عوني حدادين
الحوار المتمدن-العدد: 2808 - 2009 / 10 / 23 - 02:32
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
عماذا نكتب ؟ هل نكتب عن غربتنا ام نكتب عن وجع اهلنا في فلسطين والعراق ؟
ابحث عن شئ يصلح للكتابة .. لم اجد ما يصلح الى هذه اللحظة كل ما عندي هو خربشات قابلة للدفن ، ابحث عن موضوع قابل لان يتحول الى قطعة من السكر تذوب في قهوة الصباح لكن ازدحام المواضيع في احيان كثيرة يؤدي الى تشتت الافكار .
لم اجد شي اكتب عنه بالرغم من كل اكواب القهوة والسجائر التي اتعاطاها يوميا والتي لم تزحزح جمود افكاري رغم ان الكتابة بالنسبة لي ايقونة تمنحني الامان والشعور بالوجود والمشاركة والانغماس بهموم الناس ومعاناتهم و بهموم اطفال مشردين واطفال يموتون يوميا في فلسطين
صديقي الكاتب المبدع خالد الكساسبه والصديقه الزميلة رشا زكي لم يفلحا في هز جزء من افكاري لانني اؤمن بان الكتابة هي من يتوجب عليها ان تأتي الي لا ان اذهب انا اليها .
اصبحنا في الغربة مثل قطعة في الة في مصنع راسمالي وتذكرت مقولة ماركس الذي قال ان امريكا والراسماليه تحول الانسان الي برغي في ماكنه تشغيل في مصنع حتى لا يستطيع التفكير الا في العمل والنوم وها انا اعمل وانام .
اريد ان ابقي كما انا بكل تمردي بعشقي للوطن والناس والفقراء وان ابقى فقيرا حتى لا اصبح برغي في الة معطوبة .
ولانني اشعر باننا في مدينة الحديد والنار ندخلها فاتحين ونهرب منها دراويشا معطوبيين اريد ان اكتب عن البطون الخاوية في الوطن العربي وعن قيادات سياسيه خاوية متخاذلة بحق هذه الشعوب لكنني اخشى ان اتهم باجندة غربيه والمزاودة لانني في الخارج .
اريد ان اكتب عن شعب مغلوب مولع بتقليد الغالب في الوقت الذي ينظر الينا فيه الامريكي كما قال ادورد سعيد على اننا مجرد برميل بترول او ارهابي محتمل .
اريد ان اكتب عن تكديس الاسلحة في عالمنا العربي و التي لا نستعملها الا في مواجهة البطون الخاوية و مواطنين مغلوبين على امرهم .
اريد ان اكتب عن انبطاحنا المخجل للغرب عن اموالنا المكدسة في بنوكهم عن ارتماء زعمائنا في احضانهم وتشبه شبابنا و شاباتنا بملابسهم واخلاقهم.
اريد ان افك طلاسم هذا الجنون الذي يحصل معنا اريد ان اصفع ضعفي لم يبقى للغرب الا ان يصدر قرار للجيوش العربية ان تحمل العصي بدل السلاح .
العذر فلو جاء كائن من الفضاء الخارجي وراقب حالنا سيصطدم وسيذهل وتختلط عليه الامور بين هتافات وبيانات وشجب واستنكار وزعيق وبين سكون واضح ودائم بعد الزعيق
#عوني_حدادين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