أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله صالح - الفضائيات العربية وأزمة المصداقية !














المزيد.....

الفضائيات العربية وأزمة المصداقية !


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 05:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مشاهدة ومتابعة الاحداث من خلال التلفاز اصبحت عادة يومية لدى الجميع ، فالعالم في ظل التطور التكنلوجي الهائل أصبح كما يقال قرية صغيرة ، ويمكن القول بان الفضائيات اصبحت تلعب دورا جدا مهما في توجيه انظار المشاهد، ومن هنا تكمن أهمية هذه الوسيلة .
"البحث عن الحقيقة" " الموضوعية " " الحياد " كلها شعارات ترددها الفضائيات ، والعربية منها بوجه خاص ، في محاولة لكسب عقول المشاهدين وتحريكهم وفق ما ترسمه ، ولكن سرعان ما تنقشع الغمامة وتظهر المحطات على حقيقتها ويثبت زيف ادعائاتها وتنكشف خيوط ارتباطها بدولة أو مؤسسة معينة هدفها الترويج لفكرة وسياسة ما . فالفضائيات التابعة للسلطات الرسمية الحاكمة تنقل ما هو في صالح هذه السلطة ، والفضائيات الاخرى تتبع ممولها وتسير وفق توجيهاته وهكذا حيث يمكن للمشاهد استنتاج ذلك بنظرة تمحيص واقعية . الفضائيات العربية ليست خارجة عن هذا السياق فحسب ، بل انها ، تطبق هذا المنهاج بحذافيره مستغلة غياب فضائيات مستقلة بالمعنى الواقعي للكلمة، وكذلك حالة التخلف المفروضة على جماهير هذه البقعة من العالم .
قناة الجزيرة وقناة العربية ، على سبيل المثال لا الحصر، هما نموذجان لهذه القنوات ، فالجزيرة ابان الحكم البعثي كانت تطبل وتزمر للدكتاتور صدام حسين وتنعته بشتى النعوت وتظهره على انه البطل القومي ورمز " العروبة ومقاومة الصهيونية " وما الى ذلك ، وما ان اطيح بحكمه وظهرت بعض من جرائمة التي تقشعر لها الابدان، حتى نراها وقد مالت نحو ما يسمى بـ" المقاومة العراقية " واصفة اعمالها بـ " البطولية " وأفرادها بالابطال الذين يقاومون الاحتلال مادحة اياهم على جرائمهم التي يرتكبونها بحق الشعب العراقي من قتل و تدمير وخراب ، وما أن ظهر مقتدى الصدر وزمرته حتى وبدأت تكيل المديح له وتصف جرائمه بانها مثال " للتحدي والصمود" في وجه الاحتلال وبدأت تبرزه بشكل ملفت للنظر وكأن هذه الفضائية وجدت لتخدم افكاره وتساهم في نشر سموم هذه الجماعة بين الجماهير .
الجزيرة والعربية بسياستهم هذه اصبحوا لا يخاطبون سوى عقول القوميين والاسلاميين كي يؤججوا مشاعرهم ويدفعوا بهم نحو حلقة مفرغة يصولون فيها ويجولون مقفلين باب الخروج من هذا الاطار اللاانساني الضيق والمؤدي بالتالي الى الهاوية.
السؤال الذي يطرح نفسه بالحاح هو : ترى لمصلحة من تحاول هذه الفضائيات صب الزيت على النار ، ولمصلحة من تحاول الدفع بالاوضاع المتردية في العراق الى الأسوء ؟ وما الذي تجنيه من وراء ذلك ؟ الجزيرة تقول بانها " تميل الى ثوابت الأمة " ناسية أو متناسية بانها ، وببساطة ، تبث برامجها بالقرب من القواعد الامريكية في قطر والتي كانت مركزا لقيادة عمليات احتلال العراق ، ولرب سائل يسأل أليست الجولان السورية أرض محتلة فلماذا لا تسعى الى تحريك المقاومة هناك ؟!.
الجزيرة تدين الاحتلال وهذا أمر جيد ، ولكنها بهذه السياسة تساهم في تشديد قبضة الاحتلال على رقاب العراقيين ، انها ازدواجية مفهومة ومفضوحة ستسجل في الصفحات السوداء للتاريخ عاجلا أم آجلا.
ان ما تريده هذه الفضائيات هو الابقاء على الاوضاع السائدة في العراق كما هي ، وابعاد شبح هذه الاوضاع عن أماكن تواجد هذه الفضائيات ، بالضبط كما تفعل الجمهورية الاسلامية الايرانية حاليا ، ولكن الشعب العراقي أدرى وأكثر وعيا مما تتصوره هذه القنوات ، حيث نرى مدى تعطش العراقيين لقناة تعبر عن آلامهم ومآسيهم وتنطق بلسانهم وتتبنى تطلعاتهم وتساهم في توفير الامن والحياة الحرة الكريمة لهم في ظل سلطة نابعة من ارادة الجماهير ، سلطة تنهي الاحتلال وتطلق الحريات العامة، السياسية منها والفردية، وتوفر العيش والامان وتقضي على البطالة وتطلق يد المرأة في المساهمة في بناء العراق وتضمن مساواتها بالرجل ، هذه السلطة ليست سوى حكومة علمانية غير قومية وغير دينية وهو ما لا تريد رؤيته هذه الفضائيات الرجعية .
‏الاربعاء‏، 02‏ يونيو‏، 2004



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح الارهاب
- لا للأسلام السياسي ، لا لأمريكا
- المزاج العام في العراق ليس اسلامياً
- في ذكرى تأسيسه السبعين الحزب الشيوعي العراقي ، بعضٌ من سياسا ...
- كي لا يَنحرف طريق نضال الجماهير ، تعقيباً على أحداث قامشلي
- الفدرالية مشكلة أم حل !
- تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية للمواطنين في ظل التهديد بالح ...
- سفن المعارضة البرجوازية العراقية بانتظار الرياح الامريكية !


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله صالح - الفضائيات العربية وأزمة المصداقية !