|
قرن بين بغداد برلين
محسن ظافرغريب
الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 20:40
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
ما أشبه اليوم بالبارحة، عندما نتجاوز الزمكان في شريط طيفه ذرات بيضاء، رمادية، سوداء، ونتجاوز حلم الفطرة السليمة لنختلف في وإلى الإختلاف المذهبي وكابوس الطائفية، بدء من لعبة تسييس الدين، بحملة صدام الهدام الإيمانية المزعومة، التي أفضت إلى لعبة إنتخابات كانون الثاني 2010م (الصدرية - المجلسية)، لسحب البساط الوطني وإعادة عقارب ساعة العقد الثاني للألفية الثالثة للميلاد إلى قرن من الزمن، بالإفادة من امتيازات مجلس النواب العراقي، سيء الصيت والسيرة والسمعة. الزمان عشية الحرب الكونية الأولى التي أزرت بالأمة اللألمانية وأذكت نار الحرب الكونية الثانية، فخرج من المكان/ الجغرافيا "هتلر"، كما يحدثنا أبو الوطنية؛ التاريخ، وما أشبه العراق، بألمانيا تحت وصاية الحلفاء، وهتلر الصغير صدام المدان دوليا!!.
عام 2010م، " الشريط الأبيض Das weie Band "، موعد مع جائزة الأوسكار: التاريخ، الراوي، عبرة لمن يتعظ، يروي لنا مآل حال المذهب بدل الدين، والقرية بدل المدينة، والعسكرة بدل المدنية، والحرب بدل الحوار عشية اغتيال الدوق النمساوي في سراييفو عشية وحشة الحياة اليومية والسيد آنذاك الصراع الطبقي الاجتماعي الأرض الخصبة لظاهرة الغيرة العاطفية والقهر النفسي والنفاق الإنتهازي للحكم النازي وخدش الوجدان وإشاعة الفحشاء واللامبالاة لمسخ أواصر العرف الإيجابي والتكافل الجمعوي القيمي التي يفترض بالدين في القرية، أن يستحضرها والجأش طامن، والرأي لما يستصحف.
الشريط الأبيض:
شريط كطيف يطوف بنا مع نفحات تبشر أو تنذر بصيف عام الشؤم 1913م في قرية بروتستانتية المذهب شمالي ألمانيا، حيث يتعرض الطبيب "طاهر كتاب" (راينر بوك)، وهذا اسمه تيمنا بنهر "الراين" (الطاهر) الجاري، إذا ما ترجم عن اللغة الألمانية، يتعرض لكبوة حصان تودي بحياته، ضمن سلسلة أحداث غامضة. قابلة القرية (سوزانا لوتار) لاحظت وجود سلك تسبب في كبوة الحصان، دون أن تجد نداءات القس (بوركارت كلاوسنر) نفعاً ليعلن الجناة عن هويتهم. بعد ذلك بوقت قصير تعرض (جون رابه) لحادث سيارة أودى بحياته هو الآخر، لإماطة الأذى عن سبل قرية المذهب البروتستانتي!. كما أن إحدى الفلاحات فقدت حياتها أثناء العمل في منشرة البارون "أولريش توكور". عائلة الضحية تحمل الأرستقراطي مسؤولية ذلك!. المعلم الشاب "كريستوف فريدل" ناشد الأطفال، خاصة أبناء القس الصارم، الذي فرض على ولديه حمل شريط أبيض على صدرهما رمزا للتطهر من الذنوب!. حياة الفلاحين والعمال مزرية، هوة اجتماعية بين أطفال الأغنياء والفقراء، تغطية الأب لانحرافه التربوي، رياء حب المعلم لأطفال مدرسة القرية، تعرض الأطفال للضرب المبرح واختفاء بعضهم!. لا رحمة في منزل القس البروتستانتي وفرض تعاليم الكتاب المقدس عنوة، لا شيء يهم إلا الطاعة والانضباط دون أدنى اعتراض، الأسلوب السكولستاتيكي الكنسي التعليمي لتنمية الثقة وعدم جواز مقاومة السلوك المتعصب السلبي في التقاليد المتخلفة مبكرا لمباركة راعي الكنيسة!.
عقدة الراوي في مساءلة تيودور فونتانه الوثائقية، توجز وتعالج هيكل الاستبداد مذ نشأة السلطة، حيث ركز فيلم الشريط الأبيض التاريخي. جهد لمخرج نمساوي بعد 12 عاما في السينما الألمانية، يوصل مشهد الدهشة الفنية ذروة النشوة Euphorie لدى المشاهد.
في مهرجان كان السينمي الدولي (2009م) الجولة الخامسة، فاز الفيلم الألماني الشريط الأبيض للمخرج Michael Haneke، بالسعفة الذهبية. تتتقل السعفة الذهبية إلى "فيينا" (النمسا) لولا ختيار النمساوي كريستوف فالس Christoph Waltz المقيم منذ سنوات طويلة في برلين حيازته لجائزة لقب أفضل ممثل في الفيلم.
الشريط الأبيض شريط أسود ـ أبيض طوله 144 دقيقة، أول فيلم ألماني يحصد السعفة الذهبية بعد ربع قرن من الزمن على آخر فيلم ألماني حاز عليها عام 1984م "باريس ـ تكسس"، للمخرج Wim Wenders. بطولة الفيلم للممثل الألماني Ulrich Tukur، مع Susanne Lothar ،Burghart Klausner، وBierbichler Josef . ما أشبهه بأشرطة "انغمار برغمان": الفراولة البرية ، الختم السابع ، شخص . تمنح السعفة الذهبية سنويا في مهرجان كان السينمي لأفضل فيلم مشارك في فئة الأفلام الروائية المتنافسة خلال المناظرة وتعتبر أهم جائزة في المهرجان.
الشريط الأبيض دقة ومصداقية لعلاقات اجتماعية يسودها تسلط المذهب البروتستانتي المسيحي، وأساليب آداب وأخلاق التربية والتعليم المذهبي الكنسي، في هيكل مجتمع مريض.
السياسة الالمانية؛ تعيد انتخاب الحزب "الديمقراطي المسيحي" بزعامة إمرأة لولاية ثانية!، وتراهن على حصانة حصان الديمقراطية، بعد طي صفحة "هتلر"، ونسخته "صدام الصغير وخلفاء زمنه الرديء"!!، المستمر بعد سبع سنين عجاف، حتى انتخابات مطلع العام القابل، يعد للعبتها السياسية جيدا: التيار الصدري، والمجلس الأعلى!!!.
#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جائزة بيروت 39 hayfestival
-
سينما الشمال العراقي الإيراني
-
إدانة النائب الهارب الدايني
-
سينما الشمال العراقي
-
كانتْ أعواماً على المالكي أينعتْ وعلينا أجدبتْ
-
أبوالقاسم الشابي لم يلتزم بالعَروض
-
يسقط حكم المخابرات وتحفظ ملفات
-
غويتيسولو وجائزة القذافي العالمية للآداب
-
The Tragedy of Shakespeare
-
مسلسلات وأفلام تركية مدبلجة
-
لاعنف
-
تعليق على آخر المواد
-
رسائل van Gogh
-
مهوى هام الجواهري
-
فتوى عقلية شرعية
-
The 2009 Nobel
-
Mantel فوزBooker
-
William Blake
-
أول تاريخ رسمي MI5&MI6
-
وزارة الثقافة العراقية تخصص رواتباً
المزيد.....
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
-
مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟
...
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|