نحو تفعيل البديل الوطني المقاوم لإنقاذ العراق وإسقاط الحكم العميل للاحتلال !

التيار الوطني الديموقراطي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 04:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

المكتب الإعلامي للتيار الوطني الديموقراطي العراقي .
نحو تفعيل البديل الوطني المقاوم لإنقاذ العراق وإسقاط الحكم العميل للاحتلال !

وأخيرا ، تمخض جبل الاحتلال المؤلف من جثث العراقيين فولد فأرا قميئا بمساعدة "القابلة " القادمة من ردهات الأمم المتحدة السيد الأخضر الإبراهيمي !
فبعد مناورات ومؤامرات عديدة وواسعة النطاق ومسرحيات تشاورية قام بها مبعوث الأمين العام للمم المتحدة وبعد تسريبات أسماء كثيرة وإطلاق بالونات اختبار مختلفة أعلن يوم أمس عن رئيس انتقالي للجمهورية هو أحد أعضاء مجلس الحكم المعين من قبل الاحتلال الشيخ غازي الياور وعن تشكيلة وزارية " جديدة " برئاسة عضو آخر من ذلك المجلس الممقوت شعبيا ودوليا هو السيد أياد علاوي .
ومع ضرورة الوقوف عند أسماء الذين تم تعينهم في هذه المناصب المهمة ولكن الخلل الرئيسي والخطر الأساسي لا يتعلق بتلك الأسماء أو بحامليها من حيث الجوهر بل بالتناقض العميق الذي يحكم الوضع العام في العراق بوصفه تناقضا مركزيا ذا تجليات صراعية بين احتلال عسكري أجنبي مباشري وحكم صنيع له من جهة وبين شعب يطالب باستقلاله التام وحريته في بلد محتل من جهة مقابلة .
إن خبراء العدو الأمريكي ومخططيه الاستراتيجيين اعترفوا منذ عدة أشهر بأن الوضع في العراق قد خرج من سيطرة قوات الاحتلال وإن هزيمة استراتيجية قد حلت بمخططاتهم لاحتلال البلد والهيمنة عليه بفعل المقاومة العراقية الضارية بمختلف أشكالها السلمية والمسلحة . ومن هنا جاء الأخذ بنصائح الخارجية الأمريكية الداعية لاستعمال الأمم المتحدة كخشبة نجاة تضمن على الأقل انسحابا منظما وبأقل الخسائر والفضائح لقوات الاحتلال غير أن ما تمخضت عنه المناورات جاء ليصدم أكثر المراقبين حذرا وتفاؤلا فقد أصر مجلس الحكم المعين من قبل الاحتلال على الحفاظ على مواقعه السياسية مدفوعا بأنانية متأصلة وفقدان تام للشعور المسئولية أولا ، وبرعب حقيقي من هروب قوات الاحتلال الأمر الذي يعرض أعضاءه وأعضاء حكومة المستشارين التابعة له للقصاص العادل من قبل الشعب العراقي ثانيا . وفي هذا الإطار تبخرت وعود وتصريحات الأخضر الإبراهيمي حول حكومة من ذوي الكفاءات ورئيس للوزراء وآخر لجمهورية من خارج مجلس الحكم ، فما أن اقترح اسم العالم العراقي د.حسين الشهرستاني وأعلن هذا الأخير عن استعداده لتحمل المسئولية حتى سلطت عليه ضغوط شديدة لا قبل له بها دفعت به إلى تغيير رأيه والاعتذار عن المهمة بعد يوم واحد . ومع أن بعض الأوساط المناوئة للاحتلال ، بسبب فقدان الحظوة والامتيازات في النظام السابق ، قد طالبت بحكومة تنكوقراط مستقلة ومحايدة لكنها لم تستطع أن تهضم أن يكون هذا التكنوقراطي النموذجي والمستقل من الطائفة الأخرى فراحت تلوح بفزاعة "الأصول الإيرانية" فمتى تزول هذه الفزاعة البائسة التي يريد البعض أن يسقط بواسطتها حق المواطنة عن عراقيين ولدوا وترعرعوا وناضلوا في العراق ومن أجله ! وعلى أية حال فقد جاء اعتذار الشهرستاني لصالحه تماما فحافظ على بياض ملفاته الشخصية ولم يورط نفسه في مشروع محكوم عليه بالفشل هو مشروع الحكومة الانتقالية نحو مرحلة غامضة وملتبسة كل الغموض والالتباس .
