أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار















المزيد.....

مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 852 - 2004 / 6 / 2 - 04:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أنا على ثقة من أن الصدر كان صادقا بما ذكره برسالته للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية والتي يتنصل بها عن محاولة الاغتيال التي تعرض لها رجل الدين المعتدل الشيخ صدر الدين القبنجي، وربما يكون الصدر أيضا مقتنعا تماما إن خرق الهدنة بينه وبين الجيش الأمريكي في النجف كان من قبل قوات التحالف وليس من قبل المليشيا التابعة له. السبب بسيط جدا وهو إن السيد مقتدى الصدر مضلل ومعزول تماما ولم يعد يمتلك ناصية القرار على جيشه، ذلك أنه قد أدخل ضمن جماعته من لا يرحم الشعب العراقي ولا حتى مليشيا الصدر نفسه، أدخل بعثيين ووهابيين ومرتزقة عرب، والكثير من عناصر البعث كانت إما من فدائيي صدام أو من عناصر المخابرات المنحلة، ولها صلاتها البعيدة عن الصدر وتأتمر بأمرها وليس الصدر من يصدر الأوامر لها.

من يسميهم الصدر بالتوابين من فلول النظام المقبور هم من يدير العمليات العسكرية بين جيش مقتدى والقوات الأمريكية وباقي الأطراف في النجف. إن النجفيين ليسوا بحاجة لوثيقة تثبت إن الخزعلي واحدا ظباط المخابرات في النظام البعثي، فهم يعرفوه تماما كما يعرفون جميع العناصر التي تحيط بالصدر، هذه العناصر هي من يستشيرهم وهم من يحمل له المعلومات وهم المسئول عن حمايته، وهم مخلصين فعلا بأدائهم هذه المهمة، فهو الصورة التي يختبئن خلفها، وبغيابه سوف لن يكون لهم مكان أبدا في النجف، ولو يوما واحدا، وربما لم يعد لهم مكان في العراق أيضا. هذه العناصر هي من ينقل له المعلومات ويتحدث بالنيابة عنه، ويخطط للعمليات العسكرية، وهم من يتحمل وزر توفير الأسلحة، مستفيدين من الأموال الإيرانية الطائلة التي تدفقت على مقتدى الصدر، باختصار هم من يقومون بكل شيء وما هو إلا صورة، وما يقوم به ليس أكثر من أدوار دعائية محددة من قبل هذه العصابة التي تحيط به.

إن من هو قريب من دائرة القرار لمجموعة الصدر يعرف هذه الحقائق وتفاصيل كثيرة مملة، ولكن ما يزيد من صعوبة الوصول إلى معلومات أوفر، هو إن اختراق هذه الجماعة من الأمور الصعبة جدا وذلك لتمرسها بالعمل المخابراتي وما ليهم من خبرة طويلة تم توظيفها بالكامل في هذه المهمة، ولكن مهما يحكمون الطوق لابد أن ترشح المعلومات، ولكن غاية بالدقة والنقاء، كما الماء الراشح من الكوز القديم.

القيادات البعثية من فلول النظام المقبور والتي تدير عمليا مليشيا الصدر ستبقى تعمل جاهدة على خرق الهدنة مع قوات التحالف وتكيل التهم بأن الطرف الثاني هو من خرق الهدنة، وهي من سيجر الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، ما لم يستفيق الصدر من غيبوبته ويجنب العراق الفتنة الطائفية التي تعمل عليها هذه الجماعات. فهذه الجماعات هي من خرق كل بنود الهدنة الأخيرة التي تم الموافقة عليها من قبل الصدر ولكن، لم يتحقق أي شيء منها، فالخروقات ستبقى مستمرة لمشاريع الهدنة الهشة منذ اليوم الأول للموافقة عليها.

