أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يزن شقير - التنوير والتكفير















المزيد.....

التنوير والتكفير


يزن شقير

الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 16:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يفخر العربي بحضارته وبتراثه القديم ..أول ما يخطر بباله العظماء والعلماء الذين أغنوا تراثنا وجعلونا بمصافي الأمم الرائدة بيوم من الأيام وجعلوا لنا مكان في الحضارة العالمية ..فبعد أن أستقر الأمر للأسلام ..وأنتهت معمعة الفتوحات .أخذ الكثير من الأشخاص يفكرون بشكل مختلف فمن الناس من أتجه للطب أو الفلسفة أو الكيمياء أو الفلك أو أي علم من العلوم المنتشرة في تلك العصور ...لتبدأ حركة ترجمة كبيرة وفي كل الأصعدة وتهافت غير مسبوق على الكتاب ، أدى إلى ثورة فكرية كبيرة .. وقف لها بالمرصاد الدين والتطرف .
فلا يوجد في تراثنا العربي والأنساني علماء أعطوا وأبدعوا في تلك الحقبة من الزمن مثل ابن رشد وابن المقفع وابن عربي وابن الفارض والفارا بي وغيرهم الكثير من العظماء الذين كفروا عن بكرة أبيهم.... ليتركوا لنا ارث عظيم ضاع بين أقدام التطرف والمعتقدات الواحية وفلسفة التكفير.. التي نورد أسفله بالنذر اليسير من الأمثلة عن ضحاية هذه الفلسفة التي وضعتنا في نفق مظلم بعد أن تجاوزها كل العالم ..

ابن رشد (الجد)(الفيلسوف العظيم)

كلنا يعرف قصته مع شيوخ الدين في الأندلس التي أنتهت بحرق مكتبته ..التي لم يصلنا منها إلا اليسير الذي غير الكثير في التراث العربي والعالمي

ابن رشد (الحفيد) (الفيلسوف الكبير)

قال الذهبي في السير [21/307] : (العلامة فيلسوف الوقت أقبل على علوم الأوائل وبلاياهم حتى صار يضرب به المثل في ذلك لا ينبغي أن يروى عنه) وذكر أن الخليفة يعقوب الملقب بالمنصور نقم على ابن رشد لأجل الفلسفة وأمر أن يهجر في بيته فلا يدخل عليه أحد لأنه بلغه عنه أقوال ردية ونسبت إليه العلوم المهجورة فمات محبوساً بداره بمراكش.
وقد ذكر ابن تيمية(مشكورا) أن ابن رشد الحفيد خالف قدماء الفلاسفة في بعض مذاهبهم وأنه أقلهم كفراً وأقربهم إلى الإسلام انظر مجموع الفتاوى [17/289،295،357].

ابن سينا (الطبيب والعالم والفقيه والفيلسوف)

نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان [2/291] قول الذهبي في ابن سينا: (فلسفي النحلة ضال) وزاد (لا رضي الله عنه).
ويقول ابن الحموي الشافعي: (وقد اتفق العلماء على أن ابن سينا كان يقول بقدم العالم ونفي المعاد الجسماني ولا ينكر المعاد النفساني ونقل عنه أنه قال: إن الله لا يعلم الجزئيات بعلم جزئي بل بعلم كلي فقطع علماء زمانه ومن بعدهم من الأئمة ممن يعتبر قولهم أصولاً وفروعاً بكفره وبكفر أبي نصر الفارابي من أجل اعتقاد هذه المسائل وأنها خلاف اعتقاد المسلمين) ا.هـ.
ونقل ابن العماد في شذرات الذهب [3/237] قول اليافعي في ابن سينا: (طالعت كتاب "الشفا" وما أجدره بقلب الفاء قافاً، لاشتماله على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين والله أعلم بخاتمته وصحة توبته).
ونقل قول ابن الصلاح فيه: (لم يكن من علماء الإسلام بل كان شيطاناً من شياطين الإنس)ا.ه

(ويقول السيد ابن تيمية (وابن سينا تكلم في أشياء من الإلهيات والنبوات والمعاد والشرائع لم يتكلم فيها سلفه ولا وصلت إليها عقولهم ولا بلغتها علومهم فإنه استفادها من المسلمين وإن كان إنما أخذ عن الملاحدة المنتسبين إلى المسلمين كالإسماعيلية وكان هو وأهل بيته وأتباعهم معروفين عند المسلمين بالإلحاد وأحسن ما يظهرون دين الرفض وهم في الباطن يبطنون الكفر المحض وقد صنف المسلمون في كشف أسرارهم وهتك أستارهم كتباً كبارًا وصغاراً وجاهدوه باللسان واليد إذ كانوا بذلك أحق من اليهود والنصارى) أنتهى كلام ابن تيمية"شيخ الأسلام").

