أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طالب كامل إبراهيم - تركيا سورية: شراكة, أم مظلة حماية ..؟














المزيد.....

تركيا سورية: شراكة, أم مظلة حماية ..؟


طالب كامل إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2807 - 2009 / 10 / 22 - 20:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لقد سبق التوقيع على الاتفاقيات بين تركيا وسورية, توقيعها مع العراق, وثمة لقاء تاريخي مع أرمينيا لم يثر أذربيجان حتى الآن.
ترى لماذا العراق وسورية؟ وأرمينيا؟
ماذا تستفيد تركيا ..؟
ماذا عن العلاقة المتوترة مع إسرائيل؟أين أوروبا من مسار هذه الحالة,وأين إيران؟؟
هل تغير السياسة الخارجية التركية كان بسبب مجيء أوغلو أم أن أوغلو نفسه تكثيف للرؤية الاستراتيجية التركية لحزب العدالة والتنمية؟؟
نقلا عن اردوغان" إن تركيا تسعى لإقامة علاقات تعاون وشراكة مع العراق تكون نموذجاً يحتذى به في الشرق الأوسط", كذلك الأمر مع سورية لكن التعليق جاء من مسؤول آخر ومنبر آخر.
إن الاقتصاد التركي واحداً من أقوى 16 اقتصاد في العالم والسادس على المستوى الأوروبي ويقدر الناتج القومي الإجمالي عام 2008 حوالي 800 مليون دولار بمعدل نمو بلغ6,8 % عن بداية الألفية الثالثة .
وقد قفز معدل دخل الفرد بين عامي 2003 و 2008 من 3300 ـ 10000 دولار . وزادت الصادرات التركية من 30 مليار إلى 130 مليار دولار في ذات الفترة.
لقد حصلت تطورات اقتصادية وسياسية خلال فترتين هامتين في تاريخ تركيا الحديث. الأولى بعد انتخابات عام 1965 والتي فاز بها حزب العدالة بقيادة سليمان ديميريل والتي شهدت خلالها ظهور أول حزب إسلامي على الساحة التركية منذ تأسيس الجمهورية. والثانية فترة حكم توركوت أوزال الممتدة من 1983 ـ 1993 وشهدت فيها تركيا إصلاحات اقتصادية جذرية وانفتاحاً أكبر على العالم, نعمت فيها الأوساط الإسلامية بحرية واسعة نسبياً.
تسارعت في السنوات القليلة الماضية, وتيرة الحراك الدبلوماسي التركي في الشرق الأوسط وفي بلدان القوقاز, وهذا ما فتح الطريق أمام " تركيا الجديدة " " قوة اقتصادية ودبلوماسية متحررة من قيود علاقات وحساسيات إقليمية ودولية سابقة" لتكون دولة محورية في المنطقة مدفوعة بتطور اقتصادي غربي المقاييس,وشلل السلطة العسكرية علمانية النزعة وشرقية المفاهيم,وإضفاء صبغة إسلامية راجحة على الهوية التركية,بعد سلسلة هزائم ناعمة للتيار القومي المدعوم عسكرياً, كان أطراها على الإطلاق دخول السيدة الأولى إلى القصر الجمهوري "بحجاب إسلاميّ".
لقد استخدمت الدبلوماسية التركية آليات" القوة اللينة "للدخول إلى محيطها الإقليمي بدون أن تثير حساسيات القوى الدولية أو الإقليمية, عبر البناء مستفيدة من التوازنات والوضع الإقليمي والدولي, ودون تحريك أي استقطاب آخر أو إثارته.
معتمدة على تصغير المشاكل مع دول الجوار الجغرافي, والانتقال بالعلاقات من الحساسيات إلى المصالح, لتكون تركيا في النهاية دولة مركزية محورية, بعد عقود طويلة من الطرفية.
لقد وضع الثنائي أوغلو ـ أردوغان نموذجاً متكاملاً للسياسة التركية الداخلية يتمفصل حول تعزيز الحريات في الداخل التركي ومواجهة الأخطار الأمنية, يأتي في نفس السياق المحاولة الجادة لتنمية المناطق النائية ذات الأغلبية الكردية,ومعالجة هذه القضية المتفجرة, بالعقاقير الإسلامية, التي تعترف للأكراد ببعض حقوقهم الثقافية واللغوية, ومواجهة الفصائل المسلحة ذات الطابع الإثني " حزب العمال الكردستاني", ولقد حقق أردوغان شرعية إقليمية في حربه ضدهم بعد أن كانت دول الإقليم تستنزف تركيا عبرهم.