كما يقولون "وشهد شاهد من أهلها" فإن عباس الربيعي, رئيس تحرير جريدة "الحوزة الناطقة" والتابعة لتيار الصدر التي أغلقتها سلطة التحالف قبل شهرين, قد اعتبر أن إيران سعت خلال الشهور الماضية إلى "بلورة خيوط لها داخل تيار الصدر, لامتلاك القدرة على التدخل في أي نزاع يخوضه مع السلطة السياسية الشيعية, أو على الساحة العراقية ككل"، هذا ما صرح به لصحيفة الحياة في بغداد حيث لم يعد من الأمور الخافية على أحد، فهذه الخيوط التي وصفها الربيعي هي الأخرى متمرسة جدا بالعمل المخابراتي، وتعمل كعين واسعة لإيران على أداء التيار الصدري، وذلك لتكون طهران على بينة مما يجري، وهذا ما يفسر الهياج الذي لاحظناه في طهران وحميتها المفاجئة على العتبات المقدسة. في الحقيقة إن إيران قد شعرت بالخطر الكبير من تواجد عناصر مثل البعثيين والوهابيين الأعداء التقليدين لهم، وعلى عادة عمائم إيران، حين تكتشف إنها قد اقترفت خطأ كبير، فإنها توغل بالخطأ بدلا من معالجته بالتراجع عنه، بل تغرق أكثر بالوحل، وذلك بتعبير أصح، فراحت تعلن عن إرسالها إنتحاريين للعراق من أجل حماية المقدسات، ولكن في الواقع هي تسعى لخلق نوع من التوازن بين صفوف الصدريين وإفشال ما نجح البعثيين بالوصول إليه من سيطرة تامة على مقاليد الأمور وإدارة العمليات الصدرية في النجف. وهكذا يتضخم هذا التيار من خلال التنافس بين البعثيين والإيرانيين والسلفيين من جميع الجهات، في حين نجد الصدر فرح جدا بالزعامة والألقاب التي تسبغ عليه مثل آية الله، وحجة الإسلام والمسلمين، وما إلى ذلك من ألقاب بعيدة عن حقيقة هذا الشاب البعيد كل البعد عن العلوم الإسلامية، تلك الألقاب التي عادة ما يختموها بعبارة "دام ظله" و"قدس الله سره" وهو لا ظل له ولا سر بين جوانحه، فهو مجرد صورة تتحرك بقوة الأموال الإيرانية وتخطيط وتنفيذ المخابرات السابقة للنظام المقبور والتنفيذ الهمجي للسلفيين العرب وفلول القاعدة، وتقديم العراقيين من فقراء مدينة الصدر كقرابين للنصر الذي لم ولن يتحقق أبدا، فجميع الضحايا الذي يسقطون في النجف والكوفة هم من الصدريين، وتحديدا من فقراء مدينة الصدر ألعديمي الخبرة بالقتال.

كما أسلفنا، يتمترس ضمن مليشيات الصدر مجموعة كبيرة من السلفيين من المقاتلين العرب والقاعدة وجميعهم يحملون برنامج طائفي خبيث يهدف من حيث الأساس إلى إشعال الفتنة الطائفية، فهذه العناصر هي التي تعمل بلا كلل على خرق الهدنة وأحبطت كل المحاولات السابقة للوصول إلى حل سلمي للمسألة، هذا من ناحية، وهم من ناحية أخرى من يدفع فقراء مدينة الصدر ممن يحملون البنادق نحو الموت المحقق من أجل إضعاف التيار، والذي يعني تحقيق أحد أهم أهدافهم، ذلك إن هذه العناصر هي من يقود فقراء مدينة الصدر ويلقي بهم في محرقة الرصاص الأمريكي الذي يعرف طريقه نحو المهاجمين. هذا ما كان يهذي به أحد المصابين من هؤلاء الفقراء وهو راقد في مستشفى النجف.

أقل ما يمكن أن يفعله هؤلاء هو إضعاف مليشيا الصدر إلى الحد الذي لم يبقى بها غير الصدر والقيادات البعثية من فدائيو صدام الذين مازالوا يحتفظون بسراويلهم السوداء ذات الخطوط البيضاء من الجانبين لحد الآن، وأن يقع الصدر تحت رحمتهم بالكامل، ويحاربون في النجف كل شيئ وحتى الأطفال الرضع، بفرح عارم، تحت الصورة الكبيرة للشهيد الصدر الأب، أما الفتنة الطائفية فهي الهدف النهائي لهم.

إيران لا تحاول إنقاذ الصدر بعد أن تأكد لها حقيقة ما يجري على أرض الواقع في العراق، فطهران لها في هذه المرحلة هدفان أيضا الأول هو دعم الصدر بمليشيا مدربة وخبيرة بحرب المدن، والثانية لكي لا يتفرد به البعثيين والسلفيين الأعداء التقليديين للشيعة. لذا فإن مكاتب التطوع التي تم فتحها في طهران والمدن الإيرانية الأخرى لتجنيد المتطوعين الانتحاريين تحت ذريعة حماية المدن المقدسة وعتباتها، ما هي إلا خدعة، وفي الواقع إن من سيصل الأراضي العراقية هم مليشيات متمرسة في القتال داخل المدن والتحضير لمجابهة طائفية أدركت إيران إنها لابد آتية. أما الهدف النهائي لإيران هو إفشال المشروع العراقي بالديمقراطية ومصادرة التحول الذي حدث في العراق لصالح برنامج تصدير الثورة الذي باتت تتحفظ بالإعلان عنه، بل وحتى إنكاره، بالرغم من أنها تعمل على تنفيذه بكل ما استطاعت توفيره من إمكانيات وقوة.

