علاء الفزاع
الحوار المتمدن-العدد: 853 - 2004 / 6 / 3 - 05:19
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
تجاوزت حكومة السيد فيصل الفايز حاجز المئتي يوم بنجاح، وبمؤشرات مرتفعة على تفاؤل الأوساط الشعبية الأردنية بتلك الحكومة، حسب استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا.
ولكن الأكثر واقعية في هذه الحالة هو التفاؤم. التشاؤم المشوب بالتفاؤل، مع احتمال أضعف: التفاؤل المشوب بالتشاؤم. لا يوجد ما يدعو إلى الاعتقاد بوجود شيء جديد، ما دامت المعادلة نفسها موجودة. الحكومات لا زالت تشكل وتحل، بل وتقصى، بعيدا عن الشارع، وغالبا دون علمه بالتفاصيل الحقيقية لتشكيل وحل مجالس الوزراء.
كل الحكومات تبدأ ببرامج طموحة تحمل الكثير من الإيجابيات. ولكن اللاعبين الأساسيين على ساحتنا السياسية ليس من ضمنهم الأغلبية الخجولة التي لا تبدي رأيا ولا تطالب بحق، وتسكت على التجاوزات الصغيرة التي تبدأ تكبر، حتى تصل الحكومات، كل الحكومات إلى مرحلة تستهلك فيها رصيدها الشعبي، نظرا لاستسهالها التجاوز على الجماهير، في مقابل عدم قدرتها على المساس بدوائر النفوذ التي تدافع عن مصالحها بشراسة قد تطيح بأية حكومة. وهكذا تنتهي كل حكوماتنا إلى أن تصل إلى مواقع لا تمثل بتاتا البرامج الطموحة الذي تكون قد بدأت بها.
ليس للمواطن إلا أن يتفاءم ما دام لا يدافع عن حقوقه، وما دام لا يعارض رفع الأسعار، وما دام لا يعارض قوانين الانتخاب الهزيلة، وما دام يسكت على كل القوانين المؤقتة، وعلى الرسوم والضرائب الإضافية، وعلى رفع الرسوم الجامعية، وعلى الإعلام الذي يكاد يكون في خدمة الحكومة، والحكومة فقط، وما دام المواطن لا يبالي بالأحزاب ولا يدعمها، ولا يرفع صوته ولا يعبر عن نفسه.
لن يتغير شيء ما لم يتغير المواطن نفسه، وستظل حلقات الحكومات المتتابعة خيبات أمل متتالية للمتفائلين، وفرصا دائمة للمتشائمين ليقولوا-دون أن يحاولوا تغيير شيء- أنهم أول من كشف حقيقة الحكومة. ولكن الحقيقة أننا نحن بحاجة إلى اكتشاف حقائق أنفسنا.
#علاء_الفزاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