لقد حدثت بعد اعتذار الشهرستاني انعطافة خطيرة في الموقف العام فقد أنيطت مهمة رئاسة الوزراء التي تعتبر المنصب الأهم في الدولة بأياد علاوي المعروف بارتباطاته العلنية بالمخابرات المركزية الأمريكية و المخابرات البريطانية ، و المعروف أيضا بالتحريض من أجل شن الحرب على العراق وترويج أكذوبة أن نظام صدام كان قادرا على استعمال أسلحة الدمار الشامل ضد الغرب خلال خمسة وأربعين دقيقة التي ثبت زيفها فيما بعد . ولكي لا نتهم بالتجني على هذا الشخص نورد أدناه بعض الشواهد من الصحافة الغربية التي لا يمكن اتهامها بالعداء لأياد علاوي أو مجلس الحكم فصحيفة «نيويورك تايمز» عبرت في عددها ليوم 29/5/2004 عن خشيتها من أن اختيار أياد علاوي، رجل الـ «سي. آي. إيه» (وكالة المخابرات المركزية الاميركية) و«إم. آي.6» أي المخابرات البريطانية لمنصب رئيس الوزراء سينظر إليه على انه مجرد ترشيح أميركي وليس خيارا للأمم المتحدة يمثل العراقيين بالفعل. ) وتضيف «نيويورك تايمز» أن أياد علاوي احتفظ بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة خلال إدارتين. وحتى اليوم ما تزال منظمته، حركة الوفاق الوطني العراقي، تتلقى تمويلا من وكالة المخابرات المركزية الأميركية ) أما صحيفة الغارديان البريطانية فقالت : ( إن اختيار علاوي، الذي يرتبط على نحو وثيق بوكالة المخابرات المركزية وقبلها بالمخابرات الخارجية البريطانية، كرئيس للوزراء في العراق ابتداء من الثلاثين من يونيو (حزيران) المقبل سيجعل من الصعب على الولايات المتحدة وبريطانيا إقناع بقية دول العالم بأنه قادر على قيادة حكومة مستقلة. (خاصة) انه هو نفسه الشخص الذي سربت عبره المعلومة المثيرة للجدل التي قدمتها الحكومة البريطانية من أن أسلحة الدمار العراقية يمكن أن تكون فاعلة خلال 45 دقيقة .)
وإذا ما أضفنا إلى ذلك ما يقال عن علاقات وثيقة تربط علاوي بالحركة الماسونية فإن الاختيار الأمريكي لهذا الشخص ولقائمة الأسماء معه والتي وصفتها كوندوليزا رايس بأنها" قائمة رائعة " سوف لن يكون مجرد خطأ أمريكي في الحسابات بل هو أقرب إلى الإهانة المقصودة الموجهة إلى الشعب العراقي والضحك على ذقن الأمم المتحدة .
أما فيما يتعلق بالمناطحات البائسة المصحوبة بالتهريج المأساوي المفتقد إلى أبسط قواعد الأدب واللياقة التي سادت بخصوص معركة الفوز بمنصب رئيس الجمهورية فهي لا تختلف في النوع أو الدرجة عن بؤس السلوك الأمريكي والبريطاني ذاته . ففي صفقة هي الأقذر في تاريخ السياسة العراقية في العصر الحديث تحالفت الأحزاب الكردية التي تصنف نفسها بالعلمانية عادة مع الأحزاب السلفية الشيعية التي تتحفظ على " الدولة الاتحادية /الفيدرالية " عادة من أجل إسقاط مرشح لبرالي لرئاسة الدولة يرفض المحاصصة الطائفية ويتحفظ على مسألة فرض الدولة الاتحادية "الفيدرالية " كشكل للدولة العراقية بقوة دبابات الاحتلال على الشعب العراقي ألا وهو عدنان الباججي علما بأنه لا يرفض الفيدرالية كشكل للدولة ولكنه يرى - وهو على حق هنا - بأن من يقرر ذلك هو الشعب العراقي وليس هذه الحزب أو تلك العصابة . ومع تحفظاتنا المعلنة على عضوية الباججي في مجلس الحكم وعضوية نائبه في حزب التجمع الديموقراطي للمستقلين مهدي الحافظ فقد كان حريا بهما كليهما الخروج من هذه اللعبة العفنة برمتها والالتحاق بخندق الشعب الرافض للاحتلال بعد هذه المؤامرة الخسيسة التي حاول فيها تحالف الطائفيين والشوفينيين إلصاق تهمة العمالة للاحتلال بالباججي واعتباره مرشح المحتلين في حين اعتبروا أن مرشحهم هو مرشح الأغلبية العراقية أما الباججي فقد فضح الملعوب وقال في تصريح صحافي بث اليوم ( ما آلمني أكثر هو القول بأنني كنت مرشح الولايات المتحدة لهذا المنصب ، وإنها أرادت أن تفرضني على مجلس الحكم ، هذا كذب فاضح وغير صحيح أبدا لأن الإدارة الأمريكية لم ترشحني بل على العكس من ذلك هي التي رشحت في المرة الأولى غازي الياور وأخبرت السيدين مسعود البارزاني وجلال الطالباني وهما يشهدان على ذلك . / الشرق الأوسط 2/6/ ) و يبدو أن السيد الباججي متفائل كثيرا فيما يتعلق بضميرَيْ البرزاني والطالباني فرجح إنهما سيشهدان بصحة ما حدث الأمر الذي لا نرجحه البتة !
