سعدي يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 08:51
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الفأرُ بول بريمــر ، قبل أن يتمّ فراره من أرض العراق ، وضع َ ما توهَّــمَ أنه سيظل مِيســمَــه :
اللعبة المضحكة للسيادة .
ويومَ جاء الأخضر الإبراهيمي إلى أرض السواد ، مدججاً بأوهامه ( على غير عادته ) ، حاولَ أن يقدِّم رؤيةً معينةً ، لكنه اصطدمَ _ بالرغم من تواضع رؤيته _ بالأوامر التي لا يمكن أن تُــرَدَّ ، أوامرِ الإدارة الأميركية ، حتى لو جاءت ، بطريقة غير مباشرة ، عبر قنوات كوفي عنان ، غيرِ المغلوب على أمره ، إن شئنا الدقّـــة .
الأوامرُ كانت تقضي بأن يظلَّ العراق مستعمرةً .
لكنّ الكلام الذي سيظل تصديقُــه مرهوناً بمملكة الدجاج ، عن سيادةٍ ، وتسليم سيادةٍ ، له مستلزماته ، أي أن له مستلزمات النقيض .
وهذا ما حدثَ بالضبط.
هذا ما حدثَ بالضبط ، حين جاؤوا ، اليومَ ، بالغلام السعوديّ ، غازي عجيل الياور ( أيّ مَـعَـرّةٍ ! ) ليكون رئيس أرض السواد.
الحَــقُّ أن أرضَ السواد هي العراق الأوّل .
والعراق ُ ، كما هو معروفٌ ، عراقان : عراق العرب ( أرض السواد ) ، وعراق العجم ( الجبل وما يليه ) .
الحكومة التي نصّـبها الإحتلالُ ليست من أرض السواد .
فإنْ أردنا الدقّــةُ أسعفتْــنا كثيـراً :
المجرم ، مجرم 1963 ، إياد علاّوي ، ليس عراقيّ الجنسية حتى الآن .
هوشيار زيباري ، عميلٌ قديمٌ لأكثر من جهازٍ ، وليس عراقيّ الجنسية حتى الآن .
لا أريد أن أمضي في تفصيلٍ هو أكثر من معروفٍ ( أترك لـمؤرخي السياسة هذه الـمهمّــة ) .
لكني أريد أن أقول شيئاً بصدد الإهانة التي وجّــهها الفأرُ بول بريمــر إلى الشعب العراقي ، في أرض السواد وفي خارجها ،
حين عيّــنَ غلاماً سعوديّــاً اسمُــه غازي عجيل الياور رئيساً لأرض الســواد :
هذا الغلامُ الذي ألبستَه ، بدلَ الـ "تي شيرت " كوفيّـةً حمراءَ من شَـمّـر ، وعقالاً ، ســوفَ يرى
هذا العقال وقد انحدرَ من رأسه إلى عنقه .
زعَــم الفرزدقُ !
لندن 2/6/2004
#سعدي_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