أما على صعيد السياسة الخارجية فقد استفاد الثنائي من تاريخ تركيا الإسلامي, وعدم تورطها مباشرة بمشاكل المنطقة ,والبقاء في تماس مباشر مع الحياد الإيجابي, ولتثبيت عمقها الإسلامي جاءت مواقف علنية وتكتيكية ودراماتيكية من أردوغان انسجمت مع طروحات أوغلو سببت جفاءً مع الجانب الإسرائيلي, وصفاءً مع الجانبين العربي والإسلامي, " قمة دافوس ـ حرب غزة ـ إلغاء المناورات العسكرية مع الجيش الإسرائيلي ".
ثمة خشية إيرانية من أي تعاون سوري أمريكي, أو تقارب سوري إسرائيلي, أو حتى سوري تركي, نظراً للتنافس الحاد بين أنقره وطهران, هذا التنافس والذي قد يتحول إلى تصادم في حال قررت تركيا الانضمام إلى الدول النووية, أو إذا شعرت إيران بخطر ما على امتداداتها الإقليمية, أو تغيّر التوازن القائم بدخول تركيا الجديدة بقوتها اللينة مناطق إيران الجيوسياسية.
إن سورية تمتلك بنية اقتصادية اجتماعية ثقافية أمنية خاصة هي انعكاس لخصوصية النظام الشمولي الحاكم, وما يفرضه من وصاية على كل شيء بما في ذلك الأفكار والأخلاق والسلوكيات.
أن نقول : شراكة سورية تركية . نحن أمام مصطلح فضفاض مسكون حقيقة برغبة في التلاقي يعكره تنافر بنيتين داخليتين لدولتين متجاورتين, إحداها دولة علمانية مدنية, واضحة الاتجاه,
بإدارة دينية معتدلة حتى الآن, والأخرى دولة علمانية في الشكل, طائفية بالمضمون,قلقة الميول والتوجهات. والأكثر من ذلك تداخل مصالح جزئي سبب جزئيته وجود مصلحة للنظام السوري بالدخول إلى مربع أحد الأقوياء .
وليس غريباً إذا قلنا إن كان ثمة أكثر من مربع وأكثر من خيار, فسيختار المربع الذي يضمن فيه شروط عمل واستمرار له, ويقلل حجم التنازلات المطروحة على الصعيدين السياسي والاقتصادي, وقد يكون ذلك أحد أسباب تأجيل توقيع اتفاق الشراكة مع أوروبا لحين تثبيت مظلة الحماية التركية اقتصادياًً والقليل القليل منها سياسياً, لاسيما ما يتعلق بالوضع الداخلي السوري, ومنحى انفتاح النظام عليه.



#طالب_كامل_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغامرة وقعة قصص قصيرة جداً
- الموضوعي تعزية شتيمة مراقبة قصص قصيرة جداً
- هيثم المالح أول معتقلي زمن الانفتاح
- سرقة أدبية مرارة قصص قصيرة جداً
- مصادرة
- من سيدٍ إلى أسوأ
- الحزب القائد والمجتمع السخرة


المزيد.....




- أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق- ...
- لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا ...
- ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب ...
- شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
- لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم ...
- السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما ...
- الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي ...
- ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
- لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - طالب كامل إبراهيم - تركيا سورية: شراكة, أم مظلة حماية ..؟