أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سمير عادل - الارهاب في الفكر القومي















المزيد.....

الارهاب في الفكر القومي


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 171 - 2002 / 6 / 25 - 07:04
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كل طرف يدعي بحقانيته من جانبه في الصراع العربي-الاسرائيلي.وكل واحد من هذه الاطراف يتهم الاخر بأنه ارهابي ويشجع الارهاب او يحرض عليه . في حين ان كل واحد منهما وعبر صراع دموي بدأ منذ نصف قرن يتغذى ويتقوى ويديم استمراره على مقولة الارهاب . لكن ما ابرز هذه المقولة على صدر الصفحات الاعلامية العالمية واصبحت ذاتها في صدر القواميس السياسية وتتصدر جدول اجتماعات زعماء الاطلسي والعالم هي جريمة 11 ايلول في امريكا .وتتحول عبارة الحرب الارهاب من قبل ساسة البيت الابيض الى  عنوان هيمنتها على العالم لتحل محل الخطر الشيوعي ابان الحرب الباردة .وهكذا كانت الحرب ضد الارهاب هي المهمة الرئيسية التي اعلنتها القمة الاطلسية – الروسية قبل ايام ليعلق عليها جورج دبليو بوش "لقد ولى زمى الحرب الباردة".

فأذا كان الطرف العربي في الصراع هو من مخلفات الحرب الباردة الذي ما زال لم يتمكن ان يتأقلم مع تداعيات 11 ايلول ،الا ان الطرف الاخر من الصراع وهو الاسرائيلي استطاع ان يحتفظ بمكانته السابقة من خلال ادعائة بأنه ضحية الارهاب الاسلامي والعربي.لكن هل من الممكن ان يثبت الطرف العربي حقانيته على الاقل في نصف العالم في الدفاع عن نفسه ضد ما يتهم به بأنه داعم الارهاب او يحرض عليه كما كانت ايام الحرب الباردة ؟

بالنسبة لاسرائيل فلا داعي لأحد ان يشغل نفسه كي يثبت بأن دولة اسرائيل ارهابية وتعتاش على زعيمة الارهابيين في العالم وهي امريكا صاحبة جرائم نغازاكي وهيروشيما ..فيكفي تلك التظاهرات العارمة التي هزت عواصم اوربا وامريكا والعالم ضد جرائم شارون .

لكن الطرف العربي يحاول عبثا ان يختبأ وراء تلك الاحتجاجات العالمية ضد دولة اسرائيل العنصرية وان يتنفس الصعداء ويخلص نفسه من تهمة الارهاب . فلا زال في نظر الفكر القومي العربي بأن كل اسرائيلي مجرم . وان كل طفل في اسرائيل مجرم بناءا على ذلك فهؤلاء يستحقون الموت .تعليقات رئيس دولة مثل بشار الاسد عندما يبرر العمليات الارهابية في اسرائيل ويقول ان الشعب الاسرائيلي كله مسلح . بيان مؤتمر شرم الشيخ الذي وقع من قبل احمد ماهر وفاروق الشرع وولي العهد السعودي وزراء خارجية مصر وسورية والسعودية والذي يدين كل اشكال العنف .وحين يطلب التفسير حول ما معنى ادانة كل اشكال العنف فيجيب جميعهم بأنهم ما يقصدونه هو العنف الاسرائيلي، اما يقوم به الفلسطينيين فأنه عمل مشروع .وهكذا دواليك يمنح صدام حسين 25 الف دولار لكل لعائلة يتفذ أحد ابنائها عملية انتحارية ضد الاسرائيليين. واذا ما راقبت جميع وسائل الاعلام العربية من صحف واذاعات وفضائيات فأن اطلاقة عبارة "العمليات الاستشهادية" على العمليات الانتحارية ضد المدنيين الاسرائليين هي العبارات المستخدمة مع سبق الاصرار والترصد !

