أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل السعدون - كيف تقرأ النصّ بشكلٍ سليم ...قراءة في مقال السيد شاكر النابلسي...!















المزيد.....

كيف تقرأ النصّ بشكلٍ سليم ...قراءة في مقال السيد شاكر النابلسي...!


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف تقرأ النصّ بشكل سليم ….!
قراءة في مقال الكاتب الرائع شاكر النابلسي …!

لا أضن ان ليس فينا من لم يتابع عبر التلفاز أخوتنا اليهود وهم يصلون عند حائط المبكى …ويبكون …!
أو أخوتنا المسيحيون وهم يرتلون سفر التكوين أو غيره على أنغام البيانو …!
أو المسلمون وهم يتهدجون القرآن …!
وفي المسلمون ذواتهم …أحبتنا الشيعة إذ يقرءون كتاب ( مقتل الحسين ) لأبي مخنف …!
ما الذي يجمع قراءات كل هؤلاء الأحبة بمختلف انتماءاتهم ؟
ما الذي يجمع قراءة عبد الباسط بقراءة الحبر الأعظم بقراءة الشيخ الوائلي ب ….؟
بلا … الذي يجمعهم جميعاً … تلحين النصّ … غنائه …تمثيله برفع أو خفض نبرة الصوت … بحركات الوجه والأذنين …بالنشيج حيناً … والحبور آخر … بحركات العينين في دورانهما حول محجريهما … بتأنيث الصوت حيناً حتى ليغدو كزغردة الكناري وتذكيره حيناً ليبلغ زئير الأسد …!!
وذات الأمر يفعله المبجلون المتصوفة في أتشادهم أناشيد العشق الإلهي … وذاته يفعله البوذيون والهندوس والكونفشيوسيون و…و…و…!
خذ أي نصّ مقدس من نصوص القرآن ولتكن سورة ( فاطر ) أو ( النمل ) أو آيةٍ من المعوذات وأقرأها بلا لحن … بلا ( تسلطن )… بلا تمثيل …ماذا تجد وأي تأثيرٍ سيتخلف في ذهنك …؟
أقسم أنك ستجد النصّ مملاً …كئيباً …. فارغاً … خاوياً وغير مقنع …!
في البحوث العلمية … أي بحوث ولتكن اختبار مادةٍ من مواد الطبيعة …كيف يختبروها …؟
إنهم يعرضونها لمواد عديدة ويرون تأثرها أو عدمه بتلك المواد ، يعرضوها للهواء أو يمنعوه عنها … يعرضوها للضوء…للصوت …أو يمنعون هذا وذاك ، وبكل الأحوال يسجلون النتائج …!
النصّ القرآني … لو تعاملت معه هكذا ، عرضته للمؤثرات التربوية والسيكولوجية والتاريخية والذاتية من قبيل الحالة النفسية للقارئ ، نمط التصورات السالفة التي يملكها ، تأثراته الاجتماعية وما تخلف في الذهن من تربية وإيحاءات الآخرين ، تلحين النص وغنائه ، شخصية القارئ …الخ …الخ …!
أو لو منعت عنه كل هذا ، لوجدته بلا قداسة ولا معنى ولا حتى جمال فنّي وحتى صوره الانطباعية تجدها سيئة التزويق قبيحة الشكل مثل ( شخبطة ) طفل في روضة أطفال …!
خذ الآن نصاً لطاغور أو نصا من الكتاب المقدس للهنود ( الفيدا الهندية ) أو الشاعر العظيم ووردزوورث أو خطاب مارتن لوثر كينغ أو قصيدة من قصائد مظفر النواب أو أمل دنقل ، ووفر لها ما توفره للنص القرآني من تصورات سالفة وأجواء روحية وتلحينٍ مناسب وصوتٍ رخيم ( كصوت كاظم الساهر ) …!
ماذا يسقط في يديك أو في ذهنك عقب تلك القراءة …؟
اقسم أن تأثيراً سحرياً رهيباً سيقع عليك ، وستجدك غنياً غاية الغنى ، وبشكل أكبر بكثير من هذا الغناء الذي ينتابك وأنت تقرأ ( قل أعوذ برب الفلق ) ولا أشك في أن جلّنا لا يفهم ( الفلق ) ولا يتذوق تلك الكلمة الثقيلة على الأذن …!
حسناً … ما جدوى هذا المقال ؟
الحقيقة أني لم أشأ كتابته لأحمله رسالة تشكيك بقداسة النصوص الدينية ( وأن كنت أصلاً أشك بتلك القداسة ) ، ولكن لأن مقالاً للكاتب الرائع شاكر النابلسي ، قرأتها في إيلاف أولاً ثم وجدتها على صفحات ( الحوار المتمدن ) فقرأتها ثانيةٍ … وسخطت عليها ( لا على كاتبها لا سمح الله ) …!
