جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 05:01
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في البلدان المحترمة شعوبها، تكفل القوانين ليس فقط حرية التعبير بأسلوب التظاهر، وهو أسلوب تصعيدي لأساليب أخرى بل تعمل أجهزة الشرطة ومكافحة الشغب الذين يقبضون مرتباتهم من أموال الشعب، ومن أموال الضرائب التي تقتطع من أجور عمل الناس المنتج، ومن جهد حقيقي يبذل لصالح تقدم البلد وضمان استمرار نموه وتنميته، يعملون على حماية المتظاهرين في الشارع وهذا هو عملهم الوحيد الذي يبرر استحقاقهم لرواتبهم..! والذي يحدث في أحايين كثيرة، وفي كل مكان تقريباً أنَّ بعض المتظاهرين يبالغون في تصرفاتهم فيستخدمون خلال تظاهرتهم الحجارة كشكل تعبيري آخر يعود ربما إلى حجم الاحتقان عندهم أو نتيجة لاستفزازات بعض رجال الشرطة الذين يعملون لحماية السلطة وليس لحماية النظام العام.أو ربما لمحاولة بعض الجهات استثمار التظاهره سياسياً .. فما الذي يحدث في مثل هذه الحالات..؟ في الدول التي ناسها مواطنون وليسوا رعايا ، يحاول رجال الشرطة حماية أنفسهم بالمعدات المختلفة التي جهزوا بها من واقيات ودروع وغير ذلك.. وقد يرد بعضهم برمي المتظاهرين بنفس الحجارة و مثل هذا الرد طبيعي ومفهوم لكن أن يردوا بإطلاق النار فحينئذٍ تبدو المسألة كأنهم وظفوا لقتل الناس، وعلى حسابهم.. أي أنهم يأخذون رواتبهم من أموال الناس سلفة عن جريمتهم القادمة وهي مسألة مستهجنة، وساقطة بكلِّ المقاييس.. بل إنها تعكس انحطاطاً حضارياً، ومدنياً.. و تكشف حقيقة ادعاءات السلطة المعنية وزيف ديموقراطيتها، وكيف لا يكون زيفاً وهي تسمح بالتظاهر لكي تتشبه بالدول الديموقراطية ثمَّ تنهال على المتظاهرين بالرصاص..!؟ وتحاول بعد ذلك اختلاق الذرائع لتبرر تصرفاتها..! من قبيل الادعاء بوجود مؤامرة ، أو تدخل خارجي مشبوه ، أو تشبيه المتظاهرين بقطاع الطرق وغير ذلك..!
في الدول التي تحترم شعوبها يكون وفي غالب الأحيان، رجال الشرطة هم الجرحى، والمصابين وليس العكس..! وفي مثل هذه البلدان يعود المتظاهرون بعد انتهاء المظاهرة إلى الشارع لتنظيفه من مخلفاتهم، وأدوات نظاهرهم.. أما في بلدان الضفة الأخرى فإنَّ المتظاهرين ينقلون إلى المستشفيات وبعضهم إلى المقابر..!
مناسبة هذا الحديث هو ما جرى في لبنان منذ أيام حيث سقط قتلى وجرحى مما دفع إلى تصعيد عنفي خطير، وإلى إشعال النار في مؤسسات عامة وهو الأمر الذي فتح الباب لكثيرٍ من التساؤلات لكن أهمها على الإطلاق هو: هل أثبتت السلطة اللبنانية من خلال الامتحان في الشارع أنها التلميذ النجيب بحق، وصارت تستأهل شهادة التخرج..!؟
كاتب مستقل
1/6/2004
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