أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بليخانوف















المزيد.....

تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بليخانوف


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 04:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بين يدي كتاب مؤلف من 160 صفحة من القطع المتوسط , بعنوان -أزمتنا – تأليف دياب وهو اسم حركي على ما أعتقد , فقد فّضل الكاتب الآ يضع اسمه الصريح عليه لأسباب تخصه وهي لاتتعلق بخوف من سؤال وجواب عليه من قبل الأمن قطعا . وأغلب الظن أن الكتاب يمثل وجهة نظر مجموعة في أزمة الحزب الشيوعي وانشقاقاته المتتالية, يطرحون من خلاله رأيهم بكيفية الخلاص من الأزمة والنهوض بالحزب لكي يأخذ دوره التاريخي في الواقع السوري .

إن الكتابة مسؤولية كبرى , والكتاب من أي نوع كان, عندما يخرج من يدي كاتبه يأخذ شخصيته الاعتبارية المستقلة عن كاتبه ,وعندما تكون الكتابة في الحقل السياسي , أي أنها تتناول تاريخ الأشخاص يصبح الأمر أعقد ويتطلب الكثير من التروي والحرص في الكتابة . ولما كان الكتاب يحوي الكثير من المغالطات ويعطي صورة ليست دقيقة عن نضال الشيوعيين بكل تلاوينهم في الساحة السورية , ( برغم أنني لاأشك في نوايا الكاتب الايجابية ورغبته الصادقة ومن معه في الانتقال الى وضع أفضل بالنسبة للشيوعيين السوريين, إلا أن الطريق الى جهنم كثيرا ما تكون مبلطة بالنوايا الحسنة ) . لهذا رأيت من واجبي أن أسجل هذه الملاحظات عليه .
من جهتي أرى أن جوهر الأزمة في الحزب الشيوعي السوري هي أزمة موضوعية , وهي لا تعدو جزء من أزمة الحركة الشيوعية العالمية ككل والتي سادت بعد نجاح أول ثورة اشتراكية في العالم في بلد نصف متخلف , والظروف الداخلية والخارجية التي أحاطت بها والتي جعلت القيمين عليها وفي مقدمتهم قائدها (لينين) يلوون عنق النظرية الشيوعية ككل من أجل الحفاظ على الثورة واستمرارها في روسيا .
إن ألف باء تعاليم ماركس والنظرية الشيوعية عموما تقوم على أن حزب الطبقة العاملة يجب أن يأتي استجابة للظروف الداخلية في كل ساحة, وتعبيرا عن تطور تلك الساحة موضوعيا ودرجة تبلور الطبقة العاملة فيها . وحتى تعاليم لينين بعده بهذا الخصوص ترى أن نقطة الانطلاق تبدأ من طليعة مثقفة في الساحة المعنية تنقل الوعي الى الطليعة العمالية في تلك الساحة, ومن ثم يتلازمان في العمل من أجل الطبقة العاملة .
لكن تلك القاعدة خرقت من قبل الكومنترن وبتوجيه من لينين ذاته , حيث تم ارسال المندوبين الى العديد من الساحات من أجل إنشاء أحزاب شيوعية تسند الثورة وتخفف الضغط عنها من قبل الامبريالية بانشغالها فيها . ومن هنا بدأت المأساة في تلك البلدان ومن جملتها بلدنا و حزبنا الشيوعي السوري فيه . الكتاب ذاته يقدم الأدلة على ذلك حيث كان للأرمن الدور الأول في تأسيس الحزب الشيوعي السوري اللبناني , وجاءت الستالينية بعد اللينينية خطوة الى الوراء والبقية معروفة أحزاب بيرقراطية تدور في فلك الحزب الأم وتأتمر بأمره .
بهذا المعنى نجد في كل حزب شيوعي شبيه بخالد بكداش الى هذا الحد أو ذاك , نجد فيه أمينا عاما وحوله لجنة مركزية ومكتب سياسي منسجمة معه كي يبقى قرار الحزب السياسي موحدا . أما الكتاب فيحاول أن يصور خالد بكداش وكأنه الشيطان الرجيم في الحزب, والقارئ يخلص الى نتيجة . لو أن الله وهب الحزب الشيوعي أمينا عاما آخر شخصيته مختلفة عن شخصية بكداش لنجا الحزب من الانشقاقات . يتتبع الكتاب خالد بكداش منذ أن أصبح أمينا عاما عام 1932 وهو في العشرين من عمره حتى وفاته بأساليبه المعروفة في إبعاد كل من خالفه في الرأي . جاء في الكتاب ص 21 . (( المشكلة الثانية و هي ظاهرة عبادة الفرد عند خالد بكداش , مع كل تداعيات هذه المسألة وترابط ظواهرها , والتي يمكن تكثيفها بتلك الكلمات القليلة – ولكن الفريدة – التي قالها خالد بكداش ليوسف خطار الحلو عند التحضير لعقد المؤتمر الوطني للحزب نهاية 1943 : كلامي هو القانون والقانون لا يخالف .