المقالة موجهة لنا أو بالأحرى للمثقفين عامة ، وهدفها وللأسف غير نبيل وضحية قلة النبل هذه هو مبدعةٌ عربيةٌ خطيرةٌ ، تربت على أياديها أجيالٌ وأجيال ، إلا وهي السيدة نوال السعداوي …!
حسناً … في مقالته الغنية بالأسماء والأرقام وعناوين الكتب ، يقارن السيد شاكر النابلسي كتابات نوال السعداوي بكتابات هؤلاء وغيرهم ، وجلّهم لم يسمع بهم أحد ولم يقرأ لهم أحد ، في حين قرأ لنوال الملايين من العرب منذ أكثر من ربع قرن ولا زالوا …!
ومن بعض ما يقوله السيد النابلسي لحضنا على عدم الدفاع عن نوال ، أنها لم تحسن قراءة النصّ القرآني في مقابلاتها التلفزيونية ..!
لا أدري هل أن السيدة نوال تناستْ أن تضع همزةٍ في مكانها أو كسرت ما يجب أن يفتح أو ربما لم يكن صوتها رخيماً عند القراءة أو إنها لم تلحن في القراءة أو تمثل بحواجبها وشفاهها وتصطنع ( التسلطن ) ، أو ربما نست أن تبسمل وتحوقل و…!
وبالتالي فإنها لم تترك في العزيز شاكر التأثير النفسي المطلوب لينشغل به عن بقية قولها أو دفاعها …!
وأضنها لم تفعل ذات الأمر مع ( السميعة ) ، ولم يتهدج ويبكي أيٌ منهم …!!
لا … تلك النقطة ليست لك يا سيدي ، ولا أضنها كافية لتمنعني من أن أتضامن مع السيدة نوال وإن قرأت النص بلغة أهل الإسكيمو ، فالنصّ الذي يحمل ثقله في حوافه وليس في جوهره ليس بنصّ يستحق حتى أن يقرأ …!
ثم يضيف العزيز النابلسي المزيد من الذرائع فيقول ، أنها تكتب عن المرأة على إيقاع الطبل البلدي …!
أي تكتب بلغة ( الرقص الشرقي ) ، … باستعراضية … بخفة لغوية … بعناوين مفخمة ب …الخ .
طيب ولكنها يا سيدي تكتب لأهل الشارع لتوقظهم فهل تكتب لهم بلغة ديكارت أو سبينوزا أو بن عربي …!
إنها ليست متصوفة يا سيدي ولا تروم نيل شهادة دكتوراه من الأزهر وليست بوارد مناقشة الأزهريين عن جنس الملائكة وصنف حور العين …!
فهؤلاء ولو ناقشتهم دهراً لن يحيدوا عن قناعاتهم إلا حين تطبق عليهم الحقيقة بثقلها فتخنق أنفاسهم ليفروا ويعيدوا تسويغ وتسويق ذات القناعات بشكلٍ مخففٍ متحضر …!
أنظر كيف أنقلب علماء الوهابية بعد أن أنقلب عليهم السلطان الذي كان يرعاهم …!
أنظر كيف أعادوا ترتيب صفحات الأيديولوجية العدوانية بطريقةٍ جديدةٍ تحفظ لهم أعناقهم تحت الرؤوس المثقلة بالزيف …!
السيدة نوال يا سيدي تفعل ما يجب أن نفعله جميعاً وكلٍ حسب قسطه من الشجاعة أو التهور ، وبأدواته التي يملك …!
وهذه أدوات السيدة نوال وتلك سهامها والتي تبدو لك خشنة الملمس غير أنيقة ككتابات حامد أبو زيد ، ولكنها أكثر تأثيراً من السيد أبو زيد وأكثر جماهيريةٍ وسط الناس ، والناس هم أدوات التغيير وليس الأكاديميين ، ولا النخب الصغيرة التي تتناطح في الغرف المغلقة ، ثم وإذ تخرج للناس تخطب فيهم بلغة بن تيميه …!
الناس ليست بحاجة لمماحكات أكاديمية بيزنطية ثقيلةٌ على السمع منتفخةٌ كقنابل دخانية تعمي أول ما تعمي صاحبها وأتباعه ولا تغني شيئاً إلا أن تثير سعالاً سرعان ما يخفت …!
الإرهابيون يا سيدي لا يماحكون بل يفعلون وقد رأيت ورأى الناس فعلهم ، وأمريكا لم تعد تثرثر وتفسرّ ، بل نزلت إلى ساحة الفعل …!
ونوال السعداوي وبهمساتها الاستعراضية وبطبلة ومزمار ( فيفي عبدة ) حولها تفعل ما ينبغي أن يفعل …!
لو إننا أتنتظرنا أن ننال ألف حامد أبو زيد ، فأننا نحتاج لألف عامٍ أخرى دون أن ننجح في تمزيق جلد الخرتيت الصلب الذي عمره ألف عامٍ من التراكمات التي أضافها أهل اللغو …!
السيدة نوال السعداوي تحمل قلماً مداده الجمر ، وقد قيض لهذا الجمر من يذكيه ويزيده اشتعالا ، فلم نحرمها ونحرمه من دعمٍ ينفع وإن كان بشكل قنبلةٍ صوتيةٍ ترهب الظلاميين وتدفعهم لإعادة النظر في مستقبلهم الذي لا أضنه مشرقاً أبداً …!



