أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نجاح العلي - تنظيم العنف في الحقبة الكونية.. ماري كالدور والحروب الجديدة والقديمة















المزيد.....

تنظيم العنف في الحقبة الكونية.. ماري كالدور والحروب الجديدة والقديمة


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 - 22:06
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الحرب ونشوء الدولة الحديثة.. حرب البوسنة والهرسك لم اندلعت والغايات السياسية؟.. سياسة الحروب الجديدة.. نحو مقاربة كونية (كوزموبوليتية).. الحرب الجديدة في العراق.. صدام الحضارات والفوضى القادمة.. الحاكمية الكونية.. كل هذه المفردات تناولتها الكاتبة ماري كالدور في كتابها (الحروب الجديدة والحروب القديمة.. تنظيم العنف في حقبة الكونية) الذي قام بترجمته حسني زينة وجاء بثمانية فصول وجاء بـ288 صفحة بالحجم المتوسط.
تقول الكاتبة في معرض تقديمها للكتاب في فصله الاول: "تميل ادبيات الابحاث المتاحة الى وصف الحروب الجديدة على انها حروب داخلية او حروب اهلية او "نزاع منخفض الحدة"، حقا ان هذه الحروب موضعية ، محلية، بمعظمها، لكنها تنطوي على حشد هائل من الروابط العابرة للامم بحيث ان التمايز بين ما هو داخلي وما هو خارجي بين العدوان (الهجوم من الخارج) والقمع (الهجوم من داخل البلد) او الفارق بين المحلي والحكومي يغدو عصيا على التحديد والبقاء.." ص6
الفصل الثاني من الكتاب تناول الحروب القديمة، الحرب ونشوء الدولة الحديثة، "كلاوزفيتز" وحروب القرن التاسع عشروالحروب الكلية في القرن العشرين.. ومما جاء فيه: "لم يترسخ مفهوم الحرب باعتبارها نشاطا تقوم به الدولة ترسخا ثابتا الا في اواخر القرن الثامن عشر والسابقة الوحيدة لهذا النمط من الحرب كانت روما القديمة، فالدولة، اي روما، كانت تحارب براربرة يفتقرون الى اية فكرة عن التمايز بين الدولة والمجتمع." ص 27
وتضيف.."كان الملوك في اوائل اطوار تكون الدول الاوربية يشكلون الجيوش لخوض الحروب استنادا الى تحالفات بين بارونات اقطاعيين تشبه ما يقوم به الامين العام للامم المتحدة اليوم من تعبئة المساهمات الطوعية التي تقدمها الدول لتشكيل قوة لحفظ السلام." ص 28
الفصل الثالث تناول حرب البوسنة والهرسك واسباب اندلاعها والغايات السياسية.. وكيف خيضت الحرب؟ والوسائل العسكرية والاقتصادية وطبيعة التدخل الدولي.. ومما جاء فيه: "دامت حرب البوسنة من 6 نيسان 1992 حتى 12 تشرين الاول 1995، يوم سرى مفعول اتفاق لوقف اطلاق النار بوساطة من وكيل وزير الخارجية الامريكي ريتشارد هولبرك، وقد لقي ما يقارب 260 الف نسمة حتفهم وهجر ما يقارب ثاثا السكان من منازلهم، ووقعت انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان منها الاعتقال القسري والتعذيب والاغتصاب الجسدي والخصي ودمرت صروح تاريخية لاتقدر بثمن." ص49
وتشير الكاتبة ايضا:"كانت منطقة البوسنة والهرسك اكثر جمهوريات يوغسلافيا السابقة اختلاطا اثنيا، فاستنادا الى احصاء 1991 كان سكانها يتالفون من المسلمين (43%) ، والعرب (4.3%) والكروات (3.2%). اما باقي السكان فكانوا من اليوغسلافيين واليهود والروما (الغجر) واناس كانوا يصفون انفسهم بانهم (الزرافات) و(المصابيح المستورة).. وكان الدين الفارق الوحيد بين الفئات الاثنية، فالصرب كانوا من المسيحيين الارثوذكس والكروات كانوا من المسيحيين الكاثوليك." ص51
وتضيف:"ان الوصفين المتاقضين للبوسنة بانها ارض التسامح والتعايش وبلد الخوف والحقد صحيحان كلاهما، فالخوف والحقد ليسا مستوطنين بل تتم تعبئتهما في بعض الفترات لاغراض سياسية، ومن الممكن تفسير حجم العنف لا باعتباره نتيجة من نتائج (الخوف والحق) بل باعتباره انعكاسا لصعوبة اعادة تركيب (الخوف والحقد).." ص65
اما الفصل الرابع فتناول سياسة الحروب الجديدة وخصائص العولمة وسياسة الهوية والكوزموبوليتية في مواجهة الخصوصية الفئوية.. ومما جاء فيه:"تتعلق الاهداف السياسية للحروب الجديدة بالمطالبة بالسلطة على اساس هويات تقليدية في ظاهرها، الامة، القبيلة، الدين، غير ان بروز سياسة الهويات الفئوية لا يمكن ان يفهم على اساس المفاهيم التقليدية بل ينبغي ان يفسر في سياق التنافر الثقافي المتنامي بين اولئك الذين يشتركون في الشبكات العابرة للامم." ص 106
وتضيف:"نشات سياسة الهوية الجديدة من تفكك او تاكل هيكليات الدولة الحديثة، لاسيما الدولة المركزية السلطوية، فانهيار الدولة الشيوعية بعد 1989 وفقدان دول افريقيا وجنوب اسيا التي استقلت بعد الاستعمار، شرعيتها او حتى انحطاط دول الرفاه في بلدان صناعية اكثر تقدما، عوامل توفر المناخ المواتي لنشوء اشكال جديدة من سياسة الهوية." ص 118
وتشير الكاتبة ماري كالدور في معرض تقديمها لمفهوم الموزموبوليتية بالقول:"انا لااعني بالنزعة الكونية (الكوزموبوليتية) انكار الهوية، بل اعني تمجيد التنوع في الهويات العالمية، والقبول بتعدد الهويات المتداخلة ، لا بل الحماسة لهذا التعدد والالتزام، بالتساوي بين كافة الكائنات البشرية وباحترام كرامة الانسان." ص133
