|
نحو حلول خلاقة لتجاوز استعصاء المصالحة الفلسطينية
محسن ابو رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 2811 - 2009 / 10 / 26 - 13:15
المحور:
القضية الفلسطينية
أمام حالة الاستعصاء فيما يتعلق بملف المصالحة الوطنية الفلسطينية على خلفية رفض حركة حماس التوقيع على الورقة المصرية ، وقيام الرئيس محمود عباس بإصدار مرسوم الرئاسة الخاص بالانتخابات الذي يحدد يوم 24/1/2010 موعداً لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية العامة ،فقد بات من المحكم على العقل السياسي الفلسطيني القيام بالتفكير بآليات إبداعية وخلاقة خارج دائرة القوالب الجامدة والعناوين محكمة الإغلاق . فالصراع الحاد يتركز على السلطة الأمر الذي فتح باب الخلافات على محاور بها مثل الأجهزة الأمنية ، الانتخابات، الحكومة وبرنامجها، وأبعد النقاش على القضايا ذات الأولوية في مرحلة التحرر الوطني التي نعيشها مثل ماهية وهوية الهيئة القيادية للشعب الفلسطيني، ( م . ت .ف ) وآلية صناعة القرار، مراجعة وتقيم مسار المفاوضات وأشكال النضال، غياب الرؤية التوحيدية والحاجة إلى إعادة تشكيلها وبنائها على أسس مشتركة ومتوافق عليها ،وكيفية التصدي لانسداد أفق مشروع الدولتين ،وآفاق إطلاق نضال جديد مبنى على فلسفة المواطنة باتجاه مرتكزي الديمقراطية وحقوق الإنسان . وإذا كان هدف قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 67 وهو الذي ما زال يحظى بتأييد أغلبية الفلسطينيين وبدعم عربي ودولي ،فقد آن الأوان للتفكير الخلاق بعيداً عن التقوقع وحصر الصراع على سلطة موهومة السيادة أريد لها أن تدير شؤون المعتقلات الجماعية ونظام البانتوستنانات بالضفة والقطاع في إطار الحكم الإداري الذاتي المحدود . وعليه فقد بات من الضروري التركيز على عنوان النضال الفلسطيني الراهن المجسد بهدف الدولة المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 67، والتي تقوم الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتينياهو بإجراءات وخطوات تهدف إلى تقويض مرتكزاتها وتبديد مقوماتها عبر الاستيطان واستكمال بناء الجدار وتهويد القدس وإقامة نظام من المعازل والكنتونات للتجمعات السكانية الفلسطينية وذلك من أجل قيام السلطة بإدارة شؤون المواطنين ، وذلك بعيداً عن أسس السيادة الخاصة بالأرض والموارد والمياه والحدود التي تعمل إسرائيل وبصورة تسابق الريح على الاستيلاء عليهم وسرقتهم بصورة منهجية ومنتظمة وسريعة . وأمام الممارسات والتحديات الإسرائيلية من جهة المصحوبة بتقاعس الإدارة الأمريكية برئاسة اوباما من الوفاء بتعهداته وإخفاقها بالضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان من جهة ثانية ، بل الاستمرار في دعم السياسة العدوانية الإسرائيلية والانتقال عبر المبعوث ميتشل للضغط على الضحية " السلطة " بدلاً من الجلاد " الاحتلال " وأمام استعصاء سبل المصالحة الوطنية جراء الصراع الفئوي والحاد على السلطة وبما يترتب عليه من أبعاد فئوية حزبية واستحقاقات مصلحية يخشى الطرفين من تقليصها أو إنهائها جراء إمكانية تحقيق حالة جديدة تؤسس لمشهد جديد بالمجتمع الفلسطيني ، أمام كل ما تقدم فقد بات لزاماً علينا التفكير بالآليات التي تضع حد لحالة الاستنزاف والاحتراب الداخلي من جهة ومن أجل وضع العالم أمام مسؤولياته تجاه هدف تحقيق حق تقرير المصير لشعبنا وإقامة دولته المستقلة . إن المقترح المقدم من الرفيق بسام الصالحي بخصوص تأسيس مجلس انتقالي للدولة الفلسطينية القادمة على حدود الرابع من حزيران عام 67 ، بحيث يجري مطالبة العالم بالاعتراف بها، أعتقد أنه اقتراح خلاق وإبداعي ويساهم في معالجة الأزمة المستعصية ويخرج الفعل السياسي الفلسطيني من حالة التزاحم التناحري على السلطة إلى رسم أفق نضالي يؤسس للهدف الوطني الفلسطيني المجسد بإقامة الدولة المستقلة في مواجهة سياسة المعازل الاحتلالية المدعومة أمريكيا . أعتقد أنه من المناسب