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجندتي وأجنداتى الآخرين ...ردّ على الأستاذ حمدي هرملاني ...!
- عيد ميلاد صاحبي ...الخمسيني ...!
- بعض فضائل الإسلام على أهله ...قيم العبيد ...!
- بلا ... لقد فشلت الأغلبية الشيعية في أختبار التصدي لمهمة قيا ...
- قصة قصيرة - المقابر
- الزرقاوي ... السيستاني ... وما بينهما ...!!
- المرجعية الشيعية في العراق وخطوطها الحمراء التي اخترقت
- قبسٌ من الرّب ... أطفاه السياسي ... محمد ...!!
- خرافات بيت النبوة وصبيانها المشعوذين …!!
- جنة الأيديولوجيا …. وجحيمها…!
- بنات الفلّوجة الشقراوات
- بذاءات جريدة الوفد المصرية بحق العراق والعراقيات…!
- وزنك ذهب …!عن ذهب الإمارات وصدام و…بن لادن …!
- المحظوظون الذين لسعتهم السياط الأمريكية
- أنا أحلم … شيوخنا وروحانيو الآخرون …!
- خيارات صدام التي لما تزل نافذةْ..! أما البعث أو الإسلام أو … ...
- فزّاعة خظرة ْ- بزيٍ زيتونيْ….!
- كبعيرنا العربي نحن إذ نجترّ الفاسد الرطب من العشب الثقافي …!
- تلاميذ حوزة فارس يعلنون الإضراب … ويغلقوا الكرّاس والكتاب …!
- يقول الأحبة أما تخاف…!


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل السعدون - كيف تقرأ النصّ بشكلٍ سليم ...قراءة في مقال السيد شاكر النابلسي...!