|
موقف احزاب اللقاء المشترك من حرب صعدة
عارف علي العمري
الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 17:54
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
المشترك لمعالجة ما يجري في صـعـدةَ إيقاف الحرب.. مساعدة النازحين.. العودة إلى الحوار
> حربُ صَـعْـدَةَ التي يقفُ منها المشترَكُ موقفَ الوسط الذي يتسمُ بالغموض وخصوصاً في الحرب السادسة هل ستؤدي إلى إشعال فتيل أزمة سياسية بين اللقاء المشترك »الأحزاب المعارضة« والمؤتمر الشعبي العام تنذر بحرب أهلية؟!، ولماذا إنفرط عقد الزواج الكاثوليكي بين أكبر الأحزاب تنظيماً التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام بعد رحيل الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر؟!.
وما هي الأسباب التي تقف وراء دعوة اللقاء المشترك الحوثيين والدولة إلى الجلوس على طاولة الحوار؟، ولماذا ترك اللقاء المشترك عموماً، وحزب الإصلاح خصوصاً، »الخيل« منفرداً في مواجهة معارك جبال صَـعْـدَةَ الشاهقة؟!..
أسئلةٌ تجعَـلُ الجميعَ يبحث عن إجابة لها، وَهو ما نحاول مناقشته من خلال السطور التالية.
عارف علي العُـمَري
[email protected]
الإصلاح
> منذ اندلاع الحرب في ٨١ حزيران 2004م كان للإصلاح موقف يتسم بالتطابق في كـُــلّ جولة جديدة للحرب، موقف يدعو إلى الحوار ووقف نزيف الدم، وهو ما لم يرق للسلطة وحزبها الحاكم ليقف الجانبان في كـُــلّ إستراحة حرب موقف الند والخصم للآخر، ويجعل كـُــلّ طرف يتمسكُ بمواقفه ورؤاه ويعض علىها بالنواجذ.
في شهر مارس 2008م عقد شورى التجمع اليمني للإصلاح دورته الإعتيادية الثالثة -أي قبل شهر من اندلاع الحرب الخامسة-، حيث رحب شورى الإصلاح باتفاق الدوحة على عكس تحفظ قادة الحزب بشأنه، وكذا على خلاف ما كان طرحه محمد اليدومي -نائب رئيس الهيئة العليا للإصلاح- على الرئيس أثناء لقائه به ومعه قياديون من المشترك بأن الإتفاق مهين ومذل، والذي رد عليه الرئيس حينها بأنه حقن للدماء، وأكد مجلس شورى الإصلاح على وقوفه إلى جانب كـُــلّ جهد وطني صادق ومخلص لإيقاف الحرب، ولكنه أشار إلى خيبة أمل إزاء إصرار السلطة على بقاء الإتفاق طي الكتمان.
وقال البيان الذي نشرت صحيفة الصحوة في عددها »1.119« بتأريخ ٧٢ مارس مقتطفات منه: »... فالإصلاح رغم عدم علمه بتلك البنود إلاَّ أنه تمنى أن تكون في اتجاه الحل، وهو موقف وطني يعكس موقف اللقاء المشترك من الحرب منذ نشوبها«.
كان هذا هو موقف الإصلاح قبيل الحرب الخامسة، وأثناء اندلاع الحرب الخامسة قال عبدالوهاب الآنسي -الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح-: »إن الحوار هو الوسيلة الحضارية لحل كافة المشاكل الوطنية التي تعمل في البلاد.. مشيراً إلى رفض المشترك القاطع إخراج أية قضية عن الحوار الوطني إلى الإطار الإقليمي تجنباً للتجذبات الحاصلة في المنطقة...«، وذلك حسب ما أوردته صحيفة »الصحوة« في عددها »1.129« بتأريخ ٥ يونيو 2008م ص18 .
وفي حوار أجراه محمد اليوسفي -رئيس تحرير صحيفة »الصحوة« الناطقة باسم الحزب مع الدكتور/ عبدالعظيم العمري -رئيس هيئة شورى الإصلاح بالأمانة- ورداً على سؤال عن قراءة البعض لموقف المشترك الغامض إزاء الصراع الدائر في محافظة صَـعْـدَةَ قال العمري: »ليس هناك أي غموض، فموقف اللقاء المشترك موقف واضح تماماً، وهو أننا نرفض العنف، ورفع السلاح في وجه الدولة بأي شكل من الأشكال، وأن التغيير يجب أن يكون في الإطار السلمي، ولا نقبل أيضاً بتسخير إمكانيات الدولة وقدراتها وجيشها من أجل معالجة مشكلة بدون أن يكون هناك توافق وطني حولها، بدون أن يكون وضوح في ما هو المطلوب بالضبط؟، وما هي آلية المعالجة؟، والموضوع الآن يعالج في إطار غامض، والمعالجة غامضة.. ما هو المطلوب؟، مرة في حوار، ومرة في قتال، ومرة في وساطات خارجية، فالمسألة غامضة وليست واضحة عن منهجية الدولة في معالجة الموضوع... «.
