جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 05:20
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
جهاد نصره
ورد في رسائل كثيرة وصلتني مؤخراً تساؤلات محقة عن الكتابة المستمرة، أو المتواصلة.. وهل هي ظاهرة إيجابية أم العكس..؟ وغير ذلك من أسئلة تتعلق بنوعية الكتابة، والهدف منها عند بعض الكتاب إلى ما هنالك..وكان المقصود من تلك التساؤلات الكتابة السياسية والثقافية على وجه الخصوص.
لا شك أنَّ الكلمة المكتوبة من أصعب أشكال التعبير عن الفكرة، ولا ينفي هذا عدم شعور البعض من الكتاب بذلك فتراهم يكتبون كيفما وحيثما كان.. فالمهم بالنسبة لهم هو الدولارات التي يقبضونها إن كانت الصحف خارجية، أو رؤية أسماءهم تتلألأ فوق الصفحات إن كانت الصحف لا تدفع مكافآت لقاء ما تنشره وبدون أن يعنيهم إن صدمت كتاباتهم شهية القارئ، أو جعلته يكفر بالقراءة والكتابة وأهلهما..!إنَّ مثل هذه الكتابة التي تقتصر دوافعها على ما ذكرناه، لا قيمة لها في غالب الأحيان..وهي سرعان ما تنسى وينسى أصحابها معها لأنها في واقع الحال لا تؤخر ولا تقدم..حيث لا تأثير لها في عملية صناعة الرأي العام.. وحقيقة الأمر هي لا تختلف عن البويا حيث تلمع أصحابها لا أكثر ولا أقل.. إضافة إلى تأثيرها السلبي على صنعة الكتابة وعلى القراء في الوقت نفسه حيث يغادرون إلى وسائل تعبير أخرى.. أما كيف، ولماذا، ومتى تنتشر مثل تلك الكتابات فإنَّ ذلك أصبح معروفاً على نطاق واسع..!
لقد رافقت هذه الظاهرة مسيرة الأنظمة اللاديموقراطية واستشرت أكثر فأكثر في بلدان أنظمة الحزب الواحد التي تصادر لحسابها كل أشكال التعبير المعروفة وهي الخطوة الأولى في تتجير الكتابة وغيرها من صنوف التعبير.. ففي مثل هذه البلدان تجد جيوش من الكتاب لكنك لا تجد الكتابة ذاتها..وتجد عشرات الصحف لكنك لا تجد صحافة حقيقة..فأنت تجد فقط ضحايا الكتابة.. وضحايا الصحافة على قلتهم ولكن لشجاعتهم أهمية مؤثرة..! إذن ليس مهما كم يكتب الإنسان، ومتى، وأين.. أو ما هو مدى مواظبته على الكتابة من عدمها..! فالأهم دائماً وعلى طول الخط هو لماذا، وكيف، ولمن يكتب..!؟ فقط لا غير.
1/6/2004
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