إدراج المقترح كأحد الأوراق الهامة لنقاشها على أجندة القوى الوطنية والإسلامية لعلها تساعد بسعة افقها ونظرتها الثاقبة وترفعها عن الصراعات الجزئية من المساهمة في تجاوز حالة الاستنزاف والاستعصاء الراهنة والتي تنذر إذا ما استمرت بتداعيات خطيرة على المستقبل الوطني والديمقراطي الفلسطيني . كما نحن بحاجة إلى مقترحات إضافية أخرى سواءً من قوى سياسية أو من شخصيات عاملة بالمجال الأكاديمي والثقافي والمجتمع المدني من أجل بلورة صيغ خلاقة تعمل على الخروج من حالة الاستعصاء و انسداد أفق المصالحة الوطنية الداخلية وبهدف نقل الصراع في مواجهة الاحتلال بدلاً من كونه صراعاً فلسطينياً فلسطينياً . ربما واحدة من تلك المقترحات تكمن في فكرة الدولة ثنائية القومية أو الدولة الديمقراطية الواحدة في مواجهة مطالب نتيناهو حول الاعتراف بيهودية الدولة كما أن واحدة من تلك المقترحات تكمن أيضاً بشعار القيادة الوطنية الموحدة والذي مافتئ يردده د. مصطفى البرغوثي وذلك من اجل بناء الحركة الوطنية في مواجهة الاحتلال كبديل لحالة الانقسام والصراع على الحكم . هذا بالإضافة للأنشطة التي تطلقها لجان المقاطعة والتي تهدف إلى محاصرة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها في مواجهة سياسة الاحتلالية والاستيطانية .
إن التفكير خارج دائرة الصندوق وبعيداً عن سؤال شريعة مرسوم الانتخابات الصادر عن الرئيس من عدمه وحول الحصص بالأجهزة الأمنية والوزارات وما إلى ذلك يحتم علينا الانتقال في حيز التفكير من الأمور الضاغطة إلى الآفاق الرحبة المرتبطة بالرؤية الجمعية الخاصة بأهداف نضال الشعب الفلسطيني والمجسدة بالحق في تقرير المصير والعودة وإقامة الدولة المستقلة وفق القانون الدولي والشرعية الدولية ، خاصة إذا أدركنا ان اعتماد تقرير غولدستون قد فتح فضاءً واسعاً يجب استثماره سياسياً وقانونياً لمعاقبة قادة الاحتلال ولضمان حق شعبنا وبالانعتاق وتحقيق الاستقلال الوطني.
#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأنيث الفقر في فلسطين وآليات تجاوزه
-
بعد خطابين حاديين ، هل من أفق جديد ؟؟
-
المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون
-
نحو اعادة احياء الفكرة التوحيدية الفلسطينية
-
كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي
-
خطوات ضرورية لخطاب جميل
-
حول وهم البناء قبل إنهاء الاحتلال
-
متى تخرج المنظمة من دائرة الاستخدام
-
ايها الديمقراطيون - ماذا تنتظرون ؟؟
-
بعد المؤتمر السادس لحركة فتح لكي لا يتم استنساخ القديم ؟
-
استخلاصات وعبر من أحداث رفح
-
حول مديح الفياضيزم
-
المجتمع الفلسطيني وفلسفة العمل الأهلي
-
هل حان وقت الايدولوجيا في مجتمعنا ؟
-
الانتخابات الفلسطينية وتحديات الهوية
-
حول شمولية الحوار الوطني
-
جولة سريعة داخل مؤتمر اليسار الفلسطيني
-
شروط اسرائيل التي لا تنتهي
-
من أجل تجاوز مأساوية المشهد الفلسطيني الداخلي
-
إعادة اعمار قطاع غزة من منظور منظمات المجتمع المدني
المزيد.....
-
كوبا تندد بإعادة واشنطن تفعيل -سجل القيود- وتصفه بـ-الاستفزا
...
-
من القاهرة.. بيان عربي يرفض تهجير الفلسطينيين ويؤكد ضرورة إع
...
-
إستونيا تحذر واشنطن و-الناتو- من خسارة أوكرانيا مكامن المعاد
...
-
السودان.. عشرات القتلى والجرحى إثر قصف لبعض الأحياء وسوق صاب
...
-
وفاة الرئيس الألماني الأسبق هورست كولر: أول رئيس ألماني دون
...
-
تسليم الرهينتين بيباس وكالديرون للجيش الإسرائيلي
-
الرهينة ياردين بيباس يعانق عائلته بعد 484 يوما في الأسر
-
الجفاف يدق ناقوس الخطر في لبنان. بحيرة القرعون في مشهد مخيف
...
-
الملف الفلسطيني والتهجير على طاولة -السداسية العربية- في الق
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونتسك
المزيد.....
-
اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني
/ غازي الصوراني
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|