أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - الخلاف حول العطلة الأسبوعية هو نتاج لواقع طائفي مرير!














المزيد.....

الخلاف حول العطلة الأسبوعية هو نتاج لواقع طائفي مرير!


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2806 - 2009 / 10 / 21 - 08:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


احتل الخلاف حول أيام العطلة الأسبوعية في مدارس شفاعمرو حيزًا كبيرًا من الاهتمام الرسمي والشعبي والإعلامي، وأصبح مثار جدل وأخذ ورد تحوَّل إلى نقاش بيزنطي عقيم انحرف عن جوهر المشكلة ولم يُوصل إلى الحل المطلوب. وفي خضم هذا الحراك الغوغائي البغيض لا بد من وضع النقاط على الحروف والشروع باستكشاف الأسباب الحقيقية التي تؤدي لحصول مثل هذه الحالة.

إنني أميل إلى الاعتقاد بأنه لا يمكن فهم ما يحصل دون الرجوع إلى العامل الأساس الذي يُعتبر مصدر غالبية المشاكل التي تعاني منها مدينة شفاعمرو، وهو الواقع الطائفي الذي نكتوي بناره بشكل شبه دائم، إنه واقع مولِّد للأزمات المتتالية التي كلما ننتهي من واحدة منها نكون على موعد مع الأزمة القادمة وهكذا دواليك. بناءً على ما تقدم فإن الخلاف حول العطلة الأسبوعية هو ابن شرعي للطائفية المستشرية في الجسد الشفاعمري المريض.

بنظري ما كان لهذه الأزمة أن تستفحل لولا وجود "زعماء" طائفيين كل همهم إشعال نار الفتنة وخلق الأزمات الطائفية التي تساهم في رفع أسهمهم في صفوف "جماعتهم"، التي يحرص كل "زعيم" من هؤلاء "الزعماء" على إقناعها بأن ما يقوم به يصب في خانة "مصلحة الطائفة"، في حين أنه بالحقيقة يكون قد أضر في سلوكه هذا بطائفته قبل أن يضر الطوائف الأخرى. لا يمكن أن نتوقع من هؤلاء "الزعماء" سوى العمل على تعميق الطائفية لأنهم انتُخبوا على أساس طائفي وتحت شعار "تمثيل مصالح الطائفة والسعي إلى حصولها على أكبر كمية من الوظائف والموارد".

من السخافة بمكان تصنيف المواطنين بين مؤيد ومعارض للتعليم أو التعطيل يوم السبت، فأنا ضد حصر المسألة بين "أبيض" و "أسود" علينا أن نختار واحد منهما. النقاش يجب أن يتعدى الأمور السطحية ويلج إلى عمق الموضوع الذي يدور حول سؤال جوهري هو : هل نريد أن نغرق في المستنقع الطائفي أم أننا نرنو إلى ترسيخ قيمة المواطنة في المجتمع ؟!

الخروج من الأزمة لا يكون عن طريق تبني حل توافقي يأخذ بالاعتبار "إرضاء" جميع الطوائف، لأنه حل معاق قد يسكِّن الأزمة إلى فترة زمنية معينة لكنه سيؤدي إلى إعادة فتحها فيما بعد. لذلك فالحل الحقيقي يبدأ بمعالجة هذه الوضعية بأدوات مُواطِنِية وليست طائفية آخذة بالاعتبار المصلحة العليا للمدينة ومواطنيها.

المصلحة العليا للمدينة تتطلب منا خلق وعي مُواطِني يقوم على أسس وطنية عَلمانية عابرة للطوائف، وهذا الوعي كفيل بالحد من وقع الاستقطاب الطائفي في شفاعمرو. لا شك أن القيام بهذه المهمة يقع بالأساس على الأحزاب الوطنية العَلمانية الفاعلة في المدينة والتي مطلوب منها المبادرة للسير بهذا الاتجاه. أشير لهذا الأمر مع أنه للأسف الشديد لم نسمع صوت الجبهة والتجمع وأبناء البلد ولم نعرف موقفهم من مسألة العطلة الأسبوعية، فلقد التزموا الصمت ولم يبدوا رأيهم بتاتًا تاركين المجال لشد الحبال الطائفي أن يأخذ مجراه.

شفاعمرو بحاجة ماسة إلى بروز طبقة سياسية جديدة تطيح برموز "العهد القديم" وتؤسس لواقع آخر تشكل مفاعيل المواطنة والعَلمانية والمجتمع المدني أهم أسسه. وهذا لا يمكن أن يتم إلا عن طريق "معاقبة" الزعامات التقليدية التي جرَّت علينا الأزمات، واستبدالها بقيادات عصرية حديثة تأخذ على عاتقها مهمة نقل مجتمعنا ومدينتنا الغالية من التخلف إلى الحداثة.





#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يتحول العنف إلى سلوك مبرر!!
- نحو تنشيط الحراك الثقافي الشفاعمري
- حول العلاقات المسيحية- الدرزية
- عن المسألة الطائفية مرة أخرى!
- في نقد اليسار الدرزي!
- نبني يسارًا جديدًا مع الجبهة
- الليبرمانية تشكل خطرًا على الديمقراطية الإسرائيلية!
- حمد عمار وخيانة الذات!
- ثقافة الحذاء!!
- نحو نهضة شفاعمرية حقيقية
- قائمة - دروز شفاعمرو- تستغل الدين لأهدافها السياسية !!
- الوحدة من أجل حشر قائمة -المستقبل- في الزاوية!
- لا مكان للمشاريع الأصولية الإسلامية في شفاعمرو!
- قائمة -مستقبلية- بمفعول رجعي !!
- ماذا بعد -إسقاط عرسان- ؟!
- الإسلام الأصولي والتدين الغوغائي!!
- عن -الديمقراطية الشعبوية-!
- حول مسيرة إحياء ذكرى شهداء مجزرة شفاعمرو
- نحو إلغاء التجنيد الإجباري!
- نقد أساليب الدفاع عن أراضي الكرمل


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف حيفا
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي في حيفا بال ...
- -نفقد هويتنا كيهود وبشر-.. عامي أيالون يعلق لـCNN على صور -س ...
- ألمانيا: حوالي ألفي حادثة معادية للإسلام والمسلمين في 2023
- قدم حالاً.. شروط التسجيل في كلية المسجد النبوي 1446 والتخصصا ...
- مقال في هآرتس: على اليهود الأميركيين محاربة نظام نتنياهو الب ...
- ماذا يعني ارتداء شال -الطاليت- في المسجد الأقصى؟
- مقتل 19 شخصاً في هجمات على كنائس وكنيس يهودي في داغستان
- -مرتان فقط- في اليوم.. حقيقة تعديلات رفع الأذان في الكويت
- مستوطنون محتلون يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي سعد - الخلاف حول العطلة الأسبوعية هو نتاج لواقع طائفي مرير!