الفارابي(الطبيب والكيميائي والفيلسوف العظيم)

قال ابن العماد في شذرات الذهب [2/353]: (أكثر العلماء على كفره وزندقته حتى قال الإمام الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال" : لا شك في كفرهما أي الفارابي وابن سينا) ونقل عن الغزالي أيضاً قوله: (مجموع ما غلط فيه هؤلاء الفلاسفة المنتسبون إلى الإسلام، ومنهم الفارابي وابن سينا يرجع إلى عشرين أصلاً يجب تكفيرهم في ثلاثة منها وتبديعهم في سبعة عشر.

أبو بكر الرازي(الطبيب والعالم والفيلسوف)

قال ابن القيم في معرض كلامه عن عقائد الثنوية والديصانية وهم من المجوس (وأصل عقد مذهبهم الذي عليه خواصهم إثبات القدماء الخمسة: الباري، والزمان، والخلاء، والهيولي، وإبليس).
فالباري خالق الخيرات، وإبليس خالق الشرور، وكان محمد بن زكريا الرازي على هذا المذهب لكنه لم يثبت إبليس فجعل مكانه النفس وقال بقدم الخمسة مع ما وشحه به من مذاهب الصائبة والدهرية والفلاسفة والبراهمة.
فكان قد أخذ من كل دين شر ما فيه وصنف كتاباً في إبطال النبوات ورسالة في إبطال المعاد فركب مذهباً مجموعاً من زنادقة العالم) ا.هـ باختصار من إغاثة اللهفان [2/179].

أبن عربي(المتصوف والشاعر والفيلسوف)

"ويقول الجاهل ابن تيمية (وأقوال هؤلاء (اتباع ابن عربي) شر من أقوال اليهود والنصارى، فيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد أخرى، وبالوحدة تارة، فهو مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يلبسون على من لم يفهمه. فهذا كله كفر باطناً وظاهراً بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى" (الفتاوى 2/ 368).
طبعا تكفبر ابن عربي متفق عليه من كل شيوخ السنة والشيعة .لأنه حاول فقط ان يجد مخرج من مأزق الدين بالتصوف وهناك الكثيرين الذين اتبعوا مذهبه بالتفكير او اتبعوا التصوف بشكل عام وكان التكفير لهم بالمرصاد امثال الشاعر الفيلسوف الصوفي الكبير ابن الفارض .. والشاعر العظيم المتصوف الذي الف قصائد رائعة في العشق الألهي والتماهي مع الله الحلاج .. الذي توضئ بدماءه ...جزاء هذا العشق وابن المقفع والعذاب الذي ذاقه بعد ان قطعت أوصاله وشويت أمامه ليأكلها... والفيلسوف الطبيب ثابت ابن قرة ..وابو العلاء المعري الفيلسوف الشاعر العظيم ..
وكل كل كل مبدع في تراثنا العربي المرتبط بالأسلام كان كافر قتل او عذب او سجن او لوحرق أو نفي أو أبعد
والأن صار كل مسلم ابن تيمية وكل مؤمن ابن القيم .. فصار التكفير لعبة العصر .. وصار التخلف والرجوع للوراء وتقليد الرسول بكل التفاصيل مفخرة بين الناس علهم يرونه بالحلم كما تقول الأسطورة الأسلامية .
فكل الشعراء الموجودين على الساحة اليوم كفار ..وكل الأدباء والفنانيين والموسيقيين والرسامين والنحاتين وحتى المصورين كفار .. وكل مؤرخ وفيلسوف هو كافر بدون ذكر أسماء هذه المرة فالتكفير جماعي والتفكير من أصله حرام والنظريات العلمية كلها بدع ... و و و
حرمنا بالماضي من عصر للتنوير .. الذي كنا على أعتابه
فأرجوا أن لا يكون الحاضر أسوء من الماضي ...



#يزن_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضغط هنا .. عودة إلى الوراء
- القفز عن القانون


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يزن شقير - التنوير والتكفير