|
شيخ الأزهر ضد النقاب: أنت أسوأ مما تنهي عنه !
سليم حدّاد
الحوار المتمدن-العدد: 2805 - 2009 / 10 / 20 - 14:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
على مدار ايام تابعنا لعبة القط و الفأر بين المؤسات الرسمية للدولة المصرية و النقاب ، أو اختصارا: بين النظام و خصومه من المصريين الإسلاميين. الأزهر في ورطة بسبب رئيسه ، شيخ الأزهر ، الذي مارس ذكوريته و هيمنته و سلطاته البطرياركية على فتاة صغيرة بأحد المعاهد الدينية و أمرها بخلع النقاب، ثم أهان البنت بالسخرية من مظهرها ، و الله وحده يعلم كيف تلقت البنت تلك الاهانة العلنية من شخص بهذه الصفة و (القداسة) !!
جامعة القاهرة في ورطة أخرى بقرارها منع استقبال المنتقبات في المدينة الجامعية، ربما قريبا سنشهد منع المنتقبات من دخول الجامعة أصلا!!
كلتا الحالتين أدتا الى استنكار المصريين - كالعادة- و لكن ليس لأن المصريين من محبي الحرية ، و انما لأن النقاب -برغم اختلاف المتفقهون- شئ ديني ، و كل ديني مقدس ، و كل مقدس يحظر القتراب منه او التصوير ، او التفكير ، فما بالك بالمنع !!
النقاب في حد ذاته أداة تمنع المرأة من مواجهة الحياة ، هو -كساتر للوجه- يدفع تلقائيا بفكرة أن هذه المنتقبة غير قادرة على التعامل مع المجتمع و بالتالي فهي في حاجة دائما للذكر الحر الذي يتثرف كيفما يشاء، و هذا في رأيي انحطاط بالانسانية الى عصر معاملة السادة/العبيد. هذا رأيي، و لكن من أنا لكي افرض ما أرى على الناس؟؟
الحرية ، ما الحرية الا اختيار. لماذا يدين البعض من يختار، هل يصح؟
من ترتدي النقاب هي واحدة من ثلاثة: اما انها تمارس طقسا دينيا تزيد به رصيدها في بنك الحسنات، او انها ترتديه بحككم العادة ، او لوجودها في صحبة مجموعة منتقبات فأرادت ان تندمج معهن ، او ان هناك ضغط اسري و اوامر ذكورية تهدف الى الاطمئنان على الشرف!
الفتاة الاولى اختارت النقاب. اختارت، بغض النظر عن رأيك او رأيي فيه ، ، و هي مستعدة للدفاع عن هذا لاختيار كأي شخص له من عزة النفس ما يجعله يأبى الانصياع لما لا يحب ، و أخيرا شهدنا منتقبات من أجل الحرية. مظهر عبثي و لكنه عصرنا العجيب!
الفتاة الثانية التيي تتبع الموضه السائدة في (شلتها) ، مثلها مثل فتاة أخرى سمراء ، صبغت شعرها باللون الذهبي ارضاء لصاحباتها. كلتاهما ضحية للموضة و اتباع السائد ، فبأي حق تمنع الاولى و تسمح للسمراء/الشقراء بالتجول بحرية؟؟
أ/ا بالنسبة للفتاة التي اجبرها اهلها على ارتداء النقاب ، فنحن لا نحل اي مشكلة بمنعه في المدارس و الجامعات ، بل ربما يؤدي هذا القرار الى عداء و صراع بين الاسر و المؤسسات التعليمية ، قد يدفع بالكثير من هذه الاسر الى رد فعل اكثر عدوانية قد يصل الى منع الفتيات من المدارس او الزج بهم الى مؤسسات غير رسمية اكثر تطرفا يكوت همها الاول تلقين الفتيتات فن رعاية الازواج مستقبلاز. و لماذا في المستقبل؟ ربما يتم تزيجهن مبكرا بالمرة حرصا على سنوات الخصوبة لإنجاب مزيد من الاطفال - ليباهي بهاالأمم محمد يوم القيامة- و ايضا زيادة اكبر في الاطمئنان على الشرف. هل من المستبعد ان يمنع الاهل بنتهم المنتقبة من الذهاب الى الجامعة و السفر يوميا لأنها لم تجد مكانا في المدينة الجامعية؟ الجلوس في البيت اكثر راحة ، و أوفر!!
سؤال: لماذا يقوم البعض بشغل وقتهم بإطفاء أطراف السنة اللهب بدلا من محاولة اخماد مصدر الحريق نفسه؟ إذا كان النقاب هو المشكلة ، فالحرية هي الحل! اذا كان النقاب هو المشكلة - كقطعة قماش توضع او تزال- فهذه لعبة صبيانية لا احب حتى ان اتابع اخبارها، و لكن المشكلة في التفكير المنتقب الذي يخشى الحياة و يجهل المرأة و يخجل منها و يشتهيها بشكل مرضي. الحل لا يكون بممارسة نفس اسلوب التفكير مع الفتيات و استضعاف البنات و محدودي الدخب ، و انما بتفكير اصيل يناقس لا يهاجم، و يكتشف الحقائق بدلا من ان يلقنها ....
#سليم_حدّاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
هجوم ماغدبورغ: دوافع غامضة بين معاداة الإسلام والاستياء من س
...
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
-
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات
...
-
مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب
...
-
بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز
...
-
وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها
...
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|