الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:52
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
اليوم، الأول من حزيران، يوم الطفل العالمي. وقد خصصت الأمم المتحدة هذه المناسبة العالمية لحث ولفت انتباه مختلف البلدان والانظمة ومنظمات حقوق الانسان والاطفال بوضع قضايا الاطفال، ظروف معيشتهم، ظروف حياتهم الصحية والتعليمية والبيئية تحت المجهر، وذلك بهدف معالجة هذه القضايا والعناية بعالم الاطفال كمهمة أساسية وفي المراتب الاولى من سلم اولويات الاهتمام. فحالة الاطفال المعيشية والظروف التي ترافق نموهم تعكسان عمليًا، مثل المرآة، طابع المجتمع الذي يعيشون في كنفه وهوية النظام الذي يحكمه، فالسؤال المركزي يبقى في أية ظروف تجري رعاية وإعداد براعم المستقبل. وحقيقة هي انه في مختلف بلدان أنظمة الاستغلال الرأسمالي، وبشكل متفاوت، تحرم اوساط واسعة من الاطفال حياة الطفولة الطبيعية، فأطفال الفقراء وابناء وبنات العاطلين عن العمل يُحرمون من البسمة الطفولية الطبيعية من جراء عدم توافر اللقمة كما يجب، والملابس كما يجب، والعناية الطبية كما يجب، والظروف للتعليم كما يجب أيضًا. ولهذا تنتشر بين ابناء عائلات الفاقة والضائقة الاقتصادية ظواهر ترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة، وعمل الاولاد دون السن القانونية وانزلاق اطفال الى عالم الاجرام والمخدرات والعنف.
اننا نُحيي يوم الطفل العالمي في ظل نظام في بلادنا مجرم بحق اوساط واسعة من الاطفال، فكل طفل رابع في اسرائيل يعيش تحت خط الفقر، وحوالي 56% من الاطفال العرب يعيشون تحت خط الفقر. وبدلا من توفير ظروف افضل لمعيشة وتطور الاطفال فان حكومة شارون – نتنياهو الكارثية كشرت عن أنيابها واقتطعت من لحم مخصصات الاولاد.
في يوم الطفل العالمي، نرى من الاهمية بمكان رفع مستوى التضامن الكفاحي عالميًا ومنطقيًا وداخل اسرائيل مع اطفال فلسطين واطفال العراق الذين يعيشون بدون طفولة في ظل احتلالين دمويين همجيين، اسرائيلي وانجلو امريكي، يصادر كل منهما حق الطفل بالبسمة واللقمة والدفتر، وحتى حق الاطفال بالحياة والامن والاستقرار. فمنذ بداية هذا العام قتلت قوات هولاكو الاحتلال الاسرائيلي بقذائفها وصواريخها اكثر من مائة طفل فلسطيني انضموا الى قافلة مئات الشهداء من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء. كما انه في ظل حصار التجويع الاقتصادي الذي يفرضه الاحتلال الاسرائيلي على المناطق الفلسطينية المحتلة فان اكثر من سبعين في المئة من اطفال فلسطين في الضفة والقطاع يعيشون تحت خط الفقر، هذا اضافة الى مجازر الاحتلال الدموية وممارسة ارهاب الدولة المنظم واعتداءات عصابات المستوطنين المستمرة التي تؤدي مجتمعة الى اغلاق المدارس وحرمان الاطفال من التعليم المنتظم.
ورسالتنا الأساسية في يوم الطفل العالمي نوجهها الى جماهيرنا والى جميع انصار حقوق الانسان والشعب بالحرية والسيادة، نناشد جميعهم بجمع الاغاثة لشعب واطفال فلسطين وتصعيد الكفاح لإسقاط حكومة الكوارث اليمينية.
("الاتحـــــــــاد")
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