المجلس الإسلامي الأعلى هو الآخر يعد نفسه لمواجهة من هذا القبيل ولا أحد يعرف بالضبط ما الذي يعده، لأن في النهاية سيتحمل هذا التيار مسؤولية إخراج المرتزقة العرب ومقاتلي القاعدة وفلول النظام، وهذا بحد ذاته ما يزيد من تعقيد الأمور، وربما سيكون له آثار سلبية بالرغم من نواياهم السليمة والطيبة.

هذه الخلطة الطائفية التي تحاول جر العراق إلى حرب طائفية هي المسئولة عن كل ما يجري في المدينتين المقدستين، ولابد من فض هذا الاشتباك الذي سيذهب ضحيته الأبرياء من أبناء هذه المدن. في واقع الأمر لا توجد جهة من هذه الجهات لها من القوة والإمكانيات لتحقيق أهدافها مهما كانت بسيطة، لأن كل منها يتصارع مع قوى أخرى متماثلة بكل شيء مع بعضها وتشل من قدرة أي منهم على تحقيق انتصار حقيقي على أرض الواقع.

المرجعية الدينية في النجف في وضع لا تحسد عليه خصوصا وإن الصدر مازال مظللا من قبل العناصر محيطة به ولا تنقل له سوى ما يتفق مع مآربها وأهدافها، ورأى محللون نجفيون ان محاولة اغتيال القبانجي مؤشر لدور مشبوه تنفذه تلك العناصر المتطرفة لخلط الأوراق بعد اتفاق السلام في النجف، وهذا يعني إن جميع المراجع الدينية في النجف مهددة بالتصفية. وللقارئ أن يتصور ما الذي سيحدث لو إن السيد السيستاني قد تعرض لمحاولة اغتيال، لا سامح الله، على يد هذه العناصر الخبيثة المتمرسة والخبيرة بخلط الأوراق؟ ويجب أن لا ننسى إن منزل السيد السيستاني يقع ضمن دائرة المقر الدائرة الأمنية للصدر والتي تبعد عن بيته مسافة زقاقين لا أكثر.

أما الدور الذي يلعبه البيت الشيعي الآن من أجل التوصل إلى حل سلمي هو الآخر سيمنى بالفشل ذلك أن أصل الشر مازال موجودا، وهو تلك العناصر الخبيثة، والتي لا ترغب بأن تكون ضمن تيار الصدر السياسي فيما لو تم تحويل هذه المليشيا إلى حزب سياسي بعد ان تلقي بسلاحها، فهذا التحول لا يخدم أغراضهم بشيء، بل سيحولهم إلى عناصر عادية كأي مواطن عراقي سواء كان معارضا أم منخرطا بالعملية السلمية لبناء نظام ديمقراطي وعراق آمن. لنا أن نتصور إن أبو مصعب الزرقاوي، أو من هم على شاكلته، يتحول إلى سياسي مسالم!!!!! وأن يتحول البعثي من رجال المخابرات السابقة إلى إنسان مسالم!!!! هل يمكن أن يحدث أمرا كهذا؟؟؟!!!! لذا لا أجد أن لأي وساطة نصيبا من النجاح، صحيح إن الصدر سيوافق، ولكن بعد دقائق من خروج الوساطة ذات المساعي السلمية، سيكون للصدر رأيا آخر ليس الذي تحدث به مع الوسطاء. وحتى لو اتفق بشكل نهائي، سيكون الأمريكان من خرق الهدنة قبل أن يحدث شيء على أرض الواقع من بنود المعاهدة.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة الأكفان هي السبيل إلى جهنم
- المؤامرة الإيرانية في العراق تؤتي أكلها
- ورقة إيران ما قبل الأخيرة في العراق
- ماذا نريد لنكون شعبا هادئ الطباع ومنسجم
- أبو غريب، دروس في الديمقراطية – 1 & 2
- العرب يدافعون عن حقوق الإنسان في العراق؟! من يصدق ذلك؟!؟
- كالمستجير من الرمضاء بالنار
- مصمم العلم له أيضا مقال
- الإبراهيمي، فلم أقوى من سنكام
- هل حقا هزمت أمريكا أمام عمائم الشيطان!؟
- دروس مأزق نيسان
- كيف يمكن التعامل مع المليشيات في العراق
- من ينقذ أهل العراق من براثن البعث والمغامرين؟
- رسالة تهديد من بن لادن
- العربي كما القطة التي أكلت أبنائها حبا بهم
- السيناريو المرعب ولكن بمشيئة أمريكية 1 & 2
- مداخلة حول العراق العربي والعراق المسلم
- المراكز الإعلامية الجديدة للعراق في إسرائيل
- مراجعة لردود الفعل على قانون إدارة الدولة
- انتفاضة الحياد - خامسا


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - مليشيا الصدر من الداخل الصدر لم يعد يمتلك ناصية القرار