في حين ركز الفصل الخامس على خصخصة القوات المسلحة وانماط العنف وانتشاره وتمويل المجهود الحربي.. ومما جاء فيه:"تتميز الحروب الجديدة بتعدد انواع الوحدات المقاتلة وهي: القوات المسلحة النظامية، والجماعات شبه النظامية، ووحدات الدفاع الذاتي، والمرتزقة الاجانب، والقوات النظامية الاجنبية تحت رعاية دولية." ص140
اما بشان الحرب الجديدة والولاءات فمما جاء فيه:"ثمة اختلاف هام بين الثوريين والمحاربين الجدد في طريقة السيطرة السياسية، فالايديولوجية مهمة جدا في نظر الثوريين، ومع ان الخوف كان عنصرا مهما الا ان الدعم الشعبي والولاء للفكرة الثورية هما الغاية المركزية، لذلك حاول الثوريون ان ينشئوا مجتمعات نموذجية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. في حين يؤسس المحاربون الجدد سيطرتهم السياسية عبر الولاء (اثني او ديني)." ص 149
وتختتم ماري كالدور هذا الفصل بالقول:"ليس الخوف والكراهية والسلب صفات جيدة لقيام كيانات سياسية مستقرة استقرارا طويل الامد ، والواقع ان هذا النمط من اقتصاد الحرب يظل باستمرار على حافة الانهاك، غير ان هذا لايعني ان الخوف والكراهية والسلب سوف تزول من تلقاء نفسها، بل لابد من بديل." ص167
في حين تناول الفصل السادس ، اعادة بناء الشرعية من الدبلوماسية النازلة من اعلى بالتجاه السياسات الكونية.. ومن حفظ السلام الى فرض القانون.. ومن السماعدات الانسانية الى اعادة الاعمار.. ومما جاء فيه:"مفتاح السيطرة على العنف هو اعادة بناء الشرعية... اذ ان السلطة ترتكز على الشرعية وليس الى العنف، وان ما اعنيه بالشرعية هو الموافقة على المؤسسات السياسية او حى مساندتها، علاوة على فكرة ان هذه المؤسسات تكتسب مرجعيتها على اساس العمل من ضمن مجموعة من القواعد المتفق عليها الا وهي حكم القانون."ص172
وتقترح الكاتبة مواجهة الحرب بالاتي:"الرد الفعال على الحروب الجديدة ان يعتمد على التحالف بين المنظمات الدولية ودعاة النزعة الكونية المحليين بغية اعادة بناء الشرعية، فاستراتيجية استمالة القلوب والعقول تحتاج الى التماهي مع الافراد والجماعات المحترمين لنزاهتهم، لذلك لابد من دعمهم واخذ مقترحاتهم وتوصياتهم ومشورتهم على محمل الجد." ص 184 و185
وتشير ايضا:"بقدر ما تعتبر اعادة الاعمار استراتيجية للسلام، ينبغي لها ان توفر الامان الاقتصادي والامل بالمستقبل بحيث تزيل جو الخوف الذي يعيش فيه الناس وتتيح للشباب بخاصة سبلا لكسب الرزق بديلة عن الجيش او المافيا (الميليشيات)." ص207
الحرب الجديدة في العراق كانت محور الفصل السابع وتناولت فيه الكاتبة عملية الحرية للعراق/ حرب قديمة كثيفة التقنيات، وهل كان ثمة بديل او لايزال ثمة بديل؟.. ومما جاء فيه:"حرب العراق مثال جيد على الطريقة التي طعمت فيها تكنولوجيا المعلومات بطرق التفكير التقليدية في الحرب ، وهي طرق عتمت على ما كان يجري فعلا في العراق ، كان ذلك استعراضيا وماساويا، استطاعت قوات التحالف الزعم انها اسقطت النظام العراقي بمزيج من الدقة والسرعة والاقدام لم يتوقعه العدو ولم يشهده العالم من قبل، مستعينة بقوة جوية دقيقة الاهداف." ص 217
وتشير ايضا:"لقد اقترحت استراتيجية (الحرب الجديدة) تستند الى (جزائر الاخلاقيات المدنية)، هذه الجزائر موجودة في المناطق المسالمة اجمالا والتي تشكل 12 محافظة عراقية ، كما انها موجودة في صفوف بعض الجماعات في كافة انحاء البلاد، وتشتمل على قادة دينيين كاية الله السيستاني ، او اعضاء رابطة علماء المسلمين (وهو المشايخ السنة الذين ادانوا الهجمات على المدنيين) ، والجمعيات النسائية والروابط الطلابية، وسواهيم من المثقفين المستقلين، وان الاماكن التي يجتمعون فيها بحاجة الى حماية كما تحتاج افكارهم ومقترحاتهم الى ان تاخذ على محمل الجد." ص244
وتضيف:"كان ينبغي ان تكون حماية الافارد والجماعات واعادة بسط النظام وسلطة القانون هي المهمة الاولى بعد الحرب... وكان لابد من وجود سترتيجية اقتصادية لايجاد طرق شرعية مستقلة يستطيع من خلالها الافراد والاسر ان يكسبوا ارزاقهم كقاعدة للتمكين الديمقراطي." ص246
وتختتم ماري كالدور كتابها بصدام الحضارات والفوضى القادة والحاكمية الكونية.. في الفصل الثامن والاخير الذي جاء فيه:"يذكر هينتنغتون سبع حضارات (الصينية، اليابانية، الهندية، الاسلامية، الغربية، الامريكية اللاتينية، والافريقية)، ويرى ان الانقسام السائد الذي يشكل النظام العالمي يمر بين الغرب وبين الاسلام او اسيا، ويعتبر ان الاسلام خطرا بسبب النمو السكاني او ما يعتبر (النزوع الاسلامي الى العنف) ، ويعتبر اسيا خطرا بسبب النمو الاقتصادي السريع والمنظم." ص255
وتضيف ايضا:"تشير النظرة المتفائلةالى التطورات الجارية الجارية بزوال الحروب الحديثة... ان السلام الدائم وعولمة الاخلاقيات المدنية وتطور اشكال الحاكمية الكونية قد اضحت امكانيات حقيقة... فهل نستطيع ان نتعلم كيف نتعامل مع الحروب الجديدة وان نجنح نحو مستقبل اكثر تفاؤلا ، فهذا امر متوقف في نهاية المطاف على سلوكنا.." ص269
عنوان الكتاب: الحروب الجديد والحروب القديمة .. تنظيم العنف في حقبة الكونية
المؤلف: ماري كالدور
ترجمة: حسني زينة
الناشر: دراسات عراقية/ معهد الدراسات الستراتجية/ بيروت
سنة النشر: 2009 الطبعة الاولى
*باحث واكاديمي