وعقب إندلاع الحرب الأخيرة كان موقفُ الإصلاح هو موقف أحزاب اللقاء المشترك الذي يدعو إلى الوقف الفوري للحرب، والعودة إلى طاولة الحوار، وهو موقف يتسم بالمرونة بعكس موقف الحزب الإشتراكي اليمني.
الإشتراكي مواجَهَةٌ بلون الدم
> على النقيض مما سبق يبدو الحزب الإشتراكي أشد نقداً لممارسة الدولة الحرب في صَـعْـدَةَ، عبر بياناته اللاذعة أو عبر تصريحات قادته لوسائل الإعلام المحلية الدولية، وهو موقف يرى فيه البعض تفريطاً في الوطنية والإنتماء لوطن الـ»22« من مايو، والـ»14« من أكتوبر، وإن كان الإشتراكيون ينظرون إلى أن الحزب الحاكم هو من يستخدم ورقة صَـعْـدَةَ لتصفيات حسابات داخلية لشخصيات تتصارع على حُــكم ما بعد علي عبدالله صالح.
في تصريح لعضو المكتب السياسي للحزب الإشتراكي اليمني قال محمد المخلافي لقناة »العالم« الإيرانية ضمن برنامج »الحقيقة أين؟«: إن محاولة إستئصال أي طرف في الوطن خاطئاً كان موقفه أم صائباً سينتهي بالفشل. معتبراً أن الحل سيكون في النهاية شاءت السلطة أم أبت هو الحوار، وإيجاد حوار وطني شامل للمشكلة، وحذر من أن الشعب اليمني كله اليوم أمام كارثة تطال الإنسان والإقتصاد والعلاقات الوطنية، معتبراً أن من الواجب على دول الإقليم أن تساعد اليمن؛ لأن تفككه سيصيب كـُــلّ من حوله وفي مقدمتهم السعودية، مشدداً في برنامج »الحقيقة أين«؟ على أن الأزمة المتواصلة في اليمن هي نتاج الفشل في بناء الدولة وتركيز السلطة والإستحواذ على الثروة، والتوجه إلى احتكار السلطة وتوريثها، معتبراً أن الحفاظ على الدماء اليمنية مسؤولية وطنية.
وجدد المخلافي تحذيرَه من أن اليمن هو اليوم أمامَ خطر الإنزلاق إلى المجهول، وقال: إن السببَ الرئيسي في ذلك هو فشل الحُــكم في البلاد، ولا يمكن تحميل الآخرين مسؤولية ما يصنعه الحكام في صنعاء، معتبراً أن أمام اليمن فرصة أخيرة لإيجاد حل يتمثل في إعادة النظر في معادلة السلطة والحكم والثروة وإشراك الآخرين فيها.
كانت تصريحات المخلافي »النارية« هذه عقب فشل إتفاق الدوحة الذي تم بين الحكومة والحوثيين.
وفي أثناء الحرب الخامسة كان محمد المقالح -عضو المكتب السياسي للحزب- يتحدث لقناة »العربية« الإخبارية ويصف مشاركة الجهاديين والقبائل في الحرب بأنها حماقة وتعمل على ارتكاب مزيد من جرائم الحرب تحت حُجة الحفاظ على هيبة الدولة والجيش، فيما الهدفُ الحقيقي من هذه الدعوات هو مزيد من إذلال الجيش وإسقاط هيبته وإدخال السلطة أو بعض أطرافها في مستنقع عميق.
وبالمقابل إتهمت السلطة أحزابَ المعارضة وتحديداً الإشتراكي بمساندة المتمردين في صَـعْـدَةَ.
من خلال السطور التي تقدمت حاولنا عرضَ ولو جزءاً يسيراً من موقف حزبَــي الإصلاح والإشتراكي، باعتبارهما التكتلين الأكبرين داخل أحزاب اللقاء المشترك والذي يضم إلى جوار الإصلاح والإشتراكي حزب الحق، واتحاد القوى الشعبية، وحزب البعث العربي الإشتراكي »جناح سوريا«، بالإضافة إلى التنظيم الناصري.. موقفُ أحزاب اللقاء المشترك جاء على لسان الرئيس الدوري لأحزاب المشترك، وذلك في تصريح لصحيفة »البلاغ« العدد (847) 12 أكتوبر 2009م حيث قال: »إنه من الخطأ أن يطالب الصحفيون والمثقفون اللقاء المشترك باتخاذ إجراء تجاه حرب صَـعْـدَةَ«، وقال: »لن نصطفَّ مع أحد أطراف النزاع، ولكن اللقاء المشترك يصطف مع الوطن، ويطالب بوقف الحرب، كما يطالب الدولة وعلى رأسها القيادة السياسية بالإستجابة لدعوة المشترك للحوار الوطني«.
