أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - في منطقة اليقين














المزيد.....

في منطقة اليقين


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 18:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


في يقين كلٍّ منا, كلِّ طفلٍ وكلِّ شيخٍ وكلِّ رجلٍ وكلِّ امرأةٍ أنَّ دولة إسرائيل إلى زوال, إلى زوالٍ وإن طالَ الزمان, رغم طغيان المشهد وضعف الحال, ورغم ما يتمتعُ به هذا الكيان من حصونٍ ومدامك وهيمنة على عالم الإعلام والرأسمال, رغم حرصهم الشديد وسهرهم المديد ونشاطهم القديم الجديد, ورغم مكر الليل والنهار وسطوة السلاح وتزوير الهواء, ورغم معاندة السياق وابتزاز العباد والالتفاف على القوانين والمواثيق والبراهين والقرارات, ورغم المشهد البائس الذي يكللنا, بضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا, وتفرقنا وذهاب ريحنا, وحصارنا والمتاجرة بأعضائنا, ومساومتنا علينا, ورغم تجريف الزيت والزيتون وهدم البيوت وتغيير المعالم والأسماء, ورغم حال اللاجئين فإنَّ في داخل كلٍّ منا هذا اليقين؛ دولة إسرائيل إلى زوال,

وإن كان هذا يمكن أن يُسلِمَنا إلى فكر التهاون والاتكال وانتظار الذي يجيء, فإنَّ هذا الإيمان حقيقيٌّ وكامن في النفوس, وبالتحديد في منطقة اليقين, حيث أنها هناك في مأمنٍ من الارتباك والشكوك, وبعيدةٌ عن مجالات التأثير, فلا تصلها إشاعات, ولا تنال منها قوةٌ غاشمةٌ ولا دبابات ولا طائرات, ولا يهزُّها تراجعٌ هنا أو هناك, ولا صعوبة المرحلة واستنتاجات الدراسات, ولا فيتوهات, ولا أخ يتجهمني ,لا عدوّ ملكته أمري, ولا قسوة المَهاجِر والمكان, ولا الغربة وطولُ الزمان, بل إنَّ ما يكون وما قد كان كأنه يردف هذا الغائرَ في البعيد القريب, في سياقٍ ومستوىً من التموضع أعزّ من قدرة بشرٍ أن تصلَ إليه, يردفه بمزيدٍ من الإيمان؛ أنّ دولة الاحتلال إلى زوال, بل إنَّ كلَّ هذا الظلام كأنّه شرطٌ لتتحققَ حكمةُ التاريخ وتستوفيَ روائيتَها حكايةُ الإنسان, وترتفع بالمعنى إلى حيث يجب أن يكون, لتتمَّ دورةُ الخلق والإبداع, فلا رتابة في آخر الروح ولا في مدى الكون المفتوح, فهما متماهيان, ورغبة الكون في إحقاق الفضيلة تعانقُ ذاتها في تلك المنطقة من أغوار الروح البعيدة, حيث نفس اليقين, دولة باطل الاحتلال إلى زوال,

وهم يعرفون ما يعرفون, وقد خبرونا وخبرناهم, وهم يتوجسون من مناخنا واتجاه الرياح فينا ورائحة الزعتر في أرض روحنا ولون الزيتون في عيوننا, وقد تحسسوا تراثنا, بل وتسللوا منه إلينا, وأخفوا ما أخفوا من العهد القديم نكايةً بما فينا من اليقين, اليقين الذي هم أيضاً به موقنون, أنهم دولةُ احتلال, وأنّهم إلى زوال, ولذا فإنهم غيرُ مطمئنين, وما زالوا يكدسون من السلاح ما يكدسون, ويتخبطون كالمجانين, ويبنون ويحفرون ويُجرِّفون ويهجِّرون ويعانِدون, ويشترطون أنْ نؤمن بهم كما يشتهون, بمعنى أنْ نصلَ بأنفسنا إلى تلك المنطقة من روحنا, وأن نشنقَ أنفسنا من داخلنا, وأن نستأصلَ بأيدينا ذلك اليقين, وحتى بعدها سيبقَون هم موقنين بأننا ما زلنا موقنين, وهم وإن كانوا في شيء واحدٍ محقين, ونحن وإياهم عليه متفقين, فهو أنهم دولة احتلال وأنّهم إلى زوال,

ذلك أنهم في آخر المطاف يطارِدون ما في يقينهم من يقين, فيلاحقون المسلسلَ التركي, وماءَ النيل المصري, والحجرَ الكنعاني, وأطباقَ الطعام, وعلى غار حِراء يطاردون ريشَ الحمام, وتطريزَ ثوب الغمام, ورواية بني قنيقاع في قصص الأطفال, وسورة الإسراء, وحكاية الأب توما الدمشقية, كما يطاردون المسيحَ, والطفلَ الفلسطيني الفصيح, ومَن كان شاهداً على الجريمة, ومَن أنكر محرقةً قديمة أو أثبت محرقةً جديدة, فكيف يفعلون وقد بدت بدايات اليقين في عين طفلٍ مستحيل, ببراءة الدم وحدها مسح الهياكل كلها, وأعلن مِن عَلٍ بيقين, يوم اجتماع العالمين, أنّ الجريمة دولة احتلال, وأنها إلى زوال.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة
- فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات
- قدس الزمان
- القدس ستملأ الأفق
- فرادة النكبة -وطن حيّ لا تقطنه روحان-
- نحن المضاف إليه في {أرض الميعاد}
- مسرح في المسرح
- الكريم يُكرّمُ الكريم -وسام في الجزائر-
- غزة تتجلي
- الشهيد القائد كمال ناصر
- صوت الضمير
- الهيكل
- ناجي العلي ’على هذه الأرض ما يستحق الممات’
- الفلسطيني المسيح
- غضب الحكمة
- أم الفحم
- بؤرة استيطانيّة لاشرعية
- خربشات على ضوء الفوسفور
- سوناتا للبابا - شاهداً على نهاية يهوذا-
- أغنية فرح لإفريقيا


المزيد.....




- استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب ...
- شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو ...
- الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
- هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
- المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
- فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
- مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
- الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله- ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ ...
- الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - في منطقة اليقين