ليس هذا فحسب بل حتى اصوات التحرر والمساواة في العالم العربي تكاد تكون معدومة او مخنوقة او واقعة تحت تأثير الفكر القومي العربي الشوفيني . فكاتبة تحررية مثل نوال السعدواي وقفت طوال سنوات وسنوات ضد التمييز الجنسي على المرأة، تقف الى جانب العمليات الارهابية التي تقام في اسرائيل .فلا يمكن تبرير هذا الموقف بالخوف او الاتهام بالخيانة من قبل حماة القوميين العرب .فتاريخ هذه الكاتبة هو تاريخ الجرأة وعدم الرضوخ لكل اشكال الضغوطات .وحتى مقولة مقاومة "التطبيع" هي جزء من النتاج السياسي للفكر القومي العربي الذي يحاول دائما ان يديم بأستمرارية العداء ضد كل ما هو اسرائيلي . ولقد اتهم العديد من الكتاب والادباء المصريين بالتطبيع مع "العدو الصهيوني" وهي محاولة لعدم الاندماج او كسر الحاجز النفسي من العداء والكراهية بين الانسان العربي والانسان اليهودي او الاسرائيلي.

لقد كان ياسر عرفات هو احد القادة السياسيين للفكر القومي العربي في اطاره الفلسطيني وجزء اساسي في طرفي الصراع العربي-الاسرائيلي . ويوم خسر رهانه على الامة العربية بتحقيق تحرير فلسطين ،غير رهانه على العراب الامريكي.لكنه نسى بأن عليه ان ينفذ الاملاءات الامريكية وحتى ان لم يقدر عليها.ان مشكلة ياسر عرفات الذي نبذ قبل ايام "حماس والارهاب " لا تكمن انه يجب ان ينبذ الارهاب ارضاءا لاسرائيل وامريكا حتى يجلسون للتفاوض معه بل يكمن بأنه لا يريد ان يستأصل الارهاب الذي يمارس ضد المدنيين الاسرائيليين ويقطع الصله معها من الناحية الايدلوجية والسياسية الذي هو جزء من البنية الفكرية والسياسية للحركة القومية العربية. وهو جزء منافي لعدالة القضية الفلسطينية .ان الفكر القومي الاعمى لا يريد ان يشعر او يرى بأنه لا فرق بين الآم طفل فسطيني أو اسرائيلي قطعتا سيقانهما بسبب قذيفة الدبابات الاسرائيلة او عملية انتحارية لمنظمة اسلامية او فلسطينية .

 لقد نجحا الفكري القومي العربي واليهودي بحق في طمس الهوية الانسانية .

  



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العنف وثقافة حقوق الانسان ..حقوق الانسان من منظور الحز ...
- امريكا والمعارضة العراقية في مأزقهما الاخلاقي
- العولمة واليسار..ملاحظات اولية
- لوبان وهايدر.. شارون واوروبا دروس في الانتخابات والعنصرية
- قمة بيروت بين الحالمين والرابضين والمنهارين
- مآثر صدام حسين في ظل الحصار الاقتصادي و"العدوان الامريكي الغ ...
- الهزيمة السياسية لمرة أخرى
- استراتيجية الارهاب والارهاب المضاد
- إلى نساء الجالية العربية والعراقية بمناسبة يوم المرأة العالم ...
- هل نزار الخزرجي اوفر حظاً من حسين كامل ؟البديل الكاريكتوري
- شباط 8 عروس المجازر
- ملف الحصار وتناسي آلام العراقيين
- مهامنا الاخلاقية والسياسية تجاه القضية الفلطسنية
- جمعية حقوق الانسان العراقية و"الاصطياد في الماء العذب" !
- الجالية العربية بين مطرقة الحكومة الكندية وسندان التيارات ال ...
- -اليسار- مقولة مغلوبة على أمرها
- رسالة مفتوحة إلى الجالية العربية والعراقية بمناسبة العام الج ...
- "العراق العظيم" و"صدام حسين" و"الصهيونية العالمية" والطبالين ...
- كردستان العراق والإسلام السياسي
- لا تقلق .. يا بلير


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سمير عادل - الارهاب في الفكر القومي