أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الصوفية والولائم في مصر فى القرن العاشر الهجري














المزيد.....

الصوفية والولائم في مصر فى القرن العاشر الهجري


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 17:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في القرن العاشر الهجري – في مصر العثمانية – تسيد الصوفية الحياة الاجتماعية والدينية ، واشتهر وقتها الشيخ عبدالوهاب الشعراني زعيما للفقهاء والصوفية وتأثرت القرون التالية بمؤلفاته الكثيرة ، ومنها كتاب " لطائف المنن " الذي نسترشد به في هذا المقال عن الصوفية والولائم في القاهرة العثمانية .
وفي هذا الكتاب يفتخر الشيخ الشعراني بمناقبه وبما منّ الله عليه به، لذلك سمي الكتاب " لطائف المنن "وفيه يقول مثلا مفتخرا بأنه يتعفف عن الأكل والولائم التي يقيمها مشايخ العرب وفقهاء الأرياف . ومن المعروف أن مشايخ الأعراب وفقهاء الأرياف كانت لهم السيطرة على القري والفلاحين في ذلك الوقت وكانوا يقيمون الولائم من عرق الفلاح المصري ودمائه ويحضرها علماء الدين المشهورون في القاهرة ، وقد افتخر الشعراني بتعففه عن حضور تلك الولائم ، ويقول الشعراني إن زوجة صاحب الوليمة " ربما عجنت وخبزت وطبخت في اليوم مرتين وتصير تتسخط وتقول : اللهم أرحنا من هذه العيشة ، وربما أكرهها زوجها على ذلك وضربها بالعصا ضربا مبرحا .." .
ولم يكن بقية المشايخ على طريقة الشعراني في التعفف إذ يذكر أن بعضهم كان يدور في بلاد الشرقية والغربية ومعهم مريدوهم وأتباعهم فأرهقوا الفلاحين .. وبعضهم كالشيخ دمرداش المحمدي كان إذا عزم أحدهم ذهب للوليمة وحده وأكل الطعام كله وحده ، وفي إحدى المرات أكل طعاما يكفي ثلاثمائة شخص كما يقول الشعراني ..!!
بل كان المشايخ " يعزمون أنفسهم " على طعام الأيتام و يلتهمونه ، إذ يقوم الشيخ في القرية بإغراء أم الأولاد الأيتام بأن يجعل أبناءها شيوخا بشرط أن تقيم ولائم لمشايخ القاهرة ، وقد افتخر الشعراني أنه لا يفعل مثل ذلك.
وقد أسهب الشعراني في وصف المظالم التي يتعرض لها الفلاحون ، وكيف يتعرضون للضرب والتعذيب إلى أن تسلبهم السلطات الحاكمة آخر مالديهم من قوت لأولادهم ، ومع ذلك فإن شيوخ القاهرة كانوا ينزلون الريف – كالتتار – يأكلون الأخضر واليابس في ضيافة الكاشف أو المأمور ، ويدفع الفلاحون المعدمون فاتورة الطعام ..!!
وكان حكام الريف يرسلون الهدايا إلي مشايخ القاهرة من العلماء والصوفية وتراوحت الهدايا بين الحبوب والطيور والحيوانات خصوصا في المواسم الدينية ، والشعراني - كعادته – يفتخر بأنه لا يأكل من تلك الهدايا التي ترد إلى زاويته وربما يقوم بذبح الحيوانات المهداة إليه ويفرقها على جيرانه في القاهرة ، ويقول " وقد بلغنا أن الكاشف ومشايخ العرب يأخذون هذه الضحايا . وربما كانت تلك النعجة للأيتام أو فقراء أخذها شيخ البلد منهم قهرا .. فيأكل سيدي الشيخ وفقراؤه حراما بنص الشريعة !!..
ثم يذكر الشعراني تجربة شخصية وقعت له فيقول " ومما وقع لي أن بعض الكشاف بالغربية أرسل لي خمسة كباش فقلت لقاصده( اى الرسول الآتى منه ) : أنا لا أقبل شيئا من الكشاف " وذكر الشعراني القصة وافتخر في نهايتها بأن " هذا أمر مما رأيت له فاعلا في مصر إلا قليلا "
وكان الشيوخ نجوم ولائم أخري يغلب عليها الطابع الاجتماعي مثل الأعراس والعزاء وولائم الجمعة ونهاية الشهر بالإضافة للنذور ..
ويقول الشعراني مفتخرا أنه لا يذكر أنه حضر وليمة من هذه الولائم إلا مرة واحدة أكل فيها ثم تقيأ ما أكله .. هذا مع أنه في مناسبات كثيرة ذكر في هذا الكتاب وغيره أنه كان يحضر تلك المناسبات ويأكل مع الشيوخ ..
الاسراف فى الولائم
وحديث الشعرانى في الموضوع يعطي بعض التفصيلات التاريخية لمجتمع القاهرة في ذلك الوقت ، ونعرف مما قاله أن الإسراف كان شديدا في إعداد أطعمة الأعراس .
وامتد الإسراف والمباهاة إلى طعام العزاء وآخر الأسبوع الجمع وتمام الشهر حيث يتوافدون على المقابر والترب.. ويقول الشعراني أنهم ربما عملوا من الفطير والعجمية والسنبوسك والحلو والأرز خوفا من عتب الناس الذين يعزون ويطلعون له التربة ، وربما كان ذلك من مال الأيتام وبعضهم .. والداهية العظمي مايحدث من تشاجر بين المقرئين على الفلوس ونهبهم للطعام وأهل الميت يسمعون ذلك ..!!
الحرفيون و العمال فى القاهرة ( الصنايعية )
والتفت الشعراني إلى فقراء الصنايعية في القاهرة ، وأولئك المساكين كانوا يوفرون من الضروريات لإقامة ولائم للشيوخ المترفين الذين لا عمل لهم إلا الأكل والرقص أو الذكر الصوفي ، ويقول الشعراني " وما من الله تبارك وتعالى به على حمايتي من الأكل من طعام الصنايعي الذي يعمل بالقوت لا سيما أن كان قد طعن في السن إلا أن كافأته على ذلك بإعطائه ثمنه أو بتوجهي إلي الله تبارك وتعالى أن ينزل له البركة الخفية في رزقه بقية عمره .. وسبب التورع عن مثل ذلك كون الصنايعي يقاسى شدة في كسبه طول يومه حتى يعاين ما يقارب أسباب الموت ، فلا ينبغي لمن كان له مروءة أن يأكل من مثل ذلك.."
ومع ذلك اعترف الشعراني بأنه كان يأكل طعام الصنايعي البائس في مقابل أن يدعو له .. وذلك ما يفعله باقي إخوانه من المشايخ وبنفس التبرير .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثالثا: لمحات قرآنية عن الدولة المصرية في عصر موسى عليه السلا ...
- مسجد الضرار .. ومسجد الضراط ..!!
- • الفصل الأول * الحياة السياسية في مصر القديمة من خلال آيات ...
- كتاب ( مصر فى القرآن الكريم ) الفصل الأول : أولا : معنى كلمة ...
- تأملات فى قصة يوسف فى القرآن العظيم ( 8 ) ماذا يبقى لنا من ق ...
- مفوضية الولايات المتحدة الامريكية للحرية الدينية فى العالم ت ...
- منهج الطبري فى تاريخه ( تاريخ الرسل و الملوك )
- ( مصر فى القرآن الكريم ) : قبل أن تقرأ هذا الكتاب : مقدمة
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام والمسلمين ( المقال التاسع )انهيار ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال الثامن )، جار ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال السابع )منصب ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين (6 ) منصب القضاء ونزوا ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال الخامس )القضا ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال الرابع ) ضمير ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال الثالث ) التش ...
- وظيفة القضاء‏ ‏بين الاسلام و المسلمين ( المقال الثانى )القضا ...
- سؤال واحد أخير للشيخ القرضاوى : ألا تخجل من نفسك وشيبتك ؟
- المسكين والهلاك القادم للمترفين المسلمين:
- رسالة الى الأحبة ( 25 )
- بيان من المركز العالمى للقرآن الكريم : تفعيلا لتوصيات المصال ...


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الصوفية والولائم في مصر فى القرن العاشر الهجري