أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمد علي محيي الدين - مكافحة الفساد بين الواقع والطموح















المزيد.....

مكافحة الفساد بين الواقع والطموح


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2807 - 2009 / 10 / 22 - 22:48
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


استشرى الفساد في الدولة العراقية أيام النظام البائد وأتخذ أوجه ومناحي عديدة رغم القبضة الفولاذية للدولة وكانت له أسبابه ومبرراته التي لا نقرها رغم أنها من أسبابه ودوافعه حيث كان التضخم أعلا بكثير من مستوى الرواتب مما دفع بالكثير من الموظفين لسلوك هذا الطريق الوعر ،وأستمر هذا الفساد بالتصاعد بنسب مضطردة حتى سقوط النظام فأتخذ أشكال جديدة أدت الى استفحاله وانتشاره بشكل أوسع رغم فقدانه لمبرراته التي أشرنا إليها بعد ارتفاع مداخيل ذوي الدخل المحدود الى مستويات مقبولة وأن تفاوتت بين وزارة وأخرى بسبب فقدان التخطيط الواعي وعدم وجود قوانين سليمة للخدمة المدنية،ولكن الفساد الأكبر كان في قمة الهرم بسبب الأموال السائبة التي طرحت في السوق العراقي من قبل سلطة الاحتلال مما جعل الكثيرين ينغمسون في فساد ليس له مثيل ساعد عليه ضعف الخبرة الإدارية لمن تولوا مقاليد السلطة في العراق واستعانتهم بمافيات العهد ألصدامي التي كانت في الذروة من التدني الأخلاقي والفساد المالي والوظيفي مما جعل جميع مشاريع الأعمار تضيع بين الفاسدين من كبار رجال الدولة وشجع الصغار على سلوك هذه الطرق السافلة وأغرق البلاد في دوامة من الفساد جعلت العراق في مقدمة الدول الفاسدة.
وتولى مشاريع محاربة الفساد أناس فاسدين (من البيضة) مما ساعد على نمائه وديمومته وانتشاره حتى أصبح سمة للحكومة العراقية ساعد على انتشاره وزراء المحاصصة الطائفية الذين نموا في هذا الجو الفاسد واستغلوا سلطتهم في الاستحواذ على المال العام لبناء أحزابهم وتأسيس كارتلاتهم المالية الضخمة ،ورغم مطالبات الهيئات المختصة بتسليم بطاقات التحقق من ماليتهم إلا انهم ماطلوا في تسليمها ليغطوا على فسادهم والفضائح في هذا الجانب معروفة للجميع ،ولا زال هذا المرض الخبيث ينخر في جسد الدولة العراقية رغم المحاولات البائسة لإنهائه والتي لم تؤدي غرضها بسبب الآليات الخاطئة التي أتبعت في محاربة الفساد و وجود القوانين المساعدة والكتل المساندة له مما أثقل كاهل الدولة وأضر بالاقتصاد الوطني وأودى به الى حافة الانهيار.
ويبدوا أن الحكومة العراقية بدأت تشعر بضرورة إيقاف هذا النزيف المدمر (ونتمنى أن لا يكون لأغراض انتخابية) فأعلنت عن لسان الأمين العام لمجلس الوزراء عن قرب إطلاق إستراتيجية لمكافحة الفساد ،وقال العلاق في تصريح خص به "الصباح" إن مطلع الشهر المقبل سيشهد إطلاق إستراتيجية مكافحة الفساد للسنوات الخمس المقبلة تعد الأولى من نوعها في البلاد.وأضاف إن المجلس المشترك لمكافحة الفساد عكف خلال الأشهر الماضية على إعداد خطة خمسيه إستراتيجية لمكافحة الفساد، منوها بان المدة القليلة المقبلة ستشهد انجازها بشكل نهائي، مشيرا الى إنها تعد واحدة من أفضل الإستراتيجيات الخاصة بمكافحة الفساد بشهادة المنظمات الدولية.وأوضح بان الإستراتيجية التي ستطلق مطلع الشهر المقبل وضعت على أسس واقعية وتشخيصات دقيقة تغطي مسببات الفساد وظواهره، لافتا الى إنها ستستهدف قمة الهرم نزولا الى الأسفل وليس العكس، إذ تم حصر 200 ظاهرة فساد تم وضع المعالجات الخاصة بهدف الحد منها والقضاء عليها.وأشار الى إن المجلس المشترك لمكافحة الفساد عمل بمستويين، الأول الوقاية والثاني المكافحة، فضلا عن استثمار جهود المؤسسات الرقابية التي تعمل بشكل تصاعدي سواء مكاتب المفتشين العموميين أو هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية، لاسيما بعد التطورات الكبيرة في هذا الجانب، إذ إن عمل هذه المؤسسات يجري بشكل منهجي بعد استقرار هيكليتها والتنسيق الجاد فيما بينها، مثال ذلك الحملة الوطنية لمكافحة الرشوة التي تمثل جهدا مشتركا بين كل تلك المؤسسات، لافتا الى تحقيق نتائج مرضية في بعض المؤسسات الحكومية في بغداد، إذ تم تسجيل انخفاض كبير في تعاطي الرشوة.وتابع الأمين العام انه خلال الاجتماع الأخير لمجلس مكافحة الفساد تقرر استمرار حملة مكافحة الرشوة لمدة سنتين أخريين كي لا يشعر الموظف إنها حملة وقتية، في الوقت ذاته يتم العمل على تغيير السياقات البيروقراطية ومكافحة الروتين وتقليل الاحتكاك بين المواطن والموظف وصولا الى النافذة الواحدة من دون المرور بحلقات متعددة لان كل حلقة تمثل فرصة فساد).