قام خالد بكدا ش بعد كونفرنس 1937 بتوجيه ضربات متلاحقة حطمت الكوادر التي لاتروق له , مستخدما كافة الأساليب .... الخ . ))
التجني على شخصيات تاريخية كانت وليدة تلك الظروف وعدم رؤية أي إيجابية لها مثل نشر الفكر الاشتراكي العلمي ومقارعة الامبريالية , ظلم كبير . حتى المواقف الصحيحة التي وقفها خالد بكداش يحاول الكتاب تشويهها ونسبها لتطلعات خاصة عنده مثل موقفه المشرف من قضية عدم حل الحزب أيام الوحدة المصرية السورية , وموقفه من نظرية التطور اللا رأسمالي وتحفظه على دخول الجيش السوري الى لبنان ،
.......................... .......................
الوجه المأساوي في الكتاب والمضحك المبكي فيه , يتجسد في كون الكاتب يشن أعنف نقد على بيرقراطية بكداش وعدم احترامه لرأي رفاقه المخالف لرأيه وهو لا يعرف أنه تشرب تلك العقلية حتى نقي عظامه ولايختلف عنه شيئا برغم الفارق بين المرحلتين , هل أنا أفتري على الكاتب ؟ لاأظن ذلك, وهذه أدلتي ليحكم عليها القارئ وهي مقتطفات من الصفحة 122 والصفحة 123. رغم أنها لاتفي بالغرض ولا بد لمن يهمه الأمر أن يقرأ الفصل بأكمله كي لايظن أنني اقتطفتها على طريقة (لا تقربوا الصلاة )
(( إن ذلك لا يمكن تفسيره إلا بإصابة هؤلاء بداء السعار السياسي , وهو مرض سياسي بورجوازي صغير متطرف , نادر الحدوث . فالمسعور سياسيا يرى – من شدة سعاره – هدفا واحدا يبغي الوصول اليه , بدون ان يسأل كيف ولماذا وإلى أين يقود كل هذا . لأنه مسعور . ))
((إن هؤلاء البورجوازيين الصغار , الذين كانت تتدهور أحوالهم نسبيا , أمام عناصر من أبناء طبقتهم , كانت تغتني بسرعة نتيجة انتقالها الى مصاف البورجوازيين البيرقراطيين , أصيبوا بالحقد المسعور للمالك الصغير تجاه المالك الكبير مما أدى إلى انوتارهم وغضبهم, وتبنيهم لأقصى الشعارات اليسارية تطرفا , الشعارات الثورية الطنانة و"الجملة الثورية " الساحرة , ولكن الفارغة من أي مضمون .
وكممثلين شرعيين للحماقة السياسية , قادهم غضبهم وقصر نظرهم , مثلهم مثل جماعة " المكتب السياسي " الى دعم حركة الاخوان المسلمين , وإن عادوا وتخلوا سريعا عن هذا الموقف . ))
(( إن هذين التيارين "الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي – وحزب العمل الشيوعي " جسدا بطروحاتهما السياسية المتطرفة واللا واقعية , وردود أفعالهما الصبيانية , وقصر نظرهما , وحماقاتهما السياسية وضياعهما الفكري التام , جسدا نزعة اليسار المتطرف البورجوازي الصغير , وأعطيا المثال الحي لمرض اليسار الطفولي , وأثبتا بأم العين أن التطرف اليساري يلتقي مباشرة مع القوى الرجعية .
إن هذين الحزبين بتطرفهما اليساري يشكلان خطرا فادحا على مصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة و ويلحقان الأذى بسمعة الشيوعي وأجدر ان يتم انتزاع هذا الاسم منهما .))
هل وصف خالد بكداش معارضيه مرة بكلاب مسعورين ؟؟!! كم في هذا التفكير من بؤس !! لكأن الشيوعية قطعة أرض يسجلها الكاتب باسم من يشاء ويسحب ملكيتها عمن يشاء كونه الوصي الشرعي عليها
هذا من ناحية الشكل . أما من حيث المضمون , فلو جاء هذا النقد أوائل الثمانينات من القرن المنصرم , لهان الأمر الى حد ما , لكن أن يتم الحديث عن الاستقرار في سوريا في ظل الحركة التصحيحية وعن الدور الوطني السوري في لبنان , وعن مجابهة الامبريالية عندنا بعد الذي جرى في العراق (الكتاب صادر في آب2003) وان لايتم توجيه أي كلمة نقد للجبهة وشكل تحالفها وطريقة أداءها . فقط يوجه النقد الى أحزاب المعارضة الشللية ودورها المعدوم في المجتمع , فتلك مصيبة حقا .