إن التأمل في ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية يعطينا تصورا دقيقا للعقلية المتخلفة والنوايا السوداء والأنانية المفرطة التي حكمت وتحكم جميع الأحزاب والقوى والشخصيات المتعاونة مع الاحتلال والتي وافقت على التعاون معه ضمن حكم صوري محمي بالقواعد العسكرية الأجنبية فقد ثأرت الأحزاب السلفية من الباججي لأنه لبرالي وعلماني يرفض المحاصصة الطائفية وعروبي يرفض القطع مع المحيط العربي للعراق و فضلت عليه غازي الياور الذي لا تختلف علاقاته المخابراتية عن علاقات أياد علاوي بالأوساط الأمريكية والبريطانية ، أما الأحزاب الكردية التي تزعم العلمانية ورفض السلفية فقد انساقت خلف نعرتها الشوفينية وحاولت تلقين كل المتحفظين على الفيدرالية درسا قاسيا من خلال رفض ترشيح الباججي وتأييد ترشيح الياور . لقد اشترط البرزاني والطالباني على الياور اعترافا علنيا في خطبة التنصيب بأن العراق قد غدا دولة فيدرالية وقد وافق الياور على هذا المطلب ولكن الطالباني أصر على أن يلفظ الياور الكلمة باللغة الإنكليزية ولا يستعمل مرادفها العربي أي " الدولة الاتحادية " فوافق الياور أيضا على هذا الشرط التفصيلي والذي يعكس غباء رهانات العقل العنصري المتطرف والعميل للأجنبي . وأخيرا فاز بمنصب الرئاسة شيخ عشائري لم تسمع منه كلمة واحدة ضد نظام المقابر الجماعية بقيادة صدام حسين طوال عمره وعرف بتصريحاته الاستفزازية ضد المقاومة العراقية في الفلوجة التي حملها المسئولية عما يحدث فطالب أهالي الفلوجة بطرده من وفد الوساطة فكان لهم ما أرادوا وخسر المنصب عدنان الباججي الذي رغم تحفظاتنا عليه ولكنه سجل موقفا شريفا وشجاعا في حصار الفلوجة حين وصف الحصار والأعمال العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال بأنها أعمال غير شرعية .
كانت الكارثة ستهون وستكون أقل وطأة على شعبنا المتعب والنازف بفعل مجازر الاحتلال والعصابات الإرهابية المرتبطة به لو أن الحركة الوطنية العراقية والقوى المعادية للاحتلال أضحت على قدر المسئولية وفي الموقع الصحيح غير إننا للأسف نسجل استمرار حالة التشتت والفوضى والنشاطات الفردية والتعويل على الدول الإقليمية واعتماد البرامج والوجوه الطائفية والسلفية وانعدام التنسيق بين تلك القوى مما أفقدها القدرة على التأثير في الوضع العام أو تقديم بديل وطني مقنع للشعب والعالم عن حكم عملاء المخابرات الأجنبية .
ومن هنا تأتي ضرورة التحرك الجاد والحازم والسريع من قبل القوى الوطنية سواء تلك التي نرتبط بها – نحن في التيار الوطني الديموقراطي العراقي - بعلاقات تحالف وتنسيق أو تلك التي لا تربطنا بها أية علاقات من أجل تفعيل الموقف الوطني الجاد والمعارض للاحتلال ونظامه العميل من أجل عزل وشل الحكم الجديد وتصعيد المقاومة بكافة أشكالها والدفاع عن الشعب والبدء بنقاش عميق وعاجل بين جميع الأطراف الرافضة للاحتلال من أجل قيام المؤتمر التأسيسي العراقي الشرعي الذي سيختلف شكلا ومضمونا عن المؤتمر الذي كلفت سلطات الاحتلال حزبيا كرديا معروفا بتوجهاته الشوفينية هو فؤاد معصوم بتشكيله وسلقه في ليلة ظلماء . وفي حال بدا أن المؤتمر التأسيسي يتطلب المزيد من الوقت والجهد والتخطيط فيمكن العمل عاجلا وبما لا يتناقض أو ينهي مشروع عقد المؤتمر التأسيسي الوطني العام على قيام ائتلاف سياسي أو جبهة سياسية ميدانية من مجموع القوى الرافضة للاحتلال على أسس برنامج الحد الأدنى للتحرر الوطني المتمثل بتحرير العراق من الاحتلال الأجنبي ولإقامة نظام وطني ديموقراطي ولكي يكون هذا الائتلاف أو الجبهة السياسية الميدانية هو القوة الدافعة لفكرة المؤتمر التأسيسي الوطني العام وليس بديلا عنها أو خيارا سياسيا جديدا يحل محلها بل هي قوة دافعة و قطب وطني استقلالي يقود شعبنا نحو الظفر بحريته وسيادته ويملأ الفراغ السياسي الكبير والخطير المشابه لذلك الفراغ السياسي الذي تسبب في هزيمة الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 والتي رغم كل أمجادها العسكرية ولكنها انتكست بسبب غياب البرنامج السياسي الملائم والقوة الدافعة التي ترفع رايته .
نحو جبهة ميدانية للقوى الرافضة للاحتلال والنظام العميل والمدار من قبل المخابرات الأجنبية .
نحو عقد المؤتمر التأسيسي الوطني العام .
من أجل الحرية والاستقلال والديموقراطية .
فلتتكاتف الجهود الوطنية الخيرة ولتتوحد قوى شعبنا المكافح .

#التيار_الوطني_الديموقراطي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات