أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - كردستان لقمة اكبر من فم العراق














المزيد.....


كردستان لقمة اكبر من فم العراق


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 16:34
المحور: القضية الكردية
    


كان العراق دولة فتية عمرها 4 فقط سنوات فقط، عندما اعلن البريطانيون ضم ولاية الموصل (التسمية العثمانية لاقليم كردستان) اليها في العام 1925 وفق اتفاقية سايكس بيكو السابقة مع الفرنسيين.
وقد اخطأت الحكومات العراقية في الانقضاض على هذا الطعم، دون ان تفكر في ان هذه اللقمة قد تكون سامة، فكان من الاجدر بها عدم قبول هذا الامتداد في عمق الجبال، حتى نهر الهيزل وسفوح جبل القنديل.
السبب الاول في هذا الخطأ هو ان الحكومات العراقية لم تكن تحمل مفهوما واضحا وتعريفا لـ "الحدود". بل كانت متأثرة ببناء شبيه بهيكلية الدولة العثمانية، وهي وريثة الشكل "الامبراطوري" للدولة، ووفق التعريف ذاك، لم تكن للامبراطوريات حدود، بل نهايات وتخوم، واصقاع بعيدة.
وظهر مفهوم الحدود، لاول مرة في فرنسا في القرن الثالث عشر بمسمى "لا فرونتير"، والتي تعني الجبهات، اكثر مما تعني الحدود بمفهوما الحالي، ثم تطور مع بروز اشكال الدولة الاكثر حداثة الى انواع كالحدود المناطقية، والحدود الطبيعية، والتاريخية، وربما اخرها ما يعرف بالحدود الخطية الذي ظهر مع بروز فن رسم الخرائط وترسخ القيم القومية.
في امريكا عرفه ج. ف. تيرنر في كتابه "الحدود في التاريخ الامريكي" على انه "الشّريط المتحرّك حيث يتكوّن المجتمع الجديد".
و رأي الالماني فريدريك راتزل بانه الفجوات والفواصل الاثنية، ولعل الوصف الاشمل هو ما جاء به العالم الاجتماعي الالماني ج. سيمل: " ليس الحدّ ظاهرة مكانيّة ذات آثار سوسيولوجية بل ظاهرة سوسيولوجيّة تأخذ شكلا مكانيّا".(*)
واذا كان ضم الولاية الى العراق رويا وفق التعريف الامبراطوري للدولة، فانه على ضوء التعريفات الحديثة ليس صعبا فحسب، بل قد يتجلى على شكل خطأ تاريخي يحول دون تشكيل نهائي للدولة نفسها (العراق)، وقد يجرها من اجل المحافظة على كيانها الى مركزية قسرية مفرطة، مما قد يسبب في برهة تاريخية الى الانفجار وحتى خطر التفكك والتشظي الى "دول المحافظات".
وبدلا من معالجة الخلل في مراحله المتقدمة، فأن الحكومات، الاقطاعية، حتى عام 1958، والنازية التي تلتها، بدلا من التفكير بصورة علمية لبناء بلد حديث، فانها كانت تفكر بمواصلة ابتلاع هذه الجنينة المرة بشراهه، ودون ما جدوى.
وقد خسرت كردستان، الممزقة، طيلة هذا التاريخ، خيرة ابنائها، وثرواتها، وفرص تطورها في صراعها الدامي من اجل الافلات من بين الفكين، من جانب، فان العراق، الدولة التي لم ينضج عودها بعد، من الجانب الاخر، خسرت جل طاقاتها الاقتصادية، وفرصها المتتالية في التنمية الحقيقية التي كانت ستضعها في مصاف الدول الراقية، في صراع غير مبرر، وغير مجد، ولم تحصد منه سوى الكوارث.
ومع ان سقوط النظام العسكريتاري في العام 2003 قد وفر الاجواء للتفكير بهدوء، الا ان الاسلاميين الذين استخلفوا النظام الصدامي في بغداد قد فوتوا المفرصة لايجاد حل جذري للمعضلة المزمنة، معضلة مخلفات سايكس بيكو، معضلة كردستان، ولم يلتفتوا هم ايضا الى انها لقمة اكبر من فم العراق، بل ان استلال اشواكها العالقة في البلعوم، مثل كركوك، سنجار، خانقين وحتى بدرة، قد يكون اكثر ايلاما من ابتلاعها.

(*)G.Simmel : sociologie : études sur les formes de socialisation Paris PUF 1999. p 607



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟
- مذابح التاميل مرت بصمت
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد
- عبد المحي البصام لم يتغير
- عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة
- هل العراق دولة عنصرية؟
- هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟
- صلح المالكي، حيرة بين امرين
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق
- الدم الفلسطيني ... والدم الكردي
- اعياد العراقيين تهاني ام مواساة؟؟؟
- طريق القدس يمر من اربيل
- ترشيح المالكي لجائزة نوبل مطلب امريكي
- المالكي والاتفاقية، دلع بنات غير مبرر


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين القطبي - كردستان لقمة اكبر من فم العراق