حصتنا نحن رفاق حزب العمل هي الأعتى في النقد وهي لاتخرج عن كلام رجال المخابرات حول تواجدنا في أوكار الاخوان المسلمين , أنا أتحدى الكاتب أن يقدم بالدليل الملموس في نظرية وممارسة حزب العمل ما يثبت أن أحدا من أعضائه تعاطف لحظة واحدة مع حركة الاخوان المسلمين طوال أزمة الثمانينات, أما رفاق المكتب السياسي فهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم وكيف فهموا الأزمة وصاغوا وجهة نظرهم السياسية على أرضية فهمهم لموضوع الديمقراطية .
من جهة أخرى لنفترض جدلا أن رفاق حزب العمل كما يتوهم الكاتب بوجوازيين صغار مسعورين وموتورين . ألا يفترض بالكاتب وأمثاله ان يتعاطف معهم من الناحية الانسانية وهويعرف أن المئات منهم محرومون من حقوقهم المدنية وكلهم أبناء عائلات فقيرة والأمن مازال يلاحقهم ويمنع فرص العمل أمامهم حتى في القطاع الخاص, والكثير منهم لم يعد يعمل بالسياسة , بدلا من ذلك نبرر للأمن سلوكه بحجة أن هؤلاء يخدمون الرجعية !!!!
لم يسلم تيار أو فصيل أو مجموعة شيوعية في سوريا قديما وحديثا من التجريح ليصل الى غرضه في نهاية الكتاب ص159
(0 هناك نظريتان للنهوض بالحزب كحزب شيوعي فعلي .
النظرية الأولى تعتمد على فكرة توحيد جميع الشيوعيين في حزب واحد ( والمقصود هنا بشكل خاص جماعة قاسيون )
النظرية الثانية تعتمد على فكرة النواة .
النظرية الأولى تريد أن تجمع حطب السنديان اليابس بكومة واحدة , والثانية شجرة سنديان تبزغ من أعماق الأرض وتقول مرحبا للشمس ))
تعتمد على الشيوعيين الحقيقيين أمثاله , أما كيف وعلى أية أرضية أو برنامج فقد بقي الموضوع متروكا للتكهنات .
ومع أنني لست بنفس الحماس تجاه وحدة الشيوعيين, فحماسي الأكبر نحو تحالف عريض بين كل القوى الغيورة على مصلحة الوطن والتي تريد تحصينه من الداخل بوجه الخارج الذي يهدفه عبر انتقال هادئ وسلمي وتدريجي نحو دولة الحق والقانون . إلاأنني أشد على يدي كل من يعمل من أجل وحدة الشيوعيين وأرى أن الخطوة الصحيحة على هذا الطريق هي الدعوة الى تحالف بين تلك الفصائل الموجودة داخل الجبهة وخارجها على أرضية فهم جديد للتحالف مع حزب البعث يدعون فيه الى إلغاء المادة الثامنة من الدستور السوري – حزب البعث قائد الدولة والمجتمع , هذه الخطوة تمهد لصيرورة جديدة وطويلة وشاقة يلزمها دم الشباب الحار أمثال الكاتب وتدع الشيوخ يتقاعدون , ماعدا ذلك فدعوته لوحدة الشيوعيين لا تختلف عن دعوة اللجنة المؤقتة لوحدة الشيوعيين التي ينتقدها الكاتب, أساسها اخلاقي ولن تصمد أمام الواقع .
أما توزيع الشتائم يمينا ويسارا فسيجعل أي قارئ شيوعي غيور على وحدة الشيوعيين يترحم على بكداش على طريقة المثل الشعبي القائل
الله يرحم النباش الأول

كامل عباس
1للاذقية - أوائل حزيران 2004



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة الواقعية الاشتراكية وتجليها في - داغستان بلدي -
- القيادة الفلسطينية لا ترقى الى مستوى نضالات شعبها
- عن أي تحديث وتطوير يتكلمون ؟؟!!
- لماذا تحول العقل البشري من نعمة للإنسان الى نقمة عليه ؟؟!!
- رابطة العمل الشيوعي في سوريا - عرض – تحليل - نقد
- قراءة ثانية في كتاب صدام الحضارلت
- التروتسكية والستالينية داخل سوريا في خندق واحد ضد الامبريالي ...
- حزب لكل الطبقات الاجتماعية أ م حزب لطبقة بعينها ؟؟
- نحو حزب شيوعي سوري من طراز جديد
- مقاطعة الحرة ......... لماذا ياحضرات ............ ؟؟!!
- الإصلاح السياسي المرتقب والدور المفترض أن نلعبه فيه
- مدخل الى فهم عصري لحل المسألة الكردية


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بليخانوف