#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع منبر الحرية.. خطوة في اتجاه ترسيخ الديمقراطية في الوطن ...
- إزدواج الجنسية للسياسيين العراقيين
- مجاملات سياسية على حساب الدم العراقي
- تفجيرات بغداد .. وضرورة مراجعة الحسابات
- تضامنا مع بطانيات احمد عبد الحسين
- تأثيرالمردود المالي على حرفية العمل الصحفي
- عراقيات يحققن التفوق
- هل العراق دولة حرة ؟
- قانون الاحزاب في العراق ضرورة ملحة وليس ترفا سياسيا
- شعوبنا العربية والشعب الايراني
- إعلام المواطن في ايران وثورة الانترنت
- اداء نقابة الصحفيين العراقيين في الميزان
- الديمقراطية التوافقية الخلل في التطبيق وليس في المبدأ
- دور الاعلام البيئي في الحفاظ على البيئة
- معارضة سلبية
- القتل هو الحل الاسهل في العراق
- العلاقة بين الإعلام والعنف
- شد الأحزمة ام صرف المدخرات
- الصحافة الالكترونية.. النشأة والمفهوم
- الاعلام المسؤول


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نجاح العلي - تنظيم العنف في الحقبة الكونية.. ماري كالدور والحروب الجديدة والقديمة