وفي جانب التقليل من الحلقات الزائدة على الحكومة السعي لإلغاء الكثير من المستمسكات المطلوبة في كل معاملة وانجاز البطاقة الموحدة التي تغني عن عشرات المستمسكات التي تطلب في كل معاملة مما يسبب زخما على مؤسسات الدولة وثقلا على المواطن،وإلغاء الحلقات الزائدة في الكثير من المعاملات التي باتت في ظل التقدم العلمي ليس لها أهمية ويمكن من خلال الأجهزة الحديثة انجاز المعاملات بدقائق بدل من شهور أو سنوات باستعمال التقنية الحديثة والإدارة الإلكترونية التي تغني الدولة عن كثير من الموظفين الذين أصبح وجودهم ثقلا على الميزانية وسببا للفساد ،وتشريع القوانين الرادعة للمفسدين والبدء بمحاسبة قمة الهرم في الدولة العراقية وصولا الى قاعدتها وهذا يستدعي أن تكون الجهات المحاربة للفساد ذات سلطة نافذة وغير خاضعة لجهة سياسية أو حزبية وأن لا يكون الاختيار على أساس الولاء الحزبي أو القرب من هذه الجهة أو تلك وإنما اعتماد الكفاءة والنزاهة والتاريخ الناصع،وان تتحلى مثل هذه المؤسسات بالمهنية العالية بعيدا عن الولاأت الحزبية أو الطائفية أو العشائرية،ولا يحق لأي جهة التدخل في عملها بما فيها مجلس الوزراء لأن استقلالية هذه الجهات وابتعادها عن اللون الحزبي سيجعل منها أداة سليمة لتطبيق القانون لعدم اعتمادها على جهة تسندها وتبرر أخطائها،ولا يحق للسلطة التنفيذية أقالتها أو نقض قراراتها ،والعمل وفق الصيغ التي عليها الدول المدنية التي سبقتنا في هذا المضمار ،وأن يكون لهذه الجهة الحق بإحالة الوزير الفاسد الى القضاء العراقي استنادا لما توفر لها من أدلة دون أن يكون لرئيس الوزراء ذاته حق الاعتراض على قراراتها ،وأن تتحلى هذه الجهة بالحيادية وعدم الانحياز أو استغلالها لأغراض التسقيط السياسي وأن تكون الحكومة القادمة أداة فاعلة لكشف الفاسدين خلال العهد ألصدامي والعهد الحالي ،ويكون في أول أولوياتها مصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة للفاسدين مع من يمت لهم بصلة عائلية من أبناء أو زوجات وأن يشمل الأمر أشقائهم وأقاربهم أن كانوا من ذوي الثراء الجديد والذي بان بعد تولي الفاسد للمسئولية ولا يشمل الفاسدين بأي عفو أو مرحمة من أي جهة مهما كانت سلطتها في العراق.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى الفن تلبسوه عمامه
- تلك أذن قسمة ضيزى
- عوافي للشبع ماء صافي
- من يصدق جمع التبرعات
- ألف مبروك انتصرنا
- الى أين تمضي النقابات والجمعيات في العراق
- تزوير الشهادات ظاهرة جديدة في العراق
- مطالب الحزب الشيوعي هل تجد طريقها للقبول
- الضحك على الذقون
- مجلس محافظة نينوى نزعة جديدة للتمرد والانقلاب
- تقاسموها بيناتهم
- (همهمات صاخبة)
- أما آن لمعاناة المفصولين السياسيين أن تنتهي
- غياب النواب هل ورائه أسباب
- وفاء عبد الرزاق لغة جديدة في الشعر الشعبي
- الدائرة الواحدة ضمان لتمثيل العراقيين
- خان جغان
- قيم الرقاع من ديرة عفك
- طلاسم أبي ماضي وطلاسم حسين قاسم
- نداء الى الشيوعيين العراقيين


المزيد.....




- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...
- اتحاد جاليات فلسطين بأوروبا يرحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغال ...
- الأمم المتحدة: نتائج التعداد بيانات عامة دون المساس بالخصوصي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي ينهي الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنا ...
- ماذا يحدث إذا رفضت دولة اعتقال نتانياهو بموجب مذكرة -الجنائي ...
- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمد علي محيي الدين - مكافحة الفساد بين الواقع والطموح