء الأحزاب والكتل الآخرى سياسيا وأجتماعيا وترجعها في عدم تحقيق برامجها التي ظللت الناس بها ! علينا ان نتخطى الأمتحان الأصعب في الأنتخابات القادمة اذا ماحصلت في موعدها المقرر في 16/1/2010. لان التأجيل لاي سبب سيخلق فراغا دستوريا .. مثلما هو حاصل الآن وبالتالي سيقود الى فراغ سياسي ، وأمني خصوصا بعد إقالة قائد الأستخبارات جمال سليمان ،ورئيس المخابرات محمد عبدالله الشهواني وبعض الضباط العسكريين والأمنيين ،وأصبحت هذه المناصب بيد السيد المالكي شخصياً اضافة الى وظيفته كرئيس للوزراء العراقي .أن هذا الفراغ الأمني جعل من جحافل الأرهاب تتحرك بسرعة لزعزعة النظام الذي هو بالأسساس مفكك وضعيف ، لتنفذ هجمات ارهابية أودت بحياة المئات من المواطنين العراقيين الأبرياء . الفراغ الدستوري سيقود الى فراغ سياسي وبالتالي يستدعي وجوداً غريباً لملئه وهذه ستكون من أحرج الفترات في تأريخ العراق لانها تشجع المغامرين والفوضويين من قيادات الصدفة ، والصدمة لملئ الفراغ.
كريم الشريفي
#كريم_الشريفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأجيل الإنتخابات المقبلة سيخلق فراغا دستوريا في العراق 1/2!
-
من مخلفات الثقافة العرجاء..
-
كرنفال أُممي للشيوعية...!
-
قفزة للأمام بالمواطنة... لبنان مثلاً!
-
وظيفّة شاغرة ..عنوانها رئيس برلمان في العراق!!
-
مؤسسة السجناء السياسيين.. إرث أُمة، ومشروع نهضّة!
-
مؤسسة السجناء السياسيين ما لهّا .. وما عليّها ؟ 2/2
-
مؤسسة السجناء السياسيين ما لهّا .. وما عليّها؟ 2/1
-
أوجه من مثالب القضاء في العراق قديماً وحديثاً..!
-
75عام والحزب الشيوعي العراقي لازال يافعاً..
-
قوة اليسار.. رؤية وتفائل ..!
-
(( لكل جديدٍ لذّة ))
-
الوِداع الأخيّر
-
الأتفاقية الأمنية بين موافق... ولا معارض!!
-
مناظرات أم مهاترات...؟
-
ولادة بلا فرح
-
للنبّيذ أوان..
-
شجن الأثير
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|