موقفُ الرئيس الدوري للمجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك/ حسن زيد يعكس رؤى أحزاب اللقاء المشترك تجاه »حرب صَـعْـدَةَ«، وقد جاء موقفُ المشترك في البيان الذي صدر عن المجلس الأعلى لأحزاب المشترك بتأريخ 22 / 8 / 2009م ونشرت نصه صحيفة »الصحوة- ص ٣« والذي جاء فيه: »إن أحزاب اللقاء المشترك ومن منطلق حرصها الوطني المسؤول تؤكد رفضها لنهج الحرب وثقافة الكراهية، وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه أحزاب اللقاء المشترك منذ بدء المشكلة منتصف عام 2004م عن رفضها للحرب واستخدام القوة، والزج بالمؤسسة العسكرية في الصراعات الداخلية، وطالبت بحل المشكلة جذرياً من خلال تفعيل مؤسسات الدولة، وفي الإطار الوطني وما ينزع فتيل الأزمة، ويعالج آثارها ويحول دون تجدد الحروب«..
وجاء في البيان أيضاً: »كما أيدت أحزاب اللقاء المشترك إعلان الرئيس في 17 يوليو 2008م وقف الحرب إلاَّ أنها فوجئت بتجددها هذه المرة وبصورة عنيفة للمرة السادسة من قبل السلطة والتي دأبت على التفرد بكل شؤون الوطن وقضاياه لحساباتها الآنية الضيقة، وبما يعرض الوطن وأمنه واستقراره ووحدته لأفدح الأضرار، وإخراج هذه القضية من إطارها الوطني إلى التجاذبات الدولية والإقليمية...«.
بيانُ المشترك أكد على دعوة كافة أطراف القتال إلى الوقف الفوري للإقتتال وضرورة السماح لفرق الإغاثة المحلية والدولية للوصول إلى المناطق المتضررة والمنكوبة لمساعدة النازحين والمشردين، كما أكد إستعدادَه للمشاركة في أي حوار وطني يعمل على حل هذه المشكلة.
ويرى اللقاء المشترك أن الحروب المتكررة في صَـعْـدَةَ إنعكاسٌ لغياب النظام المؤسسي القادر على التعاطي مع التحديات السياسية والثقافية والإجتماعية من منظور وطني يتجاوز المفاهيم التي تستولدها ثقافة التفكيك في إستجابة واضحة لضغوط المعطيات التي يفرزها غياب هذا النظام.
وفي الإطار السياسي لرؤية اللقاء المشترك لمتطلبات إجراء إنتخابات حرة ونزيهة الذي أصدره المشترك في فبراير من العام الحالي قالت أحزاب اللقاء المشترك: »إنه لا بد من وضع قضية صَـعْـدَةَ على طاولة حوار وطني شامل يكون الحوثيون طرفاً فيه، بحيث لا تظل هذه القضية بينهم وبين السلطة فقط، فالجميع معنيون بمستقبل هذا الوطن، ومنه هذا الجزء الذي هو صَـعْـدَةُ.
موقف اللقاء المشترك هو ذات الموقف الذي دعت إليه تحضيرية الحوار الوطني ومن قبله دعوة حسن نصر الله -الأمين العام لحزب الله اللبناني- الذي ناشد الرئيس صالح وقف الحرب في صَـعْـدَةَ بمناسبة قدوم العيد »عيد الفطر المبارك«.
#عارف_علي_العمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليمن بعيون خارجية
-
صعدة مستنقع الدم ومخزن البارود
-
التنصير في اليمن ومقتل الالمانيين
-
يهود اليمن بين خيارات لتهجير والبقاء في ارض الوطن
-
هل تصبح الدعوة الى عودة المخاليف في اليمن هي الحل؟؟
-
حلول لما يجري في اليمن ...... هل تعيرها الحكومة ادنى اهتمام
-
تشخيص للازمات التي يمر بها اليمن
-
المعتقلون اليمنيون خارج الحدود
-
كيف تحولت اليمن الى ساحة حرب
-
اليمن تحت نيران الجرع السعرية
-
جنوب اليمن حكايات واسرار
-
اليمن المطلوب تغيير ه
-
بين زغردة عصافير الصباح ... وعويل نساء الليل
-
اليمن رؤية من الداخل
-
انفلات امني غير مسبوق ... يقود اليمن نحو الصوملة
-
تنظيم القاعدة في اليمن
-
قتل للطلاب داخل جامعة صنعاء
-
الخلافات العربية العربية الى اين ؟؟؟
-
رحلة في عاصمة الروح
-
صنعاء وواشنطن افاق جديدة لحرب